كتاب التوبة الشَّيْطَانُ دَاعٍ إِلَى الْمَعْصِيَةِ
(1/30)
حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الزَّاهِدُ
مُوَفَّقُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفِيقَهُ، قَرَأْتُ عَلَى
الشَّيْخِ الْفَقِيهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَامِعِ بْنِ غُنَيْمَةَ
بْنِ الْبَنَّا بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ
أَخْبَرَكُمُ الشَّرِيفُ أَبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْوَاحِدِ الْمُتَوَكِّلِىُّ فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ، أَنْبَأَ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ
بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ
سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْفَهَانِيُّ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَ أَبُو
بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ
بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا،
1 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا حُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ قَتَادَةَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [البقرة: 168]
قَالَ: «كُلُّ مَعْصِيَةٍ لِلَّهِ فَهِيَ مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ»
(1/30)
الذَّنْبُ لَا يُنْسَى
(1/31)
2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأَرُزِّيُّ، ثنا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، عَنِ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ فِيَ وَلَدِكَ مَا تَكْرَهُ فَاعْتِبِ اللَّهَ فَإِنَّمَا هُوَ
شَيْءٌ "
(1/31)
احْذَرْ صَغَائِرَ الذُّنُوبِ
(1/31)
3 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الْآدَمَيُّ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ [ص:32] أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبَى حَازِمٍ،
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ مَثَلَ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ
كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ
حَتَّى أَنْتَجُوا خُبْزًا لَهُمْ إِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ
بِهَا صَاحِبُهَا يَهْلِكْ»
(1/31)
مَنْ سَرَّهَ أَنْ يَسْبِقَ
(1/32)
4 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ، عَنْ [ص:33] يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ»
(1/32)
التَّوْبَةُ تُخَلِّصُكَ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ
(1/33)
5 - حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ النَّجَّارِيِّ، أَنَّهُ
حُدِّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى [ص:34] عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
وَهُوَ فِي مَسْجِدِ دَارِهِ، وَكُنْتُ لَهُ نَاصِحًا، وَكَانَ مِنِّي
مُسْتَمِعًا، فَقَالَ: " يَا إِبْرَاهِيمُ بَلَغَنِي أَنَّ مُوسَى قَالَ:
" إِلَهِي، مَا الَّذِي يُخَلِّصُنِي مِنْ عِقَابِكَ، وَيُبَلِّغُنِي
رِضْوَانَكَ وَيُنْجِينِي مِنْ سَخَطِكَ؟ قَالَ: الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ،
وَالنَّدَمُ بِالْقَلْبِ، وَالتَّرْكُ بِالْجَوَارِحِ "
(1/33)
هَلِ النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟
(1/34)
6 - وَحَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ
أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ، تَوْبَةُ الْعَبْدِ مِنْ ذَنْبِهِ
نَدَامَتَهُ عَلَيْهِ "
(1/34)
الْحَجَّاجُ يَتَحَدَّثُ عَنِ التَّوْبَةِ
(1/35)
7 - حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ النَّجَّارِيُّ، ثنا
الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَزِيعٍ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ مَوْدُودٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، يَوْمًا
وَهُوَ يَقُولُ: «امْرَءًا عَقِلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ، امْرَءًا أَفَاقَ وَاسْتفَاقَ
وَأَبْغَضَ الْمَعَاصِيَ وَالنِّفَاقَ، وَكَانَ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ
بِالْأَشْوَاقِ»
(1/35)
حَدِيثُ الشُّعَرَاءِ عَنِ التَّوْبَةِ
(1/35)
8 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ،
عَنْ عَبْدَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ
كَانَ يَتَمَثَّلُ: [ص:36]
[البحر الوافر]
وَكَيْفَ تُحِبَّ أَنْ تُدْعَى حَكِيمًا ... وَأَنْتَ
لِكُلِّ مَا تَهْوَى رَكُوبُ
وَتَضْحَكُ دَائِبًا ظَهْرًا لِبَطْنٍ ... وَتَذَكَّرْ
مَا عَمِلْتَ فَلَا تَذُوبُ.
(1/35)
رُكُوبُ الذُّنُوبِ يُمِيتُ الْقُلُوبَ
(1/36)
9 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى
الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ:
[البحر المتقارب]
رُكُوبُ الذُّنُوبِ يُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَقَدْ
يُوَرِّثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَخَيْرٌ
لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا.
(1/36)
يَا مُدْمِنَ الذَّنْبِ
(1/36)
10 - حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ذُكِرَ أَنَّهُ
مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَتَمَثَّلُ:
[البحر السريع]
يَا مُدْمِنَ الذَّنْبِ أَمَا تَسْتَحْيِي ... اللَّهَ
فِي الْخَلْوَةِ ثَانِيكَا
غَرَّكَ مِنْ رَبِّكَ إِمْهَالُهُ ... وَسَتْرُهُ طُولَ
مَسَاوِيكَا
(1/36)
11 - أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ
قَوْلَهُ:
[البحر المنسرح]
" مَآثِمُ الْمُذْنِبِينَ لَا تَنْقَضِي ... آخِرَ
الدَّهْرِ أَوْ يَحِلُّوا اللُّحُودَا
وَحَقِيقٌ بِأَنْ يَنُوحُوا وَيَبْكُوا ... إِذْ عَصَوْا
مَاجِدًا رَءُوفًا وَدُودَا
ابْتَدَأَهُمْ بِالْفَضْلِ مِنْهُ امْتِنَانًا ...
وَإِذَا شَاءَ أَنْجَزَ الْمَوْعُودَا
كُلُّ ثَكْلَى أَحْزَانُهَا لِنَفَادٍ ... وَلَنَا
الْحُزْنُ قَدْ نَرَاهُ جَدِيدَا
كَيْفَ تَفْنَى أَحْزَانُ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ...
مِرَارًا وَخَانَ مِنْهُ الْعُهُودَا؟
وَيْحَ نَفْسِي مَاذَا أَقُولُ إِذَا مَا ... أَحْضَرَ
اللَّهُ رُسُلَهُ لِي شُهُودًا
ثُمَّ قَالَ:
أَقِرَّ مَا عَمِلْتَ وَجَاوَزْتَ بِمَا ... كَانَ
مِنْكَ فِيهِ الْحُدُودَا
لَمْ تَخَفْنِي لَمَّا اسْتَتَرْتَ مِنَ الْخَلْقِ ...
وَبَارَزْتَنِي وَكُنْتُ شَهِيدَا
وَبِنَعْمَائِي كَانَ مِنْكَ الْمَعَاصِي ... لَمْ
تَخَفْ سَطْوَتِي وَتَخْشَى الْعَبِيدَا. "
(1/37)
أَوْصَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ
(1/37)
12 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ،
عَنِ الْعَلَاءِ [ص:38] بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ: «اتَّقِ , لَا
يَأْخُذْكَ اللَّهُ عَلَى ذَنْبٍ، لَا يَنْظُرْ إِلَيْكَ فِيهِ فَتَلْقَاهُ حِينَ
تَلْقَاهُ وَلَيْسَ لَكَ حُجَّةٌ»
(1/37)
وَصِيَّةُ أَبَى هُرَيْرَةَ لِلْفَرَزْدَقِ عَنِ
التَّوْبَةِ
(1/38)
13 - حُدِّثْتُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْعَمَيِّ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: دَخَلْتُ السِّجْنَ
فَإِذَا الْفَرَزْدَقُ [ص:39] فِي السِّجْنِ وإذا هُوَ يَقْرِضُ شِعْرًا، فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: «يَا فَرَزْدَقُ، إِنِّي أَرَاكَ صَغِيرَ
الْقَدَمَيْنِ، فَالْتَمِسْ لَهُمَا مَوْضِعًا عِنْدَ الْحَوْضِ» , فَقُلْتُ:
إِنِّي قَدْ عَمِلْتُ كَذَا، وَعَمِلْتُ كَذَا فَقَالَ: «إِنَّ التَّوْبَةَ لَا
تَزَالُ تُقْبَلُ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا عَمِلَ عَبْدٌ مَا
عَمِلَ مِنْ شَيْءٍ»
(1/38)
رُؤْيَةُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُنَافِقِ لِذُنُوبِهِمَا
(1/39)
14 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ [ص:40] عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ
سُوَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ،
فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَيْنِ: حَدِيثٍ عَنْ نَفْسِهِ وَحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ
كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ
يَرَى ذُنُوبَهُ مِثْلَ ذُبَابٍ عَلَى أَنْفِهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ»
(1/39)
عَظَمَةُ رَحْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(1/41)
15 - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ
الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مُهْلِكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ
عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ فَقَامَ يَطْلُبُهَا
فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي
كُنْتُ فِيهِ حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ:
فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لَيَمُوتَ
فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا زَادُهُ، وَطَعَامُهُ،
وَشَرَابُهُ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ هَذَا
بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ "
(1/41)
كَفَّارَةُ الْقُبْلَةِ
(1/42)
16 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ
رَجُلًا، أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارَ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود: 114] فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَلِي هَذِهِ الْآيَةُ؟ قَالَ: «وَلِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ
أُمَّتِي»
(1/42)
أَوَّلُ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الْمُسْلِمِينَ
(1/43)
17 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ
يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَنْشَأَ
يُحَدِّثُ أَنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الْمُسْلِمِينَ أَوْ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ: سَرَقَ , فَقَالَ: «اذْهَبُوا بِصَاحِبِكُمْ فَاقْطَعُوهُ»
وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَمَادًا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: كَأَنَّ هَذَا قَدْ شَقَّ عَلَيْكَ يَا
نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ تَكُونُوا أَعْوَانًا
لِلشَّيْطَانِ، أَوْ لَا لَيْسَ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ
يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ، وَاللَّهُ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ» ثُمَّ
قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] "
(1/43)
مُجَادَلَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ
(1/44)
18 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مِهْرَانُ
بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنِ
الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
فِي قَوْلِهِ: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} [يس: 65] قَالَ: كُنَّا
عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ضَحِكْتُ؟» [ص:45] قَالُوا: لِمَ
ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
" مِنْ ضَحِكِ الرَّحْمَنِ مِنْ مُجَادَلَةِ
الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟
فَيَقُولُ: بَلَى يَا عَبْدِي، فَيَقُولُ: فَإِنِّي لَا أَحِيزُ عَلَيَّ إِلَّا
شَاهِدًا مِنْ نَفْسِي، فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا
وَبِالْكِرَامِ الْحَفَظَةِ شُهُودًا، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَيُقَالُ
لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْكَلَامِ، فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ "
(1/44)
كَيْفَ يُهَوَّنُ عَلَيْكَ الْمَوْتُ؟
(1/45)
19 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خَالِدٍ،
ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ، مِنْ
أَهْلِ نَجْرَانَ الْيَمَنِ بِعَرَفَاتٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوصِي رَجُلًا وَهُوَ
يَقُولُ لَهُ: [ص:46] «أَقِلَّ مِنَ الذُّنُوبِ يَهُنْ عَلَيْكَ الْمَوْتُ،
وَأَقِلَّ مِنَ الدَّيْنِ تَعِشْ حُرًّا»
(1/45)
الْآيَاتُ الَّتِي يُغْفَرُ لِقَارِئِهَا:
(1/46)
20 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ نُعَيْمِ
بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَتَيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ
لَا يَقْرَؤُهُمَا عَبْدٌ عِنْدَ ذَنْبٍ يُصِيبُهُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا
غَفَرَ [ص:47] لَهُ، قُلْنَا: أَيُّ آيَتَيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَلَمْ
يُخْبِرْنَا فَفَتَحْنَا الْمُصْحَفَ، فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ فَلَمْ نُصِبْ
شَيْئًا، ثُمَّ قَرَأْنَا النِّسَاءَ، وَهِيَ فِي تَأْلِيفِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى
إِثْرِهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ
يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}
[النساء: 110] قُلْتُ: أَمْسِكْ هَذِهِ، ثُمَّ انْتَهَيْنَا فِي آلِ
عِمْرَانَ إِلَى هَذِهِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا
فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ أَطْبَقْنَا الْمُصْحَفَ،
وَأَخْبَرَنَا بِهِمَا عَبْدَ اللَّهِ: فَقَالَ: هُمَا هَاتَانِ "
(1/46)
دُعَاءُ آدَمَ وَتَوْبَتُهُ
(1/47)
21 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، أنبا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ
الْمُكْتِبُ، عَنْ عَبْدِ [ص:48] الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ،
قَالَ: الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتَابَ عَلَيْهِ: لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ عَمِلْتُ سُوءًا
وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ، لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءًا، وَظَلَمْتُ نَفْسِي
فَارْحَمْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءًا، وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَتُبْ عَلَيَّ
إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
"
(1/47)
أَفْضَلُ مَا يَدْخُلُ بِهِ الْيَوْمَ رَجُلٌ:
(1/48)
22 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى
الْيَشْكُرِيُّ، وَنَحْنُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ: مَا أَفْضَلُ مَا يَدْخُلُ
بِهِ الْيَوْمَ رَجُلٌ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: «تَوْبَةٌ مِنْ ذَنْبٍ أَوْ نَصِيحَةٌ
مِنْ قَلْبٍ»
(1/48)
الطَّابَعُ:
(1/49)
23 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَرَوِيُّ،
ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: «الطَّابَعُ مُعَلَّقٌ بِقَائِمَةِ عَرْشِ اللَّهِ، فَإِذَا
انْتُهِكَتِ الْحُرْمَةُ اجْتُرِئَ عَلَى الرَّبِّ، بَعَثَ اللَّهُ الطَّابَعَ، فَيَطَبْعَ
عَلَى قَلْبِهِ، فَلَا يَعْقِلُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا»
(1/49)
الذُّنُوبُ تَطْبَعُ عَلَى الْقُلُوبِ
(1/49)
24 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا
حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ [ص:50] جَرِيحٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «الرَّانُ أَيْسَرُ مِنَ الطَّبْعِ، وَالطَّبْعُ أَيْسَرُ
مِنَ الْأَقْفَالِ، وَالْأَقْفَالُ أَشَدُّ ذَلِكَ»
(1/49)
25 - حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، أنبا بَشِيرُ
بْنُ سُرَيْحٍ، بَصْرِيٌّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [ص:51] "
الْأَعْمَالُ سِتَّةٌ: عَمَلٌ بِمِثْلِهِ، وَعَمَلٌ بِمِثْلَيْهِ، وَعَمَلٌ
بِعَشْرٍ، وَعَمَلٌ بِسَبْعِمِائَةٍ، وَعَمَلٌ مُوجِبٌ، وَعَمَلٌ يُوجِبُ " ,
فَقِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَأَمَّا عَمَلٌ بِمِثْلِهِ فَرَجُلٌ
هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَ لَهُ حَسَنَةً، وَرَجُلٌ هَمَّ
بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَرَجُلٌ عَمِلَ
حَسَنَةً فَضُوعِفَتْ لَهُ عَشْرًا، وَرَجُلٌ أَنْفَقَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَضُوعِفَتْ لَهُ سَبْعَمِائَةٍ، وَعَمَلٌ مُوجِبٌ لِلْجَنَّةِ، وَعَمَلٌ مُوجِبٌ
لِلنَّارِ»
(1/50)
تَضْعِيفُ حَسَنَاتِ التَّائِبِينَ
(1/51)
26 - حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، ثنا الْجَعْدُ
أَبُو عُثْمَانَ الْيَشْكُرِيُّ، [ص:52] عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا
كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ،
وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ
عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، أَوْ يَمْحَاهَا اللَّهُ، وَلَا
يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ»
(1/51)
إِنَّ اللَّهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ:
(1/52)
27 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنبا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، أنبا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ:
إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: الْحَسَنَةُ تُضَاعَفُ، قَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ
مِنْ ذَلِكَ؟، فَوَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ أَلْفَيْ
أَلْفِ حَسَنَةٍ»
(1/52)
وَصِيَّةُ رَجُلٍ مِنَ الْعُبَّادِ:
(1/53)
28 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ لِابْنِهِ: «يَا
بُنَيَّ، لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ، وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ
بِطُولِ الْأَمَلِ»
(1/53)
وَصِيَّةُ لُقْمَانَ لِابْنِهِ:
(1/53)
29 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ الْكِنْدِيُّ،
ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ،
قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ،
فَإِنَّ الْمَوْتَ قَدْ يَأْتِي بَغْتَةً»
(1/53)
30 - أَنْشَدَنِي شَيْخٌ مِنْ كِتَابِهِ:
[البحر الطويل]
نَسِيَتْ. . . لَظَى تُكَابِدُ ... . . حرَّ شَمْسِ
الْهَوَاجِرِ
كَأَنَّكَ لَمْ تَدْفِنْ حَمِيمًا وَلَمْ تَكُنْ ...
لَهُ فِي سِيَاقِ الْمَوْتِ يَوْمًا بِحَاضِرِ
(1/54)
أَكْبَرُ أَرْبَعِ كَبَائِرَ
(1/54)
31 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلُ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " أَكْبَرَ الْكَبَائِرُ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ،
وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْأَمْنُ لِمَكْرِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ
مِنْ رَوْحِ اللَّهِ "
(1/54)
أَنْوَاعُ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي
(1/55)
32 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْحَسَنُ
بْنُ مُوسَى، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي
عُيَيْنَةَ، قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ عَقِيلٍ صَحِيفَةً قَالَ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: " الذُّنُوبُ
أَرْبَعَةٌ: ذَنْبَانِ مَغْفُورَانِ، وَذَنْبَانِ لَا يُغْفَرَانِ، رَجُلٌ عَمِلَ ذَنْبًا
خَطَأً فَاللَّهُ يَمُنُّ وَلَا يُعَذِّبُهُ عَلَيْهَا، وَقَدْ قَالَ فِيمَا
أَنْزَلَ: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} [الأحزاب: 5]
وَرَجُلٌ عَمِلَ ذَنْبًا قَدْ عَلِمَ مَا فِيهِ فَتَابَ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ، وَنَدِمَ
عَلَى مَا فَعَلَ، وَقَدْ جَزَى اللَّهُ أَهْلَ هَذَا الذَّنْبِ أَفْضَلَ
الْجَزَاءِ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ:
[ص:56] {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عمران: 135] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ،
وَذَنْبَانِ لَا يَغْفِرُهُمَا لِأَهْلِهِمَا: رَجُلٌ قَدْ عَمِلَ ذَنْبًا قَدْ
عَلِمَ مَا فِيهِ، فَأَصَرَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ، وَلَنْ
يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ حَتَّى يَتُوبَ، وَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِمُذْنِبٍ
حَتَّى يَسْتَغْفِرَ، وَرَجُلٌ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا،
فَإِنَّ هَذِهِ الَّتِي يَهْلِكُ فِيهَا عَامَّةُ مَنْ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ
الْأُمَّةِ "
(1/55)
كُنْ حَيِيًّا:
(1/56)
33 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
[البحر الخفيف]
كُنْ حَيِيًّا إِذَا خَلَوْتَ بَذَنْبٍ ... دُونَ ذِي
الْعَرْشِ مِنْ حَكِيمٍ مَجِيدِ
قَدْ تَهَاوَنْتَ بِالْإِلَهِ عَمِيدًا ...
وَتَغَيَّبْتَ عَنْ عُيُونِ الْعَبِيدِ
(1/56)
34 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ،
قَالَ أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ لِمُجِيدِ بْنِ
طَوْقٍ الْعَنْبَرِيِّ: [ص:57]
[البحر الكامل]
تَلْقَى الْفَتَى حَذَرَ الْمَنِيَّةِ هَارِبًا ...
مِنْهَا وَقَدْ حَدَّقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ
نَصَبَتْ حَبَائِلَهَا لَهُ مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا
أَتَاهُ يَوْمُهُ لَا يُنْظَرُ
إِنَّ امْرءَاً أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحْتَ
التُّرَابِ لَنَوْلُهُ يَتَفَكَّرُ
تُعْطَى صَحِيفَتَكَ الَّتِي أَمْلَيْتَهَا ... فَتَرَى
الذي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ
حَسَنَاتُهَا مَحْمُودَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ...
وَالسَّيِّئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ؟
(1/56)
35 - أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ:
[البحر المتقارب]
أَلَسْنَا نَرَى شَهَوَاتِ النَّفْسِ ... تَفْنَى
وَيَبْقَى عَلَيْنَا الذُّنُوبُ
يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ يَتُوبُ ... فَكَيْفَ تَرَى
حَالَ مَنْ لَا يَتُوبُ
(1/57)
كَفَاكَ:
(1/57)
36 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي
الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي مِسْكِينُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
مُكْرَمًا الْأَزْدِيَّ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ يَقُولُ:
كَفَاكَ هَمُّكَ بِذَنْبِكَ مِنْ تَوْبَتِكَ إِقْلَاعًا وَإِنَابَةً "
(1/57)
37 - قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مِنْ
عِلْمِ الْإِنَابَةِ خَوْفُ الْقُلُوبِ رُعْبًا مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ "
(1/58)
حَالُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي يَوْمِ
الْقِيَامَةِ
(1/58)
38 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ
الْمَدَائِنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: لَا يَأْمَنُ دَاوُدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَقُولُ: ذَنْبِي ذَنْبِي، فَيُقَالُ لَهُ: ادْنُهْ حَتَّى يَدْنُوَ إِلَى مَكَانٍ
كَأَنَّهُ يَأْمَنُ بِهِ فَذَلِكَ، قَوْلُهُ: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ
مَآبٍ} [ص: 25] .
(1/58)
مُوسَى يَسْأَلُ رَبَّهُ
(1/59)
39 - حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، أَنَّ مُوسَى، نَبِيَّ
اللَّهِ قَالَ: " يَا رَبِّ لَا تُرِنِي النَّفْسَ الَّتِي قَتَلْتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ الرَّبُّ: أَلَمْ أَغْفِرْهُ لَكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَخْشَى مِمَّا أَرَى
مِنْ عَدْلِكَ أَنْ يَكُونَ لِقَلْبِي رَوْعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: أَنْ
لَا تَرَاهُ "
(1/59)
الذُّنُوبُ أَهَمُّ
(1/59)
40 - حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ
التَّمِيمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، [ص:60] ثنا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ،
قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ
يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: «لَوْ كَانَ أَهَمَّتْهُمْ ذُنُوبُهُمْ مَا
اخْتَصَمُوا فِي الْقَدَرِ»
(1/59)
الْقِصَاصُ فِي يَوْمِ الْخَلَاصِ
(1/60)
41 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْعَنْبَرِيُّ،
ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عُبَيْدٍ الصِّيدِ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا سُهَيْلٌ
أَخُو حَزْمٍ، حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلًا يَسُبُّ الْحَجَّاجَ
فَقَالَ: «مَهْ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّكَ لَوْ وَافَيْتَ الْآخِرَةَ كَانَ
أَصْغَرُ ذَنْبٍ عَمِلْتَهُ قَطُّ أَعْظَمَ عَلَيْكَ مِنْ [ص:61] أَعْظَمِ ذَنْبٍ عَمِلَهُ
الْحَجَّاجُ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ حَكَمٌ عَدْلٌ إِنْ أَخَذَ مِنَ الْحَجَّاجِ
لِمَنْ ظُلِمَ شَيْئًا فَسَيَأْخُذُ لِلْحَجَّاجِ مِمَّنْ ظَلَمَهُ، فَلَا
تَشْغَلَنَّ نَفْسَكَ بِسَبِّهِ»
(1/60)
الْعُصَاةُ أَمْوَاتٌ عَلَى الْأَرْضِ
(1/61)
42 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ
بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ
إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنَّ أَوَّلَ، مَنْ مَاتَ إِبْلِيسُ وَذَلِكَ
أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ عَصَانِي وَأَنَا أَعُدُّ مَنْ عَصَانِي مَنِ الْمَوْتَى
(1/61)
43 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثنا
أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ الْمَدِينِيُّ، ثنا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: لَا
أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص:62] «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ،
فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ تَدَلَّوْا بِفَلَاةٍ
مِنَ الْأَرْضِ فَأَجَّجُوا نَارًا فَجَاءَ هَذَا بِعُودٍ وَجَاءَ هَذَا بِعُودٍ
حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزًا لَهُمْ، كَذَلِكَ مُحَقَّرَاتُ الذُّنُوبِ مَتَى
يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا يَهْلِكْ»
(1/61)
مَنْزِلَةُ التَّائِبِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى:
(1/62)
44 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا زَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَشِيطٍ الْهِلَالِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ: أَنَّ قَصَّابًا، وَلِعَ بِجَارِيَةٍ لِبَعْضِ
جِيرَانِهِ، فَأَرْسَلَهَا أَهْلُهَا إِلَى حَاجَةٍ لَهُمْ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَتَبِعَهَا
فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَقَالَتْ: لَا تَفْعَلْ، لَأَنَا أَشَدُّ حُبًّا لَكَ
مِنْكَ لِي، وَلَكِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، قَالَ: فَأَنْتِ [ص:63] تَخَافِينَهُ، وَأَنَا
لَا أَخَافُهُ، فَرَجَعَ تَائِبًا، فَأَصَابَهُ الْعَطَشُ حَتَّى كَادَ يَنْقَطِعُ
عُنُقُهُ، فَإِذَا هُوَ بِرَسُولٍ لِبَعْضِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسَأَلَهُ،
قَالَ: مَا لَكَ؟ قَالَ: الْعَطَشُ، قَالَ: تَعَالَ حَتَّى نَدْعُوَ اللَّهَ
حَتَّى تُظِلَّنَا سَحَابَةٌ حَتَّى نَدْخُلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: مَا لِي مِنْ
عَمَلٍ فَأَدْعُو , قَالَ: فَأَنَا أَدْعُو وَأَمِّنْ أَنْتَ، قَالَ: فَدَعَا
الرَّسُولُ وَأَمَّنَ هُوَ، قَالَ:
فَأَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى
الْقَرْيَةِ فَأَخَذَ الْقَصَّابُ إِلَى مَكَانِهِ، وَمَالَتِ السَّحَابَةُ
فَمَالَتْ عَلَيْهِ فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ لَهُ: زَعَمْتَ أَنْ لَيْسَ لَكَ
عَمَلٌ وَأَنَا الَّذِي دَعَوْتُ وَأَنْتَ الَّذِي أَمَّنْتَ فَأَظَلَّتْنَا سَحَابَةٌ،
ثُمَّ تَبِعَتْكَ، لَتُخْبِرَنِّي مَا أَمْرُكَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ
الرَّسُولُ: التَّائِبُ إِلَى اللَّهِ بِمَكَانٍ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ
بِمَكَانِهِ
(1/62)
أَرْجَى آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ
(1/63)
45 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنبا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، أنبا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْقَلُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: " مَا فِي
الْقُرْآنِ آيَةٌ أَرْجَى عِنْدِي لِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ [ص:64] قَوْلِهِ
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ
سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
(1/63)
إِيَّاكَ وَالْعُجْبَ
(1/64)
46 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ
الْمُبَارَكِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ
إِلَى رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْعِصْمَةَ ثَمَرَةُ
التَّوْبَةِ، وَاللَّهُ وَلِيُّ عِصْمَتِكَ، فَإِيَّاهُ فَاحْمَدْ عَلَيْهَا
يُرِدْكَ مِنْ طَاعَتِهِ، وَإِيَّاكَ وَالْعُجْبَ فَإِنَّهُ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ،
وَالْمُعْجَبُ كَالْمُمْتَنِّ عَلَى اللَّهِ بِمَا أَوْلَى بِالْمِنَّةِ فِيهِ "
(1/64)
47 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ
الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: إِنَّكَ إِنْ أَدْمَنْتَ
النَّظَرَ فِي مَرْآةِ التَّوْبَةِ بَانَ لَكَ قَبِيحُ شَرِّ الْمَعْصِيَةِ
(1/64)
انْشُرْ أَعْمَالَكَ:
(1/65)
48 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَالَ. .: أَيْ
أَخِي انْشُرْ أَعْمَالَكَ عَلَى نَفْسِكَ، ثُمَّ قَبِّحْهَا جَهْدَكَ لِعَقْلِكَ،
لَعَلَّهُ يَدْعُوكَ تَقْبِيحُهَا إِلَى تَرْكِ مُعَاوَدَتِهَا، وَاعْلَمْ أَنَّكَ
وَإِنْ قَبَّحْتَهَا بِجَهْدِكَ فَلَيْسَ يَبْلُغُ غَايَةَ قُبْحِهَا عِنْدَ
رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْكَ بِعَفْوِهِ وَتَمَامِ سَتَرِهِ "
(1/65)
احْذَرْ مَكْرَ اللَّهِ
(1/65)
49 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا حَمَّادُ
بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: إِنَّ
إِقَامَةَ الْعَبْدِ عَلَى الذَّنْبِ يَطْبَعُ عَلَى قَلْبِهِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْغَافِلِينَ،
وَمِنَ الْأَمْنِ لِمَكْرِ اللَّهِ إِقَامَةُ الْعَبْدِ عَلَى الذَّنْبِ
يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ "
(1/65)
أَدْوَى الدَّاءِ الذُّنُوبُ
(1/66)
50 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرًا الْبَابِيَّ،
يَقُولُ لِرَجُلٍ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ قَالَ: فِي عَافِيَةٍ، قَالَ: «إِنْ كُنْتَ
سَلِمْتَ مِنَ الْمَعَاصِي، فَإِنَّكَ كُنْتَ فِي عَافِيَةٍ وَإِلَّا فَلَا دَاءَ
أَدْوَى مِنَ الذُّنُوبِ»
(1/66)
كَيْفَ تُكْرِمُ نَفْسَكَ؟
(1/66)
51 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدَةُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: «خَلَّتَانِ مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ الْكَرْمَ إِلَّا
فِيهِمَا فَكَذِّبْهُ، إِكْرَامُكَ نَفْسَكَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَإِكْرَامُكَ
نَفْسَكَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ»
(1/66)
أَكْرِمْ نَفْسَكَ بِطَاعَةِ رَبِّكَ
(1/67)
52 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَكْرَمَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ
بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ وَلَا أَهَانَ الْعِبَادُ أَنْفُسَهُمْ بِمِثْلِ
مَعْصِيَةِ اللَّهِ، بِحَسْبِكَ مِنْ عَدُوِّكَ أَنْ تَرَاهُ عَاصِيًا لِلَّهِ،
وَبِحَسْبِكَ مِنْ صَدِيقِكَ، أَنْ تَرَاهُ مُطِيعًا لِلَّهِ "
(1/67)
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
(1/67)
53 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنبا شُعْبَةُ،
عَنْ [ص:68] مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَلِمَنْ
خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ
يُذْنِبَ الذَّنْبَ، فَيَذْكُرُ مَقَامَ رَبِّهِ، فَيَدَعُ الذَّنْبَ
(1/67)
مِنْ آثَارِ الْمَعْصِيَةِ عَلَى الْعَبْدِ
(1/68)
54 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ خَطَّابٍ الْعَابِدِ،
قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَيَجِئُ
إِلَى إِخْوَانِهِ فَيَعْرِفُونَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ
(1/68)
ذُلُّ الْمَعْصِيَةِ
(1/69)
55 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الْمَلْطِيُّ، قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دُعَاءِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ:
اللَّهُمَّ انْقِلْنِي مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَتِكَ إِلَى عِزِّ طَاعَتِكَ "
(1/69)
الْخَضِرُ وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
(1/69)
56 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا
جَرِيرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ
مُوسَى أَنْ يُفَارِقَ الْخَضِرَ قَالَ لَهُ مُوسَى: أَوْصِنِي، قَالَ: كُنْ
نَفَّاعًا، وَلَا تَكُنْ ضَرَّارًا، كُنْ بَشَّاشًا، وَلَا تَكُنْ غَضْبَانَ،
ارْجِعْ عَنِ اللَّجَاجَةِ، وَلَا تَمْشِ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، وَلَا تُعَيِّرِ امْرَأً
بِخَطِيئَتِهِ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ يَا ابْنَ عِمْرَانَ "
(1/69)
التَّوْبَةُ بِالْعَمَلِ
(1/69)
57 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، [ص:70] ثنا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، سَمِعَ مِنْهُ، قَالَ: إِنَّمَا التَّوْبَةُ بِالْعَمَلِ،
وَالرُّجُوعِ مِنَ الْأَمْرِ، وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ بِالْكَلَامِ
(1/69)
دَاوُدُ يُنَاجِي رَبَّهُ
(1/70)
58 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا يَعْقُوبُ
بْنُ كَعْبٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي الْعَاتِكَةِ، أَنَّ دَاوُدَ، كَانَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ، إِلَهِي
إِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ خَطِيئَتِي تَنَامَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِهَا،
وَإِذَا ذَكَرْتُ رَحْمَتَكَ ارْتَدَّ إِلَيَّ رُوحِي [ص:71] سُبْحَانَ خَالِقِ
النُّورِ، إِلَهِي خَرَجْتُ أَسْأَلُ أَطِبَّاءَ عِبَادِكَ أَنْ يُدَاوُوا لِي
خَطِيئَتِي فَكُلُّهُمْ عَلَيْكَ يَدُلُّنِي، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ، إِلَهِي
وَيْلٌ لِمَنْ أَخْطَأَ خَطِيئَةً حَصَادُهَا عَذَابُكَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْهَا
لَهُ»
(1/70)
إِنِّي أُذْنِبُ
(1/71)
59 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا
يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو
بَدْرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنِّي أُذْنِبُ , قَالَ: «اسْتَغْفِرْ» , قَالَ: فَأَسْتَغْفِرُ وَأَعُودُ،
قَالَ: «فَإِذَا عُدْتَ فَاسْتَغْفِرْ» قَالَ: وَأَسْتَغْفِرُ ثُمَّ أَعُودُ،
قَالَ: «فَإِذَا عُدْتُ فَعُدْ فِي الثَّالِثَةِ، وَالرَّابِعَةِ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ
هُوَ الْمَحْسُورَ»
(1/71)
الذَّنْبُ يُصِرُّ عَلَيْهِ الْعَبْدُ
(1/72)
60 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ،
ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلُّ ذَنْبٍ أَصَرَّ عَلَيْهِ الْعَبْدُ
كَبِيرٌ، وَلَيْسَ بِكَبِيرٍ مَا تَابَ مِنْهُ الْعَبْدُ "
(1/72)
عِظْنِي:
(1/72)
61 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي
ابْنُ أَخِي حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَدِمَ بِشْرُ بْنُ رَوْحٍ
الْمُهَلَّبِيُّ أَمِيرًا عَلَى عَسْقَلَانَ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا؟، قِيلَ:
أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ يَعْنِي حَفْصَ بْنَ مَيْسَرَةَ فَأَتَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ،
فَقَالَ: عِظْنِي، فَقَالَ [ص:73]: «أَصْلِحْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ يُغْفَرْ
لَكَ مَا قَدْ مَضَى مِنْهُ، وَلَا تُفْسِدْ فِيمَا بَقِيَ فَتُؤْخَذْ فِيمَا قَدْ
مَضَى»
(1/72)
حَقُّ اللَّهِ
(1/73)
62 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنبا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، أنبا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ
حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ حَقَّ اللَّهِ أَثْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهِ الْعِبَادُ،
وَإِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعِبَادُ، وَلَكِنْ
أَصْبِحُوا تَوَّابِينَ وَأَمْسُوا تَوَّابِينَ "
(1/73)
احْذَرِ الْغُرُورَ وَالْعُجْبَ بِالنَّفْسِ
(1/73)
63 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، [ص:74] عَنْ أَشْعَثَ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَوْنٍ: لَا تَثِقَنَّ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي يُقْبَلُ
مِنْكَ أَمْ لَا، وَلَا تَأْمَنْ ذُنُوبَكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي هَلْ كُفِّرَتْ
عَنْكَ أَمْ لَا، إِنَّ عَمَلَكَ عَنْكَ مُغَيَّبٌ كُلَّهُ مَا تَدْرِي مَا
اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ أَيَجْعَلُهُ فِي سِجِّينَ أَمْ يَجْعَلُهُ فِي عِلِّيِّينَ "
(1/73)
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا
(1/74)
64 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ،
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: بِقَدْرِ مَا
يَصْغُرُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ، كَذَا يَعْظُمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَبِقَدْرِ مَا
يَعْظُمُ عِنْدَكَ كَذَا يَصْغُرُ عِنْدَ اللَّهِ
(1/74)
65 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ، قَالَ:
" أَصْبَحْتُ الْخَلِيفَةَ عَلَى [ص:75] ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مِنَ
الذَّنْبِ تَائِبٌ مُوَطِّنٌ نَفْسَهُ عَلَى هُجْرَانِ ذَنْبِهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يَرْجِعَ
إِلَى شَيْءٍ مِنْ سَيِّئَةٍ هَذَا الْمَبْرُورُ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ، ثُمَّ
يُذْنِبُ، وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي، هَذَا يُرْجَى لَهُ، وَيُخَافُ عَلَيْهِ،
وَصِنْفٌ يُذْنِبُ، وَلَا يَنْدَمُ، وَيُذْنِبُ وَلَا يَحْزَنُ، وَيُذْنِبُ وَلَا
يَبْكِي، فَهَذَا الْخَائِنُ الْجَائِرُ عَنْ طَرِيقِ الْجَنَّةِ إِلَى النَّارِ "
(1/74)
أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي
(1/75)
66 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ:
[البحر الطويل]
أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَبْكِي خَطِيئَةً ... تَقُودُ
خَطَايَا أَثْقَلَتْ مِنِّي الظَّهْرَا
فَيَا لَذَّةً كَانَتْ قَلِيلًا بَقَاؤُهَا ... وَيَا
حَسْرَةً دَامَتْ وَلَمْ يَبْقِ لِي عُذْرًا
(1/75)
مَعَ الصَّالِحِينَ:
(1/75)
67 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَكَمُ
بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ
أَصْلَحْتَ الصَّالِحِينَ فَأَصْلِحْنَا حَتَّى نَكُونَ صَالِحِينَ "
(1/75)
إِذَا ذَكَرْتُ الْخَطِيئَةَ
(1/76)
68 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ
الدَّارَانِيَّ، قَالَ: «إِذَا ذَكَرْتُ الْخَطِيئَةَ لَمْ أَشْتَهِ الْمَوْتَ، أَقُولُ
أَبْقَى لَعَلِيِّ أَتُوبُ»
(1/76)
عَلَى مِثْلِ هَذَا فَلْيُبْكَ
(1/76)
69 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ
بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ:
دَخَلٍ عَلَيَّ رَجُلٌ وَأَنَا بِالْفَرَادِيسِ، فِي بَيْتٍ فَقَالَ لِي: عُدْ إِنَّ
الْمُسِيئَ قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَلَيْسَ قَدْ فَاتَهُ ثَوَابُ الْمُحْسِنِينَ؟
قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ دِينَارًا فَبَكَى وَقَالَ: عَلَى مِثْلِ هَذَا
فَلْيُبْكَ
(1/76)
آيَةُ مَغْفِرَةِ اللَّهِ لِلْحَاجِّ
(1/76)
70 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَنَّهُ
حُدِّثَ عَنْ حَكَّامٍ [ص:77] الرَّازِيِّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ. . . قَالَ:
قِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنَّ الْحَاجَّ الْمَغْفُورُ لَهُ.
قَالَ: آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَدَعَ سَيِّئَ مَا كَانَ عَلَيْهِ
(1/76)
71 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلٍ: " وَيْحِي مِنْ
يَوْمٍ لَيْسَ كَالْأَيَّامِ، ثُمَّ قَالَ: أَوَّهْ كَمْ مِنْ قَبِيحَةٍ
تَكْشِفُهَا الْقِيَامَةُ غَدًا
"
(1/77)
مِنَ الْكَبَائِرِ
(1/77)
72 - قَالَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ،
حَدَّثَنِي حَامِدٌ، أنبا [ص:78] عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنِ
الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَعْمَلَ
الرَّجُلُ الذَّنْبَ فَيَحْتَقِرَهُ، قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: "
قَرَأْتُهُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بِخَطِّهِ، وَقَالَ لِي: «ارْوِهِ
عَنِّي»
(1/77)
يُونُسُ الْمُسْتَغْفِرُ
(1/78)
73 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ،
ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ
اسْتِغْفَارًا مِنْ يُونُسَ»
(1/78)
74 - قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَنْشَدَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْمُؤَدِّبُ:
[البحر البسيط]
لَا تَنْسَ ذَنْبَكَ إِنَّ اللَّهَ سَاتِرُهُ ...
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِنْ ذَنْبٍ تُبَاشِرُهُ
خَفْ غِبَّ ذَنْبِكَ وَارْجُ اللَّهَ مُزْدَجِرًا ...
لَعَلَّ رَبَّكَ بَعْدَ الْخَوْفِ غَافِرُهُ
كَمْ مِنْ هَوًى لَكَ مَقْرُونًا بِمَعْصِيَةٍ ...
أَصْبَحْتَ تَرْكَبُهُ وَاللَّهُ سَاتِرُهُ
بَرَّقْتَ ظَاهِرَكَ الْمَدْخُولَ بِاطِنُهُ ... إِنْ
صَحَّ بَاطِنُ عَبْدٍ صَحَّ ظَاهِرُهُ [ص:79]
اعْمَلْ فَإِنَّكَ تُجْزَى مَا عَمِلْتَ بِهِ ...
مَهْمَا عَمِلْتَ فَإِنَّ اللَّهَ خَابِرُهُ
أَسِرَّ مَا شِئْتَ أَنْ تُسِرَّ. . ... . . لَا تَخْفَى
سَرَائِرُهُ
لَا شَيْءَ أَحْسَنُ مِنْ شَيْءٍ. . . ... كَانَ مِنْ
حُسْنٍ فَاللَّهُ شَاكِرُهُ
لَا يَبْرَحُ الْمَرْءُ أَعْمَالًا تَقَلَّدَهَا ...
أَلَيْسَ فِي عُنُقِ الْإِنْسَانِ طَائِرُهُ
الْبِرُّ أَكْرَمُ زَادًا وَالتُّقَى شَرَفٌ ...
وَالْخَيْرُ اجْمَعْ لَا تَبْلَى ذَخَائِرُهُ
(1/78)
الْحَيَاءُ الْحَاجِزُ
(1/79)
75 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا أَحْمَدُ
بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ: «سَتَرَ عَلَيْكَ،
أَفَمَا ثَمَّ حَيَاءٌ قَلِيلٌ يَحْجِزُكَ؟»
(1/79)
دَارُ الْعَفْوِ:
(1/79)
76 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
الْأَصْبَهَانِيُّ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا
دَارُ عِصْمَةِ اللَّهِ أَوِ الْهَلَكَةِ، وَالْآخِرَةَ دَارُ عَفْوِ اللَّهِ أَوِ
النَّارِ "
(1/79)
كَثْرَةُ أَسْتَارِ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِ
(1/80)
77 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ كَمْ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ سَتْرٍ؟ قَالَ: " هِيَ
أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ خَطِيئَةً هَتَكَ
مِنْهَا سِتْرًا، فَإِذَا تَابَ رَجَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ السِّتْرُ، وَتِسْعَةٌ
مَعَهُ، فَإِذَا لَمْ يَتُبْ، هَتَكَ عَنْهُ مِنْهَا سِتْرًا وَاحِدًا حَتَّى
إِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ اللَّهُ لِمَنْ شَاءَ مِنْ
مَلَائِكَتِهِ: إِنَّ بَنِي آدَمَ يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ فَحِفُّوهُ
بِأَجْنِحَتِكُمْ فَيَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ، فَإِنْ تَابَ رَجَعَتْ إِلَيْهِ
الْأَسْتَارُ كُلُّهَا، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ عَجِبَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ،
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: أَسْلِمُوهُ فَيُسْلِمُوهُ حَتَّى لَا يُسْتَرَ مِنْهُ عَوْرَةٌ "
(1/80)
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ لِعَبْدٍ فَضِيحَةً
(1/81)
78 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، ثنا سُفْيَانُ
بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْمَرِيِّ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " النَّاسُ يَعْمَلُونَ
أَعْمَالَهُمْ مِنْ تَحْتِ كَنَفِ اللَّهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ
فَضِيحَةً أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ مِنْهُ عَوْرَتُهُ
(1/81)
لَا يَهْتِكُ اللَّهُ عَبْدًا
(1/82)
79 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ
أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، رَفَعَهُ قَالَ: «لَا يَهْتِكُ اللَّهُ عَبْدًا،
وَفِيهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَيْرٍ»
(1/82)
خَيْرُ رَجُلَيْنِ فِي الدُّنْيَا
(1/82)
80 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ،
ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ
مِهْرَانَ، قَالَ: لَا [ص:83] خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ:
لِتَائِبٍ، أَوْ رَجُلٍ يَعْمَلُ فِي الدَّرَجَاتِ
(1/82)
رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ
(1/83)
81 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْبَصْرِيُّ،
ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: كُلُّ
حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ "
(1/83)
82 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: قَالَ:. . طَهَرَ الْقَلْبَ مِنَ
الْمَعَاصِي لَمْ يَشْبَعْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
(1/83)
كَيْفَ تَصِلُ إِلَى مَغْفِرَةِ ذَنْبِكَ؟
(1/84)
83 - حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ،
حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا
حَدَّثَنِي أَحَدٌ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَّا سَأَلْتُهُ أَنْ يُقْسِمَ لِي بِاللَّهِ لَهُوَ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ لَا
يَكْذِبُ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ عِنْدَ
ذِكْرِهِ ذَنْبَهُ ذَلِكَ فَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَنْبِهِ ذَلِكَ إِلَّا غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ»
(1/84)
أَعْرَابِيٌّ يَتُوبُ إِلَى رَبِّهِ
(1/85)
84 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ
وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِسَوَادِ
الْكُوفَةِ فَدَخَلْتُ حَائِطًا أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَافْتَتَحْتُ {حم}
[الأحقاف: 1] {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
[غافر: 2] {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} [غافر: 3]
فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ
يَمَنِيَّةٌ، فَقَالَ لِي: إِذَا قُلْتَ: {غَافِرِ الذَّنْبِ} [غافر: 3] فَقُلْ:
يَا غَافِرَ الذَّنْبِ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَإِذَا قُلْتَ: {شَدِيدِ الْعِقَابِ}
[البقرة: 196] ، فَقُلْ: يَا شَدِيدَ الْعِقَابِ لَا تُعَاقِبْنِي، وَإِذَا
قُلْتَ: {ذِي الطَّوْلِ} [غافر: 3]
فَقُلْ: يَا ذَا الطَّوْلِ طُلَّ عَلَيَّ مِنْكَ
بِرَحْمَةٍ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا لَا أَحَدَ فَخَرَجْتُ إِلَى الْبَابِ
فَسَأَلْتُ مَرَّ بِكُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ يَمَنِيَّةٌ؟ فَقَالُوا:
مَا مَرَّ بِنَا أَحَدٌ، فَكَانُوا لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ إِلْيَاسُ
(1/85)
حُكْمُ الْمُسْتَغْفِرِ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى الذَّنْبِ
(1/86)
85 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ الْيَامِيُّ،
ثنا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ، ثنا سَعِيدٌ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْحِذَامِيِّ،
عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَالْمُسْتَغْفِرُ
مِنَ الذَّنْبِ وَهُوَ مُقِيمٌ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ، وَمَنْ أَذَى
مُسْلِمًا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ كَذَا وَكَذَا» ذَكَرَ شَيْئًا
(1/86)
يَا أَيُّهَا الْخَالِي بِلَذَّاتِهِ
(1/87)
86 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ،
يَقُولُ: لَا تَرَى أَنَّكَ خَلَوْتَ بِخَطِيئَتِكَ، وَلَكِنْ خُلِّيَ بِكَ فِيهَا
(1/87)
87 - أَنْشَدَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
[البحر السريع]
يَا أَيُّهَا الْخَالِي بِلَذَّاتِهِ ... تَذَكَّرِ
الْمَوْتَ وَغُصَّاتِهِ
وَمَصْرَعًا مِنْهُ عَلَى غِرَّةٍ ... وَعِلَّةً مِنْ
بَعْضِ عِلَّاتِهِ
إِنْ كُنْتَ أَصْبَحْتَ بِهِ مُوقِنًا ... وَجَاهِلًا
بَعْدُ بِمِيقَاتِهِ
فَكَيْفَ تَغْتَرُّ بِهَا سَاعَةً ... لَعَلَّهُ بَعْدَ
مُوَافَاتِهِ
كَمْ مُصْبِحٍ فِي نِعْمَةٍ آمِنًا ... قَدْ غَيَّرَ
الْإِمْسَاءُ حَالَاتِهِ
(1/87)
88 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
[البحر الطويل]
إِذَا كَانَ شُغْلُ الْمَرْءِ يَزْدَادُ كَثْرَةً ...
وَأَيَّامُهُ مَعَ رَاكِبٍ يَمْضِي وَتَنْفَدُ
وَقَدْ كَانَ شُغْلٌ فِي مَا قَدْ. . ... . . طَرَقَ
الرَّدَى يَتَرَدَّدُ
وَلَمْ يَكُ يَنْوِي تَوْبَةً. . . ... . . . اللَّه مَا
يُتَزَوَّدُ
لَحَا اللَّهُ أَقْوَامًا مُنَاهُمْ وَهَمُّهُمُ ...
حُطَامٌ مِنَ الدُّنْيَا يَبِيدُ وَيَنْفَدُ
(1/87)
89 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
لَعَلِيِّ بْنِ جَبَلَةَ:
[البحر السريع]
فخذلكَ مِنْكَ عَلَى مُهْلَةٍ ... وَمُقْبِلُ عَيْشِكَ
لَمْ يُدْبِرِ
وَخَفْ هَجْمَةً لَا تَقَيِلُ الْعَثَارَ ... وَتَطْوِي
الْمَوْرُودَ عَلَى الْمُغَنْدَرِ
وَمَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَنَّ الرَّحِيلَ سمكٍ ... فِي
حَلْبَةِ الْمَحْشَرِ
(1/88)
قَضَاؤُكَ بِي مُحِيطٌ
(1/88)
90 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ خَرَّاطُ الْعَنْبَرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَإِلَى جَانِبِي أَعْرَابِيٌّ،
وَهُوَ سَاكِتٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ طَوَافَهُ جَاءَ إِلَى الْمَقَامِ فَصَلَّى
رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ بِحِذَاءِ الْبَيْتِ، فَقَالَ: «إِلَهِي مَنْ
أَوْلَى بِالزَّلَلِ وَالتَّقْصِيرِ مِنًي، وَقَدْ خَلَّفْتَنِي ضَعِيفًا، وَمَنْ
أَوْلَى بِالْعَفْوِ عَنِّي مِنْكَ، وَعِلْمُكَ فِيَّ سَابِقٌ، وَقَضَاؤُكَ بِي
مُحِيطٌ، أَطَعْتُكَ بِإِذْنِكَ وَالْمِنَّةُ لَكَ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ
وَالْحُجَّةُ لَكَ، فَأَسْأَلُكَ بِوُجُوبِ حُجَّتِكَ عَلَيَّ، وَانْقِطَاعِ
حُجَّتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ، وَغِنَاكَ عَنِّي إِلَّا مَا غَفَرْتَ لِي» قَالَ سُفْيَانُ:
فَفَرِحْتُ فَرَحًا مَا أَعْلَمُ مَتَى فَرِحْتُ مِثْلَهُ حِينَ سَمِعْتُهُ
يَتَكَلَّمُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ
(1/88)
الدَّاءُ وَالدَّوَاءُ فِي الْقُرْآنِ
(1/89)
91 - حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي هُدْبَةُ
بْنُ خَالِدٍ، ثنا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ
عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، وَأَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ
فَالِاسْتِغْفَارُ
(1/89)
الصِّرَاعُ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَالشَّيْطَانِ
(1/89)
92 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْأَسَدِ، ثنا
الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٌ
النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ص:90] «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خِطْمَهُ فِي
قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنِسَ وَإِنْ نَسِيَ اللَّهَ الْتَقَمَ
قَلْبَهُ»
(1/89)
93 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ، قَالَ: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ مُتَبَطِّنٌ فَقَارَ
ظَهْرِهِ، لَاوٍ عُنُقَهُ عَلَى عَاتِقِهِ، فَاغِرٌ فَاهُ عَلَى قَلْبِهِ»
(1/90)
94 - مِنْ أَقْوَالِ الْحُكَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ الْمُلُوكِ قَالَ
لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: " الْعَجَبُ لِمَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَجَلَالَهُ كَيْفَ يُخَالِفُ
أَمْرَهُ وَيَنْتَهِكُ حُرْمَتَهُ؟ قَالَ الْحَكِيمُ: بِإِغْفَالِ الْحَذَرِ، وَبَسْطِ
أَمَدِ الْأَمَلِ، وَبِعَسَى، وَسَوْفَ، وَلَعَلَّ " قَالَ الْمَلِكُ: فِيمَا
يُعْتَصَمُ مِنَ الشَّهْوَةِ، وَقَدْ رُكِّبَتْ فِي أَبْدَانٍ ضَعِيفَةٍ، فَفِي
كُلِّ جُزْءٍ مِنَ الْبَدَنِ لِلشَّهْوَةِ حُلُولٌ وَوَطَنٌ، قَالَ الْحَكِيمُ: «إِنَّ
الشَّهْوَةَ مِنْ نِتَاجِ الْفِكْرِ، وَقَرِينُ كُلِّ فَكَرَةٍ عِبْرَةٌ، وَمَعَ
كُلِّ شَيْءٍ. . . شَهَوَاتُهُ بِالِاعْتِبَارِ وَحَاطَ. . عِنْدَ رِبْقَةِ
الْعُدْوَانِ، وَدَحَضَ سَيِّئَ فِكْرِهِ بِإِتْيَانِ [ص:91] الصَّبْرِ عَلَى
شَهْوَتِهِ، لِمَا يَرْجُو مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَلَى طَاعَتِهِ، وَعِقَابِهِ
عَلَى مَعْصِيَتِهِ»
(1/90)
95 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: «تَسْأَلُهُ الْجَنَّةَ، وَتَأْتِي مَا
يَكْرَهُ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقَلَّ نَظَرًا مِنْكَ لِنَفْسِكَ»
96 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قال: قِيلَ
لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَا أَنْفَعُ الْحَيَاءِ؟ قَالَ: أَنْ تَسْتَحِيَ أَنْ
تَسْأَلَهُ مَا تُحِبُّ وَتَأْتِي مَا يَكْرَهُ.
(1/91)
97 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " مَنْ قَضَى مِنَ الْأَيَّامِ شَهْوَتَهُ،
وَبَاعَ طَاعَةَ اللَّهِ بِمَعْصِيَتِهِ، قَارَضَ نِعْمَةَ اللَّهِ بَلَاغًا فِي
عُقُوبَتِهِ
(1/91)
98 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
ثَعْلَبَةَ: «اللَّهُ يَحْفَظُكَ بِأَحْرَاسِهِ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ غَدَوْتَ
عَلَى مَعَاصِيهِ خِلَافًا لَهُ، فَإِذَا أَمْسَيْتَ أَعَادَ أَحْرَاسَهُ إِلَيْكَ
لَا يَمْنَعُهُ مَا كَانَ مِنْكَ»
(1/91)
لَقَدْ أَمْهَلَكَ وَلَمْ يُهِمَّكَ
(1/91)
99 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: «وَاللَّهِ لَقَدْ
أَمْهَلَكُمْ حَتَّى كَأَنَّهُ أَهْمَلَكُمْ»
(1/91)
100 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «كَيْفَ أَعْتَذِرُ وَقَدِ احْتَجَجْتُ؟، وَكَيْفَ أَحْتَجُّ
وَقَدْ عَلِمْتُ؟»
(1/92)
101 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا
سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: «أَمَرْتَنِي فَلَمْ أَأْتَمِرْ،
وَزَجَرْتَنِي فَلَمْ أَزْدَجِرْ، هَذَا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَا
أَعْتَذِرُ»
(1/92)
أَوَّلُ مَا فِي الزَّبُورِ
(1/93)
102 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا
هُرَيْمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَلَامِ بْنِ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَأَلْتُ
نَصْرَانِيًّا مَا أَوَّلُ الزَّبُورِ؟ قَالَ: " طُوبَى لِعَبْدٍ لَمْ
يَسْلُكْ سَبِيلَ الْآثِمَةِ، وَلَمْ يُجَالِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ،
وَالْخَاطِئِينَ، قَالَ سَلَامٌ:
فَذَكَرْتُ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ: صَدَقَ
(1/93)
103 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: " أَنَا اللَّهُ مَالِكُ
الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ
رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ
بِسَبِّ الْمُلُوكِ، وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَى أَعْطَفِهِمْ عَلَيْكُمْ
(1/93)
يَبْكِي حَتَّى الصَّبَّاحِ
(1/94)
104 - حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ الْأَسَدِيُّ، ثنا أَبُو
أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي. . . عَنْ جَارِيَةَ
الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: 21] الْآيَةَ، يُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي، وَيَرْكَعُ،
وَيَسْجُدُ لَيْلَتَهُ، حَتَّى أَصْبَحَ، ذُكِرَ أَنَّهُ مِنَ الْأَنْصَارِ
(1/94)
مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ يَتُوبُ تَوْبَةً نَصُوحًا
(1/95)
105 - حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، ثنا حُسَيْنٌ
الْجُعْفِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ كَثِيرًا يَقُولُ:
«أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ،
وأَسْأَلُهُ تَوْبَةً نَصُوحًا»
(1/95)
106 - حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
حُسَيْنًا الْجُعْفِيَّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ مَنْ ظَنَّ بِنَا خَيْرًا، أَوْ ظَنَنَّاهُ بِهِ فَصَدِّقْ قَوْلَنَا
وَقَوْلَهُ»
(1/95)
مَنْ ظَلَمَنَا، وَمَنْ ظَلَمْنَاهُ
(1/95)
107 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَاَّنَ الْأَزْرَقُ،
ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: كَانَ حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ مَنْ ظَلَمْنَاهُ بِمَظْلَمَةٍ فَأَثِبْهُ مِنْ مَظْلَمَتِهِ خَيْرًا،
وَاغْفِرْهَا لَنَا، وَمَنْ ظَلَمَنَا بِمَظْلَمَةٍ فَأَثِبْنَا مِنْ مَظْلَمَتِهِ
خَيْرًا، وَاغْفِرْهَا لَهُ»
(1/95)
108 - حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: كَانَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ تَقُولُ: «اللَّهُمَّ
قَدْ وَهَبْتُ لَكَ مَنْ ظَلَمَنِي فَاسْتَوْهِبْنِي مَنْ ظَلَمْتُ»
(1/96)
لَا يَتَكَلَّمُ فِي السَّنَةِ إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا
(1/96)
109 - حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ لَا
يَتَكَلَّمُ فِي السَّنَةِ إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا، يُكَلِّمُ فِيهِ النَّاسَ،
فَأَتَاهُ رَجُلٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي
فَقَالَ: «هَلْ أَذْنَبْتَ؟» , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَعَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ كَتَبَهُ
عَلَيْكَ؟» , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:
«فَاعْمَلْ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ مَحَاهُ
عَنْكَ»
(1/96)
110 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الضَّبِّيُّ:
أَنْشَدَنِي ابْنُ كُنَاسَةَ:
[البحر الطويل]
كَفَى نَطَفًا بِالْمَرْءِ يَا أُمَّ صَالِحٍ ...
رُكُوبُ الْمَعَاصِي عَامِدًا وَاحْتِقَارُهَا
وَكَيْفَ بِنَفْسٍ فِي الذُّنُوبِ مُقِيمَةٍ ... ضَعِيفٌ
عَلَى مَسِّ الْعَذَابِ اصْطِبَارُهَا
جَنَتْ مُوجِبَاتِ النَّارِ ثُمَّ أَصْبَحَتْ ...
تَلَهَّا بِدُنْيَا قَدْ تَوَلَّى خِيَارُهَا
(1/96)
مِنْ عَلَامَاتِ ارْتَفَاعِ الْخَيْرِيَّةِ
(1/97)
111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا
بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ
أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُوبِقَاتِ»
(1/97)
أَعْمَالٌ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ
(1/98)
112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا قُرَّةُ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ، قَالَ: «إِنَّكُمْ
لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا
نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الْمُوبِقَاتِ»
(1/98)
هَلْ فِي الذُّنُوبِ مُكَفِّرَاتٌ؟
(1/98)
113 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ [ص:99] أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: أَكُنْتُمْ
تَعُدُّونَ شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ كُفْرًا؟ قَالَ: «مَعَاذَ اللَّهِ»
(1/98)
النَّصِيحَةُ لَا الْفَضِيحَةُ
(1/99)
114 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا الْحَسَنُ
بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ
الْجُعْفِيَّ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ قَارَفَ
ذَنْبًا فَلَا تَدْعُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وَلَا تَسُبُّوهُ [ص:100] وَلَكِنِ ادْعُوا
اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَهُ، وَأَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِ، فَإِنَّا كُنَّا إِذَا
رَأَيْنَا الرَّجُلَ خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ رَجَوْنَا لَهُ، وَإِذَا خُتِمَ لَهُ
بِشَرٍّ خِفْنَا عَلَيْهِ»
(1/99)
إِيَّاكَ وَإِعَانَةَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكَ
(1/100)
115 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، ثنا
الْأَشْيَبُ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، قَطَعَ لِصًّا فَجَعَلَ
النَّاسُ يَدْعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، وَعَائِذُ
بْنُ عَمْرٍو: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى
أَخِيكُمْ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ الَّذِي عَافَاكُمْ»
(1/100)
116 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، [ص:101] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
سُلَيْمٍ، قَالَ: «إِذَا قُطِعَتْ يَدُ السَّارِقِ. . . اسْتَسْلَاهَا وَإِنْ لَمْ
يَتُبْ تَبِعَهَا. . .»
(1/100)
حَالُ مَنْ ذَكَرَ خَطِيئَةً عَمِلَهَا
(1/101)
117 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُعَاذُ
بْنُ فَضَالَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْيَاسِرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو،
يَقُولُ: مَنْ ذَكَرَ خَطِيئَةً [ص:102] عَمِلَهَا فَوَجِلَ قَلْبُهُ مِنْهَا
فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لَمْ يَحْسِبْهَا شَيْئًا حَتَّى يَمْحَاهَا
(1/101)
118 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَجَّ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ مَاشِيًا فَبَلَغَ مِنْهُ وَجَهِدَ فَقَالَ:
[البحر الرمل]
قَدَمَيَّ اعْتَوَرَا رَمْلَ الْكَثِيبِ ... وَأَطْرَقَا
الْآجِنَ مِنْ مَاءِ الْقَلِيبِ
رُبَّ يَوْمٍ رُحْتُمَا فِيهِ عَلَى ... زَهْرَةِ
الدُّنْيَا وَفِي وَادٍ خَصِيبٍ
وَسَمَاعٍ حَسَنٍ مِنْ حَسَنٍ ... صَحِبَ الْمِزهَرَ
كَالظَّبْيِ الرَّبِيبِ
فَاحْسِبَا ذَاكَ بِهَذَا وَاصْبِرَا ... وَخُذَا مِنْ
كُلِّ فَنٍّ بِنَصِيبِ
إِنَّمَا أَمْشِي لِأنِّي مُذْنِبٌ ... فَلَعَلَّ
اللَّهَ يَعْفُو عَنْ ذُنُوبِ
(1/102)
رَجُلٌ أَحْرَقَتْهُ الشَّمْسُ
(1/102)
119 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذَا أَحْرَمَ لَمْ
يَسْتَظِلَّ، قَالَ: فَأَحْرَمَ مَرَّةً، قَالَ:
فَأَحْرَقَتْهُ الشَّمْسُ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: [ص:103]
[البحر الكامل]
ضَحَّيْتُ لَهُ كَيَ اسْتَظِلُّ بِظِلِّهِ ... إِذَا
الظِّلُّ أَضْحَى فِي الْقِيَامَةِ قَالِصَا
وَجَالَتْ نُفُوسُ النَّاسِ ... . . . . شَاخِصًا
هُنَالِكَ إِنْ قَالَ امْرُؤٌ لَيْتَ أَنَّنِي ...
أُرَدُّ إِلَى الدُّنْيَا فَقَدْ كُنْتُ قَامِصَا
فَيَا حَسْرَتَى إِنْ كَانَ سَعْيُكَ بَاطِلًا ... وَيَا
خَيْبَتَى إِنْ كَانَ حَظُّكَ نَاقِصَا
(1/102)
مَتَى يُعْصَمُ الْعَبْدُ مِنَ الذُّنُوبِ؟
(1/103)
120 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ
الْبَصْرِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ فَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، يَقُولُ: «إِذَا عُصِمَ الرَّجُلُ مِنْ ذَنْبٍ
سَبْعَ سِنِينَ لَمْ يَعُدْ فِيهِ أَبَدًا»
121 - قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ اغْترَارًا؟
قَالَ: أَشَدُّهُمْ تَهَاوُنًا بِالذُّنُوبِ، قِيلَ: عَلَامَ نَبْكِي؟ قَالَ:
عَلَى سَاعَاتِ الذُّنُوبِ، قِيلَ: عَلَامَ نَأْسَفُ؟ قَالَ: عَلَى سَاعَاتِ
الْغَفْلَةِ
(1/103)
122 - مَا سَبَبُ الذَّنْبِ قِيلَ لِبَعْضِ
الْحُكَمَاءِ: مَا سَبَبُ الذَّنْبِ؟ قَالَ: الْخَطْرَةُ، فَإِنْ تَدَارَكْتَ
الْخَطْرَةَ بِالرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ ذَهَبَتْ وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ تَوَلَّدَتْ
عَنْهَا الْفِكْرَةُ، فَإِنْ تَدَارَكْتَهَا بِالرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بَطَلَتْ
وَإِلَّا فَعِنْدَ ذَلِكَ يُخَالِطُ الْوَسْوَسَةُ الْفِكْرَةَ فَتَوَلَّدَ
عَنْهَا الشَّهْوَةُ، وَكُلُّ ذَلِكَ يُعَدُّ بَاطِنًا فِي الْقَلْبِ لَمْ
يَظْهَرْ عَلَى الْجَوَارِحِ، فَإِنِ اسْتَدْرَكْتَ الشَّهْوَةَ وَإِلَّا
تَوَلَّدَ مِنْهَا الطَّلَبُ، فَإِنِ اسْتَدْرَكَ الطَّلَبَ ذَهَبَ وَإِلَّا
تَوَلَّدَ مِنْهُ الْفِعْلُ.
(1/104)
123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ ذَكَرَ
أَصْحَابَ السَّبْتِ، فَقَالَ: «جَعَلُوا يَهُمُّونَ، وَيُمْسِكُونَ، وَقَلَّ مَا رَأَيْتَ
أَحَدًا يُكْثِرُ الِاهْتِمَامَ بِالذَّنْبِ، إِلَّا وَاقَعَهُ حَتَّى أَخَذُوهُ
فَأَكَلُوهُ فَأُخِذُوا بِهَا، وَاللَّهِ أَوْخَمُ أُكْلَةٍ أَكَلَهَا قَوْمٌ
قَطُّ، أَبْقَاهُ خِزْيًا فِي الدُّنْيَا، وَأَشَدُّهُ عُقُوبَةً فِي الْآخِرَةِ»
(1/104)
مَثَلُ حَدِيثِ النَّاسِ بِالْخَطِيئَةِ
(1/104)
124 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا
جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ،
قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: زَعَمْتُمْ أَنَّ مُوسَى، نَهَاكُمْ
عَنِ الزِّنَا صَدَقْتُمْ، وَأَنَا أَنْهَاكُمْ [ص:105] عَنْهُ وَأُحَدِّثُكُمْ
أَنَّ مَثَلَ حَدِيثِ النَّفْسِ بِالْخَطِيئَةِ كَمَثَلِ الدُّخَانِ فِي الْبَيْتِ
إِنْ لَا يُحْرِقْهُ فَإِنَّهُ يُنْتِنُ رِيحَهُ، وَيُغَيِّرُ لَوْنَهُ، وَمَثَلُ الْقَادِحِ
فِي الْخَشَبَةِ إِلَّا يَكْسِرُهَا فَإِنَّهُ يَنْخُرُهَا وَيُضْعِفُهَا "
(1/104)
125 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا
سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ عَفَا لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ
يَعْمَلُوا أَوْ يَتَكَلَّمُوا»
(1/105)
126 - يَا غَافِلًا تَنَبَّهْ أَنْشَدَنِي:
[البحر الوافر]
أَلَا يَا غَافِلًا يُحْصَى عَلَيْهِ ... مِنَ الْعَمَلِ
الصَّغِيرَةُ وَالْكَبِيرَةْ
يُصَاحُ بِهِ وَيُنْذِرُ كُلَّ يَوْمٍ ... وَقَدْ
أَنْسَتْهُ غَفْلَتُهُ مَصِيرَهْ
تلَهَّبْ لِلرَّحِيلِ فَقَدْ تَدَانَا ... وَاسْتَدْرَكَ
الرَّحِيلَ أَخٌ وَجِيرَةْ
وَأَنْتُ رُخِيُّ بَالٍ فِي غُرُورٍ ... كَأَنْ لَمْ
تَقْتَرِفْ فِيهَا صَغِيرَةْ
وَكَمْ ذَنْبٍ أَتَيْتَ عَلَى بَصِيرَةْ ... وَعَيْنُكَ
بِالَّذِي تَأْتِي قَرِيرَةْ [ص:106]
تُحَاذِرُ أَنْ تَرَاكَ هُنَاكَ عَيْنٌ ... إِنَّ
عَلَيْكَ لَعَيْنُ الْبَصِيرَةْ
وَكَمْ حَاوَلْتُ مِنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ... مُنْعِتْ
بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَخِيرَةْ
وَكَمْ مِنْ مُدْخَلٍ لَوْ مُتَّ فِيهِ ... لَكُنْتُ
بِهِ نَكَالًا فِي الْعَشِيرَةْ
وُقِيتَ السُّوءَ وَالْمَكْرُوهَ فِيهِ ... وَرُحْتَ
بِنِعْمَةٍ فِيهِ سَتِيرَةْ
وَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ تُمْسِي ... وَتُصْبِحُ
لَيْسَ تَعْرِفُهَا كَبِيرَةْ
(1/105)
الذِّكْرُ ذِكْرَانِ
(1/106)
127 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا
عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ بِلَالَ
بْنَ سَعْدٍ، قَالَ: «الذِّكْرُ ذِكْرَانِ، ذِكْرُ اللَّهِ بِاللِّسَانِ حَسَنٌ جَمِيلٌ،
وَذِكْرُ الْعَبْدِ اللَّهَ عِنْدَمَا أَحَلَّ وَحَرَّمَ أَفْضَلُ» [ص:107]
128 - وَقَالَ بَعْضُ حُكَماءِ الشُّعَرَاءِ:
[البحر المنسرح]
مَا تَنْقَضِي فِكْرَتِي وَلَا عَجَبِي ... مِنْ
مُتَمَادٍ فِي اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ
... . . . شَدِيدَةُ الطَّلَبِ
... وَهُوَ. . . لِلْفَنَا وَالْعَطَبِ
أَخِي لَا تَغْتَرِرْ فَإِنَّكَ لَابُدَّ ... سَتَلْقَى
الْحِمَامَ عَنْ كَثَبِ
تُبْ مِنْ خَطَايَاكَ وَابْكِ خَشْيَةً ... مَا أُثْبِتَ
مِنْهَا عَلَيْكَ فِي الْكُتُبِ
أَيَّةُ حَالٍ تَكُونُ حَالُ فَتًي ... صَارَ إِلَى
رَبِّهِ وَلَمْ يَتُبِ
(1/106)
129 - إِلَى اللَّهِ تُبْ قَبْلَ الْقَضَاءِ قَالَ
حَكِيمٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ:
[البحر الطويل]
إِلَى اللَّهِ تُبْ قَبْلَ الْقَضَاءِ مِنَ الْعُمْرِ
أَخِي ... وَلَا تَأْمَنْ مُسَاوَرَةَ الدَّهْرِ
وَلَا تَسْتَصِمَّنَّ عَنْ دُعَائِي فَإِنَّمَا
دَعَوْتُكَ ... إِشْفَاقًا عَلَيْكَ مِنَ الْوِزْرِ
فَقَدْ حَدَّثَتْكَ النَّائِبَاتُ نُزُولُهَا ...
وَنَادَتْكَ إِلَّا أَنَّ سَمْعَكَ ذُو وَقْرِ
تَنُوحُ وَتَبْكِي لِلْأَخِلَّةِ إِنْ مَضَوْا ...
وَنَفْسَكَ لَا تَبْكِي وَأَنْتَ عَلَى الْأَثَرِ
(1/107)
وَهَنُ قَلْبِكَ مِنْ أَثَرِ ذَنْبِكَ
(1/107)
130 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ
بْنَ دِثَارٍ، يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَجِدُ لَهُ فِي قَلْبِهِ
وَهْنًا» (1/107) أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمِسْكِ (1/108) 131 - حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ
خَالِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ
مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا غِلْمَانًا نَعْمَلُ فِي السُّوقِ فَأَمَرَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ فَرُجِمَ فَجَاءَ رَجُلٌ
يَسْأَلُنَا أَنْ نَدُلَّهُ عَلَى مَكَانِ الرَّجُلِ الَّذِي رُجِمَ
فَتَعَلَّقْنَا بِهِ فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا جَاءَ يَسْأَلُنَا عَنْ ذَلِكَ
الْخَبِيثِ الَّذِي رُجِمَ الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا: خَبِيثٌ، فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ
عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمِسْكِ " (1/108) مِنْ مَوَاعِظِ عِيسَى عَلَيْهِ
السَّلَامُ (1/109) 132 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْآدَمِيُّ، ثنا زَيْدُ
بْنُ عَوْفٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: بَيْنَمَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
جَالِسٌ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ إِذْ جَاءَ طَائِرٌ مَنْظُومُ الْجَنَاحَيْنِ
بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الطَّيْرِ، فَجَعَلَ
يَدْرُجُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، فَقَالَ عِيسَى: دَعُوهُ لَا تُنَفِّرُوهُ، فَإِنَّ
هَذَا بُعِثَ لَكُمْ آيَةً، فَخَلَعَ مِسْلَاخَهُ فَخَرَجَ أَقْرَعَ أَحْمَرَ، كَأَقْبَحِ
مَا يَكُونُ مِنَ الطَّيْرِ فَأَتَى بِرْكَةً فَتَلَوَّثَ فِي حِمَاتِهَا،
فَخَرَجَ أَسْوَدَ فَجَاءَ فَاسْتَقْبَلَ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ
عَادَ إِلَى مِسْلَاخِهِ فَلَبِسَهُ فَعَادَ إِلَيْهِ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ،
فَقَالَ عِيسَى: إِنَّمَا بُعِثَ لَكُمْ أَنَّهُ، إِنَّ مَثَلَ هَذَا الْمُؤْمِنُ
إِذَا تَلَوَّثَ فِي الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا نُزِعَ مِنْهُ حُسْنُهُ
وَجَمَالُهُ، فَإِذَا تَابَ إِلَى اللَّهِ عَادَ إِلَيْهِ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ
" (1/109) 133 - حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالُوا لِمُحَمَّدِ بْنِ
وَاسِعٍ: لَوْ تَكَلَّمَتْ؟ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِهِ عَلَانِيَةٌ
حَسَنَةٌ» , ثُمَّ قَالَ {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ
غَفُورًا} [الإسراء: 25] " ثُمَّ سَكَتَ (1/110) مَكْتُوبٌ فِي التَّوْارَةِ
(1/110) 134 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَجِيدِ
بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ
حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ:
مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: يَا وَيْحَ ابْنِ آدَمَ يَعْمَلُ بِالْخَطِيئَةِ،
ثُمَّ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ يَعُودُ لَهَا، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ
فَأَغْفِرُ لَهُ، [ص:111] ثُمَّ يَعُودُ لَهَا فَيَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ،
يَا وَيْحَ ابْنِ آدَمَ لَا يُرِيدُ تَرْكَ عَمَلٍ بِالْخَطِيئَةِ، وَلَا يَيْأَسُ
مِنْ رَحْمَتِي فَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ " (1/110) اللَّهُ
أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّي عُقُوبَتَهُ (1/111) 135 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو
مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ حَكَمٍ قَالَ: قَالَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْحَكَمِيُّ وَكَانَ فَارِسَ أَهْلِ الشَّامِ: «تَرَكْتُ الذُّنُوبَ
خَشْيَةً أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَدْرَكَنِي الْوَرَعُ» (1/111) 136 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ
بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: [ص:112] «مَنْ أَصَابَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ،
فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّي عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنْ
أَذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا فَسُتِرَ عَلَيْهِ فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ
يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ»
(1/111) مَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ (1/112)
137 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنبا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنبا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنبا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ،
حَدَّثَنِي أَبُو الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ
السَّيِّئَاتِ، وَيَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ كَمَثَلِ رَجُلٍ [ص:113] كَانَتْ عَلَيْهِ
دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَلَتَ حَلَقَةٌ
ثُمَّ عَمِلَ أُخْرَى فَانْفَكَّتْ أُخْرَى حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الْأَرْضِ»
(1/112) حَالُ الْإِنْسَانِ بَيْنَ الْحَسَنَةِ وَالسَّيِّئَةِ (1/113) 138 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ، أنبا عَبْدَانُ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ، أنبا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا
الْمَسِيحُ فِي رَهْطٍ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ بَيْنَ نَهْرٍ جَارٍ وَجِيفَةٍ
مُنْتِنَةٍ، أَقْبَلَ طَائِرٌ حَسَنُ اللَّوْنِ يَتْلَوَّنُ كَأَنَّمَا هُوَ
الذَّهَبُ فَوَقَعَ قَرِيبًا فَانَتفَضَ فَسَلَخَ عَنْهُ مِسَكَّهُ فَإِذَا هُوَ
حِينَ سَلَخَ مِسَكَّهُ أُقَيْرِعُ أُجَيْمِشُ فَانْطَلَقَ يَدِبُّ إِلَى
الْجِيفَةِ الْمُنْتِنَةِ فَتَمَعَّكَ فِيهَا، وَتَلَطَّخَ بِنَتَنِهَا،
فَازْدَادَ قُبُوحًا إِلَى قُبُوحِهِ، وَنَتَنًا إِلَى نَتَنِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَدِبُّ
حَتَّى أَتَى نَهْرًا إِلَى جَنْبِهِ ضَحْضَاحٍ صَافٍ فَاغْتَسَلَ فِيهِ، حَتَّى
رَجَعَ كَأَنَّهُ بَيْضَةٌ مُقَشَّرَةٌ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَدِبُّ إِلَى مِسَكِّهِ
فَتَدَرَّعَهُ كَمَا كَانَ حِينَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَكَذَلِكَ مَثَلُ عَامِلِ
الْخَطِيئَةِ حِينَ يَكُونُ فِي الْخَطَايَا، وَكَذَلِكَ مَثَلُ التَّوْبَةِ
كَمَثَلِ اغْتِسَالِهِ مِنَ النَّتَنِ فِي النَّهْرِ الضَّحْضَاحِ، ثُمَّ رَاجَعَ
ذَنْبَهُ حِينَ تَدَرَّعَ مِسَكَّهُ "
(1/113) تَوْبَةُ ثَلَاثَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
(1/114) 139 - وَبِهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أنبا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ
الْحِمْصِيُّ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّ
الْعَذَابَ حَائِقٌ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ النَّبِيُّ لِقَوْمِهِ وَأَمَرَهُمْ
أَنْ يُخْرِجُوا أَفَاضِلَهُمْ فَيَتُوبُوا، قَالَ: فَخَرَجُوا فَأَمَرَهُمْ أَنْ
يَخْرُجُوا بِثَلَاثَةٍ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ وَفْدًا إِلَى اللَّهِ، أَوْ قَالَ:
بِوِفَادَتِهِمْ إِلَى اللَّهِ، قَالَ:
فَخَرَجَتِ الثَّلَاثَةُ أَمَامَ الْقَوْمِ قَالَ:
فَقَالَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فِي التَّوْرَاةِ
الَّتِي أَنْزَلْتَ عَلَى عَبْدِكَ مُوسَى أَنْ لَا نَرُدَّ السُّؤَالَ إِذَا قَامُوا
بِأَبْوَابِنَا، وَإِنَّا سُؤَّالٌ مِنْ سُؤَّالِكَ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِكَ
فَلَا تَرُدَّ مَنْ سَأَلَكَ، وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا
فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى عَبْدِكَ مُوسَى أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ
ظَلَمْنَا، وَإِنَّا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا، وَقَالَ الثَّالِثُ:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلْتَ عَلَى
عَبْدِكَ مُوسَى أَنْ نُعْتِقَ أَرِقَّاءَنَا، وَإِنَّا عُبَيْدُكَ وَأَرِقَّاؤُكَ
فَأَوْجِبْ لَنَا عِتْقَنَا، قَالَ: فَأَوْحَى إِلَى النَّبِيِّ أَنَّهُ قَدْ
قَبِلَ مِنْهُمْ، وَعَفَا عَنْهُمْ (1/114) مَنْ هُوَ الْأَوَّابُ الْحَفِيظُ؟ (1/114) 140 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ سِنَانٍ [ص:115]
الْيَامِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
«الْأَوَّابُ الْحَفِيظُ الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ سِرًّا، ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ
سِرًّا» (1/114) تَوْبَةُ الْجُهَّالِ (1/115) 141 - حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: {يَعْمَلُونَ
السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17] قَالَ: عَمَلُهُ الذَّنْبَ مِنْ جَهَالَتِهِ، {ثُمَّ يَتُوبُونَ
مِنْ قَرِيبٍ} [النساء: 17] قَالَ: التَّوْبَةُ قَبْلَ الْمَوْتِ فِي صِحَّتِهِ
(1/115) جَزَاءُ الْمَعْصِيَةِ (1/116) 142 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ،
ثنا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ، أنبا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو
الْبَيْدَاءِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي حِبَرَةَ، وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «جَزَاءُ الْمَعْصِيَةِ الْوَهَنُ فِي
الْعِبَادَةِ، وَالضِّيقُ فِي الْمَعِيشَةِ، وَالتَّعَسُّرُ فِي اللَّذَّةِ» ,
قِيلَ: وَمَا التَّعَسُّرُ فِي اللَّذَّةِ؟ قَالَ: «لَا يَنَالُ شَهْوَةً
حَلَالًا إِلَّا جَاءَهُ مَا يُنَغِّصُهُ إِيَّاهَا» (1/116) إِذَا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْ عَبْدٍ (1/116) 143 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ، [ص:117] أَخْبَرَنِي الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ اللَّهَ، إِذَا رَضِيَ عَنْ عَبْدٍ أَنْسَى الْحَفَظَةَ ذُنُوبَهُ، وَأَمَرَ
جَوَارِحَهُ الْأَرْضَ فَقَالَ: اكْتُمِي عَنْ عَبْدِي، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا
سَبَّبَ اللَّهُ لِعَبْدٍ خَيْرًا إِلَّا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَقَبَّلَهُ وَلَا
نَزَعَ بِعَبْدٍ عَنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ (1/116)
جَالِسُوا التَّوَّابِينَ (1/117) 144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «جَالِسُوا التَّوَّابِينَ، فَإِنَّهُمْ أَرَقُّ
شَيْءٍ أَفْئِدَةً» (1/117) 145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ
عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ، وَعُلَمَاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ، فَكَلَّمَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ عَنْ قَوْلِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}
[سبأ: 52] قَالَ: فَسَأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَقَالَ عُمَرُ: «سَأَلْتَ عَنِ التَّنَاوُشِ،
وَهِيَ التَّوْبَةُ، طَلَبُوهَا حِينَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهَا» (1/118) 146 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا
يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54] قَالَ: التَّوْبَةُ " (1/118) وَدَّ الشَّيْطَانُ لَوْ
ظَفِرَ مِنْكُمْ بِهَذِهِ (1/119) 147 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
الْحَارِثِ، ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ:
قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: كَيْفَ لَا يَشْتَهِي أَحَدُنَا أَنَّهُ
لَا يَزَالُ مُتَبَرِّكًا إِلَى رَبِّهِ يَسْتَغْفِرُ مِنْ ذَنْبٍ، ثُمَّ يَعُودُ
ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ ثُمَّ يَعُودُ، قَالَ: قَدْ ذُكِرَ لِلْحَسَنِ، فَقَالَ:
«وَدَّ الشَّيْطَانُ لَوْ ظَفِرَ مِنْكُمْ بِهَذِهِ فَلَا تَمَلُّوا مِنَ
الِاسْتِغْفَارِ» (1/119) عَاصٍ وَطَائِعٌ فِي آنٍ وَاحِدٍ (1/119) 148 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ،
ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ
فَيْرُوزَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ، أَوْ قِيلَ لَهُ: " رَجُلٌ
لَا يَتَحَاشَى عَنْ مَعْصِيَةٍ إِلَّا أَنَّ لِسَانَهُ لَا يَفْتُرُ مِنْ ذِكْرِ
اللَّهِ؟ قَالَ: فَأَطْرَقَ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَوْنٌ حَسَنٌ " (1/119) صَحِيفَةٌ
لَيْسَ فِيهَا اسْتِغْفَارٌ (1/120) 149 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ،
ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي
آدَمَ تُرْفَعُ فَإِذَا رُفِعَتْ صَحِيفَةٌ فِيهَا اسْتِغْفَارٌ، رُفِعَتْ
بَيْضَاءَ وَإِذَا رُفِعَتْ صَحِيفَةٌ لَيْسَ فِيهَا اسْتِغْفَارٌ، رُفِعَتْ
سَوْدَاءَ» (1/120) آخِرُ وَقْتٍ تُقْبَلُ فِيهِ التَّوْبَةُ (1/120) 150 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ رَاشِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ
[ص:121] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمْ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ
اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ» فَقَالَ
الثَّانِي: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ
يَوْمٍ» فَقَالَ الثَّالِثُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ
الْعَبْدِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ» . قَالَ الرَّابِعُ: أَنْتَ سَمِعْتَ
هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ
قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ
بِنَفَسِهِ» (1/120) اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ (1/121) 151 - حَدَّثَنِي مَحْمُودُ
بْنُ خِدَاشِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحِ بْنِ السَّمَّاكِ، ثنا
سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ الشَّامِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ:
«إِذَا أَسَأْتَ سَيِّئَةً فِي سَرِيرَةٍ فَأَحْسِنْ حَسَنَةً فِي سَرِيرَةٍ
وَإِذَا أَسَأْتَ سَيِّئَةً فِي عَلَانِيَةٍ، فَأَحْسِنْ حَسَنَةً فِي
عَلَانِيَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ هَذِهِ بِهَذِهِ» (1/121) هَلْ تَتُوبُ فِي الْيَوْمِ
مِائَةَ مَرَّةٍ؟ (1/122) 152 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ،
ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«إِنِّي لَأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (1/122) 153 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ قَزَعَةَ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الْغِطْرِيفِ، عَنْ جَابِرٍ يَعْنِي ابْنَ
زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنِ الرُّوحِ
الْأَمِينِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [ص:123] «يُؤْتَى بِحَسَنَاتِ
الْعَبْدِ، وَسَيِّئَاتِهِ، فَيُقَصَّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِنْ بَقِيَتْ
حَسَنَةٌ وُسِّعَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ» (1/122) مَتَى تُرَدُّ عَلَيْكَ
أَعْمَالُكَ؟ (1/123) 154 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ النُّمَيْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ،
يَقُولُ: «وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ آدَمَ لَعَلَّكَ قَدْ عَمِلْتَ عَمَلًا
مُقِتَّ فِيهِ فَأَنْتَ تَعْمَلُ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ» (1/123) مِنْ أَحْوَالِ السَّلَفِ
الصَّالِحِ (1/123) 155 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا
صُحَارٌ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ مُخْتَفِيًا
فِي دَارِهِ، فَانْتَبَهَ أَبُو خَلِيفَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَالْحَسَنَ يَبْكِي:
فَقَالَ لَهُ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ ذَنْبٌ لِي ذَكَرْتُهُ فَبَكَيْتُ (1/123) لَا
تَرَاهُ إِلَّا بَاكِيًا (1/124) 156 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ،
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ
السَّلُولِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَلْعَنِينِ قَدْ لَهَجَ بِالْبُكَاءِ
فَكَانَ لَا يَكَادُ نَرَاهُ إِلَّا بَاكِيًا قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ
إِخْوَانِهِ يَوْمًا فَقَالَ: مِمَّ تَبْكِي رَحِمَكَ اللَّهُ هَذَا الْبُكَاءُ
الطَّوِيلُ؟ وَقَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ:[البحر الوافر]بَكَيْتُ عَلَى
الذُّنُوبِ لِعِظَمِ جُرْمِي
... وَحَقَّ لِكُلِّ مَنْ يَعْصِي الْبُكَاءُفَلَوْ
كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدُّ هَمِّي ... لَأَسْعَدَتِ الدُّمُوعَ مَعًا دِمَاءُقَالَ:
ثُمَّ بَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ فَقَامَ عَنْهُ الرَّجُلُ وَتَرَكَهُ
(1/124) تَعَالَوْا مِنْ قَبْلِ أَنْ نُدْرِكَ الْكِبَرَ
(1/124) 157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ
الرَّبِيعُ بْنُ [ص:125] نَافِعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
حَلْبَسٍ: أَنَّ فِتْيَةً، مِنَ الْحُكَمَاءِ تَدَاعَوْا فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَتْرُكْ
كُلَّ لَذَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نُدْرِكَ الْكِبَرَ، فَتَسْتَرْخِي الْمَفَاصِلُ
الَّتِي كَانَتْ قَوِيَّةً عَلَى الشَّهَوَاتِ " (1/124) مَتَى تَنْزِلُ
الْمَغْفِرَةُ؟ (1/125) 158 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا أَبُو
تَوْبَةَ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ،
يَقُولُ: «أَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى
مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسِكُمْ، أَيْنَمَا
كُنْتُمْ فَإِنَّكُمْ مَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ» (1/125) 159 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: " أَيْ بُنَيَّ عَوِّدْ
لِسَانَكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يَرُدُّ
فِيهِنَّ سَائِلًا " (1/125) كَانَ يَدْعُو عَلَى الْخَطَّائِينَ (1/125) 160
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ
بْنُ [ص:126] عَبْدِ الْكَرِيمِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يُحَدِّثُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ
السَّلَامُ كَانَ يَدْعُو عَلَى الْخَطَّائِينَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَ الذَّنْبَ
فَلَمَّا أَصَابَ الذَّنْبَ، قَالَ: يَا رَبِّ اغْفِرْ لِلْخَطَّائِينَ لَعَلَّكَ أَنْ
تَغْفِرَ لِي مَعَهُمْ " (1/125) عَلَامَ الْغُرُورُ وَهَذَا شَأْنُكَ؟
(1/126) 161 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي
أَبُو دَاوُدَ الضَّرِيرُ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ
نَمُوتَ، حَتَّى نَتُوبَ، وَلَا نَتُوبَ حَتَّى نَمُوتَ. (1/126) 162 - قَالَ:
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ مُتَّ لَمْ تُرْفَعِ الْأَسْوَاقُ
لِمَوْتِكَ، يَقُولُ: إِنَّ شَأْنَكَ صَغِيرٌ فَاعْرِفْ نَفْسَكَ (1/126) 163 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا دَاوُدُ
بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ يُمِيتُ الْقَلْبَ (1/127) 164 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا الْفَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو يَزِيدَ
الرَّقَّيُّ، قَالَ حُذَيْفَةُ يَعْنِي الْمَرْعَشِيَّ، أنبا عَمَّارُ بْنُ
سَيْفٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُجَاهِدٍ فَقَالَ: الْقَلْبُ
هَذَا وَبَسَطَ كَفَّهُ، فَإِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ ذَنْبًا، قَالَ: هَكَذَا
فَعَقَدَ وَاحِدًا، ثُمَّ إِذَا أَذْنَبَ عَقَدَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ ثَلَاثًا، ثُمَّ
أَرْبَعًا، ثُمَّ رَدَّ الْإِبْهَامَ عَلَى الْأَصَابِعِ فِي الذَّنْبِ الْخَامِسِ،
فَطُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: فَأَيُّكُمْ يَرَى أَنَّهُ لَمْ
يُطْبَعْ عَلَى قَلْبِهِ؟ (1/127) مَجْلِسُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (1/128)
165 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، أنبا
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ
اللَّهِ يَخْرُجُ إِلَيْنَا، وَقَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى بَابِهِ، فَيَقُولُ: «مَنْ
كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ سُنَّةٍ فَلْيَتَنَحَّ هُنَاكَ حَتَّى
نَفْرُغَ لَهُ، وَمَنْ جَاءَ مِنْكُمْ لِلْخُصُومَةِ فَلْيَأْخُذْ بِيَدِ
خَصْمِهِ، وَمَنْ جَاءَ مِنْكُمْ يُطْلِعُنَا عَلَى ذَنْبٍ قَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ
فَلْيَسْتُرِ التَّوْبَةَ كَمَا سَتَرَ الذَّنْبَ» (1/128) 166 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ،
عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «لِسَانُ الْعَبْدِ قَلَمُ الْمَلَكِ،
وَرِيقُهُ مِدَادُهُ» (1/128) 167
- حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا عَلِيُّ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: بَلَغَنَا فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]
قَالَ: سَمِعْنَا أَنَّهُمَا عِنْدَ نَابَيْهِ (1/129) أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْحَافِظَيْنِ
(1/129) 168 - حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الصَّهْبَاءِ، ثنا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى، عَنْ
هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ
الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: «أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْحَافِظَيْنِ
اللَّذَيْنِ مَعَ ابْنِ آدَمَ أَنْ لَا تَكْتُبَا عَلَى عَبْدِي فِي ضَجَرِهِ
شَيْئًا» (1/129) ثَلَاثَةٌ لَا يُلَامُونَ (1/130) 169 - حَدَّثَنَا خَلَفُ
بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: " ثَلَاثَةٌ
لَا يُلَامُونَ عَلَى غَضِبٍ: الصَّائِمُ، وَالْمَرِيضُ , وَالْمُسَافِرُ " (1/130) إِذَا
كَثُرَتْ ذُنُوبُكَ مَاذَا تَفْعَلُ؟ (1/130)
170 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: «إِذَا
كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعَبْدِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُكَفِّرُهَا
عَنْهُ، ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالْحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا عَنْهُ» (1/130) 171 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، ثنا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فَتًى، أَصَابَ ذَنْبًا فِيمَا مَضَى
فَأَتَى نَهْرًا لِيَغْتَسِلَ فَذَكَرَ ذَنْبَهُ، فَوَقَفَ وَاسْتَحْيَا فَرَجَعَ
فَنَادَاهُ النَّهْرُ: يَا عَاصٍ لَوْ دَنَوْتَ مِنِّي لَغَرَّقْتُكَ (1/131) لَا
إِصْرَارَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ (1/131) 172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ،
قَالَ: لَقِيتُ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ: سَمِعْتَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ
شَيْئًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ص:132] «مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ، وَلَوْ عَادَ فِي
الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً»
(1/131) لَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ (1/132) 173 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيِّ، ثنا
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ، وَلَا كَبِيرَةَ
مَعَ اسْتِغْفَارٍ» (1/132) مِنْ فَضَائِلِ الِاسْتِغْفَارِ (1/132) 174 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، [ص:133] ثنا
الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكْثَرَ مِنَ
الِاسْتِغْفَارِ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ
ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (1/132) 175 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الْأَعَزِّ
الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ
مِائَةَ مَرَّةٍ» (1/133) أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ (1/134) 176 - حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: شَكَوْتُ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَرَبَ لِسَانِي فَقَالَ:
«أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كُلَّ يَوْمٍ
مِائَةَ مَرَّةٍ» (1/134) كَيْفَ تُحَسِّرُ الشَّيْطَانَ؟ (1/134) 177 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أنبا هُشَيْمٌ، أنبا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ،
عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خِيَارُكُمْ كُلُّ مُفْتَنٍ تَوَّابٍ
"، قِيلَ: فَإِنْ عَادَ؟ قَالَ: «يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ» ، قِيلَ:
فَإِنْ عَادَ؟ قَالَ: «يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ» ، قِيلَ: حَتَّى مَتَى؟
قَالَ: «حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورَ» (1/134) أَنَا غَفَّارٌ
وَابْنُ آدَمَ خَطَّاءٌ (1/135)
178 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا مُوسَى
بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ، ثنا عَوْنٌ الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ
«ابْنُ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَأَنَا غَفَّارٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ
الْمُسْتَغْفِرُونَ،» (1/135) 179 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعِجْلِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: «إِنَّكُمْ
تُكْثِرُونَ مِنَ الذُّنُوبِ، فَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ فَإِنَّ
الْعَبْدَ إِذَا وَجَدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ كُلِّ سَطْرَيْنِ مِنْ
كِتَابِهِ اسْتِغْفَارًا سَرَّهُ مَكَانُ ذَلِكَ» (1/135) 180 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ:
«لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ
مَرَّةٍ» (1/135) 181 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا
أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " سُئِلَ
عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، [ص:136] {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل
عمران: 135] قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: أَعْطَانَا اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ مَكَانَ
مَا جَعَلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فِي كَفَّارَاتِ ذُنُوبِهِمْ " (1/135)
كَيْفَ تُدَاوِي ذُنُوبَكَ؟ (1/136) 182 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو
الْكَلْبِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
الْمُحَجَّلِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «دَاوُوا
الذُّنُوبَ بِالتَّوْبَةِ وَلَرُبَّ تَائِبٍ دَعَتْهُ تَوْبَتُهُ إِلَى الْجَنَّةِ
حتى أَوْفَدَتْهُ عَلَيْهَا» ، [ص:137] قَالَ:
وَقَالَ عَوْنٌ: «قَلْبُ الْمَرْءِ التَّائِبِ بِمَنْزِلَةِ الزُّجَاجَةِ
يُؤَثِّرُ فِيهَا جَمِيعُ مَا أَصَابَهَا فَالْمَوْعِظَةُ إِلَى قُلُوبِهِمْ
سَرِيعَةٌ وَهُمْ إِلَى الرِّقَةِ أَقْرَبُ» ، قَالَ: وَقَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
«جَالِسُوا التَّوَّابِينَ فَإِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ إِلَى النَّادِمِ أَقْرَبُ»
(1/136) 183 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنبا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ،
قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: " التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ
لَهُ، ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
[البقرة: 222] (1/137) مَحَبَّةُ اللَّهِ لِلشَّابِّ التَّائِبِ (1/137) 184 -
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَاتِكَةَ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الشَّابَّ التَّائِبَ» (1/137) حَالُ جَرَائِمِ
التَّائِبِينَ (1/138) 185 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْبَصْرِيُّ، ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ الْعَطَّارُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى
الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَرَائِمُ التَّوَّابِينَ مَنْصُوبَةٌ
بِالنَّدَامَةِ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، لَا تَقَرُّ لِلتَّائِبِ بِالدُّنْيَا عَيْنٌ
كُلَّمَا ذَكَرَ مَا اجْتَرَحَ عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: التَّائِبُ
أَسْرَعُ دَمْعَةً، وَأَرَقُّ قَلْبًا (1/138) مَتَى يَكُونُ الذَّنْبُ أَنْفَعَ
لِلْعَبْدِ (1/138) 186 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ
عِصَامٍ الْكَلْبِيُّ، ثنا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: اهْتِمَامُ الْعَبْدِ بِذَنَبِهِ دَاعٍ إِلَى تَرْكِهِ،
وَنَدَمُهُ عَلَيْهِ مِفْتَاحٌ لِتَوْبتَةٍ، وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَهْتَمُّ
بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، حَتَّى يَكُونَ أَنْفَعَ لَهُ مِنْ بَعْضِ حَسَنَاتِهِ
(1/138) احْذَرْ أَنْ تُبْطِلَ عَمَلَكَ (1/138) 187 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، [ص:139] حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ مُقَاتِلٍ، عَنِ الْحَسَنِ: {لَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}
[محمد: 33] قَالَ: «بِالْمَعَاصِي» (1/138) رَجُلٌ يَبْنِي وَيَهْدِمُ (1/139) 188 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: «يَا فُلَانُ،
إِنَّكَ تَبْنِي وَتَهْدِمُ» , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَوْفَ أَبْنِي، وَلَا
أَهْدِمُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: يَعْنِي يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ، وَالسَّيِّئَاتِ
(1/139) 189 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي
بُكَيْرٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، [ص:140] يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنِ ابْتُلِيَ بِذَنْبٍ
مِنْ. . . ذَلِكَ الذَّنْبُ (1/139) 190 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ،
ثنا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ الْقَاصَّ، حَدَّثَ
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ بَكَى عَلَى
خَطِيئَةٍ مُحِيَتْ عَنْهُ " قَالَ عَمْرٌو: وَحَدَّثَنِي الْأَشْجَعِيُّ عَنْ
أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ:
«وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَةً» (1/140) فَضْلُ الْبُكَاءِ
عَلَى الْخَطِيئَةِ (1/140) 191
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ
يَزِيدَ، عَنْ حَازِمِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «الْبُكَاءُ
عَلَى الْخَطِيئَةِ يَحُطُّ الْخَطَايَا كَمَا يَحُطُّ الرِّيحُ الْوَرَقَ
الْيَابِسَ» (1/140) 192 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ،
قَالَ: بَيْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ صَاحِبٍ لَنَا وَمَعَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ فَجَعَلَ بَعْضُ قُرَّائِنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ يَقُولُ: [ص:141]
وَمَالِي لَا أَبْكِي عَلَى الذَّنْبِ؟ إِنَّنِي أَرَى الذَّنْبَ دَاءً فِي
الْجَوَانِحِ وَالْقَلْبِ، فَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَبْكِي، وَيَقُولُ: رُدَّ
عَلَيْنَا أَرَى الذَّنْبَ دَاءً فِي الْجَوَانِحِ وَالْقَلْبِ، قَالَ: فَجَعَلَ
الرَّجُلُ يُرَدِّدُهُ حَتَّى ظَنَنْتُ وَاللَّهِ أَنَّ نَفْسَهُ سَتَخْرُجُ
(1/140) شُؤْمُ الْمَعْصِيَةِ وَبَرَكَةُ الطَّاعَةِ (1/141) 193 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَخْلَدٌ، عَنْ هِشَامٍ، أَوْ
غَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «الْعَمَلُ بِالْحَسَنَةِ نُورٌ فِي الْقَلْبِ
وَقُوَّةٌ فِي الْبَدَنِ، وَالْعَمَلُ بِالسَّيِّئَةِ ظُلْمَةٌ فِي الْقَلْبِ،
وَوَهَنٌ فِي الْبَدَنِ» (1/141) 194 - وَبِهِ حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، عَنْ خَطَّابٍ
الْعَابِدِ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فِيمَا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ اللَّهِ فَيَجِئُ إِخْوَانَهُ فَيَرَوْنَ أَثَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ»
(1/141) 195 - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ
[ص:142] سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصِيبُ الذَّنْبَ
فِي السِّرِّ فَيُصْبِحُ وَعَلَيْهِ مَذَلَّتُهُ» (1/141) تَفْسِيرُ الرَّانِ
عَلَى الْقَلْبِ (1/142) 196 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ
تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
[المطففين: 14] «تَدْرُونَ مَا الْإِرَانَةُ؟ الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ،
وَالذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ، حَتَّى يَمُوتَ الْقَلْبُ» (1/142) 197 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا
هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ،
فَيَكُونُ نُورًا فِي قَلْبِهِ، وَقُوَّةً فِي بَدَنِهِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ
لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ، فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ، وَوَهَنًا فِي
بَدَنِهِ» (1/142) 198 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ
نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ
زَادَتْ حَتَّى يَتَسَوَّدَ قَلْبُهُ» قَالَ: " فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ
تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
[المطففين: 14] " (1/143) 199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا مُضَرُ بْنُ نُوحٍ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: [ص:144]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ
لَيَنْفَعُ الْعَبْدَ بِالذَّنْبِ يُذْنِبُهُ» (1/143) 200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «شَرُّ مَنْزِلٍ وَمُتَحَوَّرٍ، ذَنْبٌ إِلَى
غَيْرِ تَوْبَةٍ» (1/144) عَمَلُ الْمَلَكَيْنِ فِي كُلِّ يَوْمٍ (1/144) 201 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أنبا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، قِرَاءَةً قَالَ: «الْمَلَكُ الَّذِي عَنْ
يَمِينِهِ، يَكْتُبُ الْحَسَنَاتِ، وَالَّذِي عَنْ يَسَارِهِ، يَكْتُبُ
السَّيِّئَاتِ، وَالَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، يَكْتُبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ، أَوْ
بِغَيْرِ شَهَادَةٍ، وَالَّذِي عَنْ يَسَارِهِ لَا يَكْتُبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ، أَوْ
بِغَيْرِ شَهَادَةٍ مِنَ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ إِذَا قَعَدَ فَأَحَدُهُمَا عَنْ
يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَإِذَا مَشِيَ فَأَحَدُهُمَا مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ، وَالْآخَرُ مِنْ خَلْفِهِ، وَإِذَا رَقَدَ فَأَحَدُهُمَا عِنْدَ
رَأْسِهِ وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ»
(1/144) 202 - حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي [ص:145] بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {فَإِنَّهَ كَانَ
لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 25] قَالَ: «الرَّجَّاعِينَ إِلَى الْخَيْرِ»
(1/144) قَالُوا لِجُلُودِهِمْ (1/145)
203 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ،
عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِهِ:
{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} [فصلت: 21] قَالَ: "
قَالُوا لِفُرُوجِهِمْ لَمْ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ (1/145) 204 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا صَالِحٌ
الْمُرِّيُّ، عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَنَّ الْفَرَزْدَقَ قَالَ: يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ، إِنِّي لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالشَّامِ، فَقَالَ لِي: «أَنْتَ
الْفَرَزْدَقُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، قَالَ: «أَنْتَ الَّذِي
تَقُولُ الشِّعْرَ؟» قَالَ: [ص:146] «اتَّقِ اللَّهَ، وَانْظُرْ فَلَعَلَّكَ إِنْ بَقِيتَ
أَنْ تَلْقَى قَوْمًا يُخْبِرُونَكَ أَنَّ اللَّهَ لَنْ يَغْفِرَ لَكَ فَلَا تَقْنَطَنَّ
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ» (1/145) 205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ،
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "
إِنَّ الرَّجُلَ لَتُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ، فَيَقُولُ: أَمَا إِنِّي كُنْتُ
مُشْفِقًا مِنْكِ , فَيُغْفَرُ لَهُ (1/146) 206 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: «مَا
يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُونَ، بَارَزْتَ اللَّهَ بِعَمَلٍ مَقَتَكَ عَلَيْهِ فَأَغْلَقَ
دُونَكَ بَابَ الْمَغْفِرَةِ، كَيْفَ تَرَى يَكُونُ حَالُكَ؟» (1/146) 207 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ،
ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ، عَنْ
هَمَّامٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:
" إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ [ص:147] الذَّنْبَ
الصَّغِيرَ فَيَحْقِرُهُ، وَلَا يَنْدَمُ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ،
فَيَعْظُمَ عِنْدَ اللَّهِ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الطَّوْدِ، وَيَعْمَلُ الذَّنْبَ
الْعَظِيمَ فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَسْتَغْفِرُ مِنْهُ فَيَصْغُرَ عِنْدَ
اللَّهِ، حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ (1/146) 208 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ،
وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالَا: سَمِعْنَا يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو
عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ،
يَقُولُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِالْحَسَنَةِ، فَيَتَّكِلُ عَلَيْهَا،
وَيَعْمَلُ بِالْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ، وَقَدْ أَحَطْنَ بِهِ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِالسَّيِّئَةِ فَيَفْرَقُ مِنْهَا حَتَّى يَلْقَى
اللَّهَ آمِنًا» (1/147)
مراجع في المصطلح واللغة
مراجع في المصطلح واللغة
كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس
السبت، 31 يوليو 2021
كتاب التوبة لابن أبي الدنيا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مدونة غريب القران مشمولة والفيزيا 3ث
🆀غريب القران بيان غريب القران رائع ...
-
🆀 خلفيات. والرد علي كل الخلافات الواردة بين المذاهب والأقوال في ضوء سي...
-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق