مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

السبت، 31 يوليو 2021

كتاب القبور للحافظ ابن أبي الدنيا القرشي

 القبور لابن أبي الدنيا

كتاب القبور للحافظ ابن أبي الدنيا القرشي
المتوفى سنة 281 هـ
قدم له وضبط نصه وخرج نصوصه
طارق محمد سكلوع العمود
مكتبة الغرباء الأثرية
1420هـ - 2000م 
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبنا ونعم الوكيل
1- أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا رحمه الله حدثني محمد بن الحسين ثنا مسلم بن إبراهيم العبدي ثنا الحسن الجفري قال سمعت مالك بن دينار يقول خرجت أنا وزين القراء حسان بن أبي حسان نزور المقابر فلما أشرف عليها سبقته عبرة ثم أقبل علي فقال يا مالك هذه عساكر الموتى ينتظر بها من بقي من الأحياء ثم يصاح بهم صيحة فإذ هم قيام ينظرون قال فوضع مالك يده على رأسه وجعل يبكي ويقول واي ازان روز واي ازان روز يعني ويل من ذلك اليوم ويل من ذلك اليوم.
(1/45)
2- وحدثنا محمد بن يحيى بن بسطام ثنا محمد بن مروان العجلي حدثني أبو عاصم الحنطي قال كنت أمشي مع محمد بن واسع فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي يا أبا عاصم لا يغرنك ما ترى من خمودهم فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث فمن بين مسرور ومغموم.
(1/46)
3- حدثني إبراهيم بن عبد الملك عن أبي جعفر الفراء قال كان الحسن بن صالح إذا صعد الصومعة يشرف على أهل القبور فيقول ما أحسن ظاهرك إنما الدواهي بواطنك.
(1/46)
4- حدثني سلمة بن شبيب ثنا سهل عن الفيض بن إسحاق [ص:47] قال قال حذيفة بن قتادة قال أبو يونس القشيري احضر القبور بعقلك.
(1/46)
5- حدثنا محمد بن الحسين ثنا إسماعيل بن سليمان الحرشي حدثني عبيد الله بن شميط حدثني حجاج الأسود ونحن في جنازة في الجبان قال رأيت في المنام كأني دخلت المقابر وإذا أنا بأهل القبور نيام في قبورهم وقد تشققت عنهم الأرض فمنهم النائم على التراب ومنهم النائم على القباطي ومنهم النائم على السندس والإستبرق ومنهم النائم على الديباج ومنهم النائم على الريحان ومنهم النائم [ص:48] كهيئة المتبسم في نومه ومنهم من أشرق لونه ومنهم حائل اللون قال فبكيت عندما رأيت منهم ثم قلت في منامي رب لو شئت سويت بينهم في الكرامة فنادى مناد من بين تلك القبور يا حجاج هذه منازل الأعمال قال فاستقظت من كلمته فزعا.
(1/47)
6- حدثني محمد ثنا عمار بن عثمان ثنا حصين بن القاسم الوزان قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول حدثني رجل من العباد قال رأيت كأن أهل القبور قد تشققت عنهم القبور فوثبوا من قبورهم فمنهم الشاحب ومنهم النضر ومنهم كهيئة المريض ومنهم من قربت إليه مطيته ليركبها ومنهم الراكب على الخيل ومنهم الماشي على رجليه فقلت ما بال هؤلاء يمشون وهؤلاء ركبان فقال لي قائل تحمل كل امرئ منهم عمله فقلت أول ليس هؤلاء موتى قال بلى ولكنهم يبشرون.
(1/48)
7- وحدثنا محمد بن الحسين ثنا خالد بن خداش ثنا سلام بن أبي مطيع قال كنا مع محمد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي [ص:49] فانتهينا إلى الجبان ولم تتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال فصلينا عليها ثم انتهينا بها إلى القبر فوضعت وجئت إلى محمد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة وكأنك بهذا الأمر قد تمم كاد آخرنا حتى يلحق بأولنا.
(1/48)
8- حدثني محمد ثنا عمر بن سعد ثنا نهيم العجلي عن رجل من البصريين قال شهدت الحسن في جنازة واجتمع إليه الناس فقال اعملوا لمثل هذا اليوم رحمكم الله فإنهم إخوانكم تقدموكم وأنتم بالأثر أيها المتخلف بعد أخيه أنت الميت غدا قبل الباقي بعدك والباقي بعدك هو الميت في إثرك أولا فأولا حتى يوافوا جميعا قد عمكم الموت فاستويتم جميعا في غصصه وكربه حتى حللتم جميعا القبور ثم تنشرون جميعا ثم تعرضون على الله وجلا ثم تنفس فخر مغشيا عليه.
(1/49)
9- حدثنا محمد بن الحسين ثنا سجف بن منظور قال شهدت [ص:50] عبد العزيز بن سلمان في جنازة فلما حمل الميت من السرير ليوضع في قبره نادى فإذا بصوت له عال أيها المقدم إخوانه ليت شعري ماذا ترد عليه ثم سقط مغشيا عليه.
(1/49)
10- حدثني محمد بن الحسين ثنا الوليد بن الأغر المكي ثنا عبد الله بن طلحة بن محمد التيمي قال سمعت سعيد بن السائب الطائفي يقول ونحن في جنازة والله ما ترك الموت للنفس سرورا في أهل ولا ولد والله لقد نقص الموت على المؤمنين الموسع لهم من هذه الدنيا حتى ضيق ذلك عليهم فرفضوه مسرورين برفضه قال ثم سبقته دمعته فقام.
(1/50)
11- حدثني محمد بن الحسين ثنا بشر بن مصلح ثنا سلمان بن [ص:51] صالح قال فقد الحسن ذات يوم فلما أمسى قال له أصحابه أين كنت اليوم قال كنت عند إخوان لي إن نسيت ذكروني وإن غبت عنهم لم يغتابوني فقال له أصحابه هم الإخوان والله هؤلاء يا أبا سعيد دلنا عليهم قال هؤلاء أهل القبور.
(1/50)
من هتف من المقبرة بموعظة
12- حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر ثنا كثير بن كثير بن هاشم السلمي عن أبيه قال أعرس رجل من الحي على ابنة قال فاتخذ لذلك لهوا قال وكانت منازلهم إلى جانب المقابر قال فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك ليلا إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم قال فأصغوا مطرقين فإذا هاتف من بين القبور
ياأهل لذة لهو لا تدوم لهم ... إن المنايا تبيد اللهو واللعبا
كم قد رأيناه مسرورا بلذته ... أمسى فريدا من الأهلين مغتربا
قال فوالله إن لبث بعد ذلك إلا ثلاثا حتى مات الفتى المتزوج.
(1/51)
13- حدثنا محمد بن الحسين ثنا حكيم بن جعفر قال سمعت صالح المري يقول دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت فقلت سبحان الله من يجمع بين أرواحكم وأجسامكم بعد افتراقها ثم يحييكم ثم ينشركم من بعد طول البلى قال فنادى منادي من بين تلك الحفر يا صالح ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون قال فسقطت والله لوجهي فزعا من ذلك الصوت.
(1/52)
14- حدثني أبو أيوب مولى بني هاشم قال بينا ثابت البناني في مقبرة يحدث نفسه فهتف هاتف إن تراهم ساكتين فكم فيهم من مغموم.
(1/53)
15- حدثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا وداع بن مرجى بن وداع قال سمعت بشر بن منصور يقول قال لي عطاء الأزرق إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيمن أنت بين ظهريه فإني [ص:54] بينا أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تذكرت في شيء فإذا أنا بصوت إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل أو معذب في سكراته مغلل.
(1/53)
16-حدثنا يحيى بن سعيد القرشي قال سمعت أبي عن شرقي بن قطامي قال كان رجلان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما على صرامه فذكر الحديث.
(1/54)
17- حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ثنا العلاء بن أبي الصهباء التيمي عن سوار بن مصعب الهمداني عن أبيه عن أخوين جارين له وكان كل واحد منهما يجد بصاحبه وجدا لا يرى مثله فخرج الأكبر إلى أصبهان فقدم وقد مات الأصغر فاختلف إلى قبره تسعة أشهر فلما حضره أجله إذا هاتف يهتف من خلفه يقول
[ص:56]
يا أيها الباكي على غيره ... نفسك أصلحها ولا تبكه
إن الذي تبكي على إثره ... يوشك يوشك يوشك أن تسلك في سلكه
قال فالتفت فلم يرى خلفه أحدا فاقشعر وحم فرجع إلى أهله فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبه فكانت كل واحدة من قوله يوشك يوما.
(1/55)
18- حدثنا عمار بن نصر المروزي ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن شريح أنه سمع صوتا من قبر إن ترون اليوم أمثالنا فقد كنا أمثالكم وكنا أقرانا في الحياة كشكلكم فتلك البيداء تسفي رياحها ونحن في مقصورة لا ننالكم ومن يكن منا فليس براجع فتلك ديارنا فهي مصيركم.
(1/56)
19- حدثني محمد السمسار قال أخبرنا أبو اليمان قال أخبرنا صفوان بن عمرو عن سليمان بن يسار الحضرمي قال كان ناس يسيرون بالمقابر إذ سمعوا من قبر قائلا يقول
يا أيها الركب سيروا ... من قبل أن لا تسيروا
فهذه الدار حقا ... فيها إلينا المصير
كم منعم في نعيم ... وتسلبنه الدهور
وآخر في عذاب ... لبئس ذلك المصير
فكما كنتم كنا فغيرنا ريب المنون وسوف كما كنا تكونون.
(1/57)
20- قال وحدثت عن سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو نميلة ثنا يزيد بن عمرو التيمي ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال كان صفوان بن أمية في بعض المقابر فإذا شعل نيران قد أقبلت ومعها جنازة فلما دنوا من المقبرة قالوا انظر قبر كذا وكذا قال فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول
أنعم الله بالظعينة عينا ... وبمسراك ياأمين إلينا
جزعا ما جزعت من ظلمة القبر ... ومن مسك التراب أمينا
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضبوا لحاهم ثم قال هل تدري من أمينة قلت لا قالوا صاحبة السرير وهذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان قد علمنا إن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت.
(1/58)
21- حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثني سحيم بن ميمون وكان من جلساء الليث عن الليث بن سعد قال كان رجل نائم في مقبرة فسمع هاتف يهتف
أنعم الله بالخليلين عينا ... وبمسراك يا أميم إلينا
فأجابها مجيب قال وما ينفعها وأبي عليها ساخط فلما أصبح الرجل إذا بقبر يحفر ورجل هناك فسأله عن القبر وأخبره بما سمع فقال هذان قبرا بنتي وهذه أميمة أمهما وقد كنت ساخطا عليها أما إني لأقرن اليوم أعينهما بالرضا عنها قال فرضي عنها وولي أمرها حتى وارها.
(1/59)
22- حدثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا عمرو بن أبي سلمة عن عمر بن سليمان قال مات رجل من اليهود وعنده وديعة لمسلم وكان لليهودي ابن مسلم فلم يعرف موضع الوديعة فأخبر شعيبا الجبائي فقال إإت برهوت فإن دونه عين تسبت فإذا جفت في يوم السبت [ص:60] فامش عليها حتى تأتي عينا هناك فادع أباك فإنه سيجيبك فاسأله عما تريد ففعل ذلك الرجل ومضى حتى أتى العين فدعا أباه مرتين أو ثلاثا فأجابه فقال أين وديعة فلان قال تحت أسكفة الباب فادفعها إليه والزم ما أنت عليه.
(1/59)
23- حدثنا عبيد الله بن جرير العتكي ثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد ثنا محمد بن مروان عن يونس بن أبي الفرات قال حفر رجل قبرا فقعد ليستظل فيه من الشمس فجاءت ريح باردة فأصاب ظهره فنظر فإذا ثقب صغير فوسعه بإصبعه فإذا قبر ينظر فيه مد البصر وإذا شيخ مخضوب وكأنما رفعت المواشط أيديها عنه وقد بقي من أكفانه على صدره شيء.
(1/60)
24- حدثني مروان بن محمد القرشي ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر إن شيخا من شيوخ الجاهلية العتاة قال يا محمد ثلاث بلغني أنك تقولهن لا ينبغي لذي عقل أن [ص:61] يصدقك بهن بلغني أنك تقول إن العرب تاركة ما كانت تعبد هي وآباؤها وأنك ظهرت على كنوز كسرى وقيصر وإنا سنبعث من بعد أن نموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتركن العرب ما كانت تعبد هي وآباؤها ولتظهرن على كنوز كسرى وقيصر ولتموتن ولتبعثن ولآخذن بيدك يوم القيامة فلأذكرنك مقالتك هذه قال ولا تضلني في الموت ولا تنساني قال ولا أضلك في الموتى ولا أنساك فبقي الشيخ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى ظهور المسلمين على كنوز كسرى وقيصر فأسلم فحسن إسلامه وكان عمر بن الخطاب كثيرا ما يسمع نحيبه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعطائه ما كان.. . رسول الله عليه السلام فكان عمر ربما يأتيه فيسكن هينة فيقول قد أسلمت ووعدك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ بيدك ولا يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أحد يوم القيامة إلا أفلح وسعد.
(1/60)

=======



[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]
القبور لابن أبي الدنيا
باب الموعظة بالجنازة والاعتبار بها
25- حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا عبد الرحمن بن محمد البخاري عن رجل من أهل البصرة عن الخليل بن مرة عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث خطى إلا تكلم بكلام يسمع من [ص:62] شاء الله إلا الثقلين الجن والإنس يقول يا إخوتاه.. . ويا حملة نعشاه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا يلعب بكم الزمان كما لعب بي خلفت ما تركت لورثتي والديان يوم القيامة محاسبي وأنتم تشيعوني وتودعوني.
(1/61)
26- حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى الرازي حدثني أبي عن عمرو بن شمر عن جابر عم أبي جعفر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان حين يحمل عدوا به إلى قبره نادى حملته ألا تسمعوني يا إخوتاه إني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي إن عدوي خدعني فأوردني ولم يصدرني وأقسم لي إنه لي ناصح فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى اطمأننت إليها صرعتني وأشكو إليكم أخلائي ألهوني ومنوني ثم تبرؤا مني وخذلوني وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي ثم أسلموني وأشكو إليكم مالا منعت منه حق الله فكان وباله علي وكان نفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها [ص:63] خزينتي فصار سكانها غيري وأشكو إليكم طول الثوى في قبر يناديني أنا ببيت الدود والظلمة والبعد والوحشة والضيق والغربة والعذاب والنقمة فيا إخوتاه فاجتنبوني ما استطعتم واحذروا مثل ما لقيت فإني قد بشرت بالنار والصغار وغضب العزيز الجبار فيا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله ويا طول ثبوراه فما لي من شفيع يطاع ولا صديق حميم فلو أن لي كرة فأكون من المحسنين قال ما يقر أحدهم ينادي حتى يدخل حفرته قال ثم يبكي أبو جعفر إذا ذكر هذا.
(1/62)
27- حدثني علي بن حسين العامري ثنا أبو النضر ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبع جنازة علته كآبة وأكثر حديث النفس وأقل الكلام.
(1/63)
28- حدثنا هارون بن عبد الله ثنا سيار ثنا جعفر ثنا سعيد الحريري عن بعض أشياخه أن أبا الدرداء أبصر رجلا في جنازة وهو يقول جنازة من هذا فقال أبو الدرداء هذا أنت يقول الله عز وجل: {إنك ميت وإنهم ميتون} .
(1/64)
29- حدثني أبي ثنا الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش عن سلميان بن سليم عن يحيى بن جابر قال خرج أبو الدرداء إلى جنازة وأتى أهل الميت يبكون عليه فقال مساكين موتى غد يبكون على ميت اليوم.
(1/65)
30- حدثني محمد بن الحسين ثنا أبو عمر الضرير عن صالح المري عن علي بن رفد السعدي قال مر بالأحنف بن قيس جنازة فقال رحم الله من أجهد نفسه لمثل هذا اليوم.
(1/65)
31- حدثنا علي بن الجعد وغيره عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن إبراهيم قال كانوا إذا كانت فيهم الجنازة عرف [ص:66] ذلك فيهم ثلاثا.
(1/65)
32- حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو عبيدة الحداد عن أشرس عن ثابت قال إن كنا لنتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا منكرا قال ثابت وإنك لترى الجنازة اليوم على عواتقهم وأحدهم وإنه ليضحك.
(1/66)
33- حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا وكيع عن حسن بن صالح قال سمعت الأعمش يقول إن كنا لنتبع الجنازة فما ندري من نعزي من حزن القوم.
(1/67)
34- حدثني محمد بن الحسين حدثني إسحاق أبو يعقوب الضرير حدثني مسمع بن عاصم عن حوشب بن مسلم قال لقد أدركت الميت يموت في الحي فما يعرف حميمه من غيره من شدة جزعهم وكثرة البكاء عليه قال ثم بقيت حتى فقدت عامة ذلك.
(1/67)
35- حدثني محمد ثنا الوليد بن صالح ثنا عامر بن يساف قال كان يحيى بن أبي كثير إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولم يقدر أحد من أهله أن يكلمه من شدة حزنه.
(1/68)
36- حدثني محمد حدثني يحيى بن بسطام ثنا عمارة بن أبي شعيب عن مالك بن دينار قال كنا مع الحسن في جنازة فسمع رجلا [ص:69] يقول لآخر من هذا الميت فقال الحسن هذا أنا وأنت رحمك الله أنتم محبوسون على آخرنا حتى يلحق آخرنا بأولهم.
(1/68)
37- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر قال سمعت صالح المري يقول أدركت بالبصرة شبابا وشيوخا يشهدون الجنائز يرجعون منها كأنهم نشروا من قبورهم فيعرف فيهم والله الزيادة بعد ذلك.
(1/69)
38- حدثني محمد ثنا جعفر بن عون ثنا قطري الخشاب قال شهدنا جنازة وفيها الشعبي وأشراف أهل الكوفة فلما دفن الميت قال الشعبي هذا الموت غاية العباد في دار الدنيا فأبكى بكلمته الناس.
(1/69)
39- حدثني محمد ثنا يحيى بن بسطام حدثني محمد بن مروان عن عطاء الأزرق عن محمد بن واسع أنه حضر جنازة فلما [ص:70] رجع إلى أهله أتي بغدائه فبكى وقال هذا يوم منغص علينا نهاره وأبى أن يطعم.
(1/69)
40- حدثني محمد ثنا محمد بن سنان الباهلي ثنا سلام بن أبي مطيع قال شهدت قتادة في جنازة فلم يتكلم حتى انصرف وشهدت الحريري في جنازة فلم يزل يبكي حتى تفرق القوم وشهدت محمد بن واسع في جنازة فلم يزل واضعا إصبعه السبابة على بابه مقنع الرأس مطرقا ما يلتفت يمينا ولا شمالا حتى انصرف الناس وما يشعر بهم قال ثم أتيته فنظر يمينا وشمالا فلم يرى أحدا فتقدم إلى القبر فتكلم بكلمات ثم انصرف.
(1/70)
41- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر عن يزيد بن إبراهيم التستري عن قتادة قال شهدت خليد العصري في جنازة مقنع رأسه لم يتكلم حتى دفن الميت ورجع إلى أهله.
(1/70)
42- حدثني محمد ثنا فهد بن حيان ثنا سهل بن أسلم العدوي حدثني من شهد مطرف بن عبد الله في جنازة فلما سوي التراب على الميت قال مطرف الحمد لله أما هذا فقد قطع سفره.
(1/70)
43- حدثني محمد ثنا محمد بن يعلى حدثني المنكدر بن محمد ابن المنكدر قال كنا مع صفوان بن سليم في جنازة وفيها أبي وأبو حازم وذكر نفرا من العباد فلما صل عليها قال صفوان أما هذا فقد انقطعت أعماله واحتاج إلى دعاء من خلفه من بعده فأبكى والله القوم جميعا.
(1/71)
44- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا عبد الواحد الخطاب قال شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء العطاردي فلما نفضوا أيديهم عنه من التراب وقف الحسن مليا ثم قال أما أنت يا أبا رجاء فقد استرحت من غموم الدنيا ومكابدتها فجعل الله لك في الموت راحة طويلة ثم أقبل على الفرزدق فقال يا أبا فراس كن مثل هذا على حذر وإنما نحن وأنت بالإثر قال فبكى الفرزدق ثم أنشأ يقول
ولسنا بأنجا منهم غير أننا ... بقينا قليلا بعدهم وترحلوا
(1/71)
45- حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام ثنا حاتم ابن سليمان الطائي قال شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب فلما دفن قال رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت من الموت جزعا أما والله لئن استطعت لا تحملني رجلي بعد مصرعك قال ثم شمر واجتهد.
(1/72)
46- حدثني محمد ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن رجلا من أهل المدينة كان يقال له عبد الله بن أحمد كان به رهق ثم انتبه فقال والله لا تحملني رجل.
(1/72)
47- حدثني محمد حدثني عمرو بن محمد حدثني سهيل أخو حزم قال بلغني أن عون بن عبد الله مرت به جنازة فقال [ص:73] أما هذا فقد قضى نحبه.
(1/72)
48- حدثني محمد ثنا زكريا بن عدي ثنا عباءة بن كليب الليثي حدثني مرثد الهنائي إن جابر بن زيد قال شهد جنازة رجل من الحي فلما صل عليها قالوا يا أبا الشعثاء لو أدخلته قبره فنزل ليدخله قبره فغشي عليه قبل أن يخرج من القبر فاحتمل من القبر مغشيا عليه.
(1/73)
49- حدثني محمد ثنا شهاب بن عباد ثنا سويد بن عمرو الكلبي قال كان ربيع بن أبي راشد إذا مات أحد من جيرانه أنكره أهله أياما.
(1/73)
50- حدثني محمد حدثني إبراهيم بن عيسى الطالقاني ثنا أبو حيوة المؤذن ثنا أرطأة بن المنذر عن يوسف أبي الحجاج الألهاني قال [ص:74] صليت وأبي أمامة على جنازة فلما وضعت في لحدها قال أبو أمامة هذا برزخ إلى يوم يبعثون.
(1/73)
51- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا أبي قال مر بنا الربيع بن برة ونحن نهيئ نعشا لميت لنا فقال من هذا الغريب بينكم فقلنا له رحمك الله إنه ليس بغريب إنه رجل ماجد قريب فبكى ثم قال ومن أغرب من الميت من الأحياء قال فأبكى والله القوم جميعا بكلمته.
(1/74)
52- حدثني محمد ثنا فهد بن حيان ثنا سوادة بن أبي الأسود قال مرت بالأسود جنازة فقال إنا لله وإنا إليه راجعون كدت أن أكون أنا السواد المختطف.
(1/75)
53- حدثني الحسن بن عبد الرحمن عن جعفر بن كلاب عن مسغب قال لم يقل لبيد في الإسلام إلا هذين البيتين
نجدد أحزانا لدى كل هالك ... ونسرع نسيانا ولم يأتنا أمن
فأنا ولا كفران لله ربنا ... كالبدن لا تدري متى يؤمها البدن.
(1/75)
54- قال وأنشدني الحسن بن عبد الرحمن
نراع إذا الجنائز قابلتنا ... ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة ثلة لمغار سبع ... فلما غاب عادت راتعات
(1/75)
55- أنشدني علي بن محمد الزهري
كأنني بي على سرير بلى ... يذاد بي عن هذه الدار
يا سفر الموت أنت مرتقب ... إليك أفضى وجوه أسفاري
(1/75)
56- قال وأنشدني صالح بن محمد القرشي قوله
كأني بنفسي والرجال نقلة ... تساما له الأنصار من كل جانب
إذا سئلوا عني فقيل من الفتى ... يقولون هذا صالح بن محمد
(1/76)
57- حدثني خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال كانوا يعظمون الموت بالسكينة.
(1/76)
58- حدثنا عبد الرحمن بن صالح البخاري عن الأعمش قال أدركت الناس وإذا كانت فيهم جنازة جاءوا فجلسوا صموتا لا يتكلمون فإذا وضعت نظرت إلى كل رجل واضعا حبوته على صدره كأنه أبوه أو أخوه أو ابنه.
(1/76)
59- حدثني العباس بن يزيد البصري قال قلت قلت لسفيان بن عيينة لأي شيء كان يستحب خفض الصوت عند الجنائز قال شبهوه بالحشر إلى الله أما سمعته يقول: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} .
(1/76)
60- حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن يزيد القرني ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال كان أبي إذا شهد جنازة لا يتعشى تلك الليلة.
(1/77)
61- حدثنا محمد ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري قال كان حسان بن أبي سنان إذا مات في جيرانهم ميت سمعت من داره النحيب والبكاء كما يسمع من دار الميت فإذا حضر الجنازة ثم انصرف لم يفطر تلك الليلة ونظرت إلى ولده وأهل داره عليهم السكينة والخشوع أياما.
(1/77)
62- حدثني محمد بن الحسين ثنا الحميدي عن سفيان قال كان يقال في المشي خلف الجنازة هو أجدر أن لا تسهوا إذا كانت بين يديك.
(1/77)
63-حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي حدثني هشيم وثنا أبو عبد الله الحمصي عن من حدثه عن أبي هريرة أنه كان إذا مروا عليه بالجنازة في أول النهار قال اغدوا فإنا رايحون وإذا مروا عليه من العشي قال روحوا فإنا غادون.
(1/78)
64- حدثنا علي بن الجعد وإسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد عن رجل من بني.. . قال أبصر ابن مسعود رجلا يضحك في جنازة فقال أتضحك وأنت في الجنازة والله لا كلمتك أبدا.
(1/78)
65- حدثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد عن قتادة قال بلغنا أن أبا الدرداء نظر إلى رجل يضحك في [ص:79] جنازة فقال أما كان فيما رأيت من هول الميت ما شغلك عن الضحك.
(1/78)
66- حدثنا محمد ثنا.. . بن مورق ثنا بشر بن منصور عن رجل من ولد الحسن قال شهدنا مع الحسن جنازة فرأى رجلا يحدث صاحبه ويتبسم إليه فقال يا سبحان الله أما كان في الذي بين يدك مشتغل عن التبسم قال الحسن كانوا يعظمون الموت أن يرفع عنده الصوت.
(1/79)
67- حدثني محمد بن إدريس ثنا المسيب بن واضح حدثني المعتمر حدثتني امرأة أبي قالت كان سليمان إذا كان في أي جنازة لم ينم تلك الليلة.
(1/79)
68- حدثني أبو حاتم الرازي ثنا عبد الصمد بن محمد قال قال فضيل بن عياض وشهد جنازة فقال يا فلان أتاك والله ما كنت تحذر وعاينت ما كنت تخبر.
(1/79)

======



[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]
القبور لابن أبي الدنيا
باب في النشور
69- حدثني يحيى بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا يوم نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن روؤسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن.
(1/80)
70- حدثنا سعدويه ثنا عبد الحيمد بن سليمان ثنا محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس حفاة عراة كما بدأوا قالت أم سلمة وا سوأتاه يا رسول الله هل ينظر بعضنا إلى بعض قال يشغل الناس فقلت وما يشغلهم يا رسول الله فقال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل.
(1/81)
71- حدثنا هارون بن سفيان ثنا ابن نفيل عن النضر بن عربي قال بلغني أن الناس إذا خرجوا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله وكانت أول كلمة يقولها برهم وفاجرهم ربنا ارحمنا.
(1/82)
72- حدثني عصمة بن الفضل ثنا يحيى بن يحيى عن المعتمر ابن سليمان عن أبيه قال سمعت سيار الشامي قال يخرجون من القبور وكلهم مذعورون قال فيناديهم منادي: {يا عبادي لا خوف [ص:83] عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} . فيطمع فيها الخلق كلهم فيتبعها: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} . فييأس منها الخلق غير أهل الإسلام.
(1/82)
73- حدثني عبد الرحمن بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش قال قال ابن عباس يخرجون فينظرون إلى الأرض غير الأرض التي عهدوا وإلى أناس غير الناس الذي عهدوا قال ثم تمثل ابن عباس فقال
فما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعرف.
(1/83)
74- حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن إسحاق ثنا إسحاق ابن يسار عن نصر عن الوليد بن أبي مروان عن ابن عباس قال يحشر الموتى في أكفانهم.
(1/83)
75- حدثني محمد ثنا يحيى بن إسحاق ثنا هشام بن لاحق عن عاصم بن سليمان عن عكرمة قال يبعث الميت من قبره وعليه أكفانه التي دفن فيها.
(1/84)
76- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أبي العالية قال يبعث الميت في أكفانه قال داود سمعت صالح المري يقول في إثر هذا الحديث بلغني أنهم يخرجون من قبورهم في أكفان دسمة وأبدان بالية متغيرة وجوههم شعثة رؤوسهم نهكة أجسامهم طائرة قلوبهم بين صدورهم وحناجرهم لا يدري القوم ما يوثلهم إلا عند انصرافهم من الموقف [ص:85] فمنصرف به إلى الجنة ومنصرف به إلى النار ثم نادى صالح بأعلى صوته يا سوء منصرفاه إن أنت لم تغمرنا منك برحمة واسعة لما قد ضاقت به صدورنا من الذنوب العظام والجرائم التي لا غافر لها غيرك.
(1/84)
77- حدثني محمد بن الحسين حدثني رستم بن أسامة حدثني الفضل بن مهلهل أخو المفضل وكان من العابدين قال كان جليس لنا حسن التخشع والعبادة يقال له مجيب وكان من أجمل الرجال قال فصلى حتى انقطع عن القيام وصام حتى اسود قال ثم مرض فمات وكان محمد بن النضر الحارثي له صديقا قال ومات محمد قبله قال فرأيت محمدا في منامي بعد موت مجيب فقلت ما فعل أخوك مجيب قال لحق بعمله قال قلت وكيف وجهه ذاك الحسن قال أبلاه الله بالتراب قال قلت وكيف وأنت تقول قد لحق بعمله قال يا أخي أما علمت إن الأجساد في القبور تبلى وإن الأعمال في الآخرة تحيى قال قلت يبلون حتى لا يبقى منهم شيء ثم يحيون يوم القيامة قال أي والله يا أخي يبلون والله حتى يصيرون رفاتا ثم يحيون عند الصيحة كأسرع من اللمح.
(1/85)
78- حدثنا أبو حفص الصفار ثنا جعفر بن سليمان ثنا إبراهيم بن [ص:86] عيسى اليشكري قال بلغنا أن المؤمن إذا بعث من قبره تلقاه ملكان مع أحدهما ديباجة فيها برد ومسك ومع الآخر كوب من أكواب الجنة فيه شراب فإذا خرج من قبره خلط الملك البرد بالمسك قال فرشه عليه وصب له الآخر شربة فيناوله إياها فيشربها فلا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة.
(1/85)
79- حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا عبادة بن الوليد القرشي عن مقاتل بن حيان: {وأخرجت الأرض أثقالها} . قال: {أثقالها} . الموتى ألقتهم من بطنها وصاروا على ظهرها.
(1/86)
80- حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا ميمون المرائي قال سمعت الحسن يقول: {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} . قال وثب القوم من قبورهم لما سمعوا الصيحة ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقول المؤمنون سبحانك وبحمدك ما عبدناك حق عبادتك.
(1/87)
81- حدثنا محمد ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام عن سعيد بن عبد الله عن وهب بن منبه قال يبلون في قبورهم فإذا سمعوا الصرخة عادت الأرواح إلى الأبدان والمفاصل بعضها إلى بعض فإذا سمعوا النفخة الثانية وثب القوم قياما على أرجلهم ينفضون التراب عن رؤوسهم.
(1/87)

======



[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]
القبور لابن أبي الدنيا
جامع ذكر القبور
82- حدثنا عمار بن نصر ثنا بقية بن الوليد حدثني خالد بن أبي بكر عن الحسن إن شابا مر به وعليه بزة له حسنة فدعاه فقال له ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت ويحك داوي قلبك فإن حاجة الله إلى عبادهم صلاح قلوبهم.
(1/88)
83- حدثني محمد بن الحسين ثنا حماد بن الوليد الخطل قال سمعت عمر بن ذر يذكر إنه بلغه عن ميمون بن مهران إنه قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري الشاعر وهو ينشده شعرا فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات
فكم من صحيح بات للموت آمنا ... أتته المنايا بغتة بعد ما هجع
فلم يستطيع إذا جاءه الموت بغتة ... فرارا ولا منه بقوته امتنع
فأصبح يبكيه النساء مقنعا ... ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع
وقرب من لحد فصار مقيله ... وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع
فلا يترك الموت الغني لماله ... ولا معدما في المال ذا حاجة يدع
[ص:89]
فلم يزل عمر يضطرب ويبكي حتى غشي عليه قال فقمنا وانصرفنا عنه.
(1/88)
84- حدثنا أبو زيد النميري ثنا ابن عائشة قال أنشدني عتيبة بن هارون لابن أبي عمرة وهو عبد الله بن عبد الأعلى بن أبي عمرة وثنا ابن الحسين ثنا ابن عائشة عن ابن أبي عمرة قال
[ص:90]
يا أيها الذي قد غره الأمل ... ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى إنما الدنيا وزينتها ... كمتولي الركب دارا ثم ارتحل
حتوفها رصد وعيشها نكد ... وصفوها ريق وملكها دول
يظل يفزع بالروعات ساكنها ... ما أن.. . لين ولا له جزل
كأنه للمنايا والردى عرض ... تظل فيه بنات الدهر تنتقل
والمرء يشقى بما يسعى لوارثه ... والقبر وارثه ما يسعى له الرجل.
(1/89)
85- قال وحدثني أبو مالك البجلي عن أبي معاوية قال قل ما لقيني مالك بن مغول إلا قال لي لا تغرنك الحياة واقدم واحذر القبر إن للقبر شأنا.
(1/90)
86- قال وأنشدني ابن أبي العتاهية قوله
لربما عوقص ذو شرة ... أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره ... خاطبك القبر فلم تفهم.
(1/90)
87- قال وأنشدني أبي
إني سألت الثرى ما فعلت بعدي ... وجوه فيك منعفرة
[ص:91]
فأجابني صيرت ريحهم ... يؤذيك بعد روائح عطرة
وأكلت أجسادا منعمة ... كان النعيم يهزها نضرة
فما بقي غير جماجم عز منه ... بيض تلوح وأعظم نخرة.
(1/90)
88- قال وأنشدني محمد بن قدامة الجويري
المنايا رحى علينا تدور ... كلنا جاهل بها مغرور
رحم الله من بكى للخطايا ... كل لذنبه معذور
ليت شعري وكيف أنت إذا ... ما ضل في الأرض قبرك المقبور
ليت شعري فكيف أنت إذا ... ما ذر في حر وجهك الكافور
(1/91)
89- قال وأنشدني عبيد الله بن عبد الله بن عون اليشكري
ماذا تقول وليس عندك حجة ... لو قد أتاك منغص اللذات
ماذا تقول إذا دعيت فلم تجب ... وإذا سئلت وأنت في غمرات
ماذا تقول وليس حكمك جائزا ... فيما تخلفه من التركات
ماذا تقول إذا حللت محلة ... ليس الثقات لأهله بثقات
قال فأنشد هذه الأبيات رجل لبعض القضاة فجعل يبكي ويقول ماذا تراه يقول.
(1/91)
90- حدثني محمد بن العباس ثنا أبو عبد الرحمن بن عائشة ثنا الليثي قالت امرأة هشام الدستوائي كان إذا طفئ السراج غشيه من ذلك أمر عظيم فقلت له إنه ليغشاك عند هذا المصباح إذا طفئ قال إني أذكر ظلمة القبر ثم قال لو كان سبقني إلى هذا أحد من السلف لأوصيت إذا مت أن أجعل في ناحية من داري قال فما مكث إلا يسيراً حتى مات قال فمر بعض إخوانه بقبره فقال يا أبا بكر صرت والله إلى المحذور.
(1/92)
91- حدثني أزهر بن مروان الرقاشي عن جعفر بن سليمان قال [ص:93] شهدت رجلا ميتا يدلى في حفرته فقال إن الذي سهل على الجنين في بطن أمه قادر على أن يسهل عليك.
(1/92)
92- حدثنا أبي ثنا هشيم ثنا مجالد عن الشعبي إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني مررت ببدر فرأيت رجلا يخرج من الأرض فيضربه رجل بمقمعة معه حتى يغيب في الأرض ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة.
(1/93)
93- حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قهرمان آل زبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال بينما أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة وأنا [ص:95] محقب إداوة إذ مررت بمقبرة فإذا رجل خرج من قبره يلتهب نارا في عنقه سلسلة يجرها فقال يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح فوالله ما أدري عرفني باسمي أو كما يدعو الناس قال وخرج آخر فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح ثم اجتذب السلسة فأعاده إلى قبره.
(1/94)
94- حدثنا أزهر بن مروان قال كان لبشر بن منصور غرفة إذا صلى العصر دخلها وفتح بابها إلى الجبان ينظر إلى القبور.
(1/96)
95- حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال بينما راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا رجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا بالحديد فقال يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح قال وخرج آخر يتلوه فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح قال وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى الموج قال وأصبح وقد ابيض شعره حتى صار كأنه نعامة قال فأخبر عثمان بذلك فنهى أن يسافر الرجل وحده.
(1/96)
96- حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان ثنا داود بن شابور عن أبي قزعة رجل من أهل البصرة عنه أو عن رجل قال مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة إذ سمعنا نهيق حمار فقلنا ما هذا النهيق قال هذا رجل كان عندنا فكانت أمه تكلمه بالشيء فيقول لها انهقي نهيقك فلما مات سمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة.
(1/97)
97- حدثنا سويد بن سعيد ثنا الحكم بن سنان عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة وكانت له أخت في ناحية المدينة فاشتكت وكان يأتيها يعودها ثم ماتت فجهزها وحملها إلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله وذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر فنبشاه فوجدا الكيس فقال الرجل تنح حتى أنظر على أي حال أختي فرفع بعض ما على [ص:99] اللحد من اللبن فإذا القبر يشتعل نارا فرده وسوى القبر ورجع إلى أمه فقال أخبريني ما كان حال أختي فقالت ما تسأل عن أختك وقد هلكت قال لتخبريني قالت كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم.
(1/98)
98- حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر القرشي عن مالك ابن إسماعيل ثنا حصين الأسدي قال حدثنا مرثد بن حوشب قال كنت جالسا عند يوسف بن عمرو وإلى جنبه رجل كأن شقة وجهه صفحة من حديد فقال له يوسف حدث مرثدا بما رأيت قال كنت شابا قد أتيت هذه الفواحش فلما وقع الطاعون قلت أخرج إلى ثغر من هذه الثغور ثم رأيت أن أحفر القبور فإذا بي بليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت قبرا وأنا متكئ على تراب قبر آخر فأقبل [ص:100] بجنازة رجل حتى دفن في ذلك القبر وسووا عليه فأقبل طائران أبيضان من المغرب مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم أثاراه ثم تدلى أحدهما في القبر والآخر على شفيره فجئت حتى جلست على شفير القبر وكنت رجلا لا يملأ جوفي شيء قال فضرب بيده إلى حقوه فسمعته يقول ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا مشي الخيلاء فقال أنا أضعف من ذلك قال فضربه ضربة امتلأ القبر حتى فاض ماء ودهنا قال ثم عاد وأعاد عليه مثل القول حتى ضربه ثلاث ضربات كل ذلك يقول له ويذكر أن القبر يفيض ماء ودهنا قال ثم رفع رأسه فنظر إلي فقال انظر أين هو جالس نكسه الله قال ثم ضرب جانب وجهي فسقطت بقية ليلتي حتى أصبحت قال ثم أخذت أنظر إلى القبر على حاله وأذكر جلوسي قال وذكر نحو هذا أو مثله.
(1/99)
99- حدثني أبو عبد الله بن بحير حدثني الحسن بن فرات شيخ من أهل الثغر ذكر من فضله أنه شهد الفزاري يعني أبا إسحاق ذات يوم وأتاه رجل فسأله عن توبة النباش هل له من توبة قال نعم إن صحت نيته وعلم الله الصدق منه فقال الرجل كنت أنبش القبور وكنت أجد قوما وجوههم لغير القبلة فلم يكن عند الفزاري في ذلك شيء فكتب إلى الأوزاعي يخبره بأمر النباش فكتب الأوزاعي تقبل توبته إذا صحت نيته وعلم الله الصدق من قوله وأما قوله إنه كان يجد قوما وجوههم لغير القبلة فأولئك قوم ماتوا على غير السنة.
(1/101)
100- حدثني عبد المؤمن بن عبد الله بن عيسى القيسي قال قيل لنباش كان تاب ما أعجب ما رأيت قال نبشت رجلا فإذا هو مسمر بالمسامير في سائر جسده ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه [ص:102] قال قيل لنباش آخر ما كان سبب توبتك قال كان عامة من كنت أنبش كنت أراه محول الوجه عن القبلة.
(1/101)
101- حدثا عبد الله.. . ثنا موسى بن سليمان.. . حدثني أبي عن بعض أشياخ الحي أحسبه سماك بن حرب قال مر أبو الدرداء بين القبور فقال ما أسكن ظواهرك وفي دواخلك الدواهي.
(1/102)
102- حدثنا ابن محمد بن عبيد القرشي حدثني أبي عن أبي الجريش عن أمه قالت لما حفر أبو جعفر خندق الكوفة حول الناس موتاهم فرؤي شاب عاضا على يده.
(1/102)
103- حدثني المفضل بن غسان عن شيخ له قال كان فضل الرقاشي إذ ذكر زهد في الدنيا يقول مررت بالمقابر فناديت يا أهل الشرف والغنى والمباهي ويا أهل اللباس والنجدة والأحزان والدخول ويا أهل المسكنة والحاجة والفاقة ويا أهل النسك والإخبات والإنابة والاجتهاد فما ردت على فرقة منهم ولعمري إن لم يكونوا أجابوا جوابا لقد أجابوا اعتبارا.
(1/103)
104- حدثني المفضل بن غسان حدثني روح بن أسلم ثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني حدثني عبيد الله بن العيزار قال لابن آدم بيتان بيت على ظهر الأرض وبيت في بطن الأرض فعمد إلى الذي على ظهر الأرض فزخرفه وزينه وجعل فيه أبوابا للشمال وأبوابا للجنوب ووضع فيه ما يصلح لشتائه وصيفه ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فأخربه فأتى عليه آت فقال هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم فيه قال لا أدري قال الذي أخربته كم تقيم فيه قال فيه مقامي قال تقر بهذا على نفسك وأنت رجل تعقل.
(1/103)
105- حدثني محمد بن العباس حدثني محمد بن عبد الله بن راشد ثنا الموك عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص كان في جنازة فجلس إلى قبر خاسف فمر رجل من أهله فيه بعض الإعراض فقال يقال يا فلان فلما جاء قال اطلع إلى بيتك قال أراه بيتا ضيقا يابسا مظلما ليس فيه طعام ولا شراب ولا زوجة وقد تركت بيتا فيه طعام وشراب وزوجة قال فإن هذا والله بيتك قال صدقت أما والله لو قد رجعت نقلت من هذا إلى هذا.
(1/104)
106- حدثنا محمد بن إدريس ثنا أبو عمر بن النحاس ثنا ضمرة ابن شوذب قال اطلعت امرأة في قبر فرأت اللحد فقالت لامرأة [ص:105] معها ما هذا يعني اللحد قالت كندوج العمل قال فكانت تعطيها الشيء فتقول اذهبي فضعي هذا في كندوج العمل.
(1/104)
107- حدثنا الحسن بن سليمان ثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ حدثني إبراهيم بن عبد الله النميري عن بقية الزهراني قال سمعت ثابت البناني وهو يقول بينا أنا أمشي في المقابر إذا هاتف يهتف من ورائي وهو يقول يا ثابت لا يغرنك سكونها فكم من مغموم فيها قال فالتفت فلم أر أحدا.
(1/105)
108- حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي عن يزيد بن هارون عن هشيم قال مر الحسن على مقبرة فقال يا لهم من عسكر ما أسكتهم فكم فيها من مكروب.
(1/106)
109- حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي قال حدثني أبي ثنا سفيان بن حسين قال ماتت النوار بنت أعين بن ضبيعة النجاشي امرأة الفرزدق فخرج الحسن في جنازتها فلما سوي عليها التراب قام الفرزدق فأنشأ يقول
أخاف وراء القبر إن لم تعافني ... أشد من القبر التهابا وأضيقا
إذا جاءني يوم القيامة قائد عنيف ... وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى ... إلى النار مغلول القيادة أزرقا
[ص:107]
قال وكان والله يبكي الناس يومئذ قال فقال الحسن ما يقول الناس قال يقولون أنت خير الناس وأنا شر الناس قال لست بخير الناس ولا أنت بشر الناس قال ما اعتددت لذلك اليوم قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة قال الحسن خذها من غير فقيه.
(1/106)
110- حدثنا أزهر بن مروان الرقاشي ثنا شملة بن هزال قال سمعت الحسن في جنازة فيها الفرزدق والقوم حافين بالقبر يتذاكرون الموت فقال الحسن يا أبا فراس ما أعددت لذلك اليوم قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة فقال الحسن اثبت عليها وأبشر قال أبو محمد وزاد بعض أصحابنا إن الفرزدق قال فذكر الثلاثة أبيات قال فبكى الحسن.
(1/107)
111- حدثنا أزهر بن مروان ثنا بكار بن سقير قال شهدت جنازة أبي رجاء العطاردي قال فدنوت من القبر مع أبي والحسن أمامنا على شفير القبر والفرزدق قبالته فرأيته يومئ ممدودا على القبر.
(1/108)
112- حدثنا أبو إسحاق الرياحي ثنا بكار بن سقير قال كنت في جنازة أبي رجاء العطاردي والفرزدق مع الحسن يمشيان فجعل الناس يقولون انظروا إلى خير الناس يعنون الحسن وانظروا إلى شر الناس يعنون الفرزدق فسمع الحسن قولهم فقال يا أبا فراس ما يقولون الناس قال يقولون إنك خير الناس وإني شر الناس قال ما أنا بخير الناس ولا أنت بشر الناس فلما أتيا القبر جلس الحسن على شفير القبر ومعه الفرزدق فقال ما أعددت لهذا اليوم فقال [ص:109] شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة فقال الحسن بيده هكذا وعقد ثمانين.
(1/108)
113- حدثنا أبو عبيدة ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة قال شهدت الحسن وسأل الفرزدق ونحن في جنازة فقال ما أعددت لهذا اليوم قال شهادة أن لا إله إلا الله فقال فقيه والله.
(1/109)
114- حدثنا أبو بكر المديني ثنا ابن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن الحويرث بن الدباب قال بينا أنا بالإنابة إذ خرج علينا إنسان من قبر يلتهب وجهه ورأسه نارا في جامعة من حديد فقال اسقني اسقني وخرج إنسان آخر في إثره يقول لا تسقي الكافر فأدركه فأخذ بطرفي سلسلة فكبه ثم خرج [ص:110] حتى دخلا القبر جميعا فقال الحويرث فنفرت الناقة لا أقدر منها على شيء حتى التوت بعرق الظبية فبركت فنزلت فصليت المغرب والعشاء الآخرة ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال يا حويرث والله ما أتهمك ولقد أخبرتني خبرا شديدا فأرسل عمر إلى مشيخة من كنفي الصفرا قد أدركوا الجاهلية ثم دعى الحويرث فقال إن هذا أخبرني حديثا ولست أتهمه حدثهم يا حويرث بما حدثتني فحدثهم فقالوا قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية فسألهم عمر عنه فقالوا يا أمير المؤمنين كان رجلا من رجال الجاهلية ولم يكن يرى للضيف حقا.
(1/109)
115- حدثنا أزهر بن مروان الرقاشي ثنا تمام بن بزيع السعدي ثنا محمد بن كعب القرضي قال أتيت عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فلما دخلت عليه أدمت النظر إليه فقال يا بن أم كعب إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظر إلي بالمدينة قلت أجل يا أمير المؤمنين أعجبني ما كل من جسمك وتغير من لونك ورث من شعرك فقال كيف لو رأيتني بعد ثلاث في القبر وقد سقطت حدقتي على وجنتي وخرج الصديد والدود من منخري وفمي كنت أشد لي نكرة.
(1/111)
116- حدثنا أبو هشام ثنا حفص بن غياث عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبر دفن حديثا فقال لركعتين خفيفتين خير مما يحفرون أو ينقلون شك أبو هشام يراهما هذا في عمله أحب إليه من نعمة دنيا كثيرة.
(1/112)
117- حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا عبد العزيز بن عمران الزهري عن عبد الله بن مصعب عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مصير أحدكم إلى أربعة أذرع في ذراع.
(1/112)
118- حدثنا محمد بن صالح القرشي ثنا نعيم بن مورع ثنا إسماعيل المكي عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع في ذراع وشبر وإنما يصير الأمر إلى آخره.
(1/113)
119- حدثنا المفضل بن غسان ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير قال بعث سليمان بن داود إلى مارد من مردة الجن كان في البحر فأتي به فلما كان عند باب داره أخذ عودا فذرعه بذراعه ثم رمى به من وراء الحائط فقال سليمان ما هذا فأخبر بالذي صنع المارد فقال تدرون ما أراد قالوا لا قال فإنه يقول اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.
(1/114)
120- حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا أبو عبد الله المروزي ثنا سلمة أبو صالح حدثني كنانة بن جبلة السلمي قال قال يزيد الرقاشي انظروا إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور تدانوا في خططهم وقربوا في مزارهم وبعدوا في لقائهم سكنوا فأوحشوا وعمروا فأخربوا فمن سمع بساكن موحش وعامر مخرب عن أهل القبور.
(1/114)
121- حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا قرط بن حريث أبو سهل عن رجل من أصحاب الحسن عن الحسن قال يومان وليليتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط ليلة تبيت مع أهل القبور لم تبت قبلها وليلة صبيحتها يوم القيامة ويوما يأتيك البشير من الله إما بالجنة وإما بالنار ويوما تعطى كتابك إما بيمينك وإما بشمالك.
(1/115)
122- حدثنا هارون بن سفيان ثنا محمد بن عمر عن أخيه سلمة بن عمر عن عمر بن شيبة بن أبي كثير الأشجعي عن نافع [ص:116] عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة.
(1/115)
123- حدثنا محمد بن الحسين ثنا خلف بن تميم ثنا المفضل بن يونس قال بلغنا أن عمر بن عبد العزيز قال لمسلمة بن عبد الملك يا [ص:117] مسلمة من دفن أباك قال مولاي فلان قال فمن دفن الوليد قال مولاي فلان قال فأنا أحدثك ما حدثني به حدثني أنه لما دفن أباك والوليد فوضعهم في قبورهم ذهب ليخلي العقد عنهم وجد وجوههم قد حولت في أقفيتهم فانظر يا مسلمة إذا أنا مت فدفنتني فالتمس وجهي فانظر هل ترى بي مانزل بالقوم أو هل عوفيت من ذلك قال مسلمة فلما مات عمر ووضعته في قبره فلمست وجهه فإذا هو مكانه.
(1/116)
124- حدثني أبو عبد الله عبد المؤمن بن عبد الله الموصلي حدثني رجل من أهل الرملة قال أصابتنا ريح شديدة كشفت عن القبور قال فنظرت إلى جماعة منهم قد حولوا عن القبلة قال فذكرنا شيخا عندنا كان قد مات قبل ذلك بأحد عشر يوما كان فاضلا قال فجئنا إلى قبره فإذا هو على القبلة وإذا بأنفه أثر فحمدنا الله على ذلك.
(1/117)
125- حدثني عبد المؤمن حدثني رجل قال ماتت ابنة لي فأنزلتها القبر فذهبت لأصلح لبنة فإذا هي قد تحولت عن القبلة [ص:118] فاغتممت لذلك غما شديدا فأريتها في النوم فقالت يا أبت اغتممت لما رأيتني عامة من حولي من القبور محولين عن القبلة قال فكأنها ترى الذين ماتوا وهم مصرون على الكبائر.
(1/117)
126- حدثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد حدثني خالد بن نافع عن أبي عيينة بن المهلب قال سمعت يزيد بن المهلب يقول لما ولي سليمان بن عبد الملك فاستعملني على العراق وخراسان فودعني عمر بن عبد العزيز وقال يا يزيد اتق الله فإني حيث وضعت الوليد في كده إذا هو يرتكض في أكفانه.
(1/118)
127- حدثني محمد بن الحسين ثنا علي بن حفص ثنا سلام الطويل عن عمرو بن ميمون قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول [ص:119] كنت فيمن دلى الوليد بن عبد الملك في قبره فنظرت إلى ركبتيه قد جمعتا إلى عنقه فقال ابنه عاش والله أبي عاش ورب الكعبة فقلت عوجل أبوك ورب الكعبة قال فاتعظ بها عمر بعده.
(1/118)
128- حدثني محمد ثنا يزيد بن هارون ثنا هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن عمرو عن عبد الحميد بن محمود المعولي قال كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه قوم فقالوا إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا حتى أتينا ذا الصفاح فمات فهيأناه ثم انطلقنا فحفرنا له قبرا ولحدنا له فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وحفرنا له مكانا آخر فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وأتيناك فقال ابن عباس ذلك الغل الذي تغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذي نفسي بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيها فانطلقنا فدفناه فلما رجعنا أتينا أهله بمتيع كان له معنا فقلنا لامرأته ما كان عمل زوجك فقالت كان يبيع الطعام فيأخذ كل يوم منه قوت أهله ثم يقرض القصب مثله فيلقيه فيه.
(1/119)
129- حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو إسحاق صاحب الشاة قال دعيت إلى ميت لأغسله فلما كشفت الثوب عن وجهه إذا بحية قد تطوقت على حلقه فذكر من عظمها قال فخرجت ولم أغلسه قال ذكروا أنه كان يشتم السلف.
(1/120)
130- حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ثنا محمد بن نصر عن أبي غالب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فجعل أمة محمد عليه السلام في زمرة قبلنا أولهم آخرهم فيصافحون ويعانقون ويسلمون عليهم ويقولون هؤلاء إخواننا الذين كانوا يترحمون علينا ويستغفرون لنا في الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى أحد خارج من الدنيا شاتم لأحد منهم إلا سلط الله عليه دابة تقرض لحمه يجد ألمه إلى يوم القيامة.
(1/121)
131- حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد حدثني رجل من الطفاوة قد سماه قال دفنا ميتا فذهبت لأعالج شيئا في قبره فلم أره في قبره.
(1/121)
132- حدثني محمد بن الحسين حدثني خالد بن يزيد القسام ثنا الربيع بن صبيح قال لما مات ثابت البناني دخلت أنا وحميد الطويل وجسر أبو جعفر قبره فلما وضعناه في لحده وجعلنا نسوي [ص:122] عليه اللبن وكان حميد مما يلي رأسه فنظر فلم يره في قبره فأومأ إلينا وأومأ إليه لا تفتن الناس وسوينا عليه التراب ورجعنا فأتى حميد سليمان بن علي فأخبره الخبر فلما كان في الليل جافى الخيل فنبش عنه فلم يجده في قبره فسوى عليه ثم انصرف فلما أصبح أتينا ابنته فسألناها عن صنيعه فقالت ما أراكم إلا وقد نفرتموه من قبره قلنا أجل وكيف ذلك قالت أحدثكم إنه مكث خمسين سنة يدعو الله في صلاته إذا كان السحر قال يا رب إن كنت أعطيت أحدا الصلاة في قبره فأعطينيها فلم يكن الله إن شاء الله ليرد ذلك الدعاء قال الربيع قال جسر أنا والله الذي لا إله إلا هو رأيته الليلة في منامي وعليه ثياب خضر فإنما يصلي في قبره.
(1/121)
133- حدثنا محمد بن الحسن ثنا عمر بن السكن ثنا محمد ابن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن طريف البجلي قال مات أخي أيام الجماجم فلما وضع وضعت رأسي على قبره فإن أذني اليسرى على القبر إذ سمعت صوت أخي أعرفه صوتا ضعيفا فسمعته يقول الله قال الآخر فما دينك قال الإسلام.
(1/124)
134- حدثنا محمد حدثني شجاع بن الوليد أبو بدر ثنا العلاء ابن عبد الكريم قال مات رجل وكان له أخ ضعيف البصر فقال أخوه فدفناه فلما انصرف الناس وضعت رأسي على القبر فإذا أنا بصوت من داخل القبر يقول من ربك ومن نبيك فسمعت أخي وعرفته وعرفت صوته قال الله ربي ومحمد نبيي ثم ارتفع شبه سهم من داخل القبر إلى أذني فاقشعر جلدي فانصرفت.
(1/124)
135- حدثني محمد ثنا عبيد بن إسحاق الضبي ثنا عاصم بن محمد العمري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بينما عمر بن الخطاب يعرض الناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا فقال أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة فقال ويحك وكيف ذلك قال خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به فقلت أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع ابن عم لي إذ نظرت إلى ضوء شبه السراج في المقابر فقلت لبني عمي ما هذا قالوا لا ندري غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة قال فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر منفرج وإذا هو في حجر أمه فناداني مناد أيها المستودع ربه خذ وديعتك أما لو استودعت أمه لوجدتها قال فأخذت الصبي وانضم القبر قال أبو جعفر فسألت عثمان بن زفر التيمي عن هذا الحديث فقال قد سمعته من عاصم بن محمد.
(1/125)
136- حدثني محمد حدثني عبد العزيز بن أبان ثنا إسماعيل بن عبد الأعلى قال كان رجل يزور قبر امرأة من أهله قال فبينما أنا ذات يوم عند قبرها إذ ذهب بي النوم فإذا هي تكلمني فقالت ترى هذه القبور ليس فيها أحداً أعظم أجراً من صاحب هذا القبر قلت أي شيء كان عمله قالت أصيب بمصائب كثيرة فصبر عليها.
(1/126)
137- حدثني محمد حدثني سعيد بن خالد بن يزيد الأنصاري عن رجل من أهل البصرة ممن كان يحفر القبور قال [ص:127] حفرت قبرا ذات يوم ووضعت رأسي قريبا منه وأتتني امرأتان في منامي فقالت إحداهما يا عبد الله نشدتك بالله إلا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورناها قال فاستيقظت فزعا فإذا أنا بجنازة امرأة قد جيء بها فقلت القبر وراءكم فصرفتهم إلى غير هذا القبر فلما كان الليل إذا أنا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما جزاك الله عنا خيرا فقد صرفت عنا شرا طويلا قلت ما بال صاحبتك لا تكلمني إذ تكلميني أنت قالت إن هذه ماتت على غير وصية وحق لمن مات على غير وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامة.
(1/126)
138- حدثني أبو عثمان الأموي قال سمعت أبي يذكر عن أبي بكر بن عياش عن حفار كان في بني أسد قال فمررت بالحفار فحدثني [ص:128] كما حدثني أبو بكر عنه قال كنت أنا وشريك لي نتحارس مقبرة بني أسد فإني بليلة في المقابر إذ سمعت قائلا يقول من قبر يا عبد الله قال مالك يا جابر قال تأتينا أمنا قال وما ينفعنا الأفضل أبينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها قال فجعلا يكرران مرارا فجئت لشريكي فجعل يسمع الصوت ولا يفهم الكلام فلقنته إياه ثم تفهم ففهمه فلما كان من غد جاءني رجل فقال لي احفر لي هاهنا قبرا بين القبرين اللذين سمعت فيهما الكلام فقلت أو اسم هذا جابر واسم هذا عبد الله قال نعم فأخبرته بما سمعت فقال نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها لا جرم لأكفرن عن يميني ولأصلين عليها ولأترحمن عليها قال ثم مر بي بعد ذلك وبيده عكازه ومعه إداوة فقال إني أريد الحج لمكان يميني تلك.
(1/127)
139- حدثني محمد بن موسى الصائغ ثنا عبد الله بن نافع المدني قال مات رجل من أهل المدينة فدفن بها فرآه رجل كأنه من أهل النار فاغتم لذلك ثم إن بعده سابعة أو ثامنة أري كأنه من أهل الجنة قال ألم تكن قلت إنك من أهل النار قال كان ذلك إلا أنه دفن معنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه [ص:129] وكنت فيهم.
(1/128)
140- حدثني محمد بن إدريس ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرو أنهم ذكروا النعيم فسموا أناسا فقال جابراً نعم الناس أجسادا في التراب فقد أمنت الحساب تنتظر الثواب.
(1/129)
141- حدثني محمد بن إدريس ثنا علي بن محمد الطنافسي ثنا وكيع عن مسعر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال قال مسروق ما من بيت خير للمؤمن من لحد قد استراح فيه من هموم الدنيا وأمن عذاب الله.
(1/129)
142- حدثني محمد بن قدامة قال سمعت بشر بن الحارث يقول نعم المنزل القبر لمن أطاع الله.
(1/130)
143- حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي ثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي ثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة قال سمعت أبا غطفان المري يقول قال عمر يا رسول الله لو فزعنا أحيانا لفزعنا فكيف بظلمة القبر وضيقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما يوفى العبد على ما قبض عليه.
(1/130)
144- حدثني محمد بن إدريس ثنا علي بن صالح الرازي ثنا إبراهيم بن خالد عن عمر بن عبد الرحمن قال سمعت وهب بن منبه قال كان عيسى عليه السلام واقفا على قبر ومعه الحواريون وصاحبه يدلى فيه فذكروا القبر ووحشته وظلمته وضيقه فقال عيسى عليه السلام كنتم في أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع.
(1/131)
145- قال وأنشدني أبو علي.. .
هالوا عليه التراب ثم انثنوا عنه وخلوه لأعماله ... لم ينقض النوح من داره إذ زال حتى اقتسموا ماله.
(1/131)
146- قال وأنشدني الرياشي عباس بن الفرج
تهيج منازل الأموات وجدا ... ويحدث عند رؤيتها اكتئاب
منازل لا تجيبك حين تدعو ... وعز عليك أنك لا تجاب
(1/132)
147- قال وأنشدني إبراهيم الأصبهاني عن الرياشي
وكيف يجيب من ندعوه ميتا ... تضمنه الجنادل والتراب
(1/132)
148- قال وأنشدني إبراهيم الأصبهاني
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
(1/132)
149- حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا كثير بن هشام عن أبي المقدام قال كنت أساير الحسن ونحن راجعون من جنازة بكر بن [ص:133] عبد الله فقلت أرأيت قول الله عز وجل: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} . فنظر عن يمينه وعن شماله فقال هم هؤلاء في البرزخ كما ترون يركضون عليهم هما يحيكم لا يسمعون الصوت.
(1/132)
150- حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا هشام بن محمد عن عون بن أيوب البجلي قال سمعت جدي أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن أبيه قال تدرون أي يوم يقصد في النعمان بن المنذر قلنا لا قال فإنه خرج متنزها ومتصيدا وكان النعمان يعبد الأوثان فمر بمقابر بظهر الحيرة فوقف قريبا منها فقال له عدي بن زيد أبيت اللعن تدري ما تقول هذه المقابر قال لا قال فإنها تقول
[ص:134]
يا أيها الركب المحيون على الأرض محدون ... كما أنتم كنا وكما نحن تكونون
قال أعد علي فأعاد عليه فرجع النعمان وهو رقيق ثم خرج خرجة أخرى فوقف على المقابر فقال له عدي أبيت اللعن تدري ما تقول هذه قال ما تقول قال تقول
رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم بادوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر حال بعد حال
قال أعد فأعاد فرجع متنصرا فمات نصرانيا.
(1/133)
151- حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عمر بن عثمان التيمي قال سمع أبي أبياتاً من عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب فقال له اكتبها لابن أخيك قال فكتبها لي عبيد الله ولقيني بها أبياتا لعدي بن زيد
أمم قبلنا خلت وقرون ... قوم موسى منهم بنوا إسرائيل
نقبوا في البلاد من حذر الموت ... وجالوا على الأرض كل مجال
ثم صاروا إلى التي خلقوا منها ... فأضحوا من التراب الهال
هل تراه يبقى عليهم مسح ... فايح فاه للصبا والشمال.
(1/134)
152- حدثني المفضل بن غسان قال مر رجل بقبر محفور فقال نعم مقيل المؤمن هذا.
(1/134)
153- حدثني القاسم بن هاشم أبو محمد ثنا الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي قال إن ذا القرنين أتى على أمة من الأمم ليس في أيديهم شيء مما يستمتع به الناس من دنياهم قد احتفروا قبورهم فإذا أصبحوا تعاهدوا تلك القبور فكنسوها وصلوا عليها ورعوا البقل كما ترعى البهائم وقد قيض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقال أجب الملك ذو القرنين فقال ما لي إليه حاجة فأقبل ذو القرنين فقال ابن.. . فأتيت بها فإذا قد جئتك قال لو كانت لي إليك حاجة لأتيتك فقال له ذو القرنين ما لي أراكم على الحال التي رأيت لم أر أحدا من الأمم عليها فقالوا وما ذلك قال ليس لكم دنيا ولا شيء أولا اتخذتم الذهب والفضة فاستمعتم بها فقالوا إنما كرهناها لأن أحدا لم يعط منها شيء إلا تاقت نفسه ورغبت إلى أفضل منه فقال ما بالكم قد احتفرتم قبورا فإذا أصبحتم تعاهدتموها فكنستموها وصليتم عندها قالوا أردنا إذا نظرنا إليها فأملنا الدنيا منعتنا قبورنا من الأمل قال وأراكم لا طعام لكم إلا البقل من الأرض أفلا اتخذتم البهائم من الأنعام فاحتلبتموها وركبتموها واستمتعتم بها فقالوا كرهنا أن نجعل بطوننا لها قبورا ورأينا أن في نبات الأرض بلاغا وإنما يكفي ابن آدم أدنى العيش من الطعام وإن ما جاوز الحد منه لم نجد له طعما ما كان من الطعام ثم بسط ملك تلك [ص:136] الأمة يده خلف ذي القرنين فتناول جمجمة فقال يا ذا القرنين أتدري من هذا قال لا ومن هو قال هذا ملك من ملوك الأرض أعطاه الله سلطانا على أهل الأرض فغشم وظلم وعتى فلما رأى الله ذلك منه حسمه بالموت فصار كالحجر الملقى حتى أحصى الله عليه عمله حتى يجزيه في آخرته ثم ناوله جمجمة أخرى فقال يا ذا القرنين تدري من هذا قال لا ومن هو قال هذا ملك ملكه الله بعده وكان يرى ما يصنع الذي قبله بالناس من الغشم والظلم والفجر فتواضع لله وخشع لله وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كما ترى قد أحصى الله عليه عمله حتى يجزيه في آخرته ثم أهوى إلى جمجمة ذي القرنين فقال وهذه الجمجمة قد كانت كهاتين فانظر يا ذا القرنين ما أنت صانع فقال له ذو القرنين هل لك في صحبتي فأتخذك أخا أو وزيرا أو شريكا فيما يأتي الله من هذا المال قال ما أصلح أنا وأنت في مكان ولا أن نكون جميعا قال له ذو القرنين ولما قال من أجل أن الناس كلهم لك عدو ولي صديق قال وعم ذلك قال يعادونك لما في يديك من الملك والمال ولا أجد أحداً يعاديني لرفضي ذلك ولما عندي من الحاجة وقلة الشيء فانصرف عنه ذو القرنين.
(1/135)
154- حدثنا سعيد بن سلميان ثنا خلف بن خليفة ثنا أبو هاشم الرماني قال بلغني أن ذا القرنين بلغ المشرق والمغرب مر برجل معه عصا يقلب عظام الموتى وكان إذا أتى مكانا أتاه أهل المكان فيسلمون ولم يأته فعجب ذو القرنين فأتاه فقال لما لم تأتني ولم تسلني قال لم يكن لي إليك حاجة وعلمت إنك إن يكن لك إلي حاجة ستأتيني قال فقلت ما هذا الذي تقلب قال عظام الموتى هذا عملي منذ أربعين سنة أريد أن أعرف الشريف من الوضيع فقد اشتبهوا علي فقال له ذو القرنين هل لك أن تصحبني وتكون معي قال إن ضمنت مني أمرا صحبتك قال ذو القرنين ما هو قال تمنعني من الموت إذا نزل بي قال ذو القرنين ما أستطيع ذلك قال لا حاجة لي في صحبتك.
(1/137)
155- حدثني يعقوب بن إسماعيل ثنا حبان بن موسى أنا عبد الله بن المبارك أنا رشدين بن سعد ثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن ذا القرنين في مسيره دخل مدينة فاستكف [ص:138] عليه أهلها ينظرون إلى موكبه الرجال والنساء والصبيان وعند بابها شيخ على عمل له فمر به ذو القرنين فلم يلتفت إليه الشيخ فعجب ذو القرنين فأرسل إليه فقال ما شأنك استكف الناس ونظروا إلى مركبي قال فما شأنك أنت قال لم يعجبني ما أنت فيه إني رأيت ملكا مات في يوم هو ومسكين ثم اطلعتهما بعد أيام وقد تزايلت لحومهما ثم رأيتهما قد تقلصت العظام واختلطت فلم أعرف الملك من المسكين فما يعجبني ملكك فلما خرج استخلفه على المدينة.
(1/137)
156- الحارث بن محمد التميمي عن شيخ من قريش قال مر الإسكندر بمدينة قد ملكها سبعة أملاك وبادوا فقال هل بقي من نسل الأملاك الذين ملكوا هذه الدنيا أحد قالو نعم رجل يكون في المقابر فدعى به فقال ما دعاك إلى لزوم المقابر قال أردت أن أعزل [ص:139] عظام الملوك من عظام عبيدهم فوجدت عظامهم وعظام عبيدهم سواء فقال له فهل لك أن تتبعني فأحيي بك شرف آبائك إن كانت لك همة قال إن همتي لعظيمة إن كانت بغيتي عندك قال وما بغيتك قال حياة لا موت فيها وشباب لا هرم معه وغناء لا فقر منه وسرور بغير مكروه قال لا قال فامضي لشأنك ودعني أطلب ذلك ممن هو عنده ويملكه فقال الإسكندر هذا أحكم من رأيت.
(1/138)
157- حدثني أبو.. . العبدي ثنا بقية بن الوليد ثنا الخليل ابن جميع البصري عن نعيم بن سلامة إنه كان يقول في الحثو على [ص:140] الميت يقول في الأولى بسم الله وفي الثانية الملك لله وفي الثالثة لا شريك له.
(1/139)
158- حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال سألت إسحاق بن سليمان الرازي فحدثني عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة وكان قد قرأ الكتاب قال حوسب رجل فشالت السيئات بالحسنات فنظر في ذلك فإذا هو قد حثى على قبر ثلاث حثيات فوضعت الحسنات فشالت بالسيئات.
(1/140)
159- حدثنا الحسن بن محبوب ثنا الفيض بن إسحاق قال قال لي فضيل أرأيت لو كانت الدنيا لك فقيل لك تدعها وتوضع في قبرك أما كنت تفعل.
(1/140)
160- حدثنا الحسن بن محبوب ثنا الفيض قال قال فضيل ويحك أليس تموت وتخرج من أهلك ومالك وتصير إلى القبر وضيقه وحدك ثم قال: {فما له من قوة ولا ناصر} . ثم قال إن كنت لا تفعل هذا فما في الأرض دابة أحمق منك.
(1/141)
161- حدثني أحمد بن محمد الأزدي حدثني حامد بن أحمد بن أسيد قال أخذت بيد علي بن جبلة يوما فأتينا أبا العتاهية فوجدناه في الحمام فانتظرناه فلم يلبث أن جاء فدخل عليه إبراهيم بن مقاتل بن سهل وكان جميلا فتأمله أبو العتاهية وقال متمثلا
يا حسان الوجوه سوف تموتون ... وتبلى الوجوه تحت التراب
قال فأقبل علي بن جبلة فقال اكتب
يا مربي شبابه للتراب سوف ... تلهوا البلى بغض الشباب
يا ذوي الأوجه الحسان المصونات ... وأجسامها الغضاض الرطاب
قال فقال أبو العتاهية قل يا حامد قلت معك ومع أبي الحسن قال نعم فقلت
أكثروا من نعيمها وأقلوا ... سوف تهدونها لعفر التراب
قد نعتك الأيام نعيا صحيحا ... بفراق الإخوان والأصحاب
نعموا الأوجه الحسان فما ... صونكوها إلا لعفر التراب
ولبسوا ناعم الثياب ففي ... الحفرة يعرون من جميع الثياب
قد ترون الشباب كيف يموتون ... إذا استنصروا بماء الشباب
(1/142)
162- حدثني أبو محمد النخعي قال انتفض عتام بن علي يوما وهو مع أصحابه فقال له بعضهم ما هذا الذي أصابك قال ذكرت اللحد.
(1/143)
163- حدثني محمد بن أحمد قال قال هشام الدستوائي ربما ذكرت الميت إذا لف في أكفانه فاغص بنفسي.
(1/143)
164- حدثني محمد بن خلف التيمي حدثني أبي قال سمعت أبا بكر النهشلي شهد جنازة فلما دفن الميت بكى أهله فجعل أبو بكر ينكت في الأرض ويقول
ترى الميت يبكيه الذي مات قبله ... وموت الذي يبكي عليه قريب
(1/143)
165- حدثني محمد بن خلف قال سمعت أبي يقول رجعنا من دفن ميت مع ابن السماك فأقبل ابن السماك يقول
[ص:144]
تمر أقاربي جنبات قبري ... كأن أقاربي لا يعرفوني
(1/143)
166- حدثني محمد بن خلف حدثني محمد بن العلاء التيمي عن عقبة البزار قال سمعت أعرابيا وقد رأى جنازة فأقبل وهو يقول هنيئا هنيئا يا صاحبها فقلت علام تهنئه قال كيف لا أهنئ من يذهب به إلى حسن جوار كريم نزله عظيم عفوه فكأني لم أعرف ذلك القول إلا تلك الساعة.
(1/144)
167- حدثني أبو حاتم الحنظلي ثنا مضرس بن عبد الله الغنوي ثنا أبو عياض أبان بن راشد عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال قال أبو الدرداء إن لكم في هاتين الدارين لعبرة تزورونهم ولا يزورونكم تنتقلون إليهم ولا ينتقل إليكم يوشك أن [ص:145] تستفرغ هذه ما في هذه.
(1/144)
168- حدثني مفضل بن غسان قال نظر رجل إلى القبور قال أصبح هؤلاء زاهدين في ما نحن فيه راغبين.
(1/145)
169- حدثني أحمد بن إبراهيم العبدي حدثني أبو داود عن عمارة بن مهران المعولي قال قال لي محمد بن واسع ما أعجب إلي منزلك قلت وما يعجبك من منزلي وهو عند القبور قال وما عليك يقلون الأذى ويذكرونك الآخرة.
(1/145)
170- حدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا كثير بن هشام عن [ص:146] مبارك بن فضالة عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص إنه كان في جنازة فرأى قبرا خاسفا فقال لرجل من أهله تعال إلى بيتك الذي هو بيتك قال فجاء قال ما أرى بيتا فيه طعام ولا شراب ولا ثياب قال فإنه والله بيتك قال صدقت قال فرجع فقال والله لأجعلن ما في بيتي ذلك قال الحسن هو والله التشدد والهلكة لتصبرن أو لتهلكن قال سمعته ينشد:
هل على نفس امرئ محزون موقن أنه غدا مدفون
فهو للموت مستعد لا يصون الحطام فيمن يصون
كلنا نكثر المذمة للدنيا وكل محبها مدفون
بأكثر الكنوز إن الذي يكفيك ما أكثرت منها الدون
أترى من بها جميعا كان قد علقت منها ومنك الرهون
أين آباؤنا وأين آباؤهم قبل وأين القرون أين القرون
إنا لتلك المنايا ولو أنك في شاهق من تلك الحصون
كم أناس كانوا فأتتهم الأيام حتى كأنهم لم يكونوا
إن رأيا دعا إلى طاعة الله لرأيا باذل ميمون
(1/145)
171- حدثني أبو بكر بن الأغر ثنا خلف بن تميم قال سمعت يزيد بن مغول يقول
أين آباؤنا وأين آباء آباؤنا ... ... ... وأين أين الجدود
وردوا منهل المنايا فبادوا ... ... ... ولهانا قد حان ما ورد
(1/147)
172- حدثني سليمان بن أبي سنح قال أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان
فما تريد مما كان يجمعه ... إلا حنوطا خرما البين مع خرق
وغير نفحة أعواد تشب له ... وقل ذلك من زاد لمنطلق
لا تيأسن على شيء فكل ... فتى إلى بيته يسير على عنق
وكل من ظن أن الموت يخطئه ... معلل بأعاليل من الحمق
فأي.. . تعذر منيته ... إلا شيخ إليها ظا.. . بسق
(1/147)
173- ما زالت الدنيا منغشية ... لم ينجو صاحبها من البلوى
دار الفجائع والهموم ... ودار البنود والأحزان والشكوى
منا الفتى فيها بمنزل ... إذ صار تحته جيرانها ملقى
يقفوا مساوئها محاسنها ... لا شيء بين المنعى والبشرى
(1/147)
174- أنشدني أبو العباس المكي بمكة
كأني بإخواني على حافتي قبري ... يهيلونه فوقي وأعينهم تجري
عفى الله عني يوم أنزل ثاويا ... أزار فلا أدري وأجفا فلا أدري
(1/148)
175- قال أنشدني علي بن محمد بن البصري
يا ساعة القبر أين زواري ... إذا تخليت بين أحجاري
يهجر ذكري ويحتمي وطني ... وتنقضي مدتي وإيثاري
(1/148)
176- قال أنشدني أبو جعفر القرشي
يا ساكن اللحد قلب حين تسكنه ... عينيك فانظر لماذا يصنع الحاثي
يا داخل القبر فاسمع حين تدخله ... ماذا يريثك فيه بعدك الراثي
يا عين لا تكلي دمعا علي ولا نوحا ... إلى أعين يرقبن ميراثي
(1/148)
177- قال أنشدني أبي رحمه الله قال انشدني أبو السمح الطائي
إذا أصحاب ودي ودعوني ... وراحوا والأكف بها غبار
مقيم لا يجاورني صديق ... بأرض لا أزور ولا أزار
فذاك النأي لا الهجران ... شهرا وشهرا ثم تجتمع الديار
(1/148)
178- قال وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن لهدية بن الهيثم العدوي
[ص:149]
ألا عللاني قبل نوح النوائح ... وقبل اضطلاع النفس بين الجوانح
وقبل غد يا ويح نفسي من غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح
إذا راح أصحابي تفيض دموعهم ... وغودرت في أرض لحد على صفائح
يقولون هل أصلحتم لأخيكم ... وما القبر في أرض الفضاء بصالح
(1/148)
179- حدثني عمر بن أبي معاذ البصري حدثني بكر بن عبد الله ابن عاصم عن مالك بن دينار قال لما مات بشر بن مروان مات رجل أسود كان قريب المنزل منا فشيعناه فدفن إلى جانب قبر بشر فلما أتت عليه ثالثة مررت بقبريهما فلم أعرف أحدهما من صاحبه فذكرت قول الشاعر
والعطيات خساس بينهم ... وسوار مس مثري ومقل
(1/149)
180- حدثني محمد بن الحسين قال قال أبو إسحاق شهدت جنازة رجل من إخواني منذ خمسين سنة فلما دفن وسوي عليه التراب وتفرق الناس جلست إلى بعض تلك القبور فتفكرت فيما كانوا فيه في الدنيا وانقطاع ذلك كله عنهم فأنشأت أقول
سلام على أهل القبور الدوارس ... كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ... ولم يأكلوا من بين رطب ويابس
[ص:150]
قال فغلبتني والله عيناي فقمت وأنا محزون.
(1/149)
181- حدثني محمد حدثني داود بن مهران حدثني شعيب بن أبي حمزة قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض مدائن الشام أما بعد فكم للتراب في جسد ابن آدم من مأكل وكم للدود في جوفه من طريق مخترق وإني أحذركم ونفسي أيها الناس العرض.
(1/150)
182- حدثني محمد حدثني محمد بن حرب المكي قال قدم علينا أبو عبد الرحمن العمري العابد واجتمعنا إليه وأتاه وجوه أهل مكة قال فرفع رأسه فلما نظر إلى القصور المحدقة بالكعبة فإذا بأعلى صوته يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود والصديد وبلى الأجسام في التراب قال ثم غلبته عيناه فقام.
(1/150)
183- أنشدني أحمد بن يحيى قوله
استعدي للموت يا نفس واسعي ... لنجاة فالحازم المستعد
قد نبئت أنه ليس للحي ... خلود ولا من الموت بد
أنت تسهين والحوادث لا ... تسهوا وتلهين والمنايا تجد
إنما أنت مستعان ما سوف ... تردين والعواري ترد
لا ترجي البقاء في معدن الموت ... ودار حقوقها لك ورد
أي ملك في الأرض أو أي حظ ... لامرئ حظه من الأرض لحد
كيف تهيني أمرا ولذاذة ... أيام عليه الأنفاس فيها تعد.
(1/151)
184- أنشدني أبو جعفر القرشي
أتعمى عن الدنيا وأنت بصير ... وتجهل ما فيها وأنت خبير
وتصبح تبنيها كأنك خالد ... وأنت غدا عما بنيت تسير
فلو كان فيها لي الذي أنت عارف ... لقد كان فيما قد بلوت نذير
متى أبصرت عيناك شيئا فلم ... يكن له مخبر أن البقاء يسير
فدونك فاصنع كلما أنت صانع ... فإن بيوت الميتين قبور.
(1/151)
185- قال وأنشدي علي بن محمد لهدبة بن محمد العدوي
[ص:152]
ألا يا لقوم للنوائب والدهر ... والمزدري نفسه وهو لا يدري
والأرض كم من صالح قد تألمت عليه ... فوارته بلماعة قفر
فلا ذا جلال هنتم لجلاله ... ولا ذا ضياع هن يتركن للفقر
(1/151)
186- أنشدني أبو جعفر القرشي
تناجيك أجداث وهن سكوت ... وسكانها تحت التراب خفوت
أيا جامع الدنيا لغير بلاغة ... لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
(1/152)
187- قال وأنشدني غير أبي جعفر
ذوي الود من أهل القبور عليكم ... السلام أما من دعوة تسمعونها
ولا من سؤال ترجون جوابه إلينا ... ولا من حاجة تطلبونها
سكنتم ظهور الأرض حينا بشرة ... فما لبثت حتى سكنتم بطونها
وخليتم اللذات فيها لأهلها ... وكنتم زمانا تعبدون فتونها
وكنت أناسا قبلنا مثل ما نرى ... تظنون بالدنيا وتستحسنونها
وكم صورة تحت التراب لسد ... وكان حريصا جاهدا أن يصونها
وما زالت الدنيا محل ترجل ... نخوش المنايا سهلها وحزونها
وقد كان للدنيا قرون كثيرة ... ولكن سريب الدهر أتى قرونها
وللناس آجال قصار ستنقضي ... وللناس أرزاق سيستكملونها.
(1/152)
188- حدثني أبو عبد الله التيمي قال سمعت شريح بن مسلمة وأبي يذكران عن القاسم بن أبي وديعة قال كان رجل يقدم علينا كل سنة من الري يريد الحج ليس معه زاد ولا آلة الحج وكان ربما صحب كادح وأي طالب قال فأخبرني قال كانت لنا ظيرة مجوسية فماتت فرمي بها في الناووس فكن بناتي يبكينها فخرجت من الغم بذلك بين المغرب والعشاء وقد طلع القمر فاتكيت أنظر فيها فأنا أنظر إلى الناووس فإذا شيء قد تدلى من الناووس فلما قرب مني إذا أنا بها سوداء الوجه زرقاء العينين ثائرة الشعر حتى وقفت علي فقالت طوبى لكم يا أمة محمد كلكم في الجنة طبع المجوس في النار طبعة اسودت منها ألوانهم وازرقت منها عيونهم وثارت شعورهم ثم عادت فتدلت في الناووس وأنا أنظر إليها قال فأتيت أهلي فأخبرتهم فأمسكوا عن البكاء عليها قال أبو عبد الله وقد سمعت قاسما يذكره وهو خالي.
(1/153)
189- حدثني أبو عبد الله حدثني محمد بن عمر التيمي وحدثني عبد الله بن نهار قالا سمعنا عبد الله بن الوليد العابد وكان صاحب سياحة وكان إذا سمع بجنازة مضى إليها حيث كانت قال فشهدت دفن ميت فلما إن حثوا عليه التراب أقبل الشيخ يقول يا معشر الناس رجل في القبر اتقوا الله أتدفنونه معه فتواثب إليه أهل بيته ومن كان معه من جيرانه فجعلوا يردونه عن كلامه فلا يرجع فلما دفن الميت قال سألتكم بالله إلا رجعتم وتركتموني قال [ص:154] فمضينا ولنا مسنأة تدعى العقيق بينها وبين المقابر شبيه بنصف فرسخ فلما صرنا على المسنأة أقبلنا ننظر مع الشيخ إلى رجل معه مليا ثم أقبل إلينا الشيخ فقال هل رأيتم معي أحد يكلمني قلنا قد رأينا معك إنسانا قال فهو الذي أنكرتم من قولي خرج من القبر بعد ما مضيتم فقال لي يا هذا قد سمعت ما قال لك القوم فهل تدري من أنا قلت ومن أنت قال أنا ثواب الثلاث آيات من آخر سورة الحشر أنا مؤنس كل مؤمن في قبره فكان لي تلا فدخلت عليه فآنسته في قبره قال ثم غاب فلم أره.
(1/153)
190- حدثني محمد بن المغيرة التميمي قال وجدت في كتاب جدي علي بن أبي طالب بن يزيد الحنفي ثنا الشمالي أن رجلا خرج بالمدينة يتنزه فإذا هو بصوت من قبر ينادي شعرا
هذا أبو ناقد أتانا زائرا ... أحبب به زورا إلينا باكرا
وخير ميت ضمن المقابر ... جد إلينا يا عبيد سائرا
قد وحد الله زمانا صابرا ... عوض من توحيد أساور
في جنة الفردوس نزلا فاخرا
فقلت لا أبرح اليوم حتى أعلم ما هذا الصوت الذي سمعت [ص:155] ومن هذا الميت فجيء بجنازة رجل فسألتهم عنهم فقيل لي هذا رجل من الأنصار من بني سلمة وهذا ابنه عبيد وهذه ابنته عبيدة فدفنوه بينهما فانصرفوا.
(1/154)
191- حدثنا محمد بن المغيرة قال وفي كتاب جدي قال الكلبي إن رجلا مات بالمدينة فوله عليه أبوه ولها شديدا وإن أباه أري في منامه إن أتيت قبر ابنك فودعه فخرج يمشي حتى أتى قبره وهو رجل لا يقول الشعر فألقي على لسانه أن قال
يا صاحب القبر الذي قد استوى ... هيجت لي حزنا على طول البلى
حزنا طويلا يا بني ما انقضى ... ولم أغمض مذ دهاني ما دهى
حذار ما حدث مما قد سقى ... من غصص الموت وغم قد نوى
وضغطة القبر الذي فيها الأذى
قال ثم إن الرجل انصرف فنودي من خلفه
اسمع أحدثك بائن قد أضى ... بخبر أوضح من ضوء الضحى
في غصص الموت وغم قد جلا ... وفرح لقيه بعد الرضى
القول بالتوحيد فينا قد خلا ... أتيت من ذاك جزيلا وغنى
جنات فردوس رضى للفتى ... يدعون فيها ناعما بما اشتهى
قال ثم إن الصوت خمد وانصرف الرجل فما خطر ابنه على بال حتى مات.
(1/155)
192- حدثنا أبو حاتم ثنا سويد بن سعيد ثنا فضيل بن عياض عن هشام بن حسان قال كنا مع الحسن فوقف على قبر فقال أيها الناس القبر عيش هذا آخره فما خبره في أوله.
(1/156)
193- حدثني أبو حاتم قال سمعت محمد بن عبد الكريم قال سمعت عائد بن شراحيل قال قال ابن المبارك
إن الذي قد زين الأباعدا ... والأقربين صاعدا فصاعدا
عساك يوما تذكر الملاحدا ... يامن يرجي أن يكون خالدا
شربت فاعلمه حديدا باردا ... لا بد تلقى طيبا وزائدا.
(1/156)
194- قال عائد وقال ابن المبارك
كأنك مستقل قد كسيت لفائف تعصب أكفانها ... وبؤت في قفرة ملحدا يقل التزاور جيرانها
[ص:157]
وشادك بعد الوتين الصعيد بدار يجاور سكانها ... وأضحى رميما بمكروهة يفيض إلى الحي عمرانها.
(1/156)
195- حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا عبد الله بن يوسف قال سمعت صدقة بن عبد الله يتمثل كثيرا
انظر إلى الموتى متى تبعثا ... فتعالى الله ماذا تنتظر.
(1/157)
196- حدثني أبو عبد الله التميمي ثنا سيار عن جعفر عن مالك بن دينار إنه كان يتمثل
كفى واعظا بالموت إن كنت ناظرا ... لنفسك فاسهر في مكانك أو نم.
(1/157)
197- حدثنا فضيل بن عبد الوهاب ثنا النضر بن إسماعيل في قوله: خذوه. قال يبتدره أكثر من ربيعة ومضر.
(1/157)
198- حدثنا فضيل ثنا معتمر عن أبيه في قوله: خذوه. قال لا يضع يده على شيء إلا دقه فيقول أما ترحمني فيقول كيف أرحمك ولم يرحمك أرحم الراحمين.
(1/158)
199- حدثنا فضيل ثنا غصن الرقي عن معقل اجزري عن عبد الكريم الجزري: {ليس على الأعمى حرج} . قال لا يقاتل وهي في التوراة يستتبع قائده إذا دعي إلى وليمة.
(1/158)

======


[ فهرس الكتاب - فهرس المحتويات ]
القبور لابن أبي الدنيا
باب ما قرئ من الكتاب على القبور
200- حدثني محمد بن عبد الله الأرزي ثنا حماد بن واقد أبو عمرو الصفار عن مالك بن دينار قال قرأت على قبر في طريق الشام مكتوب
يا أيها الركب سيروا إن مصيركم ... أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حثوا المطايا وارخوا من أزمتها ... قبل الممات وقضوا ما تقضونا
كنا أناسا كما كنتم فغيرنا دهر ... وعن قليل كما صرنا تصيرونا
(1/159)
201- حدثني محمد بن الحسين ثنا إبراهيم بن الشماس السمرقندي حدثني رجل من بن عجل يكنى أبا بكر قال مررت في بعض مخاليف اليمن فإذا أنا بقبرين عظيمين بينهما صخرة منقورة مكتوب عليها
[ص:161]
هذان قبرا سيدي حمير ... قد بليا في الترب تحت الثرى
أفناهما الموت بكراته ... والموت يفني كل شمخ الذرى.
(1/160)
202- حدثني محمد ثنا أحمد بن سهل الأزدي قال قرأت على قبر بجبل لبنان في أعاليه
كره الموت من عرف ... كرب الموت والغصص
قال فوالله ما ذكرته إلا حركني.
(1/161)
203- حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو عمر العمري ثنا سيف بن بشر الصغاني قال مررت على وادي حضرموت فإذا أنا بقبر من قبور أولئك الأولين عليه مكتوب بالحميرية فنظرته فإذا عليه مكتوب
أيا من عمر الدنيا ليسكنها ... فاخرت نفسه الآجال والغير.
(1/161)
204- حدثني محمد حدثني القاسم بن عمرو بن محمد قال مر رجل من بني ضمرة قال مررت بقبر في جبال نحو بيت المقدس فوقفت أنظر إليه فإذا عليه مكتوب
[ص:162]
أيها الواقف هونا فاعتبر ... إن في الموت لشغلا فادكر
(1/161)
205- حدثني محمد حدثني سودة بن قدامة الأسواري قال سمعت عبد العزيز بن سلمان العابد يقول قرأت على قبر في طريق بعض السواحل
ألحقنا الموت بآبائنا ... وكل من عاش فيوما يموت
فسألت لمن هذا القبر فقالوا لشيخ أتت عليه عشرون ومئة سنة ثم مات فأوصى أن يكتب هذا على قبره.
(1/162)
206- حدثني محمد ثنا سودة بن قدامة قال سمعت أبا مالك ضيغم الراسبي يقول قرأت على قبر بالأبلة
أنا البعيد القريب الدار منظره ... بين الجنادل والأحجار مرموس
قال فما ذكرته إلا كدر علي نومي.
(1/162)
207- حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام [ص:163] حدثني عمرو بن الزبير قال قرأت على قبر في الجبان مما يلي المهالبة عليه مكتوب
من أبصر القبر فقد رأى عبرا ... جنادلا يبكين عن أوجه نضرا
قال فوالله ما ملكت نفسي.
(1/162)
208- حدثني محمد حدثني حكيم بن جعفر حدثني عمرو بن سيف المكي قال خرجت يوما وأنا أريد الطائف فحادت بي راحلتي عن الطريق فانتهيت إلى عين ماء وإذا أنا بقبر عند العين جديد في موضع منقطع عن الناس لا يكاد يمر عليها إلا راع أو ضال فإذا على القبر مكتوب
رحم الله من بكى لغريب وقد عفى ... غبر القبر وجهه فمحى الحسن والصفا
قال فبكيت والله يومئذ حتى استقيأت.
(1/163)
209- حدثني محمد حدثني سجف بن منظور حدثني سليمان النحيف قال فقده أصحابه يعني مالك بن دينار فقالوا أين كنت يا أبا يحيى قال خرجت إلى الأبلة فقالوا قد رأيت الأرض وتلك [ص:164] الأموال على نهر الأبلة فما أحسن شيء رأيته قال ما رأيت شيئا أعجبت به إلا أني رأيت امرأة تصلي قالوا يا أبا يحيى وما أعجبك شيء رأيت قال رأيت بالبحرين قصرا مشيدا ظريفا وإذا على بابه مكتوب
طلبت العيش أسعد ناعمته ... وعشت من المعايش في النعيم
فلم ألبث ورب الناس ظهرا ... سلبت من الأقارب والحميم
قال فقلت لمن هذا القصر قالوا هذا أنعم أهل البحرين مات فأوصى أن يدفن في قصره وأن يكتب على بابه هذا الكلام قال مالك فعجبت من معرفته فهلا يستقبل الموت بتوبته ثم بكى مالك.
(1/163)
210- حدثني محمد ثنا روح بن سلمة العابد ثنا شرحبيل بن غالب النجراني عن أبيه قال توفي رجل بالبحرين فأوصى بهذا ان يكتب على بابه قال فأنا قرأتها على باب قصره بعد أن مات
طلبت العيش أغبط ناعمته ... وعشت من المعايش في الرغيد
فلم أنزل ورب البيت حتى ... سلبت من الأقارب والبعيد
(1/164)
211- قال محمد حدثني إسحاق بن حكيم حدثني شيخ قال نزلنا إلى جنب مقبرة في طريق الشام فإذا على قبر منها
[ص:165]
أتضمن لي فتى ترك المعاصي ... وأرهبه الكفالة بالخلاص
أطاع الله قوم فاستراحوا ... ولم يتجرعوا غصص المعاصي
(1/164)
212- حدثني محمد حدثني محمد بن علي الطويل حدثني رجل بالبصرة قال قرأت على قبر بالأهواز
الموت أخرجني من دار مملكتي ... فالترب مضطجعي من بين تنزيف
لله عبد رأى قبري فأحزنه ... وخاف من دهره ريب التصاريف
هذا مصير بني الدنيا وإن عمروا ... فيها وغرهم طول التساويف
أستغفر الله من عمدي ومن حنقي ... وأسأل الله فوزا يوم توقيف
(1/165)
213- حدثني محمد ثنا محمد بن عبد الله بن عقبة بن أبي الصهباء قال قرأت على قبر بطرسوس مما يلي باب الجهاد مكتوب
فارقت دنياي وصرت إلى ربي ... فيا رب فاغفر ما تقدم من ذنب
أمرني بأشياء وعن غيرها نهى ... فخالفته فيها فأصبحت في كرب
(1/165)
214- حدثني محمد قال قرأت على قبر في بعض الجبانين مكتوب
[ص:166]
ليس للميت في قبره فطر ولا أضحى ... ولا عيش ناء عن الأهل على قربه
كذاك من مسكنه القبر.
(1/165)
215- وحدثني محمد قال قرأت على قبر
هذا عزيزي دعاه رب رحيم ... غافر الذنب بالعباد عليم
قد خلا في التراب فردا وحيدا ... فاغفر اليوم ذنبه يا عليم
وتفضل بعفوك اليوم يا رب ... عليه فأنت رب كريم
(1/166)
216- وحدثني محمد قال قرأت على قبر في بعض الصحاري
عزيز علينا لو أن من فيه يفدى ... أسكنت قرة عيني ومنية النفس لحدا
ما جار خلق علينا ولا القضاء تعدى ... والصبر أزين ثوب به التقي تردى
(1/166)
217- وحدثني محمد قال قرأت على قبر في بعض الجبانين
إن يكن مات صغيرا فلا شيء عن صغير ... كان ريحاني فصار اليوم ريحان القبور
أي أغصان مليحات بديعات بنور ... غرستها في بساتين البلى أيدي الدهور
(1/166)
218- وحدثني محمد ثنا أبو عمر العمري ثنا عبد الله بن صدقة بن مرداس البكري عن أبيه قال نظرت إلى ثلاثة أقبر على [ص:167] شرف من الأرض مما يلي بلاد أنطابلس وإذا على أحدها مكتوب
وكيف يلذ العيش من هو عالم ... بأن إله الخلق لا بد سائله
فيأخذ منه ظلمه لعباده ... ويجزيه بالخير الذي هو فاعله
وعلى القبر الثاني إلى جنبها
وكيف يلذ العيش من كان موقنا ... بأن المنايا بغتة ستعاجله
فتسلبه ملكا عظيما وبهجة ... وتسكنه البيت الذي هو أهله
وعلى القبر الثالث إلى جنبها
وكيف يلذ العيش من كان صائرا ... إلى جدث أبلى التراب مناهله
ويذهب وسم الوجه من بعد صونه ... ويبلى منه جسمه ومفاصله
وإذا هي قبور متسنمة على قدر واحد مصطفة بعضها إلى جنب بعض فلما نزلت القرية التي كانت في القرب منها قلت لشيخ جلست إليه لقد رأيت في قريتكم عجبا قال وما رأيت فقصصت [ص:168] عليه قصة القبور قال فحدثتهم أعجب ما رأيت على قبورهم قال قلت حدثني قال كانوا ثلاثة إخوة أمير يصحب السلطان ويؤمر على المدائن والجيوش وتاجر موسر مطاع في ناحيته وزاهد قد تخلى لنفسه وتفرد بعبادته قال فحضرت أخاهم هذا العابد الوفاة فاجتمع عنده أخواه وكان الذي يصحب منهم السلطان قد ولي بلادنا هذه أمره عليها عبد الملك بن مروان وكان ظالما غشوما متعسفا فاجتمعا عند أخيهما لما احتضر فقالا له ألا توصي قال لا والله ما لي من مال فأوصي فيه ولا لأحد علي دين فأوصي فيه ولا أخلف من الدنيا شيئا فأسلبه فقال أخوه ذو السلطان أي أخي قل ما بدا لك فهذا مالي بين يديك فأوصي فيه بما أحببت وانفذ فيه ما بدا لك واعهد إلي بما شئت قال فسكت عنه قال فقال أخوه التاجر أي أخي قد عرفت مكسبي وكثرة مالي فلعل في قلبك غصة من الخير لم تبلغها إلا بالإنفاق فيها فهذا مالي بين يديك فاحكم فيه بما أحببت ينفذ لك ذلك أخوك فأقبل عليهما فقال لا حاجة لي في مالكما ولكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفا عهدي قال إذا أنا مت فغسلاني وكفناني وادفناني على نشر من الأرض واكتبا على قبري
وكيف يلذ العيش من هو عالم ... بأن إله الخلق لا بد سائله
فيأخذ منه ظلمه لعباده ... ويجزيه بالخير الذي هو فاعله
فإذا أنتما فعلتما ذلك فأتياني في كل يوم مرة لعلكما أن تتعظا [ص:169] ففعلا لما مات قال وكان أخوه يركب في جنوده حتى يقف على القبر فينزل فيقرأ عليه ويبكي فلما كان في اليوم الثالث جاء كما كان يجيء مع الجنود فنزل فبكى كما كان يبكي فلما أراد ن أن ينصرف سمع هذة من داخل القبر كاد أن ينصدع لها قلبه قال فانصرف مذعورا فزعا وجلا فلما كان من الليل رأى أخاه في منامه فقال أي أخي ما الذي سمعت من قبرك قال تلك هذه المقمعة قيل لي رأيت مظلوما فلم تنصره قال فأصبح مهموما فدعى أخاه وخاصته وقال ما الذي أخي أراد بما أوصانا أن يكتب على قبره غيري وأشهدكم أني لا أقيم بين ظهرانيكم أبدا فترك الإمارة ولزم العبادة وكتب إلى عبد الملك في ذلك فكتب أن خلوه وما أراد قال وكان إنما يأوي إلى الجبال والبراري حتى حضرته الوفاة في بعض هذا الجبل وهو مع بعض الرعاة فبلغ أخاه ذلك وأتاه فقال أي أخي ألا توصي قال بما أوصي لا مال لي فأوصي به ولكن أعهد إليك عهدا إذا أنا مت فبوأني قبري فادفعني إلى جانب قبر أخي واكتب على قبري
وكيف يلذ العيش من كان موقنا ... بأن المنايا بغتة ستعاجله
فتسلبه ملكا عظيما وبهجة ... وتسكنه البيت الذي هو أهله
ثم تعاهدني ثلاثا بعد موتي فادع الله لي أن يرحمني قال فمات ففعل به أخوه ذلك [ص:170] فلما كان في اليوم الثالث في أثنائه أتاه فدعى له وبكى عنده فلما أراد أن ينصرف سمع وجبة من قبره كادت أن تذهل عقله فرجع مقلقلا فلما كان من الليل إذا بأخيه في منامه قد أتاه فقال ذلك الرجل فلما رأيت أخي وثبت إليه لما كان قد وجل قلبي فقلت أي أخي أتيتنا زائرا قال هيهات أخي بعد المزار فلا مزار واطمأنت بنا الدار قال قلت أي أخي كيف أنت قال بخير ما أجمع التوبة لكل خير قال فقلت وكيف أخي قال ذاك مع الأئمة الأبرار قال قلت فما أمرنا قبلكم قال من قدم شيئا وجده فاغتنم وجدك قبل فقدك قال فأصبح أخوه معتزلا للدنيا قد انخلع منها ففرق ماله وقسم رباعه وأقبل على طاعة الله قال فنشأ له ابن كأهنأ الشباب وجها وجمالا قال فأقبل على المكاسب والتجارة حتى بلغ منها الغاية قال وحضرت أباه الوفاة فقال له ابنه يا أبه ألا توصي فقال يا بني والله ما لأبيك مال فيوصي فيه ولكن أعهد إليك عهدا إذا أنا مت فادفني مع عمومك واكتب على قبري هذين البيتين
[ص:171]
وكيف يلذ العيش من هو صائرا ... إلى جدث تبلى التراب مناهله
ويذهب وسم الوجه من بعد صورة ... ويبلى منه جسمه ومفاصله
فإذا أنت فعلت ذلك فتعاهدني بنفسك ثلاثا وادع الله لي ففعل الفتى ذلك فلما كان يوم الثالث سمع من القبر صوتا فاقشعر له جلده وتغير له لونه ورجع منه مهموما إلى أهله فلما كان من الليل أتاه أبوه في منامه فقال أي بني أنت عندنا عن قليل والأمر بآخره والموت أقرب من ذلك فاستعد لسفرك وتأهب لرحيلك وحول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت فيه مقيم ولا تغتر بما اغتر به البطالون فتلك من طول آمالهم فقصروا عن أمر معادهم فندموا عند الموت أشد الندامة وأسفوا على تضييع العمر أشد الأسف فلا الندامة عند الموت نفعتهم ولا الأسف على التقصير أنقذهم من شر ما وافى به المغبونون مليكهم يوم القيامة أي بني فبادر ثم بادر ثم بادر.. . قال عبد الله بن صدقة قال أبي قال الشيخ الذي حدثني بهذا الحديث فدخلت على هذا الفتى صبيحة ليلة هذه الرؤيا فقصها علينا وقال ما أرى الأمر إلا كما قال [ص:172] أبي ولا أرى الموت إلا قد أظلني قال فجعل يفرق ماله ويتصدق ويقضي ما عليه من الدين ويستحل خلطاؤه ومعامليه ويحللهم ويسلم عليهم ويودعهم ويودعونه كهيئة رجل أنذر بأمر فهو يتوقعه وكان يقول قال أبي فبادر ثم بادر ثم بادر فهذه ثلاث ساعات مضت فلست بها أو ثلاثة أيام وأنى إما بها أو ثلاثة أشهر وما أرى أدركها أو ثلاث سنين فهو أكثر من ذلك وما أحب أن يكون ذلك كذلك قال فلم يزل الفتى يعطي ويقسم ويتصدق ثلاثة أيام حتى إذا كان في آخر يوم الثالث من صبح ليلة هذه الرؤيا دعى أهله وولده فودعهم وسلم عليهم ثم استقبل القبلة فمدد نفسه وأغمض عينيه وتشهد شهادة الحق ثم مات رحمه الله فمكث الناس حينا يأتون قبره من الأمصار يصلون عليه.
(1/166)
219- حدثنا محمد بن الحسين حدثني صجعم أو صبعم بن بشير أو إبراهيم الطائي قال سمعت جميعا أبا محمد الغافقي وكان خيار عباد الله يقول مررت بقبر في طريق الشام عليه مكتوب
أيها الركب قفوا فاعتبروا ... ثم ارحلوا فتذكروا وادكروا
كم رأينا ورأيتم من أناس ظمروا ... بعد رجاء ونعيم في الثرى قد قبروا
قال فدخلنا من ذلك الموضع فبينما نحن نسير وقد أظلم الليل إذ سمعنا قائلا يقول
أيها الركب سيروا فكم من ... سائر بكرا لا يدرك الرواح
وكم من سائر مساء لا يدرك الصباح ... فجدوا في أمر الله لعلكم تفلحوا بالنجاح
ولا تكن توضع عظتي كمثنا في الرياح
قال فانطلقنا فجعلنا نسير حتى نزلنا ذات ليلة إلى أجمة إلى حافتها أقبر فبينا نحن قد أخذنا نصل جعنا وذلك قبر السحر إذ سمعنا قائلا يقول من بين تلك الأقبر
كفى بالموت مدكرا وإن في الموت لمعتبرا ... ألا ترون لكم سلفا فالذي أنتم لمن يأتي بعدكم فرطا
لا شك أنكم لنا تبع وإنهم بكم لحق
ثم قال أستودعكم الله وأخبركم أن سليمان بن عبد الملك قد مات وولي الأرض إمام عادل اسمه اسم أحد وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:174] قال فقدمنا بلادنا فإذا سليمان بن عبد الملك قد مات وولي الخلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
(1/173)
220- حدثني إبراهيم بن يعقوب ثنا يحيى بن يونس بشيراز قال قرأت على قبر بشيراز
ذهب الأحبة بعد طول تودد ... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
خذلوك أفقر ما تكون بغربة ... لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
فقضى القضاء وصرت صاحب حفرة ... عند الأحبة أعضوا وتصدعوا
(1/174)
221- حدثني أبو جعفر القرشي من بني هاشم قال خرج رجل من تلحن مارا إلى مقابر البصرة فبينا هو يتخطاها إذ حضر بقبر عليه مكتوب
يا غافل القلب عن ذكر المنيات ... عن ما قليل ستثوي بين أموات
فاذكر محلك من قبل الحلول به ... وتب إلى الله من لهو ولذات
إن الحمام له وقت إلى أجل ... فاذكر مصائب أيام وساعات
[ص:175]
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها ... قد حان للموت يا ذا اللب أن يأتي
(1/174)
222- حدثني أبو بكر حدثني محمد بن عمر بن عيسى العنبري قال كنت بالجبان بالبصرة فأصابتني السماء فملت إلى قبة أستتر فيها فإذا هي مبنية على قبر وإذا عليه مكتوب
ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي ... وتحدث بعدي الخليل خليل
إذا انقطعت يوما من العيش مدتي ... فإن غناء الباكيات قليل
(1/175)
223- حدثني عمر بن عبد الله عن رجل قال قرأت على قبة على قبر مكتوب
يا من يصير غدا إلى دار البلاء ... ويفارق الأحباب والخلانا
إن الأماكن ما هناك عزيزة ... اختر لنفسك إن عقلت مكانا
(1/175)
224- حدثني أبو بكر بن محمد الحريري قال كان على قبر مكتوب
أيها الواقف بالقبر عشيا وسحر ... إن في القبر عظاما باليات في عبر
(1/175)
225- قال أبو بكر قرأت على قبر بالأيلة
[ص:176]
الموت بحر غالب موجه ... تضل فيه حيلة السابح
يا نفس إني قائل فاسمعي ... مقالة من مشفق ناصح
ما صحب الإنسان في قبره ... مثل التقى والعمل الصالح
(1/175)
226- وحدثني أبو خزيمة النمري قال ماتت جارية لبعض آل المهلب وكان يحدثها فكتب على قبرها
ألا أيها القبر الذي حل لحده ... قصيرة عمر حبذا أنت يا قبر
فخير لها ما الذي ساء موتها ... وخير لنا منها المثوبة والأجر
(1/176)
227- حدثني أبو عبد الله التميمي ثنا سويد قال قرئ على قبر رجل
بادر شبابك قبل وقت رحيله ... واعمل ليومك يا أخا الأشراف
(1/176)
228- حدثني أبو عبد الله حدثني سويد حدثني رجل ونحن باليمن أنه قرأ على قبر باليمن
من ذكر الموت قل فرحه ... ومن حذر يومه عمل لغده
(1/176)
229- حدثني أبو عبد الله حدثني سويد قال قرئ على قبر رجل
[ص:177]
يا صاحب الغفلة تيقظ واذكر ... حشو مضجعك وما تحاذر من منقلبك
وكن طبيب نفسك ينفعك دواؤك ... رحم الله من دعى وحيد عن المصرع.
(1/176)
230- حدثني أبو علي الصوفي قال سمعت الحسين بن مخلد بن ميمون قال مات جار لنا لا بأس به فأوصى أن يكتب على قبره هذه دار البلى والآخرة دار الجزا والله أرحم الراحمين يا من هو أرحم الراحمين ارحم عبدك المسكين الفقير إلى رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك يا من هو أرحم بي من أبي وأمي رحم الله من قرأ ودعى بخير آمين يا رب العالمين قال ورأيت على قبر مكتوب يا من أبطره الغنى وأسكرته شهوات الدنيا استعد للسفرة العظمى فقد دنى نزولكم على أهل البلى.
(1/177)
231- حدثني أبي عن شيخ من ثقيف قال وجد في حفرة بالحيرة حجر منقور فيه مكتوب أنا عبد المسيح بن حبان بن نفيلة
طلبت الدهر أشطره حياتي ... ونلت من المنى فوق المزيد
وكافحت الأمور وكافحتني ... ولم أخضع لمعضلة كؤود
وكدت أنال في الشرف الثريا ... ولكن لا سبيل إلى الخلود
(1/177)
232- حدثني علي بن محمد البصري حدثني عبيد الله بن العباس حدثني أبي أصلح بن الوجيه قال كتبت على قبر أبي وأخي وماتا بفارس
الوجيه صالح فاعرفوه ... وإلى الخلق كلهم فاندبوه
جاء مستعجلا يقود بيننا ... كان بالبر آمنا يعدوه
فإذا الموت قد طواه من الأمن ... فهذا ابنه وهذا أبوه
(1/178)
233- وحدثني أبو زكريا الجشمي قال أوصى رجل من أهل أنطاكية من الأزد أن يكتب على قبره أعد لله يوم تلقاه أن لا إله إلا الله تقولها مخلصا عساه بها يرحمك الله.
(1/178)
234- حدثني الحسن بن جهور بن زياد مولى بني هاشم ثنا الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش عن حصين بن عبد الرحمن وغيره عن عمرو بن ميمون الأودي عن جرير بن عبد الله قال افتتحنا بفارس مدينة فدللنا على مغارة ذكر لنا أن فيها أموالا فدخلناها ومعنا من نفر الفارسية فأصبنا في تلك المغارة من السلاح والأموال [ص:179] شيئا كثيرا ثم سرنا إلى بيت شبيه بالأزج عليه صخرة عظيمة فقلبنا ذلك الغطاء فإذا في الأزج سرير من ذهب عليه رجل أوحش ما رأينا منظرا عليه حلل قد تمزقت وعند رأسه لوح فيه كتاب فقرئ لنا فإذا هو يا أيها العبد المملوك لا تتجبر على خالقك ولا تعد قدرتك الذي جعله الله لك واعلم أن الموت غايتك وإن طال عمرك وإن الحساب أمامك وإنك إلى مدة معلومة متروك ثم تؤخذ بغتة أحب ما كانت إليك فقدم لنفسك خيرا تجده محضرا وتزود من متاع الغرور ليوم فاقتك أيها العبد المملوك اعتبر بي فإن في معتبرا وعليك من الله في حجة أنا بهرام بن بهرام ملك فارس كنت من أعتاهم بطشا وأقساهم قلبا وأطولهم أملا وأفضلهم سياسة وأرغبهم في لذة وأحرصهم على جمع الدنيا فدوخت البلاد النائية وقتلت الملوك الساطية وهزمت الجيوش العظام وأذللت المقاول الكرام وعشت خمسمائة عام وجمعت من الدنيا ما لم يجمعه أحد قبلي ولم [ص:180] أستطع أن أفتدي به من الموت إذ نزل بي.
(1/178)
235- حدثني الحسن بن جهور ثنا الهيثم يعني ابن عدي أنا بعض أهل العلم أنهم حفروا نهرا بأرض أصبهان فانحط بهم الحفر إلى صخرة عظيمة لا ترام فاجتمع عليهم جماعة من الناس فقلبوها فإذا بيت فيه أربعة أسرة من ذهب على الأول منها شيخ عظيم الهامة أصلع طويل اللحية عليه حلل متعصب بعصابة مخوطة بالزبرجد وعلى السرير الثاني شاب جميل عليه ثلاث حلل والتاج فوق رأسه معلق وعلى السرير الثالث غلام حين راهق الحلم في أذنه شنفان وقرطان في كل واحد من الشنفين والقرطين درة وعلى السرير الرابع جارية كأنها الشمس وعليها حلل كثيرة وعليه دملج وسوران من زبرجد وإذا عند رأس كل واحد منهم كتاب بالفارسية فدعوا رجلا من معلمي الفرس فقرأه فإذا عند رأس الأول أنا رستم ملك هذه البلاد أعطيت بطش الجبابرة ونعمة نعيم لم يجمع لملك قبلي ودوخت الجنود وفللت الحديد ولم أصب للموت دواء وإذا عند رأس الآخر أنا سابور بن الملك نغصني الموت شبيبتي وأبلى جدي ولو قبل الموت مني فداء لأغلى بي وإذا عند رأس الغلام [ص:181] أنا بهرام ابن الملوك الموت حتم ولو خلد بشر لخلدنا وإذا عند رأس الجارية أنا مندحت بنت الملك مضيت بعزتي واختلست بغضارتي لا تغرنكم الدنيا قال فأصاب أهل أصبهان في ذلك البيت أموالا عظاما.
(1/180)
236- حدثني الحسن بن جهور ثنا الهيثم ثنا ابن عياش حدثني بعض أهل نجران قال خرجنا نحفر قبرا لعظيم من عظمائنا في موضع لنا نسميه مقبرة الملك فأصبنا تابوتا من حديد مسجلا ففتحناه فإذا شيخ كأن رأسه ولحيته النعامة ناحل الجسم مدرج في حلة وإذا عند رأسه كتاب أنا جنيدة بن الجنيد قبل ذي مران عشت ستمائة سنة ثم صرت إلىما ترون أف للدنيا والراغبين فيها والويل لمن استهوته وغر بها.
(1/181)
237- حدثني الحسين حدثني عبد الله بن مرة الحميري عن أبيه قال أخبرني مهلب بن عبد الله بن ذي يرحم عن عيسى بن عبد الله بن يحيير بن ديسان قال أصاب الناس مطرا بالخريف في خلافة معاوية فخرق السيل موضعا فإذا بيت من حجارة عليه باب من حجارة فكشف فإذا حبوة قبر عليه لوح من حديد مطبق مكتوب [ص:182] فيه أنا باران بهير الملك بن الملوك عشت سبعمائة عام وافتضضت ألف عذراء وهزمت ألف عسكر ثم صرت إلى الموت فمن رأى قبري فليتق الله وليعلم أن مصيره الموت.
(1/181)
238- حدثني محمد بن الحسين ثنا بشر بن محمد بن أبان السكري ثنا الحسين بن عبد الله القرشي عن رجل من الأنصار قال لما أصاب داود صلى الله عليه وسلم الخطيئة فرغ إلى العبادة فأتى راهبا في قمة جبل فناداه بصوت عال فلم يجبه فلما أكثر عليه قال الراهب من هذا الذي يناديني بصوت عال لم تخفه أسلافه ولم تعنه العبادة قال أنا داود صاحب القصور الحصينة والخيل المسومة والنساء والشهوات قال الراهب لإن نلت الجنة بهذا لأنت أنت قال داود فمن أنت قال أنا راغب راهب متوق قال فمن أنيسك ومن جليسك قال اصعد تراه إن كنت تريد ذلك قال فتخلل داود الجبل حتى صار في قلته فإذا هو بميت مسجى قال هذا جليسك وأنيسك قال نعم قال من هذا قال ملك قصته في لوح من نحاس عن رأسه قال فدنا داود عله السلام فقرأ الكتاب أنا فلان بن فلان ملك من الأملاك عشت ألف عام وبنيت ألف مدينة [ص:183] وهزمت ألف عسكر واحتضنت ألف امرأة وافتضضت ألف عذراء فبينا أنا في ملكي أتاني ملك الموت فأخرجني مما أنا فيه فها أنا ذا التراب فراشي الدود جيراني قال فخر داود صلى الله عليه وسلم مغشيا عليه.
(1/182)
239- حدثني الفضل بن جعفر حدثني محمد بن أحمد البجلي قال وجد على قبر مكتوب
اصبر لدهر نال منك فهكذا مضت الدهور ... فرح وحزن مرة لا الحزن دام ولا السرور
(1/183)
240- حدثني عمر بن عبد الرحمن عن أحمد بن محمد بن يحيى السكري قال بلغني أنه وجد على حجر قبر مكتوب
وغافل أذن بالموت ... لم يأخذ العدة للقوت
إن لم تدم نعمته قبله ... زال عن النعمة بالموت
(1/183)
241- حدثني أبو علي النجار أنه نقش على لوح القبر
يا أيها الميت المغيب في الثرى ... زرت القبور فما تحس وما ترى
لما نقلت إلى المقابر ميتا ... لم يبق دمع جامد إلا جرى
جاورت قوما لا تواصل بينهم ... وتقوت ضيفهم الكرامة بالقرى
(1/183)
242- قال وأخرج إلي أبو علي لوحا نقشه لرجل فجعله إلى [ص:184] قبر بعض أهله
وكيف بقائي بعد ألفي وصاحبي ... ونفسي قد ذابت ومات سرورها
وإني لآتي قبره فمسلم ... وإن لم تكلم حفرة من يزورها
(1/183)
243- قال قرأت على قبر مكتوب
أنا في القبر وحيدا قد تبرأ الأهل مني ... أسلموني بذنوبي خبت إن لم يعف عني
(1/184)
244- قال ورأيت على قبر مكتوب
القبر بيت كربة سوف نسكنه ... ماذا عملت ليوم القبر يا ساهي
(1/184)
245- وكان على قبر مكتوب
صرت بعد النعيم في منزل البعد والبلى ... وجفاني أحبتي حيث غيبت في الثرى
حلق الموت خدي ومحاسني البلى
(1/184)
246- وكان على قبر مكتوب
عشت دهرا في نعيم وسرور واغتباط ... ثم صار القبر بيتي وثرى الأرض بساطي
(1/184)
247- قال ودخل قوم قصرا قد خرب فإذا بفنائه قبر وعلى بعض حيطان القبر مكتوب
[ص:185]
يا من يعلل باللذات مهجته ... أما ترى قبر رب القصر مهجوراً
(1/184)
248- قال وحدثني بعض أهل العلم من ولد صهيب حدثني بعض البصريين قال مر صالح المري بقصر خرب بفنائه قبران وأسود جالس عندهما فقال يا صالح إذن ترى عبرا هذان ربا هذا القصر صارا إلى ما ترى قال وعلى القبر مكتوب
يا أيها الركب سيروا اليوم واعتبروا ... فعن قليل تكونوا مثلنا عبرا
كنا وكانت لنا الدنيا بلذتها ... فما اعتبرنا وما كنا لننزجرا
حتى رمانا الردى منه بأسهمه ... فلم يبق لنا عينا ولا أثرا
(1/185)
249- قال سمعت بعض أصحابنا قال قرئ على قبر بالبصرة
لئن كنت لهوا للعيون وقرة ... لقد صرت سقما للقلوب الصحايح
وهون وجدي إن يومك مدركي ... وإني غدا من أهل تلك الضرايح
(1/185)
250- وحدثنا رجل من أهل البصر ة قال قرئ على قبر بأرض الحجاز
كم من كريم عزيز ذي جمال وذي جد ... قد صار عظما رميما في ظلمة القبر يؤدي
الحمد لله رب قد صرت في القبر وحدي ... وفرق الموت بيني وبين أهلي وودي
فلست أعرف شيئا من أمر ما كان بعدي ... وقد خلوت بفعل وسوء نقضي لعهدي
[ص:186]
مستوحشا داء ذنوب حبطت فيها بجهدي ... استغفر الله ربي من خطأي وعمدي
فاغفر إلهي ذنبي فكل ذلك عندي ... أنت الجواد بفضل فأحسن اليوم رقدي
(1/185)
251- بلغني إنه كان على قبة قبر بالشام مكتوب
ألا أيها القبران شوقي إليكما طويل ... وقد أفنيت دمعي عليكما
تضمنتما دوني حبيبي فأطلقا ... حلا أمس في حفرتيكما
حبيبي كانا مؤنسي فأصبحا ... يرعني على طول البلى مويسيكما
سلاما ورضوانا وروحا ورحمة ... ومغفرة المولى على ساكنيكما
(1/186)
252- قال حدثني أبو الحسن مولى بني هاشم أنه قرأ على حائط مقبرة مكتوب
يا أيها الواقف بالقبور ... بين أناس غيب حضور
قد سكنوا في خرب مغمور ... بين الثرى وجندل الصخور
ينتظرون ضجة النشور ... لا تكن عن حظك في غرور
غدا إلى منزلنا تصير
(1/186)
253- قال حدثني سريج بن يونس حدثنا عثمان بن مطر [ص:187] عن الهيثم بن جماز عن ليث عن مجاهد قال لما رفع إبراهيم قواعد البيت وجد حجرا فيه منقور يا بني آدم ازرعوا خيرا تحصدوا فرحا ولا تزرعوا شرا فتحصدوا ندامة يا بني آدم تعملون بالسيئات وتنكرون بالعقوبات أجل لا يجتنى من الشوك العنب.
(1/186)
254- حدثنا ابن إدريس ثنا أبو زكريا التيمي قال بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتي بحجر منقور فطلب من يقرأه فأتي بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه ابن آدم إنك لو أبصرت قليل ما بقي من أجلك لزهدت في طول عمرك ولرغبت في الزيادة من عملك ولقصرت عن حرصك وحياتك وإنما يلقاك غدا ندمك لو قد زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك فبان منك الولد القريب ورفضك الوالد والنسيب فلا أنت إلى دنياك عائد ولا في حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة قال فبكى سليمان.
(1/188)
255- وسمعت بعض أصحابنا يذكر عن بعض أهل العلم قال أصبت هذه الأبيات قبل الإسلام بألفي عام في غار من غيران نجد فترجمت
منع البقاء فلا بقاء عليكما ... ليل بكر سواده ونهاره
حزنا لم يريا معا في موطن ... وكلاهما تجري به المقدار
لو نال شيء يلبسان حلوقه ... وعاورته الريح والأمطار
[ص:189]
ولقد رمقنا الليل أين أتى به ... والشمس فانحسرت بنا الأبصار
والله يقضي بين ذلك أمره ... فيكون فيه اليسر والإعسار
وبه فناء قبيلة ونماؤها ... وتوارد الأيام والأصدار.
(1/188)
256- قال وسمعت رجلا من ربيعة قال قال من أهل الجزيرة عدونا فلما أمعنا وجدنا حجرا في ناحية العسكر فيه كتاب بالرومية فطلبت من يقرأ فوجدت رجلا فقرأه فإذا فيه
ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
ألم تعلموا إن الحساب أمامكم ... وإن وراءكم طالبا ليس يسأم
فخافوا لكي تأمنوا بعد موتكم ... وتلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس لمغرور بدنياه راحة ... سيندم إن زلت به النعل فاعلم.
(1/189)
257- قال أبو بكر أصبت رقعة في الجنازة فيها مكتوب وهبتم همتكم للدنيا وتناسيتم سرعة حلول المنايا أما والله ليحلن بكم من الموت يوم مظلم ينسيكم طول معاشرة النعمة ولتندمن ولا تنفعكم الندامة الحذر الحذر الحذر قبل بغتان المنايا ومجاورة أهل البلى.
(1/189)
258- حدثنا محمد بن الحسين ثنا أبو محمد السياط قال سمعت أبا العباس الوليد قال لما مات هدمت الكعبة أصابوا فيها [ص:190] طوبة مكتوبة فيه بالعبرانية احذروا سكرات الموت واعملوا لما بعده فإن قرصة الموت لا تغلب وساكن الأجداث لا يرجع وملك الموت مأمور لا يعصي.
(1/189)
259- حدثني محمد حدثني أبو حاتم بن سليمان الأسواري ثنا المغيرة الصواف قال قرأت على طوبة ببيت المقدس فكر ثم أبصر هل بقي من الأمم غيرك ممن أنذر الحمد لله محيي الموتى وهو على كل شيء قدير.
(1/190)
260- حدثني محمد ثنا مهدي بن حفص ثنا أبو عبد الرحمن الزاهد قال قرأت على عصى ببيت المقدس حياتك من دار يخاف بعدك من آمن فيك وتختطف من ركن إليك.
(1/190)
261- قال محمد حدثني يحيى ثنا ابن إسحاق ثنا ابن لهيعة حدثني رجل من أهل الإسكندرية قال حسر النيل عن صخرة عظيمة فإذا عليها كتاب بالرومية فجاء رجل فنظر إليها وبكى فقيل له ما يبكيك قال أبكاني والله وما عليها مكتوب قيل وما عليها قال اعمل الخير وتناساه وإذا عملت شرا فتذكره أوشك من كان كذلك [ص:191] أن يلقى راحة طويلة.
(1/190)
262- سمعت بعض أصحابنا قال فتح محمد بن يوسف بعض مدائن اليمن فأصاب على بابها حجرا مكتوب عليه بالمسند
ملك المدائن بالأفاق خاوية ... أمست خرابا ودار الموت بانيها
أين الملوك الذي عن حظها غفلت ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها.
(1/191)
263- حدثني الحسين بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن صالح العجلي قال قال حبان بن واصل الراوية لابن الجصاص إن أبا عداد أعرابي لبني عجل جيد الشعر فأقول بيتا وتقول بيتا ويبعث إليه بثلاث فقال حبان
إن كنت لا تدري ما الموت فانظري ... إلى دير هند كيف حطت مقابره
فقال ابن الجصاص
ترى عجبا فيما قضى الله فيهم ... وهم في بيوت الحقتهم مقادره
وأرسلوا بها إلى الأعرابي فقال الأعرابي
بيوت قد أنت أطبقت فوق أهلها ... ومستأذن لا يرحل الدهر زائره.
(1/191)
264- حدثني أبو عبد الله العطار قال وقف أبو طالب القاص على قبر وقد دفن الميت فقال
قربوه من الحساب وولوا ... عنه بعد الوداد والإفضال
(1/192)
265- حدثني محمد بن المغيرة التميمي ثنا سنيد بن داود ثنا محمد بن عيينة أخو سفيان بن عيينة قال شهدنا ميتا يدفن ومعنا بعض الحكماء فلما سوي عليه قال يا فلان خلوت وخلي بك وانصرفنا وتركناك ولو أقمنا معك ما نفعناك ثم التفت إلى القبور فقال يا أهل القبور أصبحتم نادمين فما أعجبنا وأعجبكم.
(1/192)
266- حدثني أبو حفص مولى عبد الملك يعني هشاما فسمعت كاتبه يقول
وما سالم عما قليل بسالم ... ولو كثرت حراسه وكتابه
ومن يك ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه
ويصبح بعد الحجب للناس عبرة ... رهينة بيت لم يسير جوانبه
فما كان إلا الدفن حتى تحولت ... إلى غيره أجناده ومواكبه
وأصبح مسرورا به كل كاشح ... وأسلمه جيرانه وأقاربه
[ص:193]
فنفسك أكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه.
(1/192)
267- حدثني محمد بن صالح إن رجلا تمثل مروا ن بن أبي حفصة على قبر صديق له والشعر له
على إنه منا على قرب قبره ... بعيد ومن ينزل به الموت يبعد
(1/193)
268- حدثني محمد بن الحسين ثنا زيد بن أسلم حدثني صاحب لنا بصري قال وقف رجل على قبر قد بني بناء حسنا فجعل يتعجب من حسنه فلما كان من الليلة أتاه آت فوقف عليه فإذا رجل انحت آثار وجهه فقال
أعجبك القبر وحسن البناء ... والجسم فيه قد حواه البلى
فاسأل الأموات عن حالهم ... ينبأك عن ذاك ذهاب الحلى
قال ثم ولى فاتبعته فدخل الجبان فأتى ذلك القبر فانساب فيه بعينه.
(1/193)
269- حدثني محمد حدثني سليمان بن محمد البصري حدثني شيخ من العباد يقال له رستم الأبرقي من أهل البلقاء قال حدثتني امرأة من أهل عابدة وكانت أصيبت بابن لها قال فبكت حولا فما [ص:194] ترقأ لها دمعة قالت فرأيته بعد حول في منامي كأنه جالس في قبره في أكفانه وقد سقطت جفونه قال فقلتك هذا ابني والله قد ليست الأرض عنه قالت فدنونت منه كالفزعة من منظره فقلت يا بني كيف ترى مكانك فقطب وجهه ثم قال
أنا في الترب مقيل بالي الأركان جمعا ... لو ترى أمي رسومي لذرفت الدمع دمعا
قالت ثم تمدد في قبره فنظرت إلى خط أسود ليس ثم رسم ولا أثر وتطابق القبر فاستيقظت والله وجلة مما رأيت فولهت هذا المرأة ولها شديدا وحزنت حزنا طويلا فلم تزل على ذلك حتى ماتت.
(1/193)
270- حدثني عمر بن عبد الله بن محمد قال قرأت على حائط قصر بالعقيق الكبير إلى جنب قصر عروة بن الزبير مكتوب
كم قد توارث هذا القصر من ملك ... فمات والوارث الباقي على الإثر.
(1/194)
271- حدثني أبو حاتم الحنظلي قال مررت بقبر بالري عليه مكتوب عبد مذنب ورب غفور فحدثت به محمد بن عبد الكريم قال ذاك أخي وأنا كتبته على قبره.
(1/195)
272- حدثنا أبو حاتم ثنا محمد بن عبد الله بن موسى الأصبهاني قال أمر بعض أصحابنا أن يكتب على كفنه اللهم حقق حسن ظني بك.
(1/195)
273- قال الجراح بن مخلد ثنا داود بن شبيب قال رأيت بالشام حجرا فيه حلقة من الحجر مكتوب فيها أبو بكر الصديق عمر الفاروق.
(1/195)
274- حدثنا أبو بكر محمد بن يونس القرشي حدثني قريش بن أنس ثنا كليب بن وائل إمام مسجد المسارح قال غزونا في صدر هذا الزمان الهند فوقعنا في عتقبة فإذا فيها شجر عليه ورد أحمر مكتوب فيه بالبياض مقروء [ص:196] لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
آخر كتاب القبور تم بحمد الله وعونه الحمد لله رب العالمين
(1/195)

=========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة غريب القران مشمولة والفيزيا 3ث

  🆀غريب القران بيان غريب القران رائع ...