بَابُ مَا
جَاءَ فِي الْخُمُولِ
(1/15)
1 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [ص:16]، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الْأَعْمَشِ [ص:17]، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ أَتَى
بَابَ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَهُ
دِرْهَمًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
الْجَنَّةَ أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا لَمْ يُعْطِهَا
إِيَّاهُ، وَمَا مَنَعَهَا إِيَّاهُ لِهَوَانِهِ عَلَيْهِ، ذُو طِمْرَيْنِ لَا
يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَأَبَرَّهُ»
(1/15)
2 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ
[ص:19] جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا
مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَنْزِلِهِ سَمِعَهُ يَتَكَلَّمُ فِي
الدَّاخِلِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ لَمْ يَرَ أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمِعْتُكَ تُكَلِّمُ غَيْرَكَ؟» قَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ دَخَلْتُ الدَّاخِلَ اغْتِمَامًا بِكَلَامِ النَّاسِ
مِمَّا بِي مِنَ الْحُمَّى، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ
بَعْدَكَ أَكْرَمَ مَجْلِسًا وَلَا أَحْسَنَ حَدِيثًا مِنْهُ، قَالَ:
«ذَاكَ
جِبْرِيلُ، وَإِنَّ مِنْكُمْ رِجَالًا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ أَقْسَمَ عَلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَأَبَرَّهُ»
(1/18)
3 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
[ص:21] مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ
اللَّخْمِيِّ، قَالَ [ص:22]: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي
سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ
قَالَ: لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ، أَوْ قَالَ: لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى رِجْلَيَّ،
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَرَدْنَا ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثُ
ثَوْبَانَ فِي الْحَوْضِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ بِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ
ثَوْبَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ
أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَكْوَابُهُ عَدَدُ
نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا،
أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ» ، فَقَالَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمُ
الشُّعْثُ رُءُوسًا، الدُّنْسُ ثِيَابًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ
الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السُّدَدِ» فَقَالَ عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ فُتِحَتْ لِيَ السُّدَدُ وَنَكَحْتُ الْمُتَنَعِّمَاتِ،
لَا جَرَمَ لَا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ، وَلَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي
يَلِي بَدَنِي حَتَّى يَتَّسِخَ
(1/20)
4 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ
قَالَ " حَاصَرَ الْمُسْلِمُونَ حِصْنًا مِنَ الْحُصُونِ فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ إِذْ أَبْصَرُوا رَجُلًا فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيْ فُلَانُ،
كَأَنَّ هَذَا صِفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْعَثُ
ذُو طِمْرَيْنِ فَقَالُوا لِبَعْضِهِمْ: كَلِّمْهُ فَكَلَّمَهُ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ يَفْتَحُهَا فَسَأَلَهُ فَفَتَحَهَا "
(1/23)
5 - حَدَّثَنِي
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ:
أَلَا
رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ فِي مَنْزِلٍ غَدَا ... زَرَابِيُّهُ مَبْثُوثَةٌ، وَنَمَارِقُهْ
قَدِ
اطَّرَدَتْ أَنْهَارُهُ حَوْلَ قَصْرِهِ ... وَأَشْرَقَ وَالْتَفَّتْ عَلَيْهِ
حَدَائِقُهْ
(1/24)
6 - وَحَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ:
" قَحَطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَكَانَ بِهَا رَجُلٌ صَالِحٌ لَازِمٌ
لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي
دُعَائِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ طِمْرَانِ خَلَقَانِ فَصَلَّى
رَكْعَتَيْنِ وَأَوْجَزَ فِيهِمَا ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا رَبِّ،
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا أَمْطَرْتَ عَلَيْنَا السَّاعَةَ فَلَمْ يَرُدَّ
يَدَيْهِ، وَلَمْ يَقْطَعْ دُعَاءَهُ حَتَّى تَغَشَّتِ السَّمَاءُ بِالْغَيْمِ
وَأُمْطِرُوا، حَتَّى صَاحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ مَخَافَةِ الْغَرَقِ،
فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدِ اكْتَفَوْا فَارْفَعْ
عَنْهُمْ، فَسَكَنَ، وَتَبِعَ الرَّجُلُ صَاحِبَ الْمَطَرِ حَتَّى عَرَفَ
مَنْزِلَهُ ثُمَّ بَكَّرَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكَ
فِي حَاجَةٍ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: تَخُصُّنِي بِدَعْوَةٍ، قَالَ:
سُبْحَانَ
اللَّهِ أَنْتَ أَنْتَ وَتَسْأَلُنِي أَخَصُّكَ بِدَعْوَةٍ. قَالَ: مَا الَّذِي بَلَغَكَ؟ قَالَ: مَا
رَأَيْتُ. قَالَ: وَرَأَيْتَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَطَعْتُ اللَّهَ فِيمَا
أَمَرَنِي وَنَهَانِي، فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي "
(1/25)
7 - حَدَّثَنِي
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي
مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ [ص:27]: " كُنْتُ فِي
الْمَسْجِدِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَدْعُو بِالْمَطَرِ
فَجَاءَ الْمَطَرُ بِصَوْتٍ وَرَعْدٍ فَقَالَ: يَا رَبِّ لَيْسَ هَكَذَا قَالَ:
فَمَطَرَتْ فَتَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ دَارَ آلِ حَزْمٍ أَوْ آلِ عُمَرَ
فَعَرَفْتُ مَكَانَهُ، فَجِئْتُ مِنَ الْغَدِ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا فَأَبَى
وَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي بِهَذَا، فَقُلْتُ: فَحُجَّ مَعِي، فَقَالَ: هَذَا
شَيْءٌ لَكَ فِيهِ أَجْرٌ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَنْفَسَ عَلَيْكَ وَأَمَّا شَيْءٌ
آخُذُهُ فَلَا "
(1/26)
8 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [ص:29]،
حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ [ص:30]
أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يَبْكِي عِنْدَ
قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ
يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «الْيَسِيرُ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ» وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ الْأَبْرَارَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ
يُفْقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى
يَنْجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ "
(1/28)
9 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابِ بْنُ الْحَنَّاطِ
[ص:31]، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " لَمَّا
بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ:
لَا يَرُعْكُمَا لِبَاسُهُ الَّذِي لَبِسَ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّ نَاصِيَتَهُ
بِيَدِي لَيْسَ يَنْطِقُ وَلَا يَطْرِفُ وَلَا يَتَنَفَّسُ إِلَّا بِإِذْنِي،
وَلَا يُعْجِبُكُمَا مَا مُتِّعَ بِهِ مِنْهَا فَإِنَّمَا هِيَ زَهْرَةُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَةُ الْمُتْرَفِينَ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ
أُزَيِّنَكُمَا بِزِينَةٍ مِنَ الدُّنْيَا يَعْرِفُ فِرْعَوْنُ حِينَ يَرَاهَا
أَنَّ مَقْدِرَتَهُ تَعْجِزُ عَمَّا أُوتِيتُمَا لَفَعَلْتُ، وَلَكِنِّي أَرْغَبُ
بِكُمَا عَنْ ذَلِكَ فَأَزْوِي ذَلِكَ عَنْكُمَا وَكَذَلِكَ أَفْعَلُ
بِأَوْلِيَائِي وَقَدِيمًا مَا خِرْتُ لَهُمْ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا، إِنِّي
لَأَذُودُهُمْ عَنْ نَعِيمِهَا كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ
مَوَارِدِ الْهَلَكَةِ، وَإِنِّي لَأُجَنِّبُهُمْ سَلْوَتَهَا كَمَا يُجَنِّبُ
الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَبَارِكِ الْعُرَّةِ وَمَا ذَاكَ
لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ؛ وَلَكِنْ لِيَسْتَكْمِلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي
سَالِمًا مَوْفُورًا لَمْ يَكْلَمْهُ الطَّمَعُ، وَلَمْ تَنْتَقِصْهُ الدُّنْيَا
بِغُرُورِهَا إِنَّمَا يَتَزَيَّنُ لِي أَوْلِيَائِي بِالذُّلِّ وَالْخُشُوعِ
وَالْخَوْفِ، وَالتَّقْوَى تَثْبُتُ فِي قُلُوبِهِمْ فَتَظْهَرُ عَلَى أَجْسَادِهِمْ
فَهِيَ ثِيَابُهُمُ الَّتِي يَلْبَسُونَ وَدِثَارُهُمُ الَّذِي يُظْهِرُونَ،
وَضَمِيرُهُمُ الَّذِي يَسْتَشْعِرُونَ، وَنَجَاتُهُمُ الَّتِي بِهَا يَفُوزُونَ،
وَرَجَاؤُهُمُ الَّذِي إِيَّاهُ يُؤَمِّلُونَ، وَمَجْدُهُمُ الَّذِي بِهِ
يَفْخَرُونَ وَسِيمَاهُمُ الَّتِي بِهَا يُعْرَفُونَ فَإِذَا لَقِيتَهُمْ
فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَذَلِّلْ لَهُمْ قَلْبَكَ وَلِسَانَكَ، وَاعْلَمْ
أَنَّهُ مَنْ أَخَافَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ثُمَّ
أَنَا الثَّائِرُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
(1/30)
10 - حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ [ص:33]
شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ [ص:34]، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ، عَرَفَ
النَّاسَ وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ، وَعَرَفَهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ،
أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدُّجَى تُجَلَّى عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ،
أُولَئِكَ لَيْسُوا بِالْمَذَايِيعِ الْبُذْرِ، وَلَا الْجُفَاةِ الْمُرَائِينَ»
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: «النُّوَمَةُ
الَّذِي لَا يَدْخُلُ مَعَ النَّاسِ فِيمَا هُمْ فِيهِ»
(1/32)
11 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ [ص:35] مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «كُونُوا
يَنَابِيعَ الْعِلْمِ مَصَابِيحَ الْهُدَى أَحْلَاسَ الْبُيُوتِ سُرُجَ اللَّيْلِ،
جُدُدَ الْقُلُوبِ خُلْقَانَ الثِّيَابِ، تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ
وَتَخْفَوْنَ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ»
(1/34)
12 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي
خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كُونُوا
أَوْعِيَةَ الْكِتَابِ، وَيَنَابِيعَ الْعِلْمِ، وَسَلُوا اللَّهَ رِزْقَ يَوْمٍ
بِيَوْمٍ، وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مَعَ الْمَوْتَى، وَلَا يَضُرُّكُمْ أَلَّا
يُكْثِرَ لَكُمْ»
(1/36)
13 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى [ص:38]
بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ،
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ: إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِي عِنْدِي مُؤْمِنٌ
خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطَاعَهُ
فِي السِّرِّ وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ،
فَمَنْ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ " قَالَ: ثُمَّ نَقَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ وَقَلَّ
تُرَاثُهُ وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ»
(1/37)
14 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ
قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ
جُدُدَ الْقُلُوبِ خُلْقَانَ الثِّيَابِ سُرُجَ اللَّيْلِ؛ كَيْ تُعْرَفُوا فِي
أَهْلِ السَّمَاءِ وَتُخْفَوْا فِي أَهْلِ الْأَرْضِ»
(1/39)
15 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
[ص:41] عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ
يَقُولُ: قَالَ كَعْبٌ: «طُوبَى لَهُمْ، طُوبَى لَهُمْ» قِيلَ: وَمَنْ هُمْ يَا
أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: «طُوبَى لَهُمْ قَوْمٌ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يَدْخُلُوا،
وَإِنْ خَطَبُوا لَمْ يُنْكَحُوا، وَإِنْ قَامُوا لَمْ يُفْقَدُوا»
(1/40)
16 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ،
عَنْ سُلَيْمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
" أَحَبُّ
عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الْغُرَبَاءُ، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ:
الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ يُجْمَعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى عِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
(1/42)
17 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ
قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ، يَقُولُ: بَلَغَنِي " أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى،
يَقُولُ لِلْعَبْدِ فِي بَعْضِ مِنَّتِهِ الَّتِي مَنَّ بِهَا عَلَيْهِ: "
أَلَمْ أُنْعِمْ عَلَيْكَ؟ أَلَمْ أُعْطِكَ؟ أَلَمْ أَسْتُرْكَ؟ أَلَمْ؟ أَلَمْ؟
أَلَمْ؟ أُخْمِدْ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا
تُعْرَفَ فَافْعَلْ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا تُعْرَفَ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا
يُثْنَى عَلَيْكَ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُومًا عِنْدَ النَّاسِ إِذَا
كُنْتَ مَحْمُودًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
(1/43)
18 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ
بْنِ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ ذِكْرًا خَامِلًا»
(1/44)
19 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو
السَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ كَعْبًا، يَقُولُ: «إِنِّي
لَأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِفَةَ قَوْمٍ مَا رَأَيْتُهُمْ
بَعْدُ، شَعِثَةٌ رُءُوسُهُمْ، دَنِسَةٌ ثِيَابُهُمْ إِنْ خَطَبُوا النِّسَاءَ
لَمْ يُنْكَحُوا، وَإِنْ حَضَرُوا السُّدَدَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ، حَاجَةُ
أَحَدِهِمْ تُجَلْجِلُ فِي صَدْرِهِ لَوْ قُسِّمَ نُورُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَلَى الْخَلَائِقِ لَوَسِعَهُمْ»
(1/45)
20 - حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ:
" كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ذِكْرًا خَامِلًا لِي
وَلِبَنِيَّ، وَلَا تَنْقُصْنَا ذَاكَ عِنْدَكَ شَيْئًا "
(1/46)
21 - حَدَّثَنِي
الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ:
«اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ مِنْ أَرْفَعِ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي
نَفْسِي مِنْ أَوْضَعِ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْنِي عِنْدَ النَّاسِ مِنْ أَوْسَطِ
خَلْقِكَ»
(1/46)
22 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُ عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «وَجَدْتُ قَلْبِي يَصْلُحُ بِمَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ مَعَ قَوْمٍ غُرَبَاءَ أَصْحَابِ بُتُوتٍ وَعَنَاءٍ»
(1/47)
23 - حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ الْكِلَابِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ [ص:48]
الْكِلَابِيِّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ [ص:49] حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: «مَا أُحِبُّ
أَنْ يَعْرِفَنِي بِطَاعَتِهِ غَيْرُهُ»
(1/47)
24 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ عَقَّارٍ، أَوْ غَيْرُهُ
قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، الْمِصِّيصَةَ سَأَلَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيِّ، فَقَالَ: «مِنْ فَضْلِكَ لَا تُعْرَفْ»
(1/49)
25 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ
سَلْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَيْتُ خَيْثَمَةَ فَقُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ
مِنْ إِبْرَاهِيمَ شَيْئًا مَا أَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ:
رَأَيْتُهُ مَعَ الْغُرَبَاءِ جَالِسًا فَأَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:
«كُنْتُ جَالِسًا قَرِيبًا مِنْهُمْ فَكَرِهْتُ أَنْ يَرَى النَّاسُ فِيَّ
اعْتِزَالِهِمْ لِفَضْلٍ عِنْدِي فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ»
(1/50)
26 - حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سَهْلِ
[ص:52] بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ نَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: «طُوبَى
لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، وَالرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ
اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطًا، وَتُرَابَهَا فِرَاشًا، وَمَاءَهَا طِيبًا،
وَالْكِتَابَ شِعَارًا، وَالدُّعَاءَ دِثَارًا أَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا عَلَى
مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ»
(1/51)
27 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شِبْلَ بْنَ عَبَّادٍ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ:
" أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ مُظْلِمَةٌ عَمْيَاءُ مُتَسَكِّنَةٌ لَا يَنْجُو
مِنْهَا إِلَّا النُّوَمَةُ قِيلَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ وَمَا النُّوَمَةُ؟ قَالَ:
الَّذِي لَا يَعْرِفُ النَّاسُ مَا فِي نَفْسِهِ "
(1/53)
28 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ،
حَدَّثَنِي سَلْمٌ، وَكَانَ فَاضِلًا قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ: قَالَ: «مَا فُزْتُ فِي الدُّنْيَا قَطُّ إِلَّا مَرَّةً بِتُّ لَيْلَةً
فِي بَعْضِ مَسَاجِدِ قُرَى الشَّامِ وَكَانَ فِي الْبَطْنِ فَجَرَّ الْمُؤَذِّنُ
رِجْلَيَّ حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنَ الْمَسْجِدِ»
(1/54)
29 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي خَلَفٌ الْبَرْزَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ
يَقُولُ: «أَقِلَّ مَعْرُوفَ النَّاسِ يَقِلُّ عَيْبُكَ»
(1/54)
================
=======
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الشُّهْرَةِ
(1/55)
30 - حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ [ص:56]، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ، عَنْ [ص:57] عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ [ص:58]، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «حَسْبُ
امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُشِيرَ
النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ»
(1/55)
31 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ،
حَدَّثَنَا [ص:60] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَخْنَسِيُّ، عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ إِلَّا مَنْ
عَصَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُشِيرَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي
دِينِهِ وَدُنْيَاهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ
يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»
(1/59)
32 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَسْبُ الْمَرْءِ
مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ»
(1/61)
33 - حَدَّثَنِي
أَبُو النَّصْرِ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ
مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قُلْنَا لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ " إِنَّ
النَّاسَ إِذَا رَأَوْكَ أَشَارُوا إِلَيْكَ بِالْأَصَابِعِ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ
يَعْنِ بِهَذَا هَذَا إِنَّمَا عَنَى بِهِ الْمُبْتَدِعَ فِي دِينِهِ وَالْفَاسِقَ
فِي دُنْيَاهُ "
(1/62)
34 - حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ هَرَاسَةَ، عَنِ الْقِرَاءَةِ عَنْ شَيْخٍ
مِنْ أَحْنَفَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «تَبَذَّلْ لَا تُشْهَرْ وَلَا تَرْفَعْ
شَخْصَكَ لِتُذْكَرَ وَتُعْلَمَ، وأَكْثِرِ الصَّمْتَ تَسْلَمْ، تَسُرُّ
الْأَبْرَارَ وَتَغَيِظُ الْفُجَّارَ»
(1/63)
35 - حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كُرْدُوسٍ، حَدَّثَنَا
مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ
أَيُّوبَ يَقُولُ: «مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ إِلَّا سَرَّهُ أَنْ لَا يُشْعَرَ
بِمَكَانِهِ»
(1/63)
36 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْغَفَّارِ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ
فَجَاءَ كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مِنَ الْبَصْرَةِ
إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ:
أَلَا
تَرَى إِلَى مَا كَتَبَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ؟ وَإِذَا فِيهِ: «يَا
أَخِي مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ لَا يَعْرِفَهُ النَّاسُ»
(1/64)
37 - حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:
قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ: «أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُ
أَقَلُّ لِفَضِيحَتِكَ فِي الْقِيَامَةِ»
(1/65)
38 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ [ص:66]،
عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمْ يُخْزَ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ فَيَخْفَى
خِزْيُهُ عَلَى أَحَدٍ»
(1/65)
39 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ
فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي فَقَالَ: «أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ
النَّاسِ»
(1/67)
40 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ
سِمَاكُ بْنُ سَلَمَةَ: «يَا قَلْبُ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الْأَخِلَّاءِ»
(1/67)
41 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ مِنْ
أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «كَفَى بِهِ دَلِيلًا عَلَى امْتِحَانِ
دِينِ الرَّجُلِ كَثْرَةُ صَدِيقِهِ»
(1/68)
42 - حَدَّثَنِي
سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: سَمِعْتُ
سُفْيَانَ يَقُولُ: «كَثْرَةُ الْإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّينِ»
(1/69)
43 - حَدَّثَنِي
سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ
عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ
كَثِيرَ الْأَخِلَّاءِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُخَلِّطٌ»
(1/70)
44 - وَبِهِ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ صَيْفِيٍّ قَالَ:
كَتَبَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ
يَسْلَمَ لَكَ دِينُكَ فَأَقِلَّ مِنَ الْمَعَارِفِ»
(1/70)
45 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «يَا
حَسَنُ، لَا تَعَرَّفَنَّ إِلَى مَنْ لَا يَعْرِفُكَ، وَأَنْكِرْ مَعْرِفَةَ مَنْ
يَعْرِفُكَ»
(1/71)
46 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
[ص:72] عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّهُ
كَانَ «إِذَا كَثُرَتْ حَلَقَتُهُ قَامَ مَخَافَةَ الشُّهْرَةِ»
(1/71)
47 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ «أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ
مِنْ ثَلَاثَةٍ قَامَ»
(1/73)
48 - حَدَّثَنَا
هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ
الْأَعْمَشَ، كَمْ رَأَيْتَ أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ:
«أَرْبَعَةً خَمْسَةً»
(1/73)
49 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ عِنْدَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ
غِلْمَةً ثَلَاثَةً قَطُّ»
(1/74)
50 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ،
قَالَ: رَأَى طَلْحَةُ قَوْمًا يَمْشُونَ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةٍ فَقَالَ:
«ذِبَّانُ طَمَعٍ، وَفَرَاشُ النَّارِ»
(1/75)
51 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، وَأَبُو مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا
[ص:77] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ
سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
نَمْشِي خَلْفَهُ إِذْ رَآهُ عُمَرُ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ: انْظُرْ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَصْنَعُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا ذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ
وَفِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ»
(1/76)
52 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "
خَرَجَ ابْنُ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَنْزِلِهِ فَاتَّبَعَهُ النَّاسُ
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «عَلَامَ تَتَّبِعُونِي؟ وَاللَّهِ لَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابِي مَا اتَّبَعَنِي مِنْكُمْ رَجُلَانِ»
(1/78)
53 - وَبِهِ
عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «إِنَّ خَفْقَ
النَّعْلِ خَلْفَ الرَّجُلِ قَلَّ مَا يُلَبِّثُ قُلُوبَ الْحَمْقَى»
(1/78)
54 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَدْنَانَ الْمُقْرئُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: خَرَجَ
الْحَسَنُ ذَاتَ يَوْمٍ فَاتَّبَعَهُ قَوْمٌ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:
«هَلْ لَكُمْ مِنْ حَاجَةٍ؟ وَإِلَّا فَمَا عَسَى أَنْ يُبْقِيَ هَذَا مِنْ قَلْبِ
الْمُؤْمِنِ؟»
(1/79)
55 - حَدَّثَنَا
سَبَلَانُ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْكِنَانِيُّ، أَنَّ رَجُلًا صَحِبَ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا
أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ قَالَ: أَوْصِنِي قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا
تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفَ، وَتَمْشِيَ وَلَا يُمْشَى إِلَيْكَ، وَتَسْأَلَ وَلَا
تُسْأَلَ فَافْعَلْ»
(1/80)
56 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا
[ص:81] وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي
أَيُّوبُ: «يَا أَبَا مَسْعُودٍ، إِنِّي أَخَافُ أَلَّا تَكُونَ الْمَعْرِفَةُ
أَبْقَتْ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةً إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ فَأُسَلِّمُ
عَلَيْهِمْ وَمَا أَرَى أَنَّ فِيهِمْ أَحَدًا يَعْرِفُنِي فَيَرُدُّونَ عَلَيَّ
وَيَسْأَلُونِي مَسْأَلَةً كَأَنَّ كُلَّهُمْ قَدْ عَرَفُونِي»
(1/80)
57 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ، قَالَ أَيُّوبُ: «إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ
فَيَرُدُّونَ عَلَيَّ يَعْنِي فِي رَدِّهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُونِي فَأَيُّ
خَيْرٍ مَعَ هَذَا؟»
(1/82)
58 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "
كُنَّا إِذَا مَرَرْنَا بِالْمَجْلِسِ وَمَعَنَا أَيُّوبُ فَسَلَّمَ رَدُّوا
رَدًّا شَدِيدًا قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ نِقْمَةٌ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَرَاهَةَ الشُّهْرَةِ
(1/83)
59 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ
رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: خَرَجَ أَيُّوبُ فِي سَفَرٍ فَتَبِعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ
فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ مِنْ
قَلْبِي أَنِّي لِهَذَا كَارِهٌ لَخَشِيتُ الْمَقْتَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/84)
60 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَفَعَ
إِلَيَّ أَيُّوبُ ثَوْبًا فَقَالَ: «اقْطَعْهُ لِي قَمِيصًا وَاجْعَلْ فَمَ
كُمِّهِ شِبْرًا وَاجْعَلْهُ يَقَعُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ»
(1/84)
61 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
عَاتَبْتُ أَيُّوبَ عَلَى طُولِ قَمِيصِهِ فَقَالَ: «إِنَّ الشُّهْرَةَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ فِي
طُولِهِ وَهِيَ الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهِ»
(1/85)
62 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ:
قَالَ لِي أَيُّوبُ، " احْذُ نَعْلَيْنِ عَلَى نَحْوِ حَذْوِ نَعْلِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَفَعَلْتُ فَلَبِسَهَا أَيَّامًا
ثُمَّ تَرَكَهَا فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ النَّاسَ
يَلْبَسُونَهَا "
(1/86)
63 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا تَلْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا يَشْتَهِرُكَ
الْفُقَهَاءُ وَلَا يَزْدَرِيكَ السُّفَهَاءُ»
(1/87)
64 - حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ الشُّهْرَتَيْنِ الثِّيَابَ الْجِيَادَ
الَّتِي يُشْتَهَرُ فِيهَا وَيَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ،
وَالثِّيَابَ الرَّدِيئَةَ الَّتِي يُحْتَقَرُ فِيهَا وَيُسْتَذَلُّ دِينُهُ»
(1/88)
65 - حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ
صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قِلَابَةَ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ
عَلَيْهِ أَكْسِيَةٌ فَقَالَ: «إِيَّاكُمْ وَهَذَا الْحِمَارَ النَّهَّاقَ»
(1/89)
66 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا الْكِبْرَ فِي
قُلُوبِهِمْ، وَالتَّوَاضُعَ فِي ثِيَابِهِمْ فَصَاحِبُ الْكِسَاءِ بِكِسَائِهِ
أَعْجَبُ مِنْ صَاحِبِ الْمِطْرَفِ بِمِطْرَفِهِ مَا لَهُمْ تَفَاقَرُوا»
(1/90)
67 - حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الشَّيْبَانِيِّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِهِ
ثَوْبًا قَبِيحًا دُونًا فَقَالَ: «لَا تَلْبَسْ هَذَا فَإِنَّ هَذَا ثَوْبُ
شُهْرَةٍ»
(1/90)
68 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ، مَرَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ بِفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَهُوَ
خَلْفَ سَارِيَةٍ وَحْدَهُ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَجِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَخِي مَا أَجْلَسَكَ إِلَيَّ؟» فَقُلْتُ:
وَجَدْتُكَ وَحْدَكَ فَاغْتَنَمْتُ وَحْدَتَكَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ
تَجْلِسْ إِلَيَّ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ وَخَيْرًا لِي فَاخْتَرْ إِمَّا أَنْ
أَقُومَ عَنْكَ فَهُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ لَكَ وَخَيْرٌ لِي، وَإِمَّا أَنْ تَقُومَ
عَنِّي» فَقُلْتُ: بَلْ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ فَأَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْفِ مَكَانَكَ
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِذَنْبِكَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَمَا أَمَرَكَ»
(1/91)
69 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: أَوْصِنِي
قَالَ: «أَخْمِلْ ذِكْرَكَ وَطَيِّبْ مَطْعَمَكَ»
(1/92)
70 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
قَالَ: كَانَ حَوْشَبٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: «بَلَغَ اسْمِي مَسْجِدَ الْجَامِعِ»
(1/93)
71 - وَبَلَغَنِي
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُنَادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ أَحْسَبُهُ قَالَ:
كُنْتُ
وَأَبُو إِسْحَاقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ سُفْيَانَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَرَفَعَ
رَأْسَهُ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ: «إِيَّاكَ وَالشُّهْرَةَ» قَالَ: وَقَالَ
أَبُو مُسْهِرٍ،: «بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ إِلَّا أَنْ
تَكُونَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ»
(1/94)
72 - حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ
اللَّهُ: «لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَحَبَّ أَنْ يُعْرَفَ إِلَّا ذَهَبَ دِينُهُ
وَافْتَضَحَ» قَالَ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: «لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ
الْآخِرَةِ رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَهُ النَّاسُ»
(1/95)
73 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: اسْتَشَرْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ
فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَانِي أَنْزِلُ؟ قَالَ: «بِمَرِّ الظَّهْرَانِ حَيْثُ لَا
يَعْرِفُكَ إِنْسَانٌ»
(1/95)
=======
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابُ مَا
جَاءَ فِي الشُّهْرَةِ
(1/55)
30 - حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ [ص:56]، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ، عَنْ [ص:57] عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ [ص:58]، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «حَسْبُ
امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُشِيرَ
النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ»
(1/55)
31 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ التَّنُوخِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ،
حَدَّثَنَا [ص:60] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَخْنَسِيُّ، عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ إِلَّا مَنْ
عَصَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُشِيرَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي
دِينِهِ وَدُنْيَاهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ
يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»
(1/59)
32 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَسْبُ الْمَرْءِ
مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ»
(1/61)
33 - حَدَّثَنِي
أَبُو النَّصْرِ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ
مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قُلْنَا لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ " إِنَّ
النَّاسَ إِذَا رَأَوْكَ أَشَارُوا إِلَيْكَ بِالْأَصَابِعِ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ
يَعْنِ بِهَذَا هَذَا إِنَّمَا عَنَى بِهِ الْمُبْتَدِعَ فِي دِينِهِ وَالْفَاسِقَ
فِي دُنْيَاهُ "
(1/62)
34 - حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ هَرَاسَةَ، عَنِ الْقِرَاءَةِ عَنْ شَيْخٍ
مِنْ أَحْنَفَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «تَبَذَّلْ لَا تُشْهَرْ وَلَا تَرْفَعْ
شَخْصَكَ لِتُذْكَرَ وَتُعْلَمَ، وأَكْثِرِ الصَّمْتَ تَسْلَمْ، تَسُرُّ
الْأَبْرَارَ وَتَغَيِظُ الْفُجَّارَ»
(1/63)
35 - حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كُرْدُوسٍ، حَدَّثَنَا
مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ
أَيُّوبَ يَقُولُ: «مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ إِلَّا سَرَّهُ أَنْ لَا يُشْعَرَ
بِمَكَانِهِ»
(1/63)
36 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْغَفَّارِ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ
فَجَاءَ كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مِنَ الْبَصْرَةِ
إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ:
أَلَا
تَرَى إِلَى مَا كَتَبَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ؟ وَإِذَا فِيهِ: «يَا
أَخِي مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ لَا يَعْرِفَهُ النَّاسُ»
(1/64)
37 - حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:
قَالَ لِي بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ: «أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ؛ فَإِنَّهُ
أَقَلُّ لِفَضِيحَتِكَ فِي الْقِيَامَةِ»
(1/65)
38 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ [ص:66]،
عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «لَمْ يُخْزَ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ فَيَخْفَى
خِزْيُهُ عَلَى أَحَدٍ»
(1/65)
39 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ
فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي فَقَالَ: «أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ
النَّاسِ»
(1/67)
40 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ
سِمَاكُ بْنُ سَلَمَةَ: «يَا قَلْبُ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الْأَخِلَّاءِ»
(1/67)
41 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ مِنْ
أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «كَفَى بِهِ دَلِيلًا عَلَى امْتِحَانِ
دِينِ الرَّجُلِ كَثْرَةُ صَدِيقِهِ»
(1/68)
42 - حَدَّثَنِي
سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: سَمِعْتُ
سُفْيَانَ يَقُولُ: «كَثْرَةُ الْإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّينِ»
(1/69)
43 - حَدَّثَنِي
سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ
عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ
كَثِيرَ الْأَخِلَّاءِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُخَلِّطٌ»
(1/70)
44 - وَبِهِ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ صَيْفِيٍّ قَالَ:
كَتَبَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ
يَسْلَمَ لَكَ دِينُكَ فَأَقِلَّ مِنَ الْمَعَارِفِ»
(1/70)
45 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ رُشَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «يَا
حَسَنُ، لَا تَعَرَّفَنَّ إِلَى مَنْ لَا يَعْرِفُكَ، وَأَنْكِرْ مَعْرِفَةَ مَنْ
يَعْرِفُكَ»
(1/71)
46 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
[ص:72] عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّهُ
كَانَ «إِذَا كَثُرَتْ حَلَقَتُهُ قَامَ مَخَافَةَ الشُّهْرَةِ»
(1/71)
47 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ «أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ
مِنْ ثَلَاثَةٍ قَامَ»
(1/73)
48 - حَدَّثَنَا
هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ
الْأَعْمَشَ، كَمْ رَأَيْتَ أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ:
«أَرْبَعَةً خَمْسَةً»
(1/73)
49 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ عِنْدَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ
غِلْمَةً ثَلَاثَةً قَطُّ»
(1/74)
50 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ،
قَالَ: رَأَى طَلْحَةُ قَوْمًا يَمْشُونَ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةٍ فَقَالَ:
«ذِبَّانُ طَمَعٍ، وَفَرَاشُ النَّارِ»
(1/75)
51 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، وَأَبُو مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا
[ص:77] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ
سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
نَمْشِي خَلْفَهُ إِذْ رَآهُ عُمَرُ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ: انْظُرْ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَصْنَعُ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا ذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ
وَفِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعِ»
(1/76)
52 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "
خَرَجَ ابْنُ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَنْزِلِهِ فَاتَّبَعَهُ النَّاسُ
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «عَلَامَ تَتَّبِعُونِي؟ وَاللَّهِ لَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابِي مَا اتَّبَعَنِي مِنْكُمْ رَجُلَانِ»
(1/78)
53 - وَبِهِ
عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: «إِنَّ خَفْقَ
النَّعْلِ خَلْفَ الرَّجُلِ قَلَّ مَا يُلَبِّثُ قُلُوبَ الْحَمْقَى»
(1/78)
54 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَدْنَانَ الْمُقْرئُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: خَرَجَ
الْحَسَنُ ذَاتَ يَوْمٍ فَاتَّبَعَهُ قَوْمٌ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:
«هَلْ لَكُمْ مِنْ حَاجَةٍ؟ وَإِلَّا فَمَا عَسَى أَنْ يُبْقِيَ هَذَا مِنْ قَلْبِ
الْمُؤْمِنِ؟»
(1/79)
55 - حَدَّثَنَا
سَبَلَانُ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْكِنَانِيُّ، أَنَّ رَجُلًا صَحِبَ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا
أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَهُ قَالَ: أَوْصِنِي قَالَ: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا
تَعْرِفَ وَلَا تُعْرَفَ، وَتَمْشِيَ وَلَا يُمْشَى إِلَيْكَ، وَتَسْأَلَ وَلَا
تُسْأَلَ فَافْعَلْ»
(1/80)
56 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا
[ص:81] وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي
أَيُّوبُ: «يَا أَبَا مَسْعُودٍ، إِنِّي أَخَافُ أَلَّا تَكُونَ الْمَعْرِفَةُ
أَبْقَتْ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةً إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ فَأُسَلِّمُ
عَلَيْهِمْ وَمَا أَرَى أَنَّ فِيهِمْ أَحَدًا يَعْرِفُنِي فَيَرُدُّونَ عَلَيَّ
وَيَسْأَلُونِي مَسْأَلَةً كَأَنَّ كُلَّهُمْ قَدْ عَرَفُونِي»
(1/80)
57 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ، قَالَ أَيُّوبُ: «إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَجْلِسِ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ
فَيَرُدُّونَ عَلَيَّ يَعْنِي فِي رَدِّهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُونِي فَأَيُّ
خَيْرٍ مَعَ هَذَا؟»
(1/82)
58 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: "
كُنَّا إِذَا مَرَرْنَا بِالْمَجْلِسِ وَمَعَنَا أَيُّوبُ فَسَلَّمَ رَدُّوا
رَدًّا شَدِيدًا قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ نِقْمَةٌ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَرَاهَةَ الشُّهْرَةِ
(1/83)
59 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ
رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ: خَرَجَ أَيُّوبُ فِي سَفَرٍ فَتَبِعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ
فَقَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ مِنْ
قَلْبِي أَنِّي لِهَذَا كَارِهٌ لَخَشِيتُ الْمَقْتَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/84)
60 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَفَعَ
إِلَيَّ أَيُّوبُ ثَوْبًا فَقَالَ: «اقْطَعْهُ لِي قَمِيصًا وَاجْعَلْ فَمَ
كُمِّهِ شِبْرًا وَاجْعَلْهُ يَقَعُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ»
(1/84)
61 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ:
عَاتَبْتُ أَيُّوبَ عَلَى طُولِ قَمِيصِهِ فَقَالَ: «إِنَّ الشُّهْرَةَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ فِي
طُولِهِ وَهِيَ الْيَوْمَ فِي تَشْمِيرِهِ»
(1/85)
62 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ:
قَالَ لِي أَيُّوبُ، " احْذُ نَعْلَيْنِ عَلَى نَحْوِ حَذْوِ نَعْلِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَفَعَلْتُ فَلَبِسَهَا أَيَّامًا
ثُمَّ تَرَكَهَا فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ النَّاسَ
يَلْبَسُونَهَا "
(1/86)
63 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا تَلْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا يَشْتَهِرُكَ
الْفُقَهَاءُ وَلَا يَزْدَرِيكَ السُّفَهَاءُ»
(1/87)
64 - حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ الشُّهْرَتَيْنِ الثِّيَابَ الْجِيَادَ
الَّتِي يُشْتَهَرُ فِيهَا وَيَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ،
وَالثِّيَابَ الرَّدِيئَةَ الَّتِي يُحْتَقَرُ فِيهَا وَيُسْتَذَلُّ دِينُهُ»
(1/88)
65 - حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ
صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قِلَابَةَ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ
عَلَيْهِ أَكْسِيَةٌ فَقَالَ: «إِيَّاكُمْ وَهَذَا الْحِمَارَ النَّهَّاقَ»
(1/89)
66 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا الْكِبْرَ فِي
قُلُوبِهِمْ، وَالتَّوَاضُعَ فِي ثِيَابِهِمْ فَصَاحِبُ الْكِسَاءِ بِكِسَائِهِ
أَعْجَبُ مِنْ صَاحِبِ الْمِطْرَفِ بِمِطْرَفِهِ مَا لَهُمْ تَفَاقَرُوا»
(1/90)
67 - حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الشَّيْبَانِيِّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِهِ
ثَوْبًا قَبِيحًا دُونًا فَقَالَ: «لَا تَلْبَسْ هَذَا فَإِنَّ هَذَا ثَوْبُ
شُهْرَةٍ»
(1/90)
68 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ، مَرَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ بِفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَهُوَ
خَلْفَ سَارِيَةٍ وَحْدَهُ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَجِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَخِي مَا أَجْلَسَكَ إِلَيَّ؟» فَقُلْتُ:
وَجَدْتُكَ وَحْدَكَ فَاغْتَنَمْتُ وَحْدَتَكَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ
تَجْلِسْ إِلَيَّ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ وَخَيْرًا لِي فَاخْتَرْ إِمَّا أَنْ
أَقُومَ عَنْكَ فَهُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ لَكَ وَخَيْرٌ لِي، وَإِمَّا أَنْ تَقُومَ
عَنِّي» فَقُلْتُ: بَلْ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ فَأَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْفِ مَكَانَكَ
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِذَنْبِكَ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَمَا أَمَرَكَ»
(1/91)
69 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: أَوْصِنِي
قَالَ: «أَخْمِلْ ذِكْرَكَ وَطَيِّبْ مَطْعَمَكَ»
(1/92)
70 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
قَالَ: كَانَ حَوْشَبٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: «بَلَغَ اسْمِي مَسْجِدَ الْجَامِعِ»
(1/93)
71 - وَبَلَغَنِي
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُنَادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ أَحْسَبُهُ قَالَ:
كُنْتُ
وَأَبُو إِسْحَاقَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ سُفْيَانَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَرَفَعَ
رَأْسَهُ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ: «إِيَّاكَ وَالشُّهْرَةَ» قَالَ: وَقَالَ
أَبُو مُسْهِرٍ،: «بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ إِلَّا أَنْ
تَكُونَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ»
(1/94)
72 - حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ
اللَّهُ: «لَا أَعْلَمُ رَجُلًا أَحَبَّ أَنْ يُعْرَفَ إِلَّا ذَهَبَ دِينُهُ
وَافْتَضَحَ» قَالَ: وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: «لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ
الْآخِرَةِ رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَهُ النَّاسُ»
(1/95)
73 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: اسْتَشَرْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ
فَقُلْتُ: أَيْنَ تَرَانِي أَنْزِلُ؟ قَالَ: «بِمَرِّ الظَّهْرَانِ حَيْثُ لَا
يَعْرِفُكَ إِنْسَانٌ»
(1/95)
==========
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابُ
التَّوَاضُعِ
(1/96)
74 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي
[ص:97] الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ
صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا
عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ عَبْدٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ»
(1/96)
75 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ مَلَكَانِ وَعَلَيْهِ حَكَمَةٌ يُمْسِكَانِهَا
فَإِنْ هُوَ رَفَعَ نَفْسَهَ جَبَذَاهَا ثُمَّ قَالَا: اللَّهُمَّ ضَعْهُ وَإِنْ
وَضَعَ نَفْسَهُ قَالَا: اللَّهُمَّ ارْفَعْهُ بِهَا "
(1/98)
76 - حَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ [ص:100] مُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ
الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ نَصِيحٍ
الْعَنْسِيِّ، عَنْ رَكْبٍ الْمِصْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ فِي غَيْرِ مَنْقَصَةٍ،
وَذَلَّ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ وَأَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ
مَعْصِيَةٍ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ
الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ»
(1/99)
77 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا
بِقُبَاءَ وَكَانَ صَائِمًا فَأَتَيْنَاهُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ بِقَدَحٍ مِنْ
لَبَنٍ وَجَعَلْنَا فِيهِ شَيْئًا مِنْ عَسَلٍ فَلَمَّا رَفَعَهُ فَذَاقَهُ وَجَدَ
حَلَاوَةَ الْعَسَلِ قَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلْنَا
فِيهِ شَيْئًا مِنْ عَسَلٍ، فَوَضَعَهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لَا أُحَرِّمُهُ،
وَمَنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ، وَمَنِ
اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ
ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ»
(1/101)
78 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَدَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ [ص:103] إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ مَعْمَرِ [ص:104] بْنِ أَبِي
حَبِيبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ: سَمِعْتُ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ " فِي الْعَبْدِ إِذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ رَفَعَ اللَّهُ حَكَمَتَهُ، وَقَالَ: «انْتَعِشْ رَفَعَكَ اللَّهُ»
وَإِذَا تَكَبَّرَ وَعَدَا طَوْرَهُ وَهَصَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ وَقَالَ:
«اخْسَأْ خَسَأَكَ اللَّهُ» فَهُوَ فِي نَفْسِهِ عَظِيمٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ
حَقِيرٌ حَتَّى إِنَّهُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْخِنْزِيرِ، أَيُّهَا النَّاسُ لَا
تُبَغِّضُوا اللَّهَ إِلَى الْعِبَادِ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَقُومُ
أَحَدُكُمْ إِمَامًا فَيُطَوِّلُ عَلَيْهِمْ فَيُبَغِّضُ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ
فِيهِ "
(1/102)
79 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ [ص:106]
قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِيتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ جَاءٍ
مِنَ الشَّامِ فَسَارَ بِي فَقَالَ: انْتَهَيْتُ مَرَّةً إِلَى شَجَرَةٍ تَحْتَهَا
رَجُلٌ قَائِمٌ قَدِ اسْتَظَلَّ بِنِطَعٍ لَهُ وَقَدْ جَاوَزَتِ الشَّمْسُ
النِّطَعَ فَسَوَّيْتُهُ عَلَيْهِ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ اسْتَيْقَظَ فَإِذَا هُوَ
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا صَنَعْتُ فَقَالَ: " يَا
جَرِيرُ تَوَاضَعْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا رَفَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَا
جَرِيرُ، أَتَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قُلْتُ:
لَا
قَالَ: فَإِنَّهُ ظُلْمُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي الدُّنْيَا "
(1/105)
80 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «إِنَّكُمْ
لَتَغْفُلُونَ أَفْضَلَ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُعَ»
(1/107)
81 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ
يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ أَسْوَدُ بِهِ جُدَرِيٌّ قَدْ نَقَشَ
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْعَمُ، فَجَعَلَ لَا يَجْلِسُ
إِلَى أَحَدٍ إِلَّا قَامَ مِنْ جَنْبِهِ، وَأَجْلَسَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنْبِهِ»
(1/108)
82 - هُوَ فِي
كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ فِي بَيْتٍ يَأْكُلُونَ، فَقَامَ سَائِلٌ عَلَى الْبَابِ وَبِهِ
زَمَانَةٌ يُتَكَرَّهُ مِنْهَا، فَأُذِنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَجْلَسَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ:
«اطْعَمْ» وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ اشْمَأَزَّ مِنْهُ
وَيَكْرَهُهُ، فَمَا مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى كَانَتْ بِهِ زَمَانَةٌ
يُتَكَرَّهُ مِنْهَا
(1/109)
83 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
[ص:111] الْمُعَلِّمُ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ مَجْذُومٍ
فَأَدْخَلَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ وَقَالَ: «كُلْ بِسْمِ اللَّهِ، ثِقَةً
بِاللَّهِ، وَتَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ»
(1/110)
84 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ [ص:113]
الْمَسْعُودِيِّ،
عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ [ص:114]: كَانَ يُقَالُ: «مَنْ كَانَ فِي
صُورَةٍ حَسَنَةٍ، وَمَوْضِعٍ لَا يَشِينُهُ، وَوُسِّعَ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ،
ثُمَّ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَانَ مِنْ خَالِصِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/112)
85 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ [ص:115]
السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيَّرَنِي رَبِّي بَيْنَ أَمْرَيْنِ:
عَبْدًا
رَسُولًا أَوْ مَلَكًا نَبِيًّا، فَلَمْ أَدْرِ أَيُّهُمَا أَخْتَارُ، وَكَانَ صَفِيِّي
مِنَ الْمَلَائِكَةِ جِبْرِيلُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقَالَ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ،
فَقُلْتُ: عَبْدًا رَسُولًا "
(1/114)
86 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمُوسَى صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي إِنَّمَا أَقْبَلُ صَلَاةَ مَنْ تَوَاضَعَ
لِعَظَمَتِي، وَلَمْ يَتَعَظَّمْ عَلَى خَلْقِي، وَأَلْزَمَ قَلْبَهُ خَوْفِي، وَقَطَعَ
النَّهَارَ بِذِكْرِي، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ مِنْ أَجْلِي،
وَأَطْعَمَ الْجَائِعَ، وَكَسَى الْعَارِيَ، وَأَوَى الْغَرِيبَ فَذَلِكَ الَّذِي
يُشْرِقُ نُورُ وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الشَّمْسِ، يَدْعُونِي
فَأُلَبِّي لَهُ، وَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، وَأَجْعَلُ لَهُ فِي الْجَهَالَةِ
حِلْمًا، وَفِي الظُّلُمَاتِ نُورًا، أَكْلَؤُهُ بِعِزَّتِي، وَأَسْتَحْفِظُهُ
مَلَائِكَتِي فَمَثَلُ ذَلِكَ الْعَبْدِ فِي النَّاسِ كَمَثَلِ جَنَّاتِ عَدْنٍ
فِي الْجِنَانِ لَا تَنْقَطِعُ ثِمَارُهَا وَلَا تُغَيَّرُ عَنْ حَالِهَا
"
(1/116)
87 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
النُّعْمَانِ الرَّازِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: «يُجْزِئُ قَلِيلُ
الْوَرَعِ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ، وَيُجْزِئُ قَلِيلُ التَّوَاضُعِ مِنْ كَثِيرِ
الِاجْتِهَادِ»
(1/117)
88 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ:
سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ عَنِ التَّوَاضُعِ، قَالَ: «التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْضَعَ، لِلْحَقِّ
وَتَنْقَادَ لَهُ، وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ صَبِيٍّ قَبِلْتَهُ مِنْهُ، وَلَوْ
سَمِعْتَهُ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ قَبِلْتَهَ مِنْهُ»
(1/118)
89 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ قَالَ:
سَمِعْتُ
ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «رَأْسُ التَّوَاضُعِ أَنْ تَضَعَ، نَفْسَكَ عِنْدَ
مَنْ هُوَ دُونَكَ فِي نِعْمَةِ الدُّنْيَا حَتَّى تُعْلِمَهُ أَنْ لَيْسَ لَكَ
بِدُنْيَاكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ، وَأَنْ تَرْفَعَ نَفْسَكَ عَمَّنْ هُوَ فَوْقَكَ فِي
نِعْمَةِ الدُّنْيَا حَتَّى تُعْلِمَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ بِدُنْيَاهُ عَلَيْكَ
فَضْلٌ»
(1/119)
90 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ مَالًا أَوْ جَمَالًا وَثِيَابًا
وَعِلْمًا ثُمَّ لَمْ يَتَوَاضَعْ كَانَ عَلَيْهِ وَبَالًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/119)
91 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ [ص:121] جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،
{وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34] ، قَالَ: «الْمُتَوَاضِعِينَ»
(1/120)
92 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ ذَكْوَانَ، قَالَ: " دُخِلَ عَلَى
النَّجَاشِيِّ فِي عَقِبِ نِعْمَةٍ قَالَ: وَعَلَيْهِ أَطْلَاسٌ وَهُوَ مُرْسِلٌ
رَأْسَهُ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَوَ لَمْ تُنَبِّئْنَا
أَنْ قَدْ سُرِرْتَ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: مَا هَذِهِ الِاسْتِكَانَةُ؟ قَالَ:
إِنِّي قَرَأْتُ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى عِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ نِعْمَةً
فَاسْتَقْبِلْهَا بِالِاسْتِكَانَةِ أُتِمُّهَا عَلَيْكَ "
(1/122)
93 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
[ص:124]، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ،
عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ كَعْبٍ
قَالَ: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ مِنِ نِعْمَةٍ فِي
الدُّنْيَا فَشَكَرَهَا لِلَّهِ، وَتَوَاضَعَ بِهَا لِلَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَفْعَهَا فِي الدُّنْيَا وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً فِي
الْآخِرَةِ، وَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ مِنِ نِعْمَةٍ فِي
الدُّنْيَا فَلَمْ يَشْكُرْهَا لِلَّهِ وَلَمْ يَتَوَاضَعْ بِهَا لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ إِلَّا مَنَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَفْعَهَا فِي الدُّنْيَا وَفَتَحَ
لَهُ طَبَقًا مِنَ النَّارِ يُعَذِّبُهُ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَوْ يَتَجَاوَزُ
عَنْهُ»
(1/123)
94 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ عَوْفٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ [ص:126] سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي
الْعَاصِ، لِعَبْدِ الْمَلِكِ: أَيُّ الرِّجَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ تَوَاضَعَ
عَنْ رِفْعَةٍ، وَزَهِدَ عَلَى قُدْرَةٍ، وَتَرَكَ النُّصْرَةَ عَلَى قَوْمِهِ»
(1/125)
95 - حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ
الْبَلَدِيُّ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَلَى هَارُونَ فَقَالَ: " يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاللَّهِ لَتَوَاضُعُكَ فِي شَرَفِكَ أَشْرَفُ لَكَ مِنْ
شَرَفِكَ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
إِنَّ امْرَءًا أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَمَالًا فِي خَلْقِهِ، وَمَوْضِعًا
فِي حَسَبِهِ، وَبَسَطَ لَهُ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَعَفَّ فِي جَمَالِهِ، وَوَاسَى
فِي مَالِهِ، وَتَوَاضَعَ فِي حَسَبِهِ كُتِبَ فِي دِيوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
مِنْ خَالِصِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَدَعَى هَارُونُ بِدَوَاةٍ
وَقِرْطَاسٍ وَكَتَبَ هَذَا الْكَلَامَ بِيَدِهِ "
(1/127)
96 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ
يَحْمِلَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ فِي يَدِهِ يَكُونُ مَهْنَةً لِأَهْلِهِ يَدْفَعُ
بِهِ الْكِبْرَ»
(1/128)
97 - حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ الْآدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ أَبُو
عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ أَمِيرٌ «يَحْمِلُ سَطْلًا لَهُ مِنْ خَشَبٍ
حَتَّى يَأْتِيَ حَمَّامَ أَبَانَ»
(1/129)
98 - حَدَّثَنِي
الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي عُلْوَانُ
بْنُ دَاوُدَ [ص:131] الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ هَمْدَانَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: " بَعَثَنِي قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِخَيْلٍ
أَهْدَوْهَا لِذِي الْكَلَاعِ فَأَقَمْتُ بِبَابِهِ سَنَةً لَا أَصِلُ إِلَيْهِ
ثُمَّ أَشْرَفَ إِشْرَافَةً عَلَى النَّاسِ مِنْ غُرْفَةٍ لَهُ فَخَرُّوا لَهُ
سُجُودًا، ثُمَّ جَلَسَ فَلَقِيتُهُ بِالْخَيْلِ فَقَبِلَهَا، ثُمَّ لَقَدْ
رَأَيْتُهُ بِحِمْصَ وَقَدْ أَسْلَمَ يَحْمِلُ بِالدِّرْهَمِ اللَّحْمَ
فَيَبْتَدِرُهُ قَوْمُهُ وَمَوَالِيهِ فَيَأْخُذُونَهُ مِنْهُ فَيَأْبَى
تَوَاضُعًا وَقَالَ:
أُفٍ
لِذِي الدُّنْيَا إِذَا كَانَتْ كَذَا ... أَنَا مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ فِي أَذَى
وَلَقَدْ
كُنْتُ إِذَا مَا قِيلَ مَنْ ... أَنْعَمُ النَّاسِ مَعَاشًا؟ قِيلَ: ذَا
ثُمَّ
بُدِّلْتُ بِعَيْشٍ شِقْوَةً ... حَبَّذَا هَذَا شَقَاءً حَبَّذَا
(1/130)
99 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ
[ص:133] بْنِ عَبْدَةَ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: «كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مُعَلِّقًا لَحْمًا فِي يَدِهِ الْيُسْرَى
وَفِي يَدِهِ الْيُمْنَى الدِّرَّةُ يَدُورُ فِي الْأَسْوَاقِ حَتَّى دَخَلَ
رَحْلَهُ»
(1/132)
100 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:
" رُبَّمَا رَأَيْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ الشَّيْءَ يَحْمِلُهُ
يَقُولُ: «إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ الْأَجْرَ يَعْنِي فِي حَمْلِهِ»
(1/134)
101 - حَدَّثَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ،
عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ طَرِيفٍ، قَالَ:
«رَأَيْتُ
الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَحْمِلُ عَرَقَةً إِلَى بَيْتِ عَمَّتِهِ»
(1/135)
102 - حَدَّثَنَا
سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ صَالِحٍ بَيَّاعِ
الْأَكْسِيَةِ عَنْ أُمِّهِ، أَوْ جَدَّتِهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَلِيًّا اشْتَرَى
تَمْرًا بِدِرْهَمٍ فَحَمَلَهُ فِي مِلْحَفَتِهِ فَقُلْتُ: أَحْمِلُ عَنْكَ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «لَا أَبُو الْعِيَالِ أَحَقُّ أَنْ يَحْمِلَ»
(1/136)
103 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ
حُكَيْمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَسِيِّ قَالَ: " كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ
دَاوُدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ تَصَفَّحَ وُجُوهَ
الْأَغْنِيَاءِ وَالْأَشْرَافِ حَتَّى يَجِيءَ إِلَى الْمَسَاكِينِ فَيَقْعُدَ
مَعَهُمْ وَيَقُولَ: يَا رَبِّ مِسْكِينٌ مَعَ مَسَاكِينَ "
(1/137)
104 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ عَلَيْهِ
مُلَاءَةٌ صَفْرَاءُ وَهُوَ قَاعِدٌ مَعَ الْمَسَاكِينِ»
(1/138)
105 - حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ سَلَمَةُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ
خَلَّادِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ
قَالَ: «رَأَيْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ مَعَ نِسَاءِ الْمَسَاكِينِ جَالِسَةً
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ»
(1/139)
106 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: «مَا
رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ إِلَّا وَكَأَنَّهُ يَبْكِي، وَكَانَ يَجْلِسُ
مَعَ الْمَسَاكِينِ وَالْبَكَّائِينَ»
(1/140)
107 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا
سَهْمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثُونِي أَنَّ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُزَنِيَّ كَانَ يَلْبَسُ الْكِسْوَةَ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَيُجَالِسُ
الْمَسَاكِينَ وَمَعَهُ الصُّرَرُ فِيهَا الدَّرَاهِمُ فَيَدُسُّهَا إِلَى ذَا
وَإِلَى ذَا قَالَ: وَكَانَ مُوسِرًا فَمَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ شَيْئًا فَقَالَ
الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ: «إِنَّ بَكْرًا عَاشَ عَيْشَ الْأَغْنِيَاءِ، وَمَاتَ
مَوْتَ الْفُقَرَاءِ»
(1/141)
108 - حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ:
«كَمَا
تَكْرَهُ أَنْ يَرَاكَ الْأَغْنِيَاءُ فِي الثِّيَابِ الدُّونِ، فَكَذَلِكَ
فَاكْرَهْ أَنْ يَرَاكَ الْفُقَرَاءُ فِي الثِّيَابِ الْمُرْتَفِعَةِ»
(1/142)
109 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: قَالَ صَدَقَةُ الْقَارِيُّ:
«الْعَجَبُ لِلْغَنِيِّ إِذَا جَلَسَ يُحَدِّثُ الْمِسْكِينَ كَيْفَ لَا
يَسْتَحْيِي مِنْهُ؟»
(1/142)
110 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ
قَالَ: مَرَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى مَسَاكِينَ وَقَدْ بَسَطُوا كِسَاءً
وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ كِسَرٌ فَقَالُوا: هَلُمَّ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،
فَحَوَّلَ وَرِكَهُ وَقَرَأَ {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}
[النحل:
23] فَأَكَلَ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: " قَدْ أَجَبْتُكُمْ فَأَجِيبُونِي
فَقَالَ لِلرَّبَابِ يَعْنِي امْرَأَتَهُ: أَخْرِجِي مَا كُنْتِ تَدَّخِرِينَ
"
(1/142)
111 - حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ [ص:144]
الْمُؤَدِّبُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ
عَلَى الْأَرْضِ، وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ، وَيَعْتَقِلُ النَّاقَةَ، وَيُجِيبُ
دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ»
(1/143)
112 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيُونُسُ
[ص:146] بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ،
عَنْ شُعَيْبِ بْنِ [ص:147] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
«مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا
قَطُّ وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ»
(1/145)
113 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ «كَانَ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَتْبَعُ الْجَنَائِزَ، وَيُجِيبُ
دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَلَقَدْ كَانَ يَوْمَ خَيْبَرَ
عَلَى حِمَارٍ خِطَامُهُ لِيفٌ»
(1/148)
114 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي [ص:149] خَالِدٍ، عَنِ الْبَهِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «رُئِيَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ
وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَقَدْ عَرِقَ الْحِمَارُ وَلَيْسَ تَحْتَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ»
(1/148)
115 - حَدَّثَنَا
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ [ص:151] عَيَّاشٍ،
عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَرَمُ التَّقْوَى، وَالشَّرَفُ
التَّوَاضُعُ، وَالْيَقِينُ الْغِنَى»
(1/150)
116 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا
صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ، وَيُونُسُ، وَأَيُّوبُ
يَتَذَاكَرُونَ التَّوَاضُعَ فَقَالَ لَهُمُ الْحَسَنُ: «وَهَلْ تَدْرُونَ مَا
التَّوَاضُعُ؟ التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَلَا تَلْقَ مُسْلِمًا
إِلَّا رَأَيْتَ لَهُ عَلَيْكَ فَضْلًا»
(1/152)
117 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ،
عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: " كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَقُولُ:
طُوبَى
لِلْمُتَوَاضِعِينَ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَنَائِرِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، طُوبَى لِلْمُصْلِحِينَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا هُمُ
الَّذِينَ يُوَرَّثُونَ الْفِرْدَوْسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، طُوبَى لِلْمُطَهَّرَةِ
قُلُوبُهُمْ فِي الدُّنْيَا هُمُ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
(1/153)
118 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ،
أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: «رَأْسُ
التَّوَاضُعِ ثَلَاثٌ أَنْ تَرْضَى بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجْلِسِ، وَأَنْ
تَبْدَأَ مَنْ لَقِيتَهُ بِالسَّلَامِ، وَأَنْ تَكْرَهَ الْمِدْحَةَ وَالسُّمْعَةَ
وَالرِّيَاءَ بِالْبِرِّ»
(1/154)
119 - وَبِهِ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ [ص:155] مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ لَمَّا أَغْرَقَ قَوْمَ نُوحٍ شَمَخَتِ الْجِبَالُ وَتَوَاضَعَ
الْجُودِيُّ فَرَفَعَهُ اللَّهُ فَوْقَ الْجِبَالِ وَجَعَلَ قَرَارَ السَّفِينَةِ
عَلَيْهِ»
(1/154)
120 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «مَنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ
بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّهُ
اللَّهُ»
(1/156)
121 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا هَدَى اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا لِلْإِسْلَامِ، وَحَسَّنَ صُورَتَهُ، وَجَعَلَهُ فِي
مَوْضِعٍ غَيْرِ شَائِنٍ لَهُ، وَرَزَقَهُ مَعَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا فَذَلِكَ مِنْ
صَفْوَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/157)
122 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
«إِنْ
كَانَتِ الْوَلِيدَةُ مِنْ وَلَائِدِ الْمَدِينَةِ تَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَنْزِعْ يَدَهُ حَتَّى تَذْهَبَ
بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ»
(1/158)
123 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
عَنْ عُمَرَ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ قَالَ:
قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى «مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا»
قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ
(1/159)
124 - حَدَّثَنَا
فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [ص:161]
طَلْحَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرْفَعُ عَبْدٌ نَفْسَهُ إِلَّا وَضَعَهُ
اللَّهُ، وَلَا يَضَعُ نَفْسَهُ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/160)
125 - حَدَّثَنَا
سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا [ص:163]
عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ عُمَارَةُ: وَلَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جَبْرَائِيلُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ
فَقَالَ لَهُ جَبْرَائِيلُ: إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ
قَبْلَ السَّاعَةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ
رَبُّكَ فَمَلَكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ أَحْسَبُهُ قَالَ:
" فَقَالَ جَبْرَائِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ " قَالَ:
«بَلْ
عَبْدًا رَسُولًا»
(1/162)
126 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ
تَوَاضَعَ تَخَشُّعًا رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَكَبَّرَ تَعَظُّمًا وَضَعَهُ
اللَّهُ»
(1/164)
127 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قَاسِمٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
ابْنِ شُبْرُمَةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ بَلَغَنِي
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
هَاتِ فَرُبَّ
حَدِيثٍ حَسَنٍ جِئْتَ بِهِ قَالَ [ص:166]: " أَرْبَعٌ لَا يُعْطِيهِنَّ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: مَا هُنَّ؟
قَالَ: الصَّمْتُ وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا "
(1/165)
بَابُ
التَّوَاضُعِ فِي اللِّبَاسِ
(1/167)
قَالَ:
قُرِئَ
عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ
فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:
128 - حَدَّثَنَا
سَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [ص:168]
إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص:169] أُمَامَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ»
(1/167)
129 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُنِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ [ص:171] بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ» قَالَ هَارُونُ: سَأَلْتُ مَعْنًا عَنِ
الْبَذَاذَةِ فَقَالَ: اللِّبَاسُ دُونَ اللِّبَاسِ يَعْنِي: «دُونٌ»
(1/170)
130 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
«خَرَجَ إِلَى السُّوقِ وَبِيَدِهِ الدِّرَّةُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ فِيهِ
أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا آدَمُ»
(1/172)
131 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ،
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «رَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَرْبَعَ
رِقَاعٍ»
(1/173)
132 - حَدَّثَنِي
سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
الْبَزَّارِ، عَنْ أُمِّ عَفِيفٍ قَالَتْ «رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ
مُؤْتَزِرًا بِبُرْدٍ أَحْمَرَ مِنْ بُرُودِ الْحَمَّالِينَ فِيهِ رُقْعَةٌ
بَيْضَاءُ»
(1/174)
133 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
قَيْسٍ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ
فَعُوتِبَ فِي لَبُوسِهِ فَقَالَ: «يَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُ، وَيَخْشَعُ لَهُ
الْقَلْبُ»
(1/175)
134 - حَدَّثَنِي
الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ
الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَلَى
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصًا كَانَ بِدْعًا
قَدِيمًا دَارِيًا إِذَا مُدَّ بَلَغَ الظُّفْرَ وَإِذَا أَرْسَلَهُ كَانَ مَعَ
نِصْفِ الذِّرَاعِ»
(1/176)
135 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ
الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيعِ عَائِشَةَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَرَأَيْتُهَا تَخِيطُ
نُقْبَةً لَهَا فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَيْسَ قَدْ أَوْسَعَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ؟ قَالَتْ: «لَا جَدِيدَ لِمَنْ لَا يَلْبَسُ
الْخَلَقَ»
(1/177)
136 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَجُوزٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَتْ:
" زَوَّجَ أَبُو مُوسَى بَعْضَ بَنِيهِ فَأَوْلَمَ عَلَيْهِ فَدَعَا نَاسًا
قَالَتْ: فَإِنَّا لَفِي الدَّارِ إِذْ قِيلَ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي أُنَاسٍ وَبِيَدِهِ الدِّرَّةُ
وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ لَيْسَ لَهُ جُرُبَّانُ "
(1/178)
137 - حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ
عَمِيرَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ قَمِيصَ عَلِيٍّ الَّذِي أُصِيبَ
فِيهِ فَإِذَا هُوَ كَرَابِيسُ سُنْبُلَانِيٌّ وَرَأَيْتُ أَثَرَ دَمِهِ فِيهِ
كَهَيْئَةِ الدُّرْدِيِّ»
(1/179)
138 - وَبِهِ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْبَزَّارُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى خَادِمٌ كَانَتْ
لِعَلِيٍّ قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ عَلِيًّا لَابِسًا قَمِيصًا قَطُّ أَلْيَنَ مِنْ
دورماني حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا» قُلْتُ: فَمَا لُبْسُهُ؟ قَالَتِ: «الْكَرَابِيسُ
السُّنْبُلَانِيَّةُ»
(1/180)
139 - حَدَّثَنَا
سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي
إِدْرِيسَ أَنَّ عَلِيًّا أَتَى السُّوقَ فَقَالَ: " مَنْ عِنْدَهُ قَمِيصٌ حَسَنٌ بِثَلَاثَةِ
دَرَاهِمَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي فَقَالَ: هَلُمَّ، فَجَاءَ بِهِ
فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ثَمَنُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَا؟ قَالَ: لَا قَالَ:
فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ يَحُلُّ رِبَاطًا مِنْ كُمِّهِ فِيهِ نَفَقَةٌ لَهُ
فَلَبِسَهُ فَإِذَا هُوَ يَفْضُلُ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ فَقَالَ: اقْطَعُوا
مَا فَضَلَ عَنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِي ثُمَّ حُصُّوهُ يَعْنِي كُفُّوهُ
"
(1/181)
140 - وَحَدَّثَنِي
سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ شَوْذَبٍ
قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا كُمُّهُ إِلَى الرُّصْغِ»
(1/182)
141 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ
عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ:
عُوتِبَ
فِي لَبُوسِهِ، قَالَ: «إِنَّ لَبُوسِي هَذَا أَبْعَدُ مِنَ الْكِبْرِ وَأَجْدَرُ
أَنْ يَقْتَدِيَ بِي الْمُسْلِمُ»
(1/183)
142 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ
عَنْبَسَةَ بْنِ الْأَزْهَرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «إِنْ أَرَدْتَ اللُّحُوقَ
بِصَاحِبَيْكَ فَأَقْصِرِ الْأَمَلَ، وَكُلْ دُونَ الشِّبَعِ، وَانْكِسِ
الْإِزَارَ، وَاخْصِفِ النَّعْلَ تَلْحَقْ بِهِمَا»
(1/183)
143 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ
بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَتَى ابْنَ عُمَرَ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ: اكْسُنِي إِزَارًا
وَكَانَ إِزَارُهُ قَدْ وَلَّى فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاقْطَعْهُ ثُمَّ صِلْهُ
فَإِنَّهُ سَيَكْفِيكَ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي أَرَى سَتَجْعَلُونَ مَا
رَزَقَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بُطُونِكُمْ وَعَلَى جُلُودِكُمْ،
وَتَتْرُكُونَ أَرَامِلَكُمْ، وَيَتَامَاكُمْ وَمَسَاكِينَكُمْ»
(1/184)
144 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ قَالَ: «كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لَا يُعْرَفُ
مِنْ بَيْنِ عَبِيدِهِ يَعْنِي مِنَ التَّوَاضُعِ فِي الزِّيِّ»
(1/185)
145 - حَدَّثَنِي
أَبِي، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي [ص:186] لَيْلَى،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ السَّلَامُ: جَوْدَةُ الثِّيَابِ خُيَلَاءُ الْقَلْبِ
"
(1/185)
146 - حَدَّثَنِي
أَبُو جَعْفَرٍ الْآدَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ،
قَالَ: «إِنِّي لَأَغْسِلُ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَأُنْكِرُ نَفْسِي مَا دَامَا
نَقِيَّيْنِ»
(1/187)
147 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ
أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «زَارَنَا سَلْمَانُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى
الشَّامِ مَاشِيًا وَعَلَيْهِ كِسَاءُ واندرور، يَعْنِي سَرَاوِيلَ مُشَمِّرًا»
(1/188)
قَالَ
ابْنُ شَوْذَبٍ،: رُئِيَ سَلْمَانُ، وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُعَلَّمُ الرَّأْسِ
سَاقِطُ الْأُذُنَيْنِ فَقِيلَ لَهُ: شَوَّهْتَ بِنَفْسِكَ قَالَ: «إِنَّ
الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ»
(1/188)
148 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي نُوَيْرَةَ،
عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: رُئِيَ عَلَى سَلْمَانَ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ
فَقِيلَ لَهُ: لَوْ لَبِسْتَ أَلْيَنَ مِنْ هَذَا، قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ
أَلْبَسُ كَمَا يَلْبَسُ الْعَبْدُ فَإِذَا عُتِقْتُ لَبِسْتُ ثِيَابًا لَا
تَبْلَى حَوَاشِيهَا»
(1/188)
149 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا
ثَابِتٌ، أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: مَرَّ سَلْمَانُ بِدَهَاقَيْنِ مِنْ دَهَاقِينَ
الْمَدَائِنِ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَسْحُمٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ وَكَانَ مُشَمِّرَ
الثِّيَابِ وَكُمُّهُ إِلَى نِصْفِ ذِرَاعَيْهِ قَالُوا: (كن امذكرامد) قَالَ:
فَظَنَّ سَلْمَانُ أَنَّهُمْ ذَكَرُوهُ فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ مَعَهُ: مَا
قَالُوا؟ قَالَ: لَا شَيْءَ قَالَ: عَزَّمْتُ عَلَيْكَ لَمَا أَخْبَرْتَنِي بِمَا
قَالُوا، قَالَ: شَبَّهُوكَ بِلُعْبَةٍ لَهُمْ تُدْعَى الْمَرَحَ، فَقَالَ سَلْمَانُ:
«إِنَّمَا الْخَيْرُ خَيْرُ الْآخِرَةِ»
(1/189)
150 - حَدَّثَنَا
أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَلِيقٍ وَكَانَ رَجُلًا
صَالِحًا، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: «كَانَ سَلْمَانُ يَدَعُ كُمَّهُ عَلَى الرُّصْغِ،
وَالْقَمِيصَ عَلَى الرُّكْبَةِ»
(1/190)
151 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ حَرَسِ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْجُمُعَةَ ثُمَّ جَلَسَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ، مِنْ بَيْنَ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاكَ فَلَوْ لَبِسْتَ وَصَنَعْتَ فَنَكَّسَ
مَلِيًّا حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ سَاءَهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ
إِلَيْهِ فَقَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ الْقَصْدِ عِنْدَ الْجِدَةِ، وَأَفْضَلَ
الْعَفْوِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ»
(1/191)
152 - حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ،
عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «أَصْلِحْ
قَلْبَكَ وَالْبَسْ مَا شِئْتَ»
(1/192)
153 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُ
بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: " قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا لَكُمْ تَأْتُونِي وَعَلَيْكُمْ ثِيَابُ الرُّهْبَانِ
وَقُلُوبُكُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي؟ الْبَسُوا ثِيَابَ الْمُلُوكِ وَأَلِينُوا
قُلُوبَكُمْ بِالْخَشْيَةِ "
(1/193)
154 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ [ص:194]
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ
وَكَانَ يَبِيعُ الْقُمُصَ عِنْدَ دَارِ فُرَاتٍ بِالْكُوفَةِ قَالَ: قَامَ
عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «أَعْطِنِي هَذَا الْقَمِيصَ»
قَالَ: فَلَبِسَهُ ثُمَّ قَالَ: «بِكَمْ هَذَا الْقَمِيصُ؟» قِيلَ: "
بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَدَّ يَدَهُ فَإِذَا الْقَمِيصُ
يَفْضُلُ عَنْ أَصَابِعِهِ فَقَالَ: " اقْطَعْهُ بِحَدِّ أَصَابِعِي ثُمَّ
قَالَ: حُصْهُ " قُلْتُ: أَكُفُّهُ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَانَ
الْحَوْصُ كَفًّا فَكُفَّهُ» ثُمَّ رَفَعَ قَمِيصَهُ فَأَخْرَجَ مِنْ جَرَّتِهِ
ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: «حَسْبُكَ مَا بَلَّغَكَ
الْمَحِلَّ» قَالَ: وَكَانَ كَرَابِيسَ
(1/193)
155 - أَخْبَرَنِي
أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو طَلِيقٍ، وَكَانَ رَجُلًا
صَالِحًا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بُدَيْلٍ،
عَنْ [ص:196] شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: «كَانَ يَدُ قَمِيصِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَسْفَلَ مِنَ الرُّسْغِ»
(1/195)
156 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، ثنا حَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ [ص:198]
إِبْرَاهِيمَ
بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَرَكَ زِينَةَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ وَضَعَ ثِيَابًا حَسَنَةً تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ وَابْتِغَاءَ وَجْهِهِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يَدَّخِرَ لَهُ عَبْقَرِيَّ الْجَنَّةِ فِي تِخَاتِ الْيَاقُوتِ»
(1/197)
157 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ [ص:200]
الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِي غَيْرِ سَرَفٍ
وَلَا مَخِيلَةٍ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى أَثَرُ نِعَمِهِ عَلَى عَبْدِهِ»
(1/199)
158 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا حَكَّامٌ الرَّازِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
سَابِقٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ:
«الْبَسُوا ثِيَابَ الْمُلُوكِ، وَأَمِيتُوا قُلُوبَكُمْ بِالْخَشْيَةِ»
(1/201)
159 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ
هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ بُرْقَانَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا تَرَى فِي
لُبْسِ الصُّوفِ؟ قَالَ: «مَا أُحِبُّهُ» قَالَ: فَالْقُوهِيُّ؟ قَالَ: «مَا أُحِبُّهُ»
قَالَ: فَمَاذَا؟ قَالَ: «مِثْلُ ثِيَابِنَا هَذِهِ إِنِ اشْتَرَيْتَ جُرَرَهُ
حَظِيتَ مِنَ الْبَقَّالِ فَحَمَلَهَا إِلَى بَيْتِكَ» فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى
هَيْئَةِ ذَاكَ
(1/202)
160 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: قِيلَ لِهِنْدِ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ: أَلَا تَدَعِينَ
لُبْسَ الْحَرِيرِ؟ قَالَتْ: «لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَكُونَ أَشَرَّ عَمَلِي»
(1/203)
161 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ:
سَمِعْتُ
ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: «إِنَّ أَبْغَضَ ثِيَابِي إِلَيَّ مَا خَدَمْتُهُ»
(1/204)
162 - حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ هَرَاسَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «أَنْفَعُ ثِيَابِكَ لَكَ أَهْوَنُهَا عَلَيْكَ»
(1/204)
========
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابُ
حُسْنِ الْخُلُقِ
(1/205)
163 - حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي عَفَّانُ بْنُ [ص:206]
مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
التَّيَّاحِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا»
(1/205)
164 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [ص:208]
سَعْدٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»
(1/207)
165 - حَدَّثَنَا
الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ
الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»
(1/209)
166 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَبِي [ص:211] عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ
بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ»
(1/210)
167 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ الصَّائِمِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/212)
168 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدٌ النَّسَائِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ
[ص:214] الْجَبَّارِ، حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ عَبَّادٍ الْقُرَشِيُّ وَمَا رَأَيْتُ
أَحَدًا كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ
الْآخِرَةِ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ، وَإِنَّهُ
لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَهُوَ عَابِدٌ»
(1/213)
169 - حَدَّثَنِي
أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْوَاسِطِيُّ أَخُو يَحْيَى بْنِ
أَبِي طَالِبٍ، وَكَانُوا ثَلَاثَةَ إِخْوَةٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا [ص:216] سِنَانُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ،
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ذَهَبَ
حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»
(1/215)
170 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [ص:218] إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنِي أَبِي،
وَعَمِّي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ،
قَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» ،
وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، قَالَ: "
الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ "
(1/217)
171 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ الْأَعْرَابُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ أَوِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ:
«الْخُلُقُ
الْحَسَنُ»
(1/219)
172 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ
مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ
مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ»
(1/220)
173 - وَحَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ
الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي الْمِيزَانِ مِنْ
خُلُقٍ حَسَنٍ»
(1/221)
174 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ [ص:223]
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمْ
يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا
مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: «مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»
(1/222)
175 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ قَالَ:
«الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَإِنْ
أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ»
(1/224)
176 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَارَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُعْطِي
الْعَبْدَ مِنَ الثَّوَابِ عَلَى حُسْنِ الْخُلُقِ كَمَا يُعْطِي لِلْمُجَاهِدِ
فِي سَبِيلِهِ يَغْدُو عَلَيْهِ الْأَجْرُ وَيَرُوحُ»
(1/225)
177 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ
إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ
خُلُقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَسَاوِئُكُمْ أَخْلَاقًا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ
الْمُتَفَيْهِقُونَ»
(1/225)
178 - وَحَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْمَلِكُمْ إِيمَانًا؟
أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الَّذِينَ يَأْلَفُونَ
وَيُؤْلَفُونَ»
(1/226)
179 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا
[ص:228] عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «حُسْنُ الْخُلُقِ» مَرَّتَيْنِ
أَوْ ثَلَاثًا
(1/227)
180 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرٍ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أُسَامَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ الْفُرَاتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَسُنَ خَلْقُ امْرِئٍ وَلَا خُلُقُهُ فَتَطْعَمَهُ
النَّارُ»
(1/229)
181 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا
أَحَبَّ عَبْدًا حَسَّنَ خَلْقَهُ وَخُلُقَهُ»
(1/229)
182 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ
بْنُ مُوسَى، ح وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ
حَيَّانَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ، الْبُخْلُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ»
(1/230)
183 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ
أَبِي [ص:232] رَوَّادٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ
الْجَزِيرَةِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَهُ لَا يَخْرُجُ مِنْ ذَنْبٍ
إِلَّا وَقَعَ فِي آخَرَ»
(1/231)
184 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ
يُذِيبُ الْخَطَايَا كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ، وَإِنَّ الْخُلُقَ
السَّيِّئَ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ»
(1/233)
185 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ [ص:234]
الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ نَفَرًا أَرَادُوا سَفَرًا فَأَتَوْا عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالُوا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَؤُمُّنَا؟
قَالَتْ: «أَقْرَؤُكُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» قَالُوا: كُلُّنَا فِي الْقِرَاءَةِ
سَوَاءٌ، قَالَتْ: «فَأَعْلَمُكُمْ بِالسُّنَّةِ» ، قَالُوا:
كُلُّنَا فِي السُّنَّةِ سَوَاءٌ قَالَتْ: «فَأَقْدَمُكُمْ فِي الْهِجْرَةِ»
قَالُوا: كُلُّنَا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءٌ، قَالَتْ: «فَأَحْسَنُكُمْ وَجْهًا
عَسَى أَنْ يَكُونَ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا»
(1/233)
186 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ حَسَنٍ
قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، قَالَ: «الْكَرَمُ
وَالْبَذْلَةُ وَالِاحْتِمَالُ»
(1/235)
187 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ،
عَنْ هِلَالِ بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ حُسْنِ الْخُلُقِ،
قَالَ: «الْبَذْلَةُ، وَالْعَطِيَّةُ، وَالْبِشْرُ الْحَسَنُ» قَالَ هِلَالٌ:
وَكَانَ الشَّعْبِيُّ كَذَلِكَ
(1/236)
188 - حَدَّثَنِي
عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنِ
الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشُّؤْمُ سُوءُ
الْخُلُقِ»
(1/237)
189 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ
الرَّحَبِيِّ قَالَ ابْنُ مُصْعَبٍ: حَسِبْتُ مَعَهُ حَكِيمَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «الشُّؤْمُ سُوءُ الْخُلُقِ»
(1/238)
190 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ
سَالِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ
النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ وُجُوهٍ،
وَحُسْنُ خُلُقٍ»
(1/239)
191 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُنَا «أَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ
عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ»
(1/240)
============
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابٌ فِي
الْكِبْرِ
(1/241)
192 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَهُ
قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»
(1/241)
193 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ [ص:243]
مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَلَا
يَسْتَكْبِرُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ
حَاجَتَهُ»
(1/242)
194 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي حَاجَةٌ فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيُّ
الطَّرِيقِ شِئْتِ» فَقَامَ مَعَهَا يُنَاجِيهَا حَتَّى قَضَى حَاجَتَهَا
(1/244)
195 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَمَّارٌ ابْنُ أُخْتِ
الثَّوْرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ
إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ
"
(1/244)
196 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ [ص:246]
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَلَى
الْمَرْوَةِ فَتَوَافَقَا فَمَضَى ابْنُ عَمْرٍو وَأَقَامَ ابْنُ عُمَرَ يَبْكِي
قَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذَا يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو
زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَكَبَّهُ
اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ»
(1/245)
197 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَ لَهَا
رَجُلٌ: الطَّرِيقَ، فَقَالَتِ: الطَّرِيقُ ثَمَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ»
(1/247)
198 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ [ص:249]
بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ الرَّجُلُ
يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ فِي الْجَبَّارِينَ، فَيُصِيبَهُ مَا
أَصَابَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ»
(1/248)
199 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ
بْنَ دِينَارٍ قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَوْمًا لِلطَّيْرِ
وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ: أَخْرِجُوا مِائَتَيْ أَلْفٍ مِنَ
الْإِنْسِ، وَمِائَتَيْ أَلْفٍ مِنَ الْجِنِّ فَرُفِعَ حَتَّى سَمِعَ زَجَلَ
الْمَلَائِكَةِ بِالتَّسْبِيحِ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ خُفِضَ حَتَّى مَسَّتْ
قَدَمَاهُ الْبَحْرَ فَسَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ: لَوْ كَانَ فِي قَلْبِ صَاحِبِكُمْ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ لَخَسَفْتُ بِهِ أَبْعَدَ مِمَّا رَفَعْتُهُ
"
(1/250)
200 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ أَبُو
بَكْرٍ يَخْطُبُنَا فَيَذْكُرُ بَدْءَ خَلْقِ الْإِنْسَانِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا
لَيَقْذِرُ، وَيَقُولُ: خَرَجَ مِنْ مَجْرَى الْبَوْلِ، مَرَّتَيْنِ
"
(1/250)
201 - أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: كَانَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ
يَجْلِسُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى سَرِيرِهِ فَجَاءَ يَوْمًا
وَمُصْعَبٌ مَادٌّ رِجْلَيْهِ فَلَمْ يَقْبِضْهُمَا وَقَعَدَ الْأَحْنَفُ فَزَحَمَ
بَعْضَ الزَّحَمِ فَرَأَى ذَلِكَ فِيهِ فَقَالَ: «عَجَبًا لِابْنِ آدَمَ
يَتَكَبَّرُ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ»
(1/251)
202 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي
نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء:
130] قَالَ: «بِالسَّيْفِ»
(1/252)
203 - حَدَّثَنَا
شُجَاعُ بْنُ الْأَشْرَسِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «مَنْ
قَتَلَ اثْنَيْنِ فَهُوَ جَبَّارٌ» ، ثُمَّ قَرَأَ {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي
كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا
فِي الْأَرْضِ} [القصص: 19]
(1/253)
204 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي [ص:254] حَاتِمٍ
قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ
الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ
الْخَثْعَمِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ وَاعْتَدَى، وَنَسِيَ
الْجَبَّارَ الْأَعْلَى، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ وَنَسِيَ
الْكَبِيرَ الْمُتَعَالَ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ سَهَا وَلَهَا، وَنَسِيَ
الْمَقَابِرَ وَالْبِلَى، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ عَتَا وَبَغَى وَنَسِيَ
الْبَدْءَ وَالْمُنْتَهَى»
(1/253)
205 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا
سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْظَمَ كِبْرَ فُلَانٍ، قَالَ:
«أَلَيْسَ
بَعْدَهُ الْمَوْتُ؟»
(1/255)
206 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ
بْنَ زُهَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ نُوحًا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا
ابْنَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكُمُ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكُمَا
بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ، أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ،
وَالْكِبْرِ، وَآمُرُكُمَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ وَوُضِعَتْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ مِنْهُمَا،
وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كَانَتْ حَلَقَةً
وَكَانَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَيْهِمَا تَقْصِمُهُمَا، وَآمُرُكُمَا
بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؛ فَإِنَّهُمَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهِمَا
يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ "
(1/255)
207 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ يُوسُفَ
الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَنْ خَصَفَ نَعْلَيْهِ، وَرَقَّعَ ثَوْبَهُ،
وَعَفَّرَ وَجْهَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ»
(1/256)
208 - حَدَّثَنَا
سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ السَّلَامُ: طُوبَى لِمَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كِتَابَهُ،
ثُمَّ لَمْ يَمُتْ جَبَّارًا "
(1/256)
209 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الْبَصْرِيُّ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «الْعَجَبُ لِابْنِ آدَمَ يَغْسِلُ يَدَهُ
بِالْخُرْءِ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يَتَكَبَّرُ، يُعَارِضُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
جَبَّارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»
(1/257)
210 - حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا ضَحَّاكُ، مَا طَعَامُكَ؟» قَالَ:
اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ قَالَ: «إِلَامَ يَصِيرُ؟» قَالَ: إِلَى مَا عَلِمْتَ
قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنِ ابْنِ آدَمَ
مَثَلًا لِلدُّنْيَا»
(1/257)
211 - حَدَّثَنِي
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ قَالَ: «إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ ضُرِبَ لِلدُّنْيَا مَثَلًا، وَإِنْ
قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ فَقَدْ عَلِمَ إِلَى مَا يَصِيرُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
يَعْنِي الْأَبْزَارَ، وَمَلَّحَهُ إِلَى مَا يَصِيرُ
(1/258)
212 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُرْتَفِعِ،
سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا
تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] قَالَ: «سَبِيلُ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ»
(1/258)
213 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ [ص:260]
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}
[عبس: 24] قَالَ: «إِلَى خُرْئِهِ»
(1/259)
214 - حَدَّثَنَا
أَبِي، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ الْجُبَيْرِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ
رَجُلًا، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، صَحِبَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً
فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: " إِنِّي صَحِبْتُكَ إِحْدَى عَشْرَةَ
سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ وَأَنَا أَهَابُكَ قَالَ: سَلْ عَمَّا
بَدَا لَكَ، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَا بَالُ ابْنِ آدَمَ إِذَا قَامَ مِنْ طَوْفِهِ
رَدَّ بَصَرَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ
لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ أَنْزَلَهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى
مُوسَى، انْظُرْ إِلَى دُنْيَاكَ الَّتِي تَجْمَعُ "
(1/261)
215 - حَدَّثَنِي
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ كُنَاسَةَ الْأَسَدِيُّ:
كُلُّ
شَيْءٍ مَلَّحْتَ مِنْ طَعْمِ الدُّنْيَا ... وَقَزَّحْتَ فِي ظَهْرِ الْخُوَانِ
صَائِرٌ
بَعْدَ أَنْ تَلْقَمَهُ لَوْنًا ... وَلَكِنْ مِنْ أَخْبَثِ الْأَلْوَانِ
فَإِذَا
حَانَ وَقْتُ إِخْرَاجِهِ مِنْ ... كَ فَفَكِّرْ فِي ذِلَّةِ الْإِنْسَانِ
وَإِذَا
مَا وَضَعْتَهُ فِي مَكَانٍ ... فَالْتَفِتْ وَاعْتَبِرْ بِذَاكَ الْمَكَانِ
(1/261)
216 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«بَرَاءَةٌ مِنَ الْكِبْرِ أَنْ تُجَالِسَ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ»
(1/262)
217 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: «مَنْ وَضَعَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ سَاجِدًا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْكِبْرِ»
(1/262)
218 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ الْأَعْيَنُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ،
قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبَانَ
بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ [ص:264] فُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
مِنْ كِبْرٍ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنًا قَالَ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ
الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْصُ النَّاسِ» وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ
يَعْقُوبَ بْنِ عُبَيْدٍ
(1/263)
219 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَ الْكِبْرِ أَنْ
يَكُونَ لِأَحَدِنَا الثِّيَابُ يَلْبَسُهَا وَالدَّابَّةُ يَرْكَبُهَا
وَالطَّعَامُ يَجْمَعُ عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنِ
الْكِبْرُ أَنْ تُسَفِّهَ الْحَقَّ وَتَغْمِصَ الْمُؤْمِنَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ
بِخِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ بِمُتَكَبِّرٍ: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلُبْسُ الصُّوفِ،
وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ
أَحَدُكُمْ مَعَ عِيَالِهِ "
(1/265)
220 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ
رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ
مَنَّاعٍ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ»
(1/266)
221 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا وَأَقْرَبَكُمْ مِنَّا فِي
الْآخِرَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيْنَا
وَأَبْعَدَكُمْ مِنَّا الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ
الْمُتَكَبِّرُونَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا
«الثَّرْثَارِينَ وَالْمُتَشَدِّقِينَ» فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ:
«الْمُتَكَبِّرُونَ»
(1/267)
222 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ
قَتَادَةَ، {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان: 18] قَالَ: «هُوَ الْإِعْرَاضُ أَنْ يُكَلِّمَكَ
الرَّجُلُ وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنْهُ»
(1/267)
223 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْأَحْمَرُ، عَنِ
[ص:269] ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَرًّا فِي مِثْلِ صُوَرِ
الرِّجَالِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، ثُمَّ يُسَاقُونَ إِلَى
سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَسُ تَعْلُوهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ
مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ»
(1/268)
224 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ
الضَّرِيرُ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ الْجَبَّارُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ يَطَؤُهُمُ النَّاسُ؛ لِهَوَانِهِمْ عَلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
(1/270)
225 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ
أَزْهَرَ بْنِ سِنَانٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الْأَزْدِيِّ
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ،
إِنَّ أَبَاكَ، حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبٌ، حَقًّا
عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جُبَارٍ» فَإِيَّاكَ يَا بِلَالُ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ
يَسْكُنُهُ "
(1/271)
226 - وَحُدِّثْتُ
عَنْ أَبِي هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
نَشِيطٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ
عَلِيٍّ مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: «مَا دَخَلَ قَلْبَ امْرِئٍ شَيْءٌ
مِنَ الْكِبْرِ قَطُّ إِلَّا نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ بِقَدْرِ مَا دَخَلَ مِنْ
ذَلِكَ قَلَّ أَوْ كَثُرَ»
(1/272)
227 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ بُجَيْرٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ
الْحَسَنُ: «السُّجُودُ يَذْهَبُ بِالْكِبْرِ، وَالتَّوْحِيدُ يَذْهَبُ
بِالرِّيَاءِ»
(1/273)
228 - حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ،
أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: فِيهِ تِيَةٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَكِبْتُ
الْحِمَارَ وَلَبِسْتُ الشَّمْلَةَ "
(1/274)
229 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ سَلْمَانَ
سُئِلَ عَنِ السَّيِّئَةِ الَّتِي لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ، قَالَ:
«الْكِبْرُ»
(1/274)
230 - حَدَّثَنِي
أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا
عَظِيمٌ فِي نَفْسِهِ قَالَ: «أَلَيْسَ بَعْدَهُ الْمَوْتُ؟»
(1/275)
231 - حَدَّثَنِي
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «لَا كِبْرَ
مَعَ السُّجُودِ وَلَا نِفَاقَ مَعَ التَّوْحِيدِ»
(1/275)
=========
[ فهرس
الكتاب - فهرس
المحتويات ]
التواضع
والخمول
بَابُ
الِاخْتِيَالِ
(1/276)
232 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي [ص:277]
الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِلَى رَجُلٍ يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا»
(1/276)
233 - وَقَالَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْهِ
قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ
فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
(1/278)
234 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ [ص:279]، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَحَرَّكُ
فِي مِشْيَتِهِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
(1/278)
235 - حَدَّثَنَا
عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْهَيْثَمِ
[ص:281] بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ
أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ:
وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ
الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ، وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ، وَبَيْتُ الدُّودِ؟ مَا
غَرَّكَ بِي؟ كُنْتَ تَمُرُّ بِهِ قَذَاذَكَ " قَالَ ابْنُ عَائِذٍ: يَا
أَبَا الْحَجَّاجِ، مَا الْقَذَاذُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلًا وَيُؤَخِّرُ
أُخْرَى كَمَشْيِ ابْنِ أَخِيكَ أَحْيَانًا وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ
وَيَتَهَيَّأُ
(1/280)
236 - حَدَّثَنَا
ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «تَلْقَى أَحَدَهُمْ يَتَحَرَّكُ فِي مِشْيَتِهِ
يَسْحَبُ عِظَامَهُ عَظْمًا عَظْمًا لَا يَمْشِي بِطَبِيعَتِهِ»
(1/282)
237 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ الْحَسَنِ إِذْ
مَرَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْأَهْتَمِ يُرِيدُ الْمَقْصُورَةَ وَعَلَيْهِ جِبَابُ
خَزٍّ قَدْ نُضِّدَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ عَلَى سَاقِهِ وَانْفَرَجَ عَنْهَا
قُبَّاهُ وَهُوَ يَمْشِي يَتَبَخْتَرُ إِذْ نَظَرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ نَظْرَةً
فَقَالَ: " أُفٍّ لَكَ شَامِخٌ بِأَنْفِهِ ثَانِي عِطْفِهِ مُصَعِّرٌ خَدَّهُ
يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ أَيُّ حُمَيْقٍ أَنْتَ تَنْظُرُ فِي عِطْفَيْكَ فِي
نِعَمٍ غَيْرِ مَشْكُورَةٍ وَلَا مَذْكُورَةٍ؟ غَيْرُ الْمَأْخُوذِ بِأَمْرِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا وَلَا الْمُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ مِنْهَا، وَاللَّهِ
إِنْ يَمْشِي أَحَدُهُمْ طَبِيعَتَهُ أَنْ يَتَخَلَّجَ تَخَلُّجَ الْمَجْنُونِ،
فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِلَّهِ نِعْمَةٌ، وَلِلشَّيْطَانِ بِهِ
لَعْنَةٌ فَسَمِعَ ابْنُ الْأَهْتَمِ فَرَجَعَ يَعْتَذِرُ فَقَالَ: لَا تَعْتَذِرْ
إِلَيَّ وَتُبْ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طَوْلًا} [الإسراء: 37] "
(1/283)
238 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَاضِي [ص:285]
الْكُوفَةِ،
عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/284)
239 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنْ، زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:
دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَاقِدٍ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ جَدِيدٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيْ بُنَيَّ ارْفَعْ
إِزَارَكَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ
خُيَلَاءً»
(1/286)
240 - حَدَّثَنَا
أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ
الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ مَرَّ بِالْحَسَنِ شَابٌّ
عَلَيْهِ بَزَّةٌ لَهُ حَسَنَةٌ فَدَعَاهُ فَقَالَ: «ابْنُ آدَمَ مُعْجَبٌ
بِشَبَابِهِ مُعْجَبٌ بِجَمَالِهِ كَأَنَّ الْقَبْرَ قَدْ وَارَى بَدَنَكَ،
وَكَأَنَّكَ قَدْ لَاقَيْتَ عَمَلَكَ يَا وَيْحَكَ دَاوِ قَلْبَكَ فَإِنَّ حَاجَةَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْعِبَادِ صَلَاحُ قُلُوبِهِمْ»
(1/286)
241 - حَدَّثَنِي
أَبُو الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَجَّ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ طَاوُسٌ
وَهُوَ يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ فَغَمَزَ جَنْبَهُ بِأُصْبُعِهِ وَقَالَ:
«لَيْسَتْ هَذِهِ مِشْيَةُ مَنْ فِي بَطْنِهِ خُرْءٌ» فَقَالَ عُمَرُ،
كَالْمُعْتَذِرِ: يَا عَمِّ، ضُرِبَ كُلُّ عُضْوٍ مِنِّي عَلَى هَذِهِ الْمِشْيَةِ
حَتَّى تَعَلَّمْتُهَا
(1/287)
242 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ، وَأَصْحَابَهُ أَبْصَرُوا
رَجُلًا قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فَأَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَأْخُذُوهُ
بِأَلْسِنَتِهِمْ فَقَالَ صِلَةُ: " دَعُونِي أَكْفِيكُمُوهُ قَالَ: يَا ابْنَ
أَخِي إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: تَرْفَعُ
إِزَارَكَ قَالَ: نَعَمْ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ فَقَالَ
لِأَصْحَابِهِ: هَذَا كَانَ أَمْثَلَ، لَوْ أَخَذْتُمُوهُ قَالَ: لَا أَفْعَلُ
وَفَعَلَ "
(1/287)
243 - حَدَّثَنِي
مُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَى الْعُمَرِيُّ الْعَابِدُ
رَجُلًا مِنْ آلِ عَلِيٍّ يَمْشِي يَخْطِرُ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ
بِيَدِهِ فَقَالَ: " يَا هَذَا إِنَّ هَذَا الَّذِي أَكْرَمَكَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ بِهِ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ مِشْيَتَهُ قَالَ: فَتَرَكَهَا الرَّجُلُ بَعْدُ
"
(1/288)
244 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الزَّرَّادُ قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ابْنَا لَهُ يَخْطِرُ
بِيَدِهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ: «تَدْرِي مَنْ أَنْتَ؟ أَمَّا أُمُّكَ
فَاشْتَرَيْتُهَا بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ وَأَمَّا أَبُوكَ فَلَا أَكْثَرَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمُسْلِمِينَ ضَرْبَهُ»
(1/289)
245 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا [ص:291]
حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَزَقَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى كَفِّهِ ثُمَّ
وَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ
آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟ حَتَّى إِذَا
سَوَّيْتُكَ وَعَدَّلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ،
جَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ،
وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟ "
(1/290)
246 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ
زَيْدٍ قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ: «إِنَّ
لِلشَّيْطَانِ إِخْوَانًا» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
(1/292)
247 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْخَطَرَانَ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ
قَدْ نَبَا فُؤَادُهُ مِنْ سَائِرِ جَسَدِهِ»
(1/292)
248 - حَدَّثَنَا
ابْنُ عَمْرِو بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
قَالَ: «مَا رُئِيَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِذَا مَشَى يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا،
يَخْطِرُ بِهَا»
(1/293)
249 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ،
وَخَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ، سُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ» ، قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ:
«الْمُطَيْطَاءُ مِشْيَةٌ فِيهَا اخْتِيَالٌ»
(1/294)
250 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ رِشْدِينَ
بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقْبَلَ رَجُلٌ فِي بُرْدَيْنِ لَهُ يَتَبَخْتَرُ
فِيهِمَا يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
الْأَرْضَ فَخُسِفَتْ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
(1/294)
251 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْيَامِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ
أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْبَالُ فِي ثَلَاثَةٍ، الْإِزَارُ وَالْقَمِيصُ،
وَالْعِمَامَةُ»
=======================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق