كتاب الْعقل وفضله
تأليف الْقرشِي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا
الْمُتَوفَّى سنة 281هـ رضى الله عَنهُ
(سَنَد الْكتاب)
رِوَايَة أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد العسكري
الدقاق عَنهُ رِوَايَة أبي الْفرج مُحَمَّد بن فَارس بن مُحَمَّد بن مَحْمُود
الغوري عَنهُ رِوَايَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن سيكنة وعَلى
بن أَحْمد الْمَلْطِي جَمِيعًا عَنهُ رِوَايَة أبي عبد الله يحيى بن الْحسن بن
أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء عَنْهُمَا رِوَايَة الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن
عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الطراح عَنهُ كَذَا فِي الأَصْل
الْمَنْقُول
رِوَايَة: أبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد
العسكري الدقاق عَنهُ رِوَايَة: أبي الْفرج مُحَمَّد بن فَارس بن مُحَمَّد بن
مَحْمُود الغوري عَنهُ.
رِوَايَة: أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن
سيكنة، وعَلى بن أَحْمد الْمَلْطِي جَمِيعًا عَنهُ.
رِوَايَة: أبي عبد الله يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد
الله بن الْبناء عَنْهُمَا.
رِوَايَة: الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن يحيى
بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الطراح عَنهُ.
كَذَا فِي الأَصْل الْمَنْقُول.
(1/19)
وَبعده سماعات سمع جَمِيعه على الشَّيْخ أبي الْحسن
عَليّ بن يحيى الطراح بِسَمَاعِهِ من ابْن الْبناء بِقِرَاءَة الشَّيْخ أَبَا
السعادات مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد الجبى أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن
عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد وَمُحَمّد بن عمر بن أبي بكر وَأحمد بن عمر بن
مُحَمَّد بن أَحْمد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَكَاتب الْأَسْمَاء عبد
الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المقدسيون وَمُحَمّد بن يُوسُف بن همام
الدِّمَشْقِي وَأَبُو حَفْص بن عمر بن أبي مَنْصُور ابْن أبي الْقَاسِم وَأَبُو
الرضى مُحَمَّد بن مُبشر بن أَحْمد بن عَليّ الرَّازِيّ وَأَبُو الْفضل عبد
الْعَزِيز بن مَسْعُود بن سعد النَّاقِد وَعبد الرَّحِيم بن نَفِيس بن هبة الله بن
وهبان الحديثي وَأَبُو بكر بن عبد الله بن المكرم بن هبة الله بن المكرم الصُّوفِي
وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَصَحَّ
ذَلِك بِبَغْدَاد بسوق الثُّلَاثَاء وَالْحَمْد لله وَصلى الله على سيدنَا
مُحَمَّد وَآله
وَبعده سماعات: سمع جَمِيعه على الشَّيْخ أبي الْحسن
عَليّ بن يحيى الطراح بِسَمَاعِهِ من ابْن الْبناء بِقِرَاءَة الشَّيْخ أَبَا
السعادات مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد الجبى أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن
عبد الْغنى بن عبد الْوَاحِد، وَمُحَمّد بن عمر بن أبي بكر وَأحمد بن عمر بن مُحَمَّد
بن أَحْمد، وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد، وَكَاتب الْأَسْمَاء عبد الرَّحْمَن
بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المقدسيون، وَمُحَمّد بن يُوسُف بن همام الدِّمَشْقِي،
وَأَبُو حَفْص بن عمر بن أبي مَنْصُور ابْن أبي الْقَاسِم، وَأَبُو الرضى مُحَمَّد
بن مُبشر بن أَحْمد بن عَليّ الرَّازِيّ، وَأَبُو الْفضل عبد الْعَزِيز بن
مَسْعُود بن سعد النَّاقِد، وَعبد الرَّحِيم بن نَفِيس بن هبة الله بن وهبان
الحديثي، وَأَبُو بكر بن عبد الله بن المكرم بن هبة الله بن المكرم الصُّوفِي
وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَصَحَّ
ذَلِك بِبَغْدَاد بسوق الثُّلَاثَاء، وَالْحَمْد لله، وَصلى الله على سيدنَا
مُحَمَّد وَآله.
(1/20)
قَرَأت من أول الْجُزْء إِلَى الْبَلَاغ على شَيخنَا
بهاء الدّين أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بِسَمَاعِهِ قَرَأَهُ
فَسَمعهُ الراجي تَقِيّ الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد وشجاع الدّين حمد بن مرزبان
وَولده أَحْمد وَذَلِكَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
كتبه عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي
قَرَأت من أول الْجُزْء إِلَى الْبَلَاغ على شَيخنَا بهاء
الدّين أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بِسَمَاعِهِ قَرَأَهُ فَسَمعهُ
الراجي تَقِيّ الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد، وشجاع الدّين حمد بن مرزبان، وَولده
أَحْمد.
وَذَلِكَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين
وسِتمِائَة كتبه عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي
(1/20)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(1/20)
الْعَاقِلُ مَصِيرُهُ إِلَى الْجَنَّةِ
(1/20)
1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الصَّالِحُ عُمَرُ
بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التِّبَّانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا
الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
الْبَنَّاءِ الْمَرْوَزِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ بِسَنَدِهِ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ ابْنُ
أبِي الدُّنْيَا، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرُّومِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا الشَّاهِدُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
أَنْ لَا يَعْثُرَ عَاقِلٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا
يَعْثُرَ إِلَّا رَفَعَهُ حَتَّى يَجْعَلَ مَصِيرَهُ إِلَى الْجَنَّةِ» . شَكَّ
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي الثَّالِثَةِ
(1/21)
الْعَاقِلُ حَازِمٌ فِي أُمُورِهِ
(1/22)
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ قَادِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: قَالَ زِيَادٌ: «مَا حَمِدْتُ نَفْسِي فِي
أَمْرٍ قَطُّ عَقَدْتُ فِيهِ عُقْدَةً ضَعِيفَةً، وَلَا لُمْتُ نَفْسِي فِي أَمْرٍ
قَطُّ عَقَدْتُ فِيهِ عُقْدَةَ الْجَزْمِ، وَلَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِأَمْرٍ قَطُّ
فَحَدَّثْتُ بِهِ غَيْرِي حَتَّى أَصِيرَ إِلَيْهِ» قَالَ عَلِيٌّ: فَقَالَ أَبُو
مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ: سَوْءًا لَكَ تَذْكُرُ مِثْلَ هَذَا
الْكَلَامِ عَنْ زِيَادٍ
(1/22)
فَضْلُ مُجَالَسَةِ وُجُوهِ النَّاسِ
(1/22)
3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
شَبِيبِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: «جَالِسُوا
وُجُوهَ النَّاسِ فَإِنَّهُمْ أَحْلَمُ وَأَعْقَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ»
(1/22)
مُرُوءَةِ الْمُؤْمِنِ فِي عَقْلِهِ
(1/23)
4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَرَمُ الْمَرْءِ
دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ»
(1/23)
5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذُكِرَ الْحَسَبُ فَقَالَ: «حَسَبُ الْمَرْءِ دِينُهُ،
وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ»
(1/24)
6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ: «
[الْبَحْر الْكَامِل]
نَسَبُ ابْنِ آدَمَ فِعْلُهُ ... فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ
فِي النَّسَبْ
حَسَبَ ابْنُ آدَمَ مَالُهُ ... إِنْ طَابَ طَابَ لَهُ
الْحَسَبْ
زَيْنُ ابْنِ آدَمَ عَقْلُهُ ... وَالْعَقْلُ زِينَتُهُ
الْأَدَبْ»
(1/25)
أَصْحَابُ الْأَبْصَارِ هُمْ أَصْحَابُ الْعَقْلِ
(1/25)
7 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ
بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {أُولِي
الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: 45] قَالَ: " الْأَيْدِي: الْقُوَّةُ،
وَالْأَبْصَارُ: الْعَقْلُ
"
(1/25)
هَلْ إِسْلَامُ الْمَرْءِ يَتَوَقَّفُ عَلَى عَقْلِهِ؟
(1/26)
8 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الرَّقِّيِّ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُعْجِبنَّكُمْ إِسْلَامُ
امْرِئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا مَعْقُودَ عَقْلِهِ»
(1/26)
كَيْفَ عَقْلُهُ؟
(1/27)
9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا سُرَيْجُ
بْنُ يُونُسَ، وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
عِبَادَةٌ قَالَ: «كَيْفَ عَقْلُهُ؟» فَإِنْ قَالُوا: عَاقِلٌ قَالَ: «مَا
أَخْلَقَ صَاحِبَكُمْ أَنْ يَبْلُغَ» وَإِنْ قَالُوا: لَيْسَ بِعَاقِلٍ قَالَ:
«مَا أَخْلَقَهُ أَنْ لَا يَبْلُغَ»
(1/27)
النَّاسُ يَرْتَفِعُونَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ
(1/28)
10 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ
الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثَنَا سَلَامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ
جَابَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنَّمَا يَرْتَفِعُ النَّاسُ فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ
رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»
(1/28)
النَّاسُ يَعْمَلُونَ الْخَيْرَ عَلَى قَدْرِ
عُقُولِهِمْ
(1/28)
11 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
ثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ،
عَنْ خُلَيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ
عُقُولِهِمْ»
(1/28)
أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَقْلًا
(1/29)
12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا صَفْوَانُ
بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ،
أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّمَا كُنَّا نَعْبُدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْثَانًا
وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا تَضُرُّ وَتَنْفَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَقْلًا»
(1/29)
هَلِ الْجَزَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ
الْعَقْلِ؟
(1/30)
13 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا مُوسَى
بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ
مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ وَالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
حَتَّى ذَكَرَ سِهَامَ الْخَيْرِ وَمَا يُجْزَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا
بِقَدْرِ عَقْلِهِ»
(1/30)
الْعَقْلُ خَيْرُ خَلْقِ اللَّهِ
(1/31)
14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَاضِي حَلَبَ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ
تَعَالَى الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: قُمْ، فَقَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ
فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اقْعُدْ
فَقَعَدَ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: مَا خَلَقْتُ خَلْقًا خَيْرًا مِنْكَ وَلَا
أَكْرَمَ مِنْكَ وَلَا أَفْضَلَ مِنْكَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَبِكَ
أُعْطِي وَبِكَ أُعِزُّ وَبِكَ أُعْرَفُ وَإِيَّاكَ أُعَاتِبُ بِكَ الثَّوَابُ
وَعَلَيْكَ الْعِقَابُ "
(1/31)
15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ
لَهُ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ قَالَ: يَقُولُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ: وَعِزَّتِي
وَجَلَالِي لَا أَجْعَلُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ وَمَا خَلَقْتُ شَيْئًا هُوَ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ "
(1/31)
خَيْرُ النِّعَمِ بَعْدَ الْإِيمَانِ الْعَقْلُ
(1/32)
16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا هَارُونُ
بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا
وَهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي
الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: «مَا أُوتِيَ رَجُلٌ
بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنَ الْعَقْلِ»
(1/32)
17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ
الْقُرَشِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: «أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ
الْعِبَادُ فِي الدُّنْيَا الْعَقْلُ وَأَفْضَلُ مَا أُعْطُوا فِي الْآخِرَةِ
رِضْوَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/33)
18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ
خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «مَا يَتِمُّ دِينُ الرَّجُلِ حَتَّى
يَتِمَّ عَقْلُهُ»
(1/34)
19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ
النُّعْمَانِ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دِعْلِجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
رَفَعَهُ قَالَ: «النَّاسُ يَعْمَلُونَ الْخَيْرَ وَإِنَّمَا يُعْطُونَ
أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/34)
أَعْلَمُ النَّاسِ أَعْقَلُهُمْ
(1/34)
20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ:
ثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قُلْنَا لِقَتَادَةَ أَيُّ النَّاسِ
أَغْبَطُ؟ قَالَ: «أَعْقَلُهُمْ» قُلْنَا: أَعْلَمُهُمْ؟ قَالَ: «أَعْقَلُهُمْ»
(1/34)
أفْضَلُ الْعِبَادَةِ بِالْعَقْلِ
(1/35)
21 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا ابْنُ
إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ»
(1/35)
22 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ
بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دِعْلِجٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ،
قَالَ: «لَا يَنْفَعُكَ الْقَارِئُ حَتَّى يَكُونَ لَهُ عَقْلٌ»
(1/35)
أَصْحَابُ الشَّهَادَةِ هُمْ أَصْحَابُ الْعُقُولِ
(1/36)
23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}
[الطَّلَاق: 2] قَالَ: «ذَوَيْ عَقْلٍ»
(1/36)
24 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ، ثَنَا جَابِرِ بْنِ نُوحٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ
لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ فُلَانًا قَدْ تَقَرَّأَ فَسَأَلَ عَنْ عَقْلِهِ فَإِنْ
قَالُوا عَاقِلٌ قَالَ: «أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَبِيتُ إِلَى خَيْرٍ»
(1/36)
اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يُكَرِّمُ الْعَاقِلَ
(1/36)
25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
فِي قَوْلِهِ {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الْفجْر: 5] قَالَ: «الرَّجُلُ ذُو
النُّهَى وَالْعَقْلِ»
(1/36)
آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُعْطَى الدِّينَ وَالْعَقْلَ
وَحُسْنَ الْخُلُقِ
(1/37)
26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَاقَانُ أَبُو
سَهْلٍ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ الْقَطَّانُ، عَنْ شَرَاحِيلَ أَبِي عُثْمَانَ،
عَنْ حَمَّادٍ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: " لَمَّا هَبَطَ آدَمُ
عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ بِالدِّينِ وَالْعَقْلِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ يُخَيِّرُكَ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَقَالَ: يَا
جِبْرِيلُ، مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا فِي الْجَنَّةِ فَمَدَّ
يَدَهُ إِلَى الْعَقْلِ فَضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ لِذَيْنِكَ: اصْعَدَا
قَالَا: لَا نَفْعَلُ قَالَ: أَتَعْصِيَانِي قَالَا: لَا نَعْصِيكَ وَلَكِنَّا
أُمِرْنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُمَا كَانَ قَالَ: فَصَارَ
الثَّلَاثَةُ إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
(1/37)
27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ، قَالَ: أَتَى مَلَكٌ
آدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ: " قَدْ جِئْتُكَ بِالْعَقْلِ
وَالدِّينِ وَالْعِلْمِ فَاخْتَرْ أَيَّهَا شِئْتَ، فَاخْتَارَ الْعَقْلَ وَقَالَ:
لِلدِّينِ وَالْعِلْمِ: ارْتَفِعَا قَالَا: أُمِرْنَا أَنْ لَا نُفَارِقَ
الْعَقْلَ "
(1/38)
مِنْ صِفَاتِ الْعَاقِلِ مُدَارَاةُ النَّاسِ
(1/38)
28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبِي،
قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُدَارَاةُ
النَّاسِ»
(1/38)
حُقُوقٌ وَاجِبَةٌ عَلَى الْعَاقِلِ
(1/38)
29 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي عُمَيْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْأَغَرِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
قَالَ: " مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يَغْفُلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ: سَاعَةٍ يُنَاجِي
فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٍ يَخْلُو فِيهَا
مَعَ إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَهُ بِعُيُوبِهِ وَيُصْدَقُ عَنْ نَفْسِهِ،
وَسَاعَةٍ يَخْلُو فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ
وَيَجْمُلُ فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا عَلَى تِلْكَ السَّاعَاتِ
وَإِجْمَامًا لِلْقُلُوبِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَلَّا يُرَى ظَاعِنًا فِي
غَيْرِ ثَلَاثٍ: زَادٍ لِمَعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي
غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ
حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ "
(1/38)
الرِّجَالُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ
(1/39)
30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ
بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ
الْقَرْيَةِ: " الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ عَاقِلٌ وَأَحْمَقُ وَفَاجِرٌ،
فَالْعَاقِلُ إِنْ كُلِّمَ أَجَابَ، وَإِنْ نَطَقَ أَصَابَ، وَإِنْ سَمِعَ وَعَى،
وَالْأَحْمَقُ إِنْ تَكَلَّمَ عَجَّلَ، وَإِنْ تَحَدَّثَ وَهَلَ، وَإِنْ حُمِلَ
عَلَى الْقَبِيحِ فَعَلَ، وَالْفَاجِرُ إِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ، وَإِنْ
حَادَثْتَهُ شَانَكَ، وَزَادَنِي غَيْرُهُ: وَإِنِ اسْتَكْتَمْتَهُ سِرًّا لَمْ
يَكْتُمْهُ عَلَيْكَ "
(1/39)
الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ نَذِيرٌ لِلْعُقَلَاءِ
(1/40)
31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُورَةَ الْبَلْخِيُّ، أَنَّهُ حُدِّثَ عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " {لِيُنْذِرَ
مَنْ كَانَ حَيًّا} [يس: 70] قَالَ: عَاقِلًا "
(1/40)
النَّاسُ يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَقْلِ
(1/40)
32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ،
أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «كَمَا
تَتَفَاضَلُ الشَّجَرُ بِالْأَثْمَارِ كَذَلِكَ تَتَفَاضَلُ النَّاسُ بِالْعَقْلِ»
(1/40)
غَايَةُ السُّؤْدُدِ حُسْنُ الْعَقْلِ
(1/41)
33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ
لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، اعْلَمْ أَنَّ غَايَةَ السُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ حُسْنُ الْعَقْلِ، وَأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا حَسُنَ
عَقْلُهُ غَطَّى ذَلِكَ عُيُوبَهُ وَأَصْلَحَ مَسَاوِئَهُ "
(1/41)
وَقاَلَ:
عَبْدُ اللَّهِ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ غَنَّامٍ الْكِلَابِيَّ، قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ
عَبْدِ قَيْسٍ: «إِذَا عَقَّلَكَ عَقْلُكَ عَمَّا لَا يَنْبَغِي فَأَنْتَ عَاقِلٌ»
قَالَ عَلِيٌّ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْعَقْلُ عَقْلًا مِنْ عِقَالِ الْإِبِلِ
(1/41)
أَقْسَامُ الْعَقْلِ
(1/41)
34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ،:
قَالَ مُعَاوِيَةُ: «الْعَقْلُ عَقْلَانِ، عَقْلُ تَجَارِبَ وَعَقْلُ نَحِيزَةٍ
فَإِذَا اجْتَمَعَا فِي رَجُلٍ فَذَاكَ الَّذِي لَا يُقَامُ لَهُ وَإِذَا
تَفَرَّدَا كَانَتِ النَّحِيزَةُ أَوْلَاهُمَا»
(1/41)
35 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
سُئِلَ بَعْضُ الْعَرَبِ عَنِ الْعَقْلِ، فَقَالَ: «لُبٌّ أَعَنْتَهُ بِتَجْرِيبٍ»
(1/42)
الْعَاقِلُ هُوَ مَنْ يَغْلِبُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ
(1/42)
36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِوَرْدِ
بْنِ مُحَمَّدٍ نَصْرَوَيْهِ وَكَانَ قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ: مَا
الْعَقْلُ؟ قَالَ: فَقَالَ: «أَنْ يَغْلِبَ حِلْمُكَ جَهْلَكَ وَهَوَاكَ»
(1/42)
37 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: «لَا تَنْظُرُوا إِلَى عَقْلِ الرَّجُلِ فِي
كَلَامِهِ وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى عَقْلِهِ فِي مَخَارِجِ أُمُورِهِ»
(1/42)
الْعَاقِلُ مَنْ عَقِلَ أَمْرَ اللَّهِ
(1/42)
38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ،
قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «الْعَاقِلُ مَنْ عَقَلَ عَنِ
اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ وَلَيْسَ مَنْ عَقَلَ تَدْبِيرَ دُنْيَاهُ»
(1/42)
39 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
يُوسُفُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَصَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ
الْكَرِيمِ، يَقُولُ: «جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل رَأْسَ أُمُورِ الْعِبَادِ
الْعَقْلَ وَدَلِيلَهُمُ الْعِلْمَ وَسَائِقَهُمُ الْعَمَلَ وَمُقَوِّيَهَمْ عَلَى
ذَلِكَ الصَّبْرَ»
(1/43)
الْعَقْلُ هُوَ التَّجَارِبُ
(1/43)
40 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ،
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْرَقِ، قَالَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ
تَقُولُ: الْعَقْلُ التَّجَارِبُ وَالْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ "، قَالَ: فَقَالَ
الْأَعْمَشُ: أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَاءَ ظَنُّهُ بِالشَّيْءِ
حَذِرَهُ، قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنِ الْأَدِيبُ الْعَاقِلُ؟ قَالَ:
الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ
(1/43)
ثَلَاثُ صِفَاتٍ مِنْ عَلَامَاتِ الصَّلَاحِ
(1/44)
41 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي أَبُو الْعَبَّاسِ
الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: " مَا
بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ صَلَاحٌ فَاعْتَدَدْتُ بِصَلَاحِهِ حَتَّى أَسْأَلَ عَنْ
خِلَالٍ ثَلَاثٍ، فَإِنْ تَمَّتْ تَمَّ لَهُ صَلَاحُهُ وَإِنْ نَقَصَتْ مِنْهُ
خَصْلَةٌ كَانَتْ وَصْمَةً عَلَيْهِ فِي صَلَاحِهِ، أَسْأَلُ عَنْ عَقْلِهِ
فَإِنَّ الْأَحْمَقَ إِنَّمَا هَلَكَ وَأَهْلَكَ فِئَامًا مِنَ النَّاسِ يَمُرُّ
بِالْمَجْلِسِ فَلَا يُسَلِّمُ فَإِذَا قِيلَ لَهُ قَالَ: مِنْ أَهْلِ دُنْيَا،
وَيَتْرُكُ عِيَادَةَ الرَّجُلِ مِنْ جِيرَانِهِ فَإِذَا قِيلَ لَهُ قَالَ: مِنْ
أَهْلِ دُنْيَا، وَيَدَعُ الْجَنَازَةَ لَا يَتْبَعُهَا لِمِثْلِ ذَلِكَ وَيَدَعُ
طَعَامَ أَبِيهِ يَبْرَدُ فَإِذَا هُوَ قَدْ صَارَ عَاقًّا، وَأَسْأَلُ عَنِ
النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا نِعْمَةَ أَعْظَمُ مِنْهَا أَلَا وَهِيَ
الْإِسْلَامُ إِنْ كَانَ أَحْسَنَ احْتِمَالَ النِّعْمَةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا
بِدْعَةٌ وَلَا زَيْغٌ وَإِلَّا لَمْ أَعْتَدَّ بِهِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ،
وَأَسْأَلُ عَنْ وَجْهِ مَعَاشِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَجْهُ مَعَاشٍ لَمْ
آمَنْ عَلَيْهِ وَأَظَلُّ بِخِلَافِهِ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ أَجَلِهِ "
(1/44)
42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَاصِمُ
بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مَيْمُونِ
بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ
لَيْلَةً بَعْدَمَا نَهَضَ جُلَسَاؤُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا
بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَمَّا أَوَّلُ اللَّيْلِ فَأَنْتَ فِي حَاجَاتِ
النَّاسِ وَأَمَّا فِي وَسَطِ اللَّيْلِ فَأَنْتَ مَعَ جُلَسَائِكَ وَأَمَّا آخِرَ
اللَّيْلِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا تَصِيرُ إِلَيْهِ قَالَ: فَعَدَلَ عَنْ جَوَابِي
وَضَرَبَ عَلَى كَتِفَيَّ وَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا مَيْمُونُ إِنِّي وَجَدْتُ
لُقِيَّ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لِأَلْبَابِهِمْ»
(1/44)
طُولُ النَّظَرِ فِي الْحِكْمَةِ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ
(1/45)
43 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ،
عَنْ أَبِي عُمَرَ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، قَالَ: قَالَ مُقَاتِلَ بْنَ
حَيَّانَ: «إِنَّ فِي طُولِ النَّظَرِ فِي الْحِكْمَةِ تَلْقِيحًا لِلْعَقْلِ»
(1/45)
44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: كَانَ الْعُلَمَاءُ يَقُولُونَ: «لَا
يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَعْتَقِدَ مِنْ رَأْيِهِ مَا لَمْ يُقَايِسْ بِهِ
أُولِي الْأَلْبَابِ مِنْ إِخْوَانِهِ» ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: «لَا يُدْرَكُ
اسْتِعْمَالُ مَعْرِفَةِ الشَّيْءِ بِالْعَقْلِ الْوَاحِدِ» ، قَالَ: وَكَانَ
يُقَالُ: «اجْتِمَاعُ عَقْلَيْنِ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ أَنْجَعُ فِيهِ مِنَ الْوَاحِدِ»
(1/45)
فَضْلُ اجْتِمَاعِ الْآرَاءِ
(1/46)
45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
«اجْتِمَاعُ آرَاءِ الْجَمَاعَةِ وَعُقُولِهَا مَبْرَمَةٌ لِصِعَابِ الْأُمُورِ»
(1/46)
46 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي
الزِّنَادِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «لَا يَنْبَغِي لِعَاقِلٍ أَنْ يُعَرِّضَ
عَقْلَهَ لِلنَّظَرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَمَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يَضْرِبَ
بِسَيْفِهِ كُلَّ شَيْءٍ»
(1/46)
فَضْلُ الرَّجُلِ فِي عَقْلِهِ
(1/46)
47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ،
عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: قُلْنَا
لِلضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا أَعْبَدَ فُلَانًا
وَأَوْرَعَهُ وَأَقْرَأَهُ قَالَ: «كَيْفَ عَقْلُهُ؟» ، قَالَ: قُلْنَا نَذْكُرُ لَكَ
عِبَادَتَهُ وَوَرَعَهُ وَقِرَاءَتَهُ وَتَقُولُ عَقْلُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ إِنَّ
الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ مَا لَا يُصِيبُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ»
(1/46)
دُعَامَةِ الْعَقْلِ الْحِلْمُ
(1/47)
48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا شَبِيبُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ:
ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سِنَانٍ، أَنَّ أَكْثَمَ بْنَ
صَيْفِيٍّ قَالَ: " دِعَامَةُ الْعَقْلِ الْحِلْمُ، وَجِمَاعُ الْأَمْرِ
الصَّبْرُ، وَخَيْرُ الْأُمُورِ مَغَبَّةُ الْعَقْلِ، وَيُقَالُ: الْمَوَدَّةُ
التَّعَاهُدُ "
(1/47)
49 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
بَكْرٍ، طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ
اللَّهِ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُنْتَزَعُ فِيهِ عُقُولُ النَّاسِ
حَتَّى لَا تَكَادَ تَرَى عَاقِلًا»
(1/48)
حَالُ الْعَقْلِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
(1/48)
50 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ:
ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ
نَافِعٍ الْأُرْسُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ،
عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ،
يَقُولُ: «اعْقِلُوا فَلَا إِخَالُ الْعَقْلَ إِلَّا قَدْ رَفَعَ»
(1/48)
51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا أَبُو
صَالِحٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَبْدَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ وَهْبٌ: «هَذَا
زَمَانٌ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُخْبَرَ فِيهِ مِنْ عَقْلِهِ»
(1/48)
52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ
عَنْ عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ فِي
زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُحَدِّثُهُمْ بِحَدِيثٍ حَسَنٍ فَإِذَا
سَمِعُوا لَهُ جَاءَهُمْ بِحَدِيثٍ مُخْتَلَطٍ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: هَذَا
زَمَانُ تَحَامُقٍ "
(1/49)
53 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ إِلَّا مَنْ تَحَامَقَ» قَالَ:
وَأَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ:
[الْبَحْر الطَّوِيل]
أَرَى زَمَنًا نَوْكَاهُ أَكْثَرُ أَهْلِهِ ...
وَلَكِنَّمَا يَشْقَى بِهِ كُلُّ عَاقِلِ
سَعَى فَوْقَهُ رِجْلَاهُ وَالرَّأْسُ تَحْتَهُ ...
فَكَبَّ الْأَعَالِي بِارْتِفَاعِ الْأَسَافِلِ
(1/49)
حَدِيثُ الْعَاقِلِ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ
(1/49)
54 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ،
ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قَالَ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: «لَحَدِيثٌ عَنْ عَاقِلٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ
الشَّهْدِ بِمَاءِ الرَّصْفَةِ بِمَحْصِبِ الْأَرْضِ» . قَالَ عَلِيٌّ: وَزَادَنِي
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّازِلِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: فَبَلَغَ زِيَادًا فَقَالَ: أَوَ
كَذَاكَ فَلَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رِيَّةٍ
(1/49)
طَلَبُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ الْعَقْلِ
وَالْعِبَادَةِ
(1/50)
55 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا حُمَيْدُ
بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
قَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يُطْلَبُ هَذَا الْعِلْمُ مِمَّنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ
خَصْلَتَانِ الْعَقْلُ وَالنُّسُكُ، فَإِنْ كَانَ نَاسِكًا، وَلَمْ يَكُنْ
عَاقِلًا وَإِنْ كَانَ عَاقِلًا وَلَمْ يَكُنْ نَاسِكًا لَمْ تَطْلُبْهُ فَإِنَّ
هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنَالُهُ إِلَّا النُّسَّاكُ الْعُقَلَاءُ» . قَالَ
الشَّعْبِيُّ «فَقَدْ رَهِبْتُ أَنْ يَكُونَ يَطْلُبُهُ الْيَوْمَ مَنْ لَيْسَ
فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا لَا عَقْلٌ وَلَا نُسُكٌ»
(1/50)
الْعَاقِلُ مَنْ يَتَّبِعُ الْخَيْرَ وَيَتْرُكُ
الشَّرَّ
(1/51)
56 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْدَةَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ «لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَلَكِنَّ
الْعَاقِلَ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْرِفُ الشَّرَّ
فَيَتَجَنَّبُهُ»
(1/51)
57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «لَيْسَ الرَّجُلُ الَّذِي إِذَا وَقَعَ فِي
الْأَمْرِ تَخَلَّصَ مِنْهُ، وَلَكِنَّ الرَّجُلَ يَتَوَقَّى الْأُمُورَ حَتَّى
لَا يَقَعَ فِيهَا»
(1/51)
فَضْلُ الْفِعْلِ عَلَى الْمَقَالِ مَكْرُمَةٌ
(1/51)
58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: كُنَّا
عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ فَأَحْسَنَ،
فَأَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَعْرِفَ عَقْلَهُ فَإِذَا هُوَ مَضْعُوفٌ، فَقَالَ
سُلَيْمَانُ: «زِيَادَةُ مَنْطِقٍ عَلَى عَقْلٍ خُدْعَةٌ، وَزِيَادَةُ عَقْلٍ
عَلَى مَنْطِقٍ هُجْنَةٌ، وَلَكِنَّ أَحْسَنَ ذَلِكَ مَا زَيَّنَ بَعْضُهُ بَعْضًا»
(1/51)
59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
التَّيْمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُجَاشِعٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ
الْحَسَنِ، قَالَ: «فَضْلَ الْمَقَالِ عَلَى الْفِعَالِ مَنْقَصَةٌ، وَفَضْلُ
الْفِعَالِ عَلَى الْمَقَالِ مَكْرُمَةٌ»
(1/52)
الْجَاهِلُ هُوَ الْغَرِيبُ بَيْنَ النَّاسِ
(1/52)
60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قَالَ بَعْضَ الْخُلَفَاءُ
لِجُلَسَائِهِ: «مَنِ الْغَرِيبُ» ؟ فَقَالُوا فَأَكْثَرُوا. فَقَالَ: "
الْغَرِيبُ هُوَ الْجَاهِلُ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
[الْبَحْر الطَّوِيل]
يُعَدُّ عَظِيمَ الْقَدْرِ مَنْ كَانَ عَاقِلَا ...
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي فِعْلِهِ بِحَسِيبِ
وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعَقْلِهِ ... وَمَا
عَاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ
"
(1/52)
61 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ:
قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: «قُلْ لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَخْلُو عَقْلُهُ مِنْ
نَفَعِهِ، وَيَرَى الْمَنَايَا لِلْإِخْوَانِ مُسْتَلِبَاتٍ»
(1/52)
لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِلَا عَقْلٍ
(1/53)
62 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ فُلَانٌ وَسَقَطَ مِنْ كِتَابِ الشَّيْخِ اسْمُ
الرَّجُلِ: «عَجَبًا لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَسْكُنُ وَقَدْ حُرِّكَ وَكَيْفَ يَأْمَنُ
وَقَدْ خُوِّفَ»
(1/53)
63 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمُ،
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ
مُوسَى الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: " لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ
بِلَا عَقْلٍ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِثْلُ حَلِيمٍ "
(1/53)
هَلْ لِلْعَقْلِ رَاحَةٌ؟
(1/53)
64 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ
مُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ: " {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}
[الْبَقَرَة: 197] ، قَالَ: إِنَّمَا
عَاتَبَهُمْ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمْ
"
(1/53)
65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طُوَالَةَ، يَقُولُ: «لِلْعَقْلِ
جَمَامٌ بِالْغَدَوَاتِ لَيْسَ لَهُ بِالْعَشِيِّ»
(1/54)
حُسْنُ السُّؤَالِ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ
(1/54)
66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «كَانُوا يَرَوْنَ حُسْنَ السُّؤَالِ يَزِيدُ فِي عَقْلِ
الرَّجُلِ»
(1/54)
67 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ
الْحُكَمَاءِ: «مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ عَاقِلٌ وَالنَّاسُ حَمْقَى كَمُلَ جَهْلُهُ»
(1/55)
68 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدَةَ: «الْقُلُوبُ
أَوْعِيَةٌ وَالْعُقُولُ مَعَادِنُ فَمَا فِي الْوِعَاءِ يَنْفَدُ إِذَا لَمْ
تَمُدَّهُ الْمَعَادِنُ»
(1/55)
69 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيقٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «الْعَقْلُ
سِرَاجُ مَا بَطَنَ وَمِلَاكُ مَا عَلَنَ وَسَائِسُ الْجَسَدِ وَزِينَةُ كُلِّ
أَحَدٍ فَلَا تَصْلُحُ الْحَيَاةَ إِلَّا بِهِ وَلَا تَدُورُ الْأُمُورُ إِلَّا
عَلَيْهِ»
(1/55)
التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ
(1/55)
70 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيقٍ، قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: " مَنِ
الْأَدِيبُ الْعَاقِلُ؟ قَالَ: الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ "
(1/55)
71 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ مَهْدِيِّ
بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ
مِهْرَانَ: «التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ وَحُسْنُ الْمَسْأَلَةِ
نِصْفُ الْعِلْمِ»
(1/56)
72 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، وَحَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَثَنَا
الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقْلٌ يَسُوسُهُ لَمْ يَنْتَفِعْ
بِكَثْرَةِ رِوَايَاتِ الرِّجَالِ»
(1/56)
73 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْيَقْظَانِ سُحَيْمُ
بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: «الْعَاقِلُ
الْمُدْبِرُ أَرْجَى مِنَ الْأَحْمَقِ الْمُقْبِلِ»
(1/57)
74 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مَنِيعٍ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ} [النِّسَاء: 59] قَالَ: «أُولِي الْعَقْلِ وَالْفِقْهِ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ»
(1/57)
75 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الْخَلِيلُ
بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُسْتُمَ
الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ الْجِيلِيَّ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نَعْقِلُ
عَنْكَ»
(1/57)
أَنْوَاعُ الرِّجَالِ
(1/58)
76 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ،
قَالَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا نَعِيشُ بِعَقْلِ غَيْرِنَا»
(1/58)
77 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ
التَّمَّارُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ عَنْ عُقْبَةَ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: " الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ عَاقِلٌ إِذَا أَقْبَلَتِ
الْأُمُورُ وَاشْتَبَهَتْ يَأْمُرُ فِيهَا أَمْرَهُ وَيَنْزِلُ عِنْدَ رَأْيِهِ،
وَآخَرُ يَنْزِلُ بِهِ الْأَمْرُ فَلَا يَعْرِفُهُ فَيَأْتِي ذَوِي الرَّأْيِ
فَيَنْزِلُ عِنْدَ رَأْيِهِمْ وَآخَرُ حَائِرٌ لَا يَأْتَمِرُ رُشْدًا وَلَا
يُطِيعُ مُرْشِدًا "
(1/58)
78 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُوسَى، ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ قَنَانٍ
النَّهْمِيِّ، عَنْ جَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ
الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَهُ: يَا جُعَيْدُ،
" إِنَّ النَّاسَ أَرْبَعَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خَلَاقٌ وَلَيْسَ لَهُ
خُلُقٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ خُلُقٌ وَلَيْسَ لَهُ خَلَاقٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ
لَيْسَ لَهُ خُلُقٌ وَلَا خَلَاقٌ فَذَاكَ أَشَرُّ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ
خُلُقٌ وَخَلَاقٌ، فَذَاكَ أَفْضَلُ النَّاسِ "
(1/58)
وَصْفُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ لِلنَّاسِ
(1/59)
79 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثَنَا
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: " النَّاسُ أَرْبَعَةٌ: فَكَلِّمْ
ثَلَاثَةً وَوَاحِدًا لَا تُكَلِّمْهُ، قَالَ: رَجُلٌ يَعْلَمُ وَهُوَ يَعْلَمُ
أَنَّهُ يَعْلَمُ فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا
يَعْلَمُ فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ
فَكَلِّمْهُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَعْلَمُ فَلَا
تُكَلِّمْهُ "
(1/59)
مِنْ دُعَاءِ الْمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ
(1/59)
80 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ
أَبِي إِسْمَاعِيلَ، مُؤَذِّنِ الْبَرَاجِمِ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ مَنْصُورَ
بْنَ الْمُعْتَمِرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ
اجْمَعْ عَلَى الْهُدَى أَمْرَنَا وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا وَاجْعَلِ
الْجَنَّةَ مَآبَنَا وَارْزُقْنَا شُكْرًا يُرْضِيكَ عَنَّا وَوَرَعًا يَحْجُزُنَا
عَنْ مَعَاصِيكَ وَخُلُقًا نَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ وَعَقْلًا تَنْفَعُنَا بِهِ»
. فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ الْعَقْلَ يَأْخُذُنِي مِنْهُ الضَّحِكُ، فَقَالَ لِي
ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ، لِأَيٍّ شَيْءٍ تَضْحَكُ؟ إِنَّ الرَّجُلَ
يَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا وَيَكُونُ عِنْدَهُ كَذَا فَلَا يَكُونُ لَهُ عَقْلٌ فَلَا
يَكُونُ لَهُ شَيْءٌ»
(1/59)
شَرُّ الْأَحْمَقِ وَالْبَخِيلِ
(1/60)
81 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «إِنْ جَارَيْتَ الْأَحْمَقَ كُنْتَ مِثْلَهُ،
وَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ سَلِمْتَ مِنْهُ»
(1/60)
82 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ:
سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، قَالَ: «النَّظَرُ
إِلَى الْأَحْمَقِ سِخْنَةُ عَيْنٍ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْبَخِيلِ يُقَسِّي
الْقَلْبَ»
(1/61)
أَقْسَامُ الْعَقْلِ
(1/61)
83 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَنَّ شَيْخًا
حَدَّثَهُمْ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " قُسِّمَ الْعَقْلُ عَلَى
ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ: حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ
بِاللَّهِ، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ "
(1/61)
84 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «أَعْلَمُ النَّاسِ وَأَفْضَلُهُمْ
أَعْقَلُهُمْ»
(1/61)
مِنْ أَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ عَنِ الْعَقْلِ
وَالْعَاقِلِ
(1/61)
85 - وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ
طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلَا دِينَ
لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»
[ص:62]
86 - وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِأَخٍ لَهُ: «يَا
أَخِي عَقْلُكَ لَا يَتَّسِعُ لِكُلِّ شَيْءٍ فَفَرِّغْهُ لَأَوَّلِ الْمُهِمِّ
مِنْ أَمْرِكَ، وَكَرَامَتُكَ لَا تَسَعُ النَّاسَ فَخُصَّ بِهَا أَوْلَى النَّاسِ
بِكَ، وَلَيْلُكَ وَنَهَارُكَ لَا يَسْتَوْعِبَانِ حَوَائِجَكَ فَأَسْقِطْ عَنْكَ
مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ تَذَرَ مِنَ الْخَيْرِ مَا
لَابُدَّ مِنْهُ، وَلَا تَمْدَحْ مَنْ لَمْ تُخْبَرْ إِحْسَانُهُ» .
87 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْعَقْلُ؟،
قَالَ: «أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا صِحَّةُ الْفِكْرِ فِي الذَّكَاءِ وَالْفِطْنَةِ،
وَالْآخَرُ حُسْنُ التَّمْيِيزِ وَكَثْرَةُ الْإِصَابَةِ» .
88 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا الْحُمْقُ؟،
قَالَ: «قِلَّةُ الْإِصَابَةِ وَوَضْعُ الْكَلَامِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ
وَكُلَّمَا مُدِحَ بِهِ الْعَاقِلُ كَانَ مَفْقُودًا فِي الْأَحْمَقِ» .
89 - وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: أَوْصِنَا
بِأَمْرٍ جَامِعٍ، قَالَ: " احْفَظُوا وَعُوا: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ
إِلَّا وَمَعَهُ قَاضِيَانِ بَاطِنَانِ، أَحَدُهُمَا نَاصِحٌ وَالْآخَرُ غَاشٌّ،
فَأَمَّا النَّاصِحُ فَالْعَقْلُ، وَأَمَّا الْغَاشِّ فَالْهَوَى وَهُمَا
ضِدَّانِ، فَأَيُّهُمَا مِلْتَ مَعَهُ وَهِيَ الْآخَرُ "
(1/61)
90 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: " كَلَّمَ رَجُلٌ
رَجُلًا مِنَ الْمُلُوكِ فَلَايَنَهُ ثُمَّ أَغْلَظَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا لَكَ لَمْ
تُكَلِّمْنِي بِهَذَا أَوَّلًا؟، قَالَ: لَمَّا كَلَّمْتُكَ رَأَيْتُ لَكَ عَقْلًا
فَعَلِمْتُ أَنَّ عَقْلَكَ لَا يَتْرُكُكَ تَظْلِمُنِي "
(1/62)
91 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ
الْجِيلِيُّ، قَالَ: قَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ: «مِنْ وَرَعِ الرَّجُلِ ألَّا
يَخْدَعَ، وَمِنْ عَقْلِهِ ألَّا يُخْدَعَ»
(1/62)
صَاحِبُ الْعَقْلِ يَنْجُو بِهِ فِي يَوْمٍ مِنَ
الْأَيَّامِ
(1/63)
92 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قِيلَ لِلْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ: بِمَ نِلْتَ
مَا نِلْتَ؟ قَالَ: «بِطَاعَةِ الْحَزْمِ وَعِصْيَانِ الْهَوَى»
(1/63)
93 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكُرْدِيِّ، عَنِ
الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «مَا أَوْدَعَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ امْرَأً عَقْلًا إِلَّا اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْمًا مَا»
(1/63)
الْقُلُوبُ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ
(1/63)
94 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
ثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرَ، عَنِ النَّجِيبِ بْنِ
السَّرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
«إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَالْتَمِسُوا لَهَا
مِنَ الْحِكْمَةِ طَرَفًا»
(1/63)
95 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " لَا تَرَى الْعَاقِلَ
إِلَّا خَائِفًا كَمَا أَنَّ الْجَاهِلَ لَا تَرَاهُ إِلَّا آمِنًا وَفِي ذَلِكَ
يَقُولُ الْقَائِلُ:
لَا تَرَى الْعَاقِلَ إِلَّا خَائِفًا ... حَذِرًا مِنْ
يَوْمِهِ دُونَ غَدِهِ
(1/64)
96 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ
بْنُ الصَّبَّاحِ، نَا حَاجِبٌ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: قَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ: «اسْتَبِقْ نَفْسَكَ وَلَا تُكْرِهَّا فَإِنَّكَ إِنْ أَكْرَهْتَ
الْقَلْبَ عَلَى شَيْءٍ عَمِيَ»
(1/64)
مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ الذِّكْرُ وَالتَّفَكُّرُ
(1/64)
97 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ
الْيَمَامِيُّ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «الْمُؤْمِنُ مُفَكِّرٌ مُذَكِّرٌ
فَمَنْ ذَكَرَ تَفَكَّرَ، فَعْلَتُهُ السَّكِينَةُ وَقَنَعَ فَلَمْ يَهْتَمَّ
وَرَفَضَ الشَّهَوَاتِ فَصَارَ حُرًّا وَأَلْقَى الْحَسَدَ فَظَهَرَتْ لَهُ
الْمَحَبَّةُ وَزَهِدَ فِي كُلِّ فَانٍ فَاسْتَكْمَلَ الْعَقْلَ وَرَغِبَ فِي
كُلِّ شَيْءٍ بَاقٍ فَعَقَلَ الْمَعْرِفَةَ»
(1/64)
98 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُدَيْرِ، عَنْ
قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: «رَوِّحُوا الْقُلُوبَ تَعِ الذِّكْرَ»
(1/65)
الْعَاقِلُ مَنْ خَافَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ
(1/65)
99 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى " قَالَ: قَالَ مَوْلَى
للُقْمَانَ: مَا أَظُنُّكَ تغْفِلُ، قَالَ لَهُ لُقْمَانُ: «إِنَّمَا الْعَاقِلُ
مَنْ يَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/65)
100 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ
يُونُسَ، ثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،
قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ أَحْمَقَ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ
يَهْنِهِ الْعَيْشُ»
(1/65)
الْعَقْلُ بَيْنَ الصَّمْتِ وَالْيَقَظَةِ
(1/66)
101 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ،
حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ،
يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «عَجَبُ الْمَرْءِ بِفِعْلِهِ أَحَدُ حُسَّادِ نَفْسِهِ»
(1/66)
102 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا
أَبُو يَحْيَى الرَّزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَنَةَ الْعَابِدَ، قَالَ:
كَانَ يُقَالُ: «الصَّمْتُ نَوْمُ الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقُ يَقَظَتُهُ»
(1/66)
مِنْ وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
(1/66)
103 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ حَفْصٍ، عَنِ الصَّبَّاحِ الثُّمَالِيِّ، عَنْ وَهْبِ
بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " فِي حِكْمَةِ لُقْمَانَ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ قَالَ
لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ اللِّسَانَ هُوَ بَابُ الْجَسَدِ، فَاحْذَرْ أَنْ
يَخْرُجَ مِنْ لِسَانِكَ مَا يُهْلِكُ جَسَدَكَ وَيُسْخِطُ عَلَيْكَ رَبَّكَ عَزَّ
وَجَلَّ "
(1/66)
آخر الْكتاب
(1/67)
وَفِي الأَصْل زِيَادَة من غير طَرِيق ابْن أبي
الدُّنْيَا وَهِي هَذِه:
(1/67)
104 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن يزِيد، ثَنَا
الدقاق، قَالَ: كنت فِي مجْلِس أَحْمد بن حَنْبَل، رضى الله عَنهُ، فَقَالَ رجل:
" يَا أَبَا عبد الله رَأَيْت البارحة يزِيد بن هَارُون فِي الْمَنَام، فَقلت
لَهُ: مَا فعل الله بك؟ فَقَالَ: رحمني وَغفر لي وعاتبني، فَقلت: عاتبك على
مَاذَا؟ قَالَ لي: يَا يزِيد بن هَارُون لم كتبت عَن حريز بن عُثْمَان، قلت: رب
الْعِزَّة مَا علمت مِنْهُ إِلَّا خيرا.
قَالَ: إِنَّه يبغض أَبَا الْحسن عَليّ بن أبي طَالب
رَضِي الله عَنهُ "
(1/67)
آخر الأَصْل المسموع
(1/67)
105 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد، قَالَ: أخبرنَا
أَبُو بكر أَحْمد بن سُلَيْمَان النجار، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا
مُحَمَّد بن إِسْحَاق، قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح، أخبرنَا
اللَّيْث: «أَن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام أَقَامَ ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فِي
حصن يَدْعُو قومه»
(1/67)
106 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا
الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: جَعْفَرٌ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " ثَلاثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ بَدَنُهُ فِي رَاحَةٍ: عِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ عَلَى جَهْلٍ،
وَعَقْلٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ "
(1/67)
ثَلَاث من حرمهن حرم خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
(1/68)
107 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا
أَحْمَدُ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبَانٍ، ثَنَا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ
مَنْ حُرِمَهُنَّ حُرِمَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: عَقْلٌ يُدَارِي بِهِ
النَّاسَ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ السَّفِيهَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ
الْمَعَاصِي "
(1/68)
108 - أخبرنَا أَبُو الْفرج مُحَمَّد، ثَنَا أَحْمد بن
الْحَارِث، قَالَ: سَمِعت عبد الْعَزِيز بن أبان، يَقُول: عَن بعض أهل الْعلم:
«كَلَام الْعَاقِل وَإِن كَانَ يَسِيرا عَظِيم»
(1/68)
109 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ، نَا ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ مَعْدَانَ: قَعَدَ أَبُو
ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَعَوَّذْتَ مِنْ شَيْطَانِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ؟
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَهَلْ فِي الإِنْسِ مِنْ شَيَاطِينَ؟ قَالَ:
نَعَمْ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»
؟ قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ
الْعَظِيمِ» ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الصَّلاةُ؟ قَالَ: «خَيْرُ
مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، فَمَا الصَّوْمُ؟ قَالَ: «فَرْضٌ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ
الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «جَهْدُ الْمُقِلِّ وَيسر أَي يسر» قُلْتُ يَا
نَبِيَّ اللَّهِ: كَمْ عَدَدُ الْمُرْسَلِينَ؟ «ثَلاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ
الْجَمُّ الْغَفِيرُ» قُلْتُ: أَرَأَيْتَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ
نَبِيًّا؟ قَالَ: «نَعَمْ مُكَلَّمًا»
.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ
بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1/69)
110 - حَدثنَا أَبُو الْفرج، ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن
أَحْمد بن عُثْمَان الأدمِيّ، حَدثنَا مُحَمَّد بن يُونُس، ثَنَا هذيم بن عَتيق
ابْن أخي حويث، عَن لحي بن عَتيق، نَا سَلام بن مِسْكين، قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ
مَالك بن دِينَار، رَضِي الله عَنهُ، بَين الْمَقَابِر، فَقَالَ: «يَا أهل
الْقُبُور وهبتم أَنفسكُم الدُّنْيَا فويل لكم من رب الدُّنْيَا» ، فَأَجَابَهُ مُجيب: يَا مَالك بن دِينَار قد رحمنا
رب الدُّنْيَا
(1/70)
111 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدٌ، ثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَدَمِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،
ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ
بْنِ سَلامٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا مَعْشَرَ
إِخْوَانِي، تَنَاصَحُوا فِي الْعِلْمِ وَلا يَكْتُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَإِنَّ
جِنَايَةَ الرَّجُلِ فِي قَلْبِهِ أَشَدُّ مِنْ جِنَايَتِهِ فِي مَالِهِ وَاللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ مُسَائِلُكُمْ عَنْهُ»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق