الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
1 - أَخْبَرَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ، قَالَ: قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}
[المائدة: 105] ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَضَعُونَ هَذِهِ الْآيَةَ
عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، أَلَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ
فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، وَالْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، عَمَّهُمُ
اللَّهُ بِعِقَابِهِ»
(1/37)
2 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ،
قَالَ: " أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ، كَيْفَ
تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ:
{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}
[المائدة: 105] ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيرًا،
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بَلِ
ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ
شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ،
فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَوَامِّ، فَإِنَّ مِنْ
وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، صَبْرٌ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ
فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ»
وَزَادَنِي غَيْرُهُ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ؟
قَالَ: «أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ»
(1/41)
3 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ
أَنْ تَقُولَ لَهُ: إِنَّكَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ "
(1/43)
4 - حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ إِذَا
عَمِلَ الْعَامِلُ فِيهِمْ بِالْخَطِيئَةِ نَهَاهُ النَّاهِي تَعْذِيرًا، فَإِذَا
كَانَ الْغَدُ جَالَسَهُ وَوَاكَلَهُ وَشَارَبَهُ، كَأَنَّهُ لَمْ يَرَهْ عَلَى
خَطِيئَةٍ بِالْأَمْسِ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ
ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ
نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا
يَعْتَدُونَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَأْمُرَّنَ بِالْمَعْرُوفِ،
وَلَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ السَّفِيهِ،
فَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ
بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ»
(1/45)
5 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَرِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَيُّمَا قَوْمٍ عُمِلَ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ
أَعَزُّ وَأَكْثَرُ، لَمْ يُغَيِّرُوا، إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ»
(1/46)
6 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ
قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ
وَأَمْنَعُ لَمْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ، إِلَّا أَصَابَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ
بِعَذَابٍ»
(1/47)
7 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
هَانِئٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَفَزَهُ
شَيْءٌ، فَمَا سَلَّمَ عَلَيَّ حَتَّى تَوَضَّأَ، فَلَصِقَتْ بِالْحُجْرَةِ،
فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
" أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكُمْ: مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ،
وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي فَلَا أُجِيبَكُمْ،
وَتَسْأَلُونِي فَلَا أُعْطِيَكُمْ، وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلَا أَنْصُرَكُمْ
"
(1/48)
8 - حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي
كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ
لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ
الْعَذَابِ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، لَتَأْمُرُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ مَنْ لَا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ، وَلَا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ»
(1/49)
9 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ، صَاحِبَ
الْهَرَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا
عَلِمَهُ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلَاءُ حَتَّى
قَصَّرْنَا»
(1/50)
10 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ
مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، - كِلَيْهِمَا - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى
مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ
فَبِقَلْبِهِ، وَذَاكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»
(1/51)
11 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَهَارِ
بْنِ حِصْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: مَا
مَنَعَكَ إِذَا رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فَإِذَا لَقَّنَ اللَّهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ، قَالَ: أَيْ رَبُّ، وَثِقْتُ
بِكَ وَفَرِقْتُ مِنَ النَّاسِ "
(1/53)
12 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا
رَزِينٌ، بَيَّاعُ الرُّمَّانِ، عَنْ أَبِي الرُّقَادِ، قَالَ:
" خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ فَانْتَهَى إِلَى حُذَيْفَةَ وَهُوَ يَقُولُ:
إِنْ
كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَصِيرُ بِهَا مُنَافِقًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُهَا
مِنْ أَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ،
لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَحَاضُّنَّ
عَلَى الْخَيْرِ، أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللَّهَ جَمِيعًا بِعَذَابٍ، أَوْ
لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا
يُسْتَجَابُ لَهُمْ "
(1/54)
13 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ، مَوْلَى
بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: " لَقِيَ عَالِمٌ عَالِمًا هُوَ فَوْقَهُ فِي
الْعِلْمِ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، مَا الَّذِي أُخْفِيَ مِنْ
عَمَلِي؟ قَالَ: مَا يُظَنُّ بِكَ أَنَّكَ لَمْ تَعْمَلْ حَسَنَةً قَطُّ إِلَّا
أَدَاءَ الْفَرَائِضِ، قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَمَا الَّذِي أُعْلِنُ مِنْ عَمَلِي؟،
قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ فَإِنَّهُ دِينُ
اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ إِلَى عِبَادِهِ، وَقَدِ
اجْتَمَعَ الْفُقَهَاءُ عَلَى قَوْلِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] "
مَا بَرَكَتُهُ تِلْكَ؟ قَالَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ
الْمُنْكَرِ أَيْنَمَا كَانَ "
(1/56)
14 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيَّ، يَقُولُ:
«إِنَّ مِنْ غَفْلَتِكَ عَنْ نَفْسِكَ إِعْرَاضُكَ عَنِ اللَّهِ، بِأَنْ تَرَى مَا
يُسْخِطُهُ فَتُجَاوِزَهُ، لَا تَأْمُرَ فِيهِ، وَلَا تَنْهَى، خَوْفًا مِمَّنْ
لَا يَمْلِكُ لَكَ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا»
(1/57)
15 - وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ: «مَنْ تَرَكَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ
مِنْ مَخَافَةِ الْمَخْلُوقِينَ نُزِعَتْ مِنْهُ هَيْبَةُ الطَّاعَةِ، فَلَوْ
أَمَرَ وَلَدَهُ أَوْ بَعْضَ مَوَالِيهِ لَاسْتَخَفَّ بِهِ»
(1/57)
16 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ رَيَّانَ الْإِيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ
يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ أَوْ رَآهُ أَوْ سَمِعَهُ»
(1/58)
17 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَيْسَ
مِنَّا أَعْظَمَ مِنْ أُحُدٍ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ
الْمُنْكَرِ، أَوْ لَتَقْتَتِلُنَّ فَلَيَظْهَرَنَّ شِرَارُكُمْ عَلَى خِيَارِكُمْ
فَلَيَقْتُلُنَّهُمْ، حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى
عَنِ الْمُنْكَرِ، ثُمَّ تَدْعُونَ اللَّهَ فَلَا يُجِيبُكُمْ وَيَمْقُتُكُمْ»
(1/59)
18 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ
صَبَاحٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي الَّذِي، سَمِعَ عَلِيًّا، قَالَ: " الْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى
الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي
الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينِ، فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ
ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ،
وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنَأَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ
لِلَّهِ، غَضِبَ اللَّهُ لَهُ " قَالَ: فَقَامَ الرَّجُلُ إِلَى عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ
(1/60)
19 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ نَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ نَنْهَ
عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى لَا نَدَعُ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا عَمِلْنَا
بِهِ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الْمُنْكَرِ إِلَّا تَرَكْنَاهُ، لَا نَأْمُرُ
بِمَعْرُوفٍ وَلَا نَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَإِنْ لَمْ تَعْمَلُوا
بِهِ كُلِّهِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ لَمْ تَنَاهَوْا عَنْهُ كُلِّهِ»
(1/61)
20 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا رَأَى أَخَاهُ
عَلَى ذَنْبٍ نَهَاهُ تَعْذِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا
رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَخَلِيطَهُ وَشَرِيبَهُ، فَلَمَّا رَأَى
اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ
عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الْمُسِيءِ،
وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ
بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَيَلَعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ»
(1/62)
21 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "
يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ
أَقْتَابُهُ، فَيَدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَفْزَعُ
لَهُ أَهْلُ النَّارِ فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا فُلَانُ، مَا
لَقِيتَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟،
قَالَ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ
الْمُنْكَرِ وَلَا أَنْتَهِي "
(1/63)
22 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ
سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ، ابْنَةِ أَبِي
لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ لِلرَّبِّ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ،
وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ»
(1/65)
23 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
" قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ: " مَا بَالُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ
أَنْبَهَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
جُهَيْنَةَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يُقِرُّ (. . .) سَخَطًا لِلَّهِ
"
(1/66)
24 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْذَانِيُّ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانِ
بْنِ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ
الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]
الْآيَةَ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ لَيَدْعُوَنَّ خِيَارُكُمْ فَلَا
يُسْتَجَابُ لَهُمْ، وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ
الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُعَاقِبَنَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِعِقَابٍ
"
(1/67)
25 - حَدَّثَنَا
أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ
أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَبْقَى عَجَاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا
يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا»
(1/68)
26 - حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَذُوبُ فِيهِ قَلْبُ
الْمُؤْمِنِ، كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ» ، قِيلَ: مِمَّ ذَاكَ؟،
قَالَ: «مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ»
(1/69)
27 - حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: "
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ
إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعُوا الْمُنْكَرَ فَلَمْ
يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ»
(1/70)
28 - حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى لَا يُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يُنْهَى
عَنِ الْمُنْكَرِ؟، قَالَ: «إِذَا كَانَ الْبُخْلُ فِي خِيَارِكُمْ، وَالْعِلْمُ
فِي رُذَالِكُمْ، وَالْإِدْهَانُ فِي قُرَّائِكُمْ، وَالْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ»
(1/71)
29 - حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ: «كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيَتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ، قَدْ
مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَصَارُوا كَذَا -
وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «اعْمَلْ
بِمَا تَعْرِفْ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ
اللَّهِ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَوَامَّهُمْ»
(1/72)
30 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ،
يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "
أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ ذَلِكَ فَلَا تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا تَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَا تُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ
عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ: سَكْرَةُ
الْجَهْلِ وَسَكْرَةُ الْعَيْشِ، وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ ذَلِكَ، الْقَائِمُونَ يَوْمَئِذٍ
بِالْكِتَابِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً كَالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، لَهُمْ أَجْرُ خَمْسِينَ "، قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟، قَالَ: «لَا بَلْ مِنْكُمْ»
(1/74)
31 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ،
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ}
[النمل: 82] ، قَالَ: إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ "
(1/75)
32 - حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي
خَالِدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ
الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا طَغَى نِسَاؤُكُمْ،
وَفَسَقَ شَبَابُكُمْ، وَتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ؟» ، قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ
لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،
وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ» ، قَالُوا: وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:
«كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ؟»
، قَالُوا: وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:
«نَعَمْ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ» ، قَالُوا: وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:
«كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا، وَرَأَيْتُمُ الْمُنْكَرَ
مَعْرُوفًا؟» ، قَالُوا: وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "
نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بِي حَلَفْتُ،
لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الْحَلِيمُ فِيهِمْ حَيْرَانًا
"
(1/76)
33 - حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " غَشِيَتْكُمْ سَكْرَتَانِ: سَكْرَةُ الْجَهْلِ
وَسَكْرَةُ حُبِّ الْعَيْشِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا تَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلَا
تَنْهَوْنَ عَنِ مُنْكَرٍ "
(1/77)
34 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ:
«سَيَكُونُ آخِرَ الزَّمَانِ رَجْرَاجَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ حَقًّا،
وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، يَتَرَاكَبُونَ كَمَا تَتَرَاكَبُ الدَّوَابُّ
وَالْأَنْعَامُ»
(1/77)
35 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «لَا يَحِلُّ لِعَيْنٍ مُؤْمِنَةٍ تَرَى اللَّهَ
يُعْصَى فَتَطُرُفُ حَتَّى تَغَيِّرَهُ»
(1/78)
36 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ
خَشِيتُ أَنْ أُؤْخَذَ، فَأَجْعَلَ عَرِيفًا، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي أَهْلِهِ،
وَخَادِمٌ يُقَالُ لَهُ بَرْزَةُ يُنَاوِلُهُ ثِيَابَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا
سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ:
أَيَّةُ آيَةٍ؟، قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتَرَى
كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ
السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 62] ، يَا أَبَا سَعِيدٍ،
فَسَخِطَ اللَّهُ عَلَى هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ،
وَذَمَّ هَؤُلَاءِ حَيْثُ لَمْ يَنْهَوْا، فَقَالَ الْحَسَنُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ،
إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلَامِ، قُلْتُ:
يَا أَبَا سَعِيدٍ، هَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلًا؟، قَالَ:
مَا
أَعْرِفُهُ
(1/79)
37 - ثُمَّ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ
هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا
يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يُقَالَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكَّرَ
بِعَظِيمٍ»
(1/79)
38 - ثُمَّ
حَدَّثَنَا حَدِيثًا آخَرَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» ،
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِذْلَالُهُ لِنَفْسِهِ؟، قَالَ: «يَتَعَرَّضُ
مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يُطِيقُ» قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَيَزِيدُ
الضَّبِّيُّ حَيْثُ قَامَ فَتَكَلَّمَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ:
«أَمَا
إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ» ، [ص:80]
قَالَ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ: فَأَقُومُ مِنْ عِنْدِ الْحَسَنِ فَإِلَى يَزِيدَ
الضَّبِّيِّ مِنْ وَجْهِي ذَاكَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا
مَوْدُودٍ، قَدْ كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ آنِفًا فَذَكَرْتُكَ لَهُ، فَنَصَبْتُكَ
لَهُ نَصَبًا، قَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ
فَعَلْتُ، قَالَ: فَمَا قَالَ الْحَسَنُ؟ قُلْتُ: قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَمْ
يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ تِلْكَ» ، قَالَ
يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَيْهَا وَايْمِ اللَّهِ، لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا
أَخْطَرَ عَلَى نَفْسِي، ثُمَّ قَالَ يَزِيدُ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ غُلِبْنَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَى صَلَاتِنَا
نُغْلَبَ، قَالَ جَعْفَرٌ: يَعْنِي فِتْنَةَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: يَقُولُ
الْحَسَنُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا، إِنَّمَا
تُعَرِّضُ نَفْسَكَ لَهُمْ، قَالَ: فَقُمْتُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ ابْنُ
عَمِّ الْحَجَّاجِ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ:
فَجَاءَتْنِي الزَّبَانِيَةُ فَسَعَوْا إِلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَخَذُوا
تَلْابِيبِي وَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي وَيَدِي وَكُلِّ شَيْءٍ، وَجَعَلُوا
يَضْرِبُونِي بِنِعَالِ نُفُوسِهِمْ، قَالَ: وَسَكَتَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ،
وَكِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ دُونَهُ، قَالَ: فَمَشَوْا بِي إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا
بَلَغُوا بَابَ الْمَقْصُورَةِ فَتْحَ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟، فَقُلْتَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، مَا بِي مِنْ جُنُونٍ، قَالَ:
أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلَاةٍ؟، [ص:81] قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، هَلْ كِتَابٌ
أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟، قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ
رَجُلًا نَشَرَ مُصْحَفَهُ فَقَرَأَهُ غُدْوَةً حَتَّى يُمْسِيَ وَلَا يُصَلِّي
فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، كَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلَاتَهُ؟، قَالَ: فَقَالَ
الْحَكَمُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبَنَّكَ مَجْنُونًا، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ
مَالِكٍ جَالِسٌ قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ خَضْرَاءُ
قَالَ: قُلْتُ: يَا أَنَسُ، يَا أَبَا حَمْزَةَ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ فَإِنَّكَ
قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَدَمْتَهُ،
الْحَقَّ قُلْتُ أَمِ بِبَاطِلٍ؟، قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ،
قَالَ: يَقُولُ لَهُ الْحَكَمُ: يَا أَنَسُ، قَالَ: لَبَّيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ،
قَالَ: وَقَدْ كَانَ فَاتَ مِيقَاتُ الصَّلَاةِ، قَالَ: يَقُولُ أَنَسٌ: قَدْ
كَانَ بَقِيَ مِنَ الشَّمْسِ بَقِيَّةٌ، قَالَ: احْبِسَاهُ، قَالَ: فَحُبِسَتْ،
فَذَهَبَ بِي إِلَى الشَّمْسِ، قَالَ: فَشَهِدُوا أَنِّي مَجْنُونٌ - قَالَ
جَعْفَرٌ: إِنَّمَا نَجَا مِنَ الْقَتْلِ بِذَلِكَ -، فَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى
الْحَجَّاجِ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي ضَبَّةَ
قَامَ فَتَكَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قَدْ قَامَتِ الْبَيِّنَةُ الْعُدُولُ عِنْدِي
أَنَّهُ مَجْنُونٌ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: إِنْ كَانَتْ قَامَتِ الْبَيِّنَةُ
الْعُدُولُ عِنْدَكَ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلَّا فَاقْطَعْ
يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَلِسَانَهُ قَالَ جَعْفَرٌ: وَاحْبِسْهُ، وَاسْمُرْ عَيْنَهُ، قَالَ:
فَخَلَّى سَبِيلِي، [ص:82] قَالَ يَزِيدُ: وَمَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْتُ
جَنَازَتَهُ فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ ثُمَّ دُفِنَ فَكُنْتُ فِي نَاحِيَةٍ مَعَ
إِخْوَانِي نَذْكُرُ اللَّهَ، إِذْ طَلَعَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ عَلَيْنَا فِي
خَيْلِهِ، قَالَ: فَقَصَدَ قَصْدَنَا، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ
هَرَبَ جُلَسَائِي وَبَقِيَتُ وَحْدِي، قَالَ: فَجَاءَ قَاصِدًا حَتَّى وَقَفَ
عَلَيَّ، قَالَ: وَأَنَا وَحْدِي، قَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ:
قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، أَخٌ لَنَا مَاتَ فَدُفِنَ، فَقَعَدْنَا
نَذْكُرُ اللَّهَ، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ:
فَهَلَّا فَرَرْتَ كَمَا؟ فَرُّوا، قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، مَا
يُفِرِّنِي مِنْكَ، أَنَا أَبْرَأُ مِنْ ذَلِكَ سَاحَةً، وَآمَنُ لِلْأَمِيرِ مِنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ - وَهُوَ صَاحِبُ شُرْطَتِهِ
وَحَرْبَتُهُ بِيَدِهِ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْهِ -: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ،
أَمَا تَعْرِفُ هَذَا؟، قَالَ: وَمَنْ هَذَا؟، قَالَ: هَذَا الْمُتَكَلِّمُ
الَّذِي كَلَّمَكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَالَ الْحَكَمُ: وَأَيْضًا
إِنَّكَ عَلَيَّ لَجَرِيءٌ، خُذَاهُ، قَالَ: فَأُخِذْتُ فَضُرِبْتُ أَرْبَعَ
مِائَةٍ وَهُوَ وَاقِفٌ حَتَّى مَا دَرَيْتُ حِينَ ضَرَبَنِي وَحِينَ تَرَكَنِي،
قَالَ: ثُمَّ بُعِثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي
الدِّيمَاسِ حَتَّى تَلِفَ الْحَجَّاجُ
(1/79)
39 - حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: «الْأَمْرُ
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»
(1/83)
40 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ الْحَسَنَ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، " الرَّجُلُ يَأْمُرُ
وَالِدَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنِ الْمُنْكَرِ،؟ قَالَ:
يَأْمُرُهُمَا إِنْ قَبِلَا، وَإِنْ كَرِهَا سَكَتَ عَنْهُمَا
"
(1/83)
41 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي طَلْحَةُ الْيَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلِّمْنِي عِلْمًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ،
قَالَ: " لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ، لَقَدْ أَعْرَضْتَ
الْمَسْأَلَةَ: أَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ
وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنَ
خَيْرٍ "
(1/84)
42 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ الْكِلَابِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ أَبُو قَحْذَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
وَاسِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
«أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ الْحَقِّ
وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَوْصَانِي أَنْ لَا تَأْخُذَنِي فِي اللَّهِ لَوْمَةُ
لَائِمٍ»
(1/85)
43 - حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ
تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ،
أَلَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا مُنْكَرًا لَمْ يُغَيِّرُوهْ، يُوشِكُ
أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ»
(1/87)
44 - حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا
النَّاسُ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، قَبْلَ أَنْ
تَدْعُوا اللَّهَ فَلَا يَسْتَجِيبَ لَكُمْ، وَقَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُوهُ فَلَا
يَغْفِرَ لَكُمْ، إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ
لَا يَدْفَعُ رِزْقًا، وَلَا يُقَرِّبُ أَجَلًا، وَإِنَّ الْأَحْبَارَ مِنَ الْيَهُودِ،
وَالرُّهْبَانَ مِنَ النَّصَارَى لَمَّا تَرَكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ أَنْبِيَائِهِمْ،
ثُمَّ عُمُّوا بِالْبَلَاءِ»
(1/88)
45 - حَدَّثَنِي
حَاتِمٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ
الْكِلَابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ
بِشَابٍّ يُحَدِّثُ امْرَأَةً فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «يَا فَتَى، مَا هَذَا أَجْرُ نِعْمَةِ اللَّهِ
عِنْدَكَ»
(1/89)
46 - حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ رَجُلًا
مَعَ امْرَأَةٍ فِي خَرَابٍ وَهُوَ يُكَلِّمُهَا، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ
يَرَاكُمَا، سَتَرَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمَا "
(1/89)
47 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
عَمْرٍو، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَخَذَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ لِصًّا فِي دَارِهِ يُقَالُ لَهُ: قِنْدِيلُ، كَانَ
غُلَامًا لِآلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، فَقَالَ: عَشُّوا
قِنْدَيلًا، وَابْعَثُوا بِهِ إِلَى مَوَالِيهِ "
(1/89)
48 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، " أَنَّ صِلَةَ
بْنَ أَشْيَمَ، وَأَصْحَابَهُ أَبْصَرُوا رَجُلًا قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ
فَأَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَقَالَ صِلَةُ:
دَعُونِي أكَفْيِكُمُوهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً،
قَالَ: فَمَا ذَاكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: تَرْفَعُ إِزَارَكَ، قَالَ: نَعَمْ،
وَنِعْمَةُ عَيْنٍ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَذَا كَانَ مِثْلَ لَوْ أَخَذْتُمُوهُ
بِشِدَّةٍ؟، قَالَ: لَا أَفْعَلُ، وَفَعَلَ "
(1/90)
49 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْفَرَجِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ
فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ رَجُلًا، كَانَ يُقَالُ لَهُ: عُقَيْبٌ
كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مَلِكٌ يُعَذَّبُ النَّاسَ بِالْمَثُلَاتِ،
فَقَالَ عُقَيْبٌ: لَوْ نَزَلْتُ إِلَى هَذَا فَأَمَرَتْهُ بِتَقْوَى اللَّهِ
كَانَ أَوْجَبَ عَلَيَّ، فَنَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا اتَّقِ
اللَّهَ، فَقَالَ لَهُ الْجَبَّارُ: يَا كَلْبُ، مِثْلُكَ يَأْمُرُنِي بِتَقْوَى
اللَّهِ، لَأُعَذِّبَنَّكَ غَدًا عَذَابًا لَمْ يُعَذَّبْهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ،
فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُسْلَخَ مِنْ قَدَمَيْهِ إِلَى رَأْسِهِ وَهُوَ حَيٌّ
فَسُلِخَ، فَلَمَّا بَلَغَ بَطْنَهُ أَنَّ أَنَّةً، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ إِلَيْهِ: عُقَيْبُ اصْبِرْ أُخْرِجْكَ مِنْ دَارِ الْحُزْنِ إِلَى دَارِ
الْفَرَحِ، وَمِنْ دَارِ الضِّيقِ إِلَى دَارِ السَّعَةِ، فَلَمَّا بَلَغَ
السَّلْخُ إِلَى وَجْهِهِ صَاحَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: عُقَيْبُ أَبْكَيْتَ
أَهْلَ سَمَائِي وَأَهْلَ أَرْضِي وَأَذْهَلْتَ مَنْ لَا يَكُفُّ عَنْ تَسْبِيحِي،
لَئِنْ صِحْتَ الثَّالِثَةَ لَأَصُبَّنَّ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ صَبًّا، فَصَبَرَ
حَتَّى سُلِخَ وَجْهُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَأْخُذَ قَوْمَهُ الْعَذَابُ
"
(1/91)
50 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ
عِيَاضٍ، " أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، فَلَمْ يَأْمُرْ
بِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ صَبَرْتَ كَمَا صَبَرَ الْإِسْرَائِيلِيُّ فَنِعْمَ،
قِيلَ: فَكَيْفَ كَانَ الْإِسْرَائِيلِيُّ؟، قَالَ: كَانَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ
اجْتَمَعُوا فَقَالُوا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ يَفْعَلُ وَيَفْعَلُ - يَعْنُونَ
مَلِكَهُمْ - فَقَالُوا: فَيَأْتِيهِ وَاحِدٌ مِنَّا
فَيَخْلُو بِهِ فِي السِّرِّ فَيَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ، فَذَهَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ
فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ هَاهُنَا،
فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ الْآخَرَيْنِ، فَقَالَا: الْآنَ
وَجَبَ، فَجَاءَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا، فَقَالَ: يَا هَذَا جَاءَكَ رَجُلٌ يَأْمُرُكَ
وَيَنْهَاكَ، فَأَمَرْتَ بِهِ فَحُبِسَ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ صَاحِبَهُ، أَمَا
إِنِّي لَا أَفْعَلُ بِكَ مَا فَعَلْتُ بِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ حَتَّى
مَاتَ، فَجَاءَ الْخَبَرُ إِلَى الثَّالِثِ، فَقَالَ: الْآنَ وَجَبَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا هَذَا
جَاءَكَ رَجُلٌ فَأَمَرَكَ وَنَهَاكَ فَحَبَسْتَهُ، وَجَاءَكَ الْآخَرُ
فَضَرَبْتَهُ حَتَّى قَتَلْتَهُ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ صَاحِبَهُ، أَمَا إِنِّي
لَا أَصْنَعُ بِكَ مَا صَنَعْتُ بِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَضَرَبَ وَتِدًا مِنْ
أُذُنِهِ فِي الشَّمْسِ، فَحَرُّ الشَّمْسِ مِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَأَرَادُوهُ
عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ - أَيْ شِبْهَ الِاعْتِذَارِ -
إِلَى
الْمَلِكِ فَأَبَى " قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ
الْفُضَيْلِ -: وَأَحَدُكُمْ لَوِ انْتُهِرَ قَالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ
(1/92)
51 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ:
" كَانَ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ يَخْرُجُ إِلَى الْجَبَّانِ فَيَتَعَبَّدُ
فِيهَا، فَكَانَ يَمُرُّ عَلَى شَبَابٍ يَلْهُونَ وَيَلْعَبُونَ، قَالَ: فَيَقُولُ
لَهُمْ: أَخْبِرُونِي عَنْ قَوْمٍ أَرَادُوا سَفَرًا فَحَادُوا النَّهَارَ عَنِ
الطَّرِيقِ وَنَامُوا اللَّيْلَ، فَمَتَى يَقْطَعُونَ سَفَرَهُمْ؟ قَالَ: فَكَانَ
كَذَلِكَ يَعِظُهُمْ، فَمَرَّ بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ،
قَالَ: فَانْتَبَهَ شَابٌّ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا
يَعْنِي بِهَذَا غَيْرَنَا، نَحْنُ بِالنَّهَارِ نَلْهُو وَبِاللَّيْلِ نَنَامُ،
ثُمَّ اتَّبَعَ صِلَةَ فَلَمْ يَزَلْ يَخْتَلِفُ مَعَهُ إِلَى الْجَبَّانِ
وَيَتَعَبَّدُ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
"
(1/93)
52 - حَدَّثَنِي
الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَى الْعُمَرِيُّ
الْعَابِدُ رَجُلًا مِنْ آلِ عَلِيٍّ يَمْشِي يَخْطِرُ، فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ،
فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنَّ الَّذِي أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهِ لَمْ
تَكُنْ هَذِهِ مِشْيَتُهُ، قَالَ: فَتَرَكَهَا الرَّجُلُ بَعْدُ
"
(1/93)
53 - حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الرَّقِّيِّ،
قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، " إِنَّمَا تَأْمُرُ مَنْ يَقْبَلُ
مِنْكَ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتَ سُلْطَانًا أَكُنْتَ تَقُولُ لَهُ: اتَّقِ
اللَّهَ؟ لَوْ قُلْتَ هَذَا لَأَهْلَكْتَ أَهْلَ بَيْتِكَ وَنَفْسَكَ
وَجِيرَانَكَ، وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَكَ، وَأَخْفِ مَكَانَكَ
"
(1/94)
54 - حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ جَهُورٍ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: " مَرَّ
دَهْثَمٌ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ بِرَجُلٍ يَضْرِبُ غُلَامَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا
عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ، فَوَضَعَ السَّوْطَ بَيْنَ أُذُنَيْ دَهْثَمٍ، فَوَثَبَ
أَصْحَابُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ دَهْثَمٌ لِأَصْحَابِهِ: مَهْلًا، فَإِنِّي
سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَذَكَرَ عَنْ رَجُلٍ وَصِيَّتَهُ لِابْنِهِ،
فَقَالَ: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17] وَقَدْ أُمِرْنَا بِالْمَعْرُوفِ
وَنُهِينَا عَنِ الْمُنْكَرِ فَدَعُونَا نَصْبِرُ عَلَى مَا أَصَابَنَا،
فَنَدَخُلَ فِي وَصِيَّةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ "
(1/94)
55 - حَدَّثَنَا
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْعَتَكِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ حَرْمَلَةَ، مَوْلَى
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدَ " أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ
أَيْمَنَ، - وَكَانَ أَيْمَنُ أَخَا أُسَامَةَ لِأُمِّهِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ
الْأَنْصَارِ - فَدَخَلَ الْحَجَّاجُ فَصَلَّى صَلَاةً لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ
وَلَا سُجُودَهُ، فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ، فَدَعَاهُ حِينَ فَرَغَ، فَقَالَ: يَا
ابْنَ أَخِي، أَتَحْسَبُ أَنَّكَ صَلَّيْتَ؟ إِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَعُدْ لِصَلَاتِكَ
"
(1/95)
56 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شَدَّادٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: " وَاللَّهِ إِنِّي لَأُصَلِّي أَمَامَ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الشَّبَابِ كَنَقْرِ الدِّيكِ،
فَزَحَفَ إِلَيَّ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ صَلَّيْتُ عَافَاكَ
اللَّهُ، قَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتَ، وَاللَّهِ لَا تَرِيمُ حَتَّى
تُصَلِّيَ، قَالَ: فَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ فَأَتْمَمْتُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ،
فَقَالَ مِسْوَرٌ: وَاللَّهِ لَا تَعْصُونَ اللَّهَ وَنَحْنُ نَنْظُرُ مَا
اسْتَطَعْنَاهُ "
(1/96)
57 - قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا، ذَلِكَ
الرَّجُلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَنْ، " رَأَى عَبْدَ
الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ صَلَاةَ
سُوءٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " قُمْ صَلِّ، فَقَالَ: قَدْ
صَلَّيْتُ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، لَا تَبْرَحُ حَتَّى تُصَلِّي، قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا
يَا أَعْرَجُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ لَتُصَلِّيَنَّ أَوْ لَيَكُونَنَّ بَيْنِي
وَبَيْنَكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ عَلَيْنَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَامَ
الرَّجُلُ فَصَلَّى صَلَاةً حَسَنَةً "
(1/97)
58 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا إِذَا رَأَوُا
الرَّجُلَ لَا يُحْسِنُ الصَّلَاةَ عَلَّمُوهُ» قَالَ سُفْيَانُ: «أَخْشَى أَنْ
لَا يَسَعَهُمْ إِلَّا ذَلِكَ»
(1/97)
59 - حَدَّثَنَا
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: أَنْصَحُ النَّاسِ إِلَيْكَ
مَنْ خَافَ اللَّهَ فِيكَ "
(1/98)
60 - حَدَّثَنِي
عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: «كَانَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَعِظَ، أَخًا لَهُ كَتَبَهُ فِي لَوْحٍ وَنَاوَلَهُ»
(1/98)
61 - حَدَّثَنِي
عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ،: «مَنْ
وَعَظَ أَخَاهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَهِيَ نَصِيحَةٌ، وَمَنْ وَعَظَهُ
عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَإِنَّمَا فَضَحَهُ»
(1/99)
62 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُعْفِيُّ، قَالَ:
" مَرَّ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَلَى حُجْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ جَالِسٌ
عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَأَصْغَى إِلَيْهِ، ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ حُجْرٌ: جَزَاكَ
اللَّهُ خَيْرًا وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا قَالَ؟ قَالَ:
رَأَيْتُكَ فِي الْجُمُعَةِ تَلْتَفِتُ، لَا تَفْعَلْ "
(1/99)
63 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي
رَوَّادٍ، قَالَ: «كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ إِذَا رَأَى مِنْ أَخِيهِ شَيْئًا يَأْمُرُهُ
فِي رَفْقٍ، فَيُؤْجَرُ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَإِنَّ أَحَدَ هَؤُلَاءِ
يَخْرِقُ بِصَاحِبِهِ، وَيَسْتَعْقِبُ أَخَاهُ، وَيَهْتِكُ سِتْرَهُ»
(1/100)
64 - حَدَّثَنِي
عُثْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ أَخِي رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: " رَأَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ
رَجُلًا يَفْقَعُ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَزَبَرَهُ وَنَهَرَهُ، فَقَالَ
لَهُ الرَّجُلُ: يَا هَذَا، يَنْبَغِي لِمَنْ قَامَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَمْرٍ
أَنْ يَكُونَ دَلِيلًا، فَبَكَى الْفُضَيْلُ، وَقَالَ: صَدَقْتَ
"
(1/100)
65 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ
بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ عَدِيٍّ الْكِنْدِيَّ،
يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لَنَا، أَنَّهُ سَمِعَ
جَدِّيَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ
بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلَا
يُنْكِرُونَهُ، فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ»
(1/101)
66 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: " كَانَ يُقَالُ: إِنَّ
اللَّهِ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ
الْمُنْكَرُ جِهَارًا، اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ
"
(1/102)
67 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْأَمْرَ
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ إِلَّا لَمْ تُرْفَعْ أَعْمَالُهُمْ،
وَلَمْ يُسْمَعْ دُعَاؤُهُمْ»
(1/103)
68 - حَدَّثَنِي
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ،
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ،
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" إِنَّ قَوْمًا رَكِبُوا الْبَحْرَ فِي سَفِينَةٍ فَاقْتَسَمُوا فَأَصَابَ
كُلُّ رَجُلٍ مَكَانًا، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنْهُمُ الْفَأْسَ فَنَقَرَ مَكَانَهُ،
فَقَالُوا: مَا تَصْنَعُ؟، قَالَ: مَكَانِي أَصْنَعُ بِهِ مَا شِئْتُ، فَإِنْ
أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ نَجَوْا وَنَجَا وَإِنْ تَرَكُوهُ غَرِقُوا وَغَرِقَ،
فَخُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَهْلِكُوا
"
(1/104)
69 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ الْفَضْلِ الْعَتَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ
أَنْعَمَ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ
أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يُقَالُ لَهُ: أَرْمِيَا أَنْ قُمْ بَيْنَ
ظَهْرَانَيْ قَوْمِكَ فَإِنَّ لَهُمْ قُلُوبًا لَا يَفْقَهُونَ بِهَا، وَأَعْيُنًا
لَا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَآذَانًا لَا يَسْمَعُونَ بِهَا، فَسَلْهُمْ كَيْفَ
وَجَدُوا غِبَّ طَاعَتِي؟ وَسَلْهُمْ كَيْفَ وَجَدُوا غِبَّ مَعْصِيَتِي؟
وَسَلْهُمْ هَلْ شَقِيَ أَحَدٌ بِطَاعَتِي؟ أَمْ هَلْ سَعِدَ أَحَدٌ
بِمَعْصِيَتِي؟، إِنَّ الْبَهَائِمَ تَذْكُرُ أَوْطَانَهَا فَتَفَزَعُ إِلَيْهَا
وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ تَرَكُوا الْأَمْرَ الَّذِي (. . .) وَالْتَمَسُوا
الْكَرَامَةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا، أَمَّا مُلُوكُهُمْ فَكَفَرُوا نِعْمَتِي،
وَأَمَّا خِيَارُهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا عَرَفُوا مِنْ حِكْمَتِي،
خَزَنُوا الْمُنْكَرَ فِي صُدُورِهِمْ، وَعَوَّدُوا الْكَذِبَ أَلْسِنَتَهُمْ، فَبِعِزَّتِي
وَجَلَالِي لَأُهَيِّجَنَّ عَلَيْهِمْ جُنُودًا لَا يَعْرِفُونَ وُجُوهَهُمْ،
وَلَا يَفْقَهُونَ أَلْسِنَتَهُمْ، وَلَا يَرْحَمُونَ بُكَاءً لَهُمْ، أُسَلِّطَ
عَلَيْهِمْ مَلِكًا جَبَّارًا قَاسِيًا لَهُ جُنُودٌ كَقِطَعِ السَّحَابِ، كَأَنَّ
حَمْلَ فُرْسَانِهِ كَرُّ الْعِقْبَانِ، وَكَأَنَّ خَفْقَ رَايِاتِهِ أَجْنِحَةُ
النُّسُورِ، فَيَدَعُونَ الْعُمْرَانَ خَرَابًا، وَالْقُرَى وَحْشًا، فَوَيْلٌ
لِأَهْلِ إِيلِيَاءَ وَسُكَّانِهَا، كَيْفَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِمُ السِّبَايَةَ وَأُذِلُّهُمْ
بِالْقَتْلِ، لَأُبَدِّلَنَّهُمْ بَعْدَ لَجْبِ الْأَعْرَاضِ صُرَاخَ الْهَامِ،
وَلَأُبَدِّلَنَّهُمُ بَعْدَ الْعِزِّ الذُّلَّ، وَبَعْدَ الشِّبَعِ الْجُوعَ،
وَلَأَجْعَلَنَّ لُحُومَهُمْ زَحَلًا لِلْأَرْضِ، وَعِظَامَهُمْ ضَاحِيَةً
لِلشَّمْسِ "، فَقَالَ ذَلِكَ النَّبِيُّ: أَيْ رَبِّ، إِنَّكَ لَمُهْلِكٌ
هَذِهِ الْأُمَّةَ، وَمَخَرِّبٌ هَذِهِ الْمَدِينَةَ، وَهُمْ وَلَدُ خَلِيلِكَ
إِبْرَاهِيمَ، وَأُمَّةُ صَفِيِّكَ مُوسَى، وَقَوْمُ نَبِيِّكَ دَاوُدَ، فَأَيُّ
أُمَّةٍ تَأْمَنُ مَكْرَكَ بَعْدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ وَأَيُّ مَدِينَةٍ
تَجْتَرِئُ عَلَيْكَ [ص:106] بَعْدَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ؟، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:
«إِنِّي إِنَّمَا أَكْرَمْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَدَاوُدَ بِطَاعَتِي،
وَلَوْ عَصَوْنِي لَأَنْزَلْتُهُمْ مَنَازِلَ الْعَاصِينَ إِنَّ الْقُرُونَ
قَبْلَكَ كَانُوا يَسْتَخِفُّونَ بِمَعْصِيَتِي حَتَّى كَانَ الْقَرْنُ الَّذِي
أَنْتَ فِيهِ، فَأَظْهَرُوا مَعْصِيَتِي فَوْقَ رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَتَحْتَ
ظِلَالِ الشَّجَرِ، وَفِي بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ
أَمُرْتُ السَّمَاءَ فَكَانَتْ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، وَأَمَرْتُ الْأَرْضَ
فَكَانَتْ صَفْحَةً مِنْ نُحَاسٍ، فَلَا سَمَاءَ تُمْطِرُ، وَلَا أَرْضَ تُنْبِتُ،
فَإِنْ أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ الْجَرَادَ، وَالْجَنَادِبَ، وَالصَّرَاصِرَ،
فَإِنْ حَصَدُوا مِنْهُ شَيْئًا فِي خِلَالِ ذَلِكَ فَأَوْدَعُوهُ بُيُوتَهُمْ،
نُزِعَتْ بَرَكَتُهُ، ثُمَّ يَدْعُونَ فَلَا أَسْتَجِيبُ لَهُمْ»
(1/105)
70 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ:
سَمِعْتُ
الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: " ذُكِرَ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَعْظَمَتْ أُمَّتِي
الدُّنْيَا نُزِعَتْ مِنْهَا هَيْبَةُ الْإِسْلَامِ، وَإِذَا تَرَكْتِ الْأَمْرَ
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ حُرِمَتْ بَرَكَةَ الْوَحْيِ»
(1/107)
71 - قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ،: وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ، سُئِلَ أَيُّ الْأَعْمَالِ
أَفْضَلُ؟ قَالَ: " النُّصْحُ لِلَّهِ، قِيلَ: فَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ،
وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ؟، قَالَ: جُهْدُهُ إِذَا نَصَحَ أَنْ لَا يَأْمُرَ
وَلَا يَنْهَى "
(1/107)
72 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ فَرَجِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَدْخُلُ
الْمَدْخَلَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِيهِ لِلَّهِ فَلَا
يَتَكَلَّمُ، فَلَا يَعُودُ قَلْبُهُ إِلَى مَا كَانَ أَبَدًا» قَالَ يُوسُفُ:
فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ حِينَ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ
هَارُونَ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ سُفْيَانَ؟
(1/107)
73 - حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي هَزَّانَ، قَالَ: " بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ مَلَكَيْنِ إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ أَنْ دَمِّرَاهَا بِمَنْ فِيهَا،
فَوَجَدَا فِيهَا رَجُلًا قَائِمًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ فَعَمَدَ أَحَدُهُمَا
إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّا وَجَدْنَا فِيهَا عَبْدَكَ
فُلَانًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «دَمِّرَاهَا
وَدَمِّرَاهُ مَعَهَا، فَإِنَّهُ مَا مَعَّرَ وَجْهَهُ فِيَّ قَطُّ»
(1/108)
74 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ:
" بَلَغَنِي، أَنَّ مَلَكًا، أُمِرَ أَنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ، فَقَالَ: يَا
رَبِّ، فِيهَا فُلَانٌ الْعَابِدُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ «أَنْ بِهِ
فَابْدَأْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِيَّ سَاعَةً قَطُّ»
(1/108)
75 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرٍو
الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى يُوشَعَ بْنِ
نُونٍ أَنِّي مُهْلِكٌ مِنْ قَوْمِكَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنْ خِيَارِهِمْ،
وَسِتِّينَ أَلْفًا مِنْ شِرَارِهِمْ، قَالَ: يَا رَبِّ، هَؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ،
مَا بَالُ الْأَخْيَارُ؟، قَالَ: «إِنَّهُمْ لَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي، وَكَانُوا
يُؤَاكِلُونَهُمْ وَيُشَارِبُونَهُمْ»
(1/109)
76 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
سَعْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي
الْهُذَيْلِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ
الْخَطِيئَةَ، قَالَ: يَا رَبِّ، اغْفِرْ لِي، قَالَ: قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ، وَأَلْزَمْتُ عَارَهَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: كَيْفَ يَا رَبِّ؟، وَأَنْتَ الْحَكَمُ
الْعَدْلُ لَا تَظْلِمُ أَحَدًا، أَعْمَلُ الْخَطِيئَةَ وَتُلْزِمُ عَارَهَا
غَيْرِي؟، فَأَوْحَى اللَّهُ: يَا دَاوُدُ، إِنَّكَ لَمَّا اجْتَرَأْتَ
عَلَيَّ بِالْمَعْصِيَةِ، لَمْ يُعَجِّلُوا عَلَيْكَ بِالنَّكِيرِ
"
(1/109)
77 - حَدَّثَنِي
دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
دِينَارٍ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ: قُلْ لِقَوْمِكَ: لَا يَدْخُلُوا مَدْخَلَ أَعْدَائِي، وَلَا
يَطْعَمُوا مَطَاعِمِ أَعْدَائِي، وَلَا يَرْكَبُوا مَرَاكِبَ أَعْدَائِي،
فَيَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي "
(1/110)
78 - حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ بَنِي
إِسْرَائِيلَ لَمَّا طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ،
فَاخْتَرَعُوا كِتَابًا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ فَاسْتَهْوَتْهُ قُلُوبُهُمْ،
فَاسْتَحْلَتْهُ أَلْسِنَتُهُمْ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى نَدْعُوَ النَّاسَ
إِلَى كِتَابِنَا هَذَا، فَمَنْ تَابَعَنَا تَرَكْنَاهُ، وَمَنْ خَالَفَنَا قَتَلْنَاهُ،
فَقَالُوا: انْظُرُوا فُلَانًا، فَإِنْ تَابَعَكُمْ فَلَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْكُمْ
أَحَدٌ، وَإِنْ خَالَفَكُمْ فَاقْتُلُوهُ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ فَدَخَلَ
مَنْزِلَهُ، فَأَخَذَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ فَجَعَلَهُ فِي قَرَنٍ، ثُمَّ
تَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ، فَأَتَاهُمْ فَقَرَءُوا عَلَيْهِ كِتَابَهُمْ،
فَقَالُوا: تُؤْمِنُ بِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ؟ فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أُؤْمِنُ
بِهَذَا الْكِتَابِ، وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ
يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ، فَجَاءَ إِخْوَانٌ مِنْ إِخْوَانِهِ فَنَبَشُوهُ
فَوَجَدُوا ذَلِكَ الْكِتَابَ فِي ذَلِكَ الْقَرَنِ، فَقَالُوا: كَانَ إِيمَانُهُ
فِي هَذَا الْكِتَابِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: فَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى سَبْعِينَ
فِرْقَةً، فَأَهْدَاهُمْ فِرْقَةُ أَصْحَابِ ذِي الْقَرَنِ، فَقَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ: يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَرَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ
فِيهِ غَيْرَ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ
"
(1/111)
79 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّازِيُّ
الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ صَفْوَانَ الْمُزَنِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، يَقُولُ: " نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَأْمُرَ، النَّاسَ
بِالْبِرِّ وَنَنْسَى أَنْفُسَنَا، وَتَلَا {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] "
(1/112)
80 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ:
" آمُرُ السُّلْطَانَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ:
إِنْ خِفْتَ أَنْ يَقْتُلَكَ فَلَا، قَالَ: ثُمَّ عُدْتُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ
ذَلِكَ، ثُمَّ عُدْتُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ
فَاعِلًا فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ "
(1/113)
81 - حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ عَلَيْهِ
سُلْطَانٌ فَأَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ نَزَعَ اللَّهُ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ
عُنُقِهِ حَتَّى يَعُودَ فَيَكُونَ فِيمَنْ يُعِزُّهُ»
(1/114)
82 - " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا
يَغْلِبُونَا عَلَى ثَلَاثٍ: أَنْ نَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَنْهَى عَنِ
الْمُنْكَرِ، وَنُعَلِّمَ النَّاسَ السُّنَنَ "
(1/114)
83 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ أَبُو عُمَرَ، عَنْ قَيْسِ
بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ
الْحَكَمِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَأَخْرَجَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ: يَا مَرْوَانُ، يَا مَرْوَانُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ،
فَأَنْصَتَ وَاشْرَأَبَّ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: خَالَفْتَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجْتَ مِنْبَرَهُ وَلَمْ يَكُ يُخْرَجُ،
وَقَدَّمْتَ الْخُطْبَةَ وَإِنَّمَا الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ
رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَضَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ هَذَا مَا عَلَيْهِ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى
مُنْكَرًا فَلْيُنْكِرْهُ بِقَلْبِهِ» ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الْمُتَكَلِّمُ؟
فَقَالُوا: هَذَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
(1/115)
84 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الدَّارِمِيُّ الرَّازِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا كَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ
وَطَغَتْ نِسَاؤُكُمْ؟» قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لِكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ:
«نَعَمْ، وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ» ، قَالُوا: فَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟،
قَالَ: «لَا تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» ،
قَالُوا: وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ،
وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ» ، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «لَا
تَعْرِفُونَ الْمَعْرُوفَ، وَلَا تُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ» ، قَالُوا: وَإِنَّ
ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟، قَالَ: «نَعَمْ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ» ، قَالَ:
«يَكُونُ الْمَعْرُوفُ فِيكُمْ مُنْكَرًا، وَيَكُونُ الْمُنْكَرُ فِيكُمْ
مَعْرُوفًا»
(1/116)
85 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
زُبَيْدٍ، قَالَ: «رَأَى جَدِّي زُبَيْدٌ بِيَدِ جَارِيَةٍ مِنَ الْحَيِّ دُفًّا
فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى كَسَرَهُ»
(1/117)
86 - وَقَالَ:
«رَأَيْتُ جَدِّيَ زُبَيْدًا، رَأَى غُلَامًا مَعَهُ زَمَّارَةً مِنْ قَصَبٍ،
فَأَخَذَهَا فَشَقَّهَا»
(1/117)
87 - حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
" بَيْنَا حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَّكِئٌ عَلَى سَرِيرِهِ،
إِذْ رَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يُغَامِزُ النِّسَاءَ، فَقَالَ:
مَهْلًا
يَا بُنَيَّ كَهَيْئَةِ التَّعْذِيرِ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ أَتَتْهُ
الْعُقُوبَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصُرِعَ عَنْ سَرِيرِهِ، وَانْقَطَعَ
نُخَاعُهُ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ، وَقِيلَ لَهُ: هَكَذَا غَضِبْتَ لِي،
اذْهَبْ فَلَا يَكُونُ مِنْ جِنْسِكَ خَيْرٌ أَبَدًا "
(1/117)
88 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامَةَ الْبَكْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ مُرَادٍ، قَالَ:
" دَخَلْنَا عَلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ، فَقَالَ: يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ
قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِحَقِّ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ طَرِيقًا، وَاللَّهِ إِنَّا
لَنَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَتَتَّخِذُونَا أَعْدَاءً،
وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُسَّاقِ أَعْوَانًا، حَتَّى رَمَوْنِي
بِالْعَظَائِمِ، وَاللَّهِ لَا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ مِنْ أَنْ أَقُومَ لِلَّهِ
بِحَقٍّ "
(1/118)
89 - حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: " قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ:
آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: مُرْ مَنْ يَقْبَلُ
مِنْكَ "
(1/118)
90 - حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " قَالُوا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ: تَأْمُرُ مَنْ لَا يَقْبَلُ مِنْكَ؟، قَالَ:
يَكُونُ مَعْذِرَةً "
(1/119)
91 - حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«سَتُغَرْبَلُونَ حَتَّى تَصِيرُوا فِي حُثَالَةٍ فِي قَوْمٍ قَدْ مَرِجَتْ
عُهُودُهُمْ، وَخَرِبَتْ أَمَانَاتُهُمْ» ، قَالَ: فَكَيْفَ بِنَا؟ قَالَ:
تَعْرِفُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتُنْكِرُونَ مَا تُنْكِرُونَ
"
(1/120)
92 - قَالَ
أَبُو بَكْرٍ،: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
ذَلِكَ الْمَجْلِسِ يَقُولُ: " مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِذُلٍّ، وَلَا قَرَّ قَوْمٌ الْمُنْكَرَ
بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ، وَمَا بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ أَنْ يَعُمَّكُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا أَنْ تَتْلُوا
هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ
عَلَى غَيْرِ أَمْرٍ بِمَعْرُوفٍ وَلَا نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] "
(1/120)
93 - حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
مِنْدَلٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَى
عَنِ الْمُنْكَرِ»
(1/121)
94 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ طَرِيفٍ
الْمَعْوَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ، قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمُ الْيَوْمَ
عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ، وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ:
سَكْرَةُ الْعَيْشِ، وَسَكْرَةُ الْجَهْلِ، وَسَتُحَوَّلُونَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ،
يَفْشُو فِيكُمْ حُبُّ الدُّنْيَا، فَإِذَا كُنْتُمْ كَذَلِكَ لَمْ تَأْمُرُوا
بِالْمَعْرُوفِ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَمْ تُجَاهِدُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، أَلَا إِنَّ الْقَائِمِينَ يَوْمَئِذٍ بِالْكِتَابِ فِي السِّرِّ
وَالْعَلَانِيَةِ كَالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ
"
(1/122)
95 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ «مَنْ كَانَ لَهُ جَارٌ يَعْمَلُ
بِالْمَعَاصِي فَلَمْ يَنْهَهُ فَهُوَ شَرِيكُهُ»
(1/123)
96 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " أَوْحَى
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ
قُلَ لِقَوْمِكُ: لَا يَدْخُلُوا مَدْخَلَ أَعْدَائِي، وَلَا يَطْعَمُوا مَطَاعِمَ
أَعْدَائِي، وَلَا يَلْبَسُوا مَلَابِسَ أَعْدَائِي، وَلَا يَرْكَبُوا مَرَاكِبَ
أَعْدَائِي، فَيَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي
"
(1/123)
97 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ:
سَمِعْتُ
مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: " أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا عِيسَى، عِظْ نَفْسَكَ، فَإِنِ
اتَّعَظْتَ فَعِظِ النَّاسَ، وَإِلَّا فَاسْتَحَي مِنِّي "
(1/124)
98 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ:
«إِذَا كُنْتَ مِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَكُنْ مِنْ آخِذِ النَّاسِ بِهِ
وَإِلَّا هَلَكْتَ، وَإِذَا كُنْتَ مِمَّنْ يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَكُنْ مِنْ أَتْرَكِ
النَّاسِ لَهُ وَإِلَّا هَلَكْتَ»
(1/124)
99 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، قَالَ:
" بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «إِنِّي أَنَا اللَّهُ، تَسَمَّيْتُ بِشَدِيدِ
الْغَضَبِ، لَآخُذَنَّ مُطِيعَكُمْ بِعَاصِيكُمْ حَتَّى لَا أُعْصَى عَلَانِيَةً
بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ»
(1/125)
100 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ
شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الرِّيِّ، قَالَ: " كُنْتُ عَرِيفًا فِي زَمَنِ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَمَرَنَا بِأَمْرٍ، ثُمَّ قَالَ: فَعَلْتُمْ مَا
أَمَرْتُكُمْ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَيُسَلَّطَنَّ
عَلَيْكُمُ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى فَلَيَطَؤُنَ رِقَابَكُمْ
"
(1/125)
101 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْبَلَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا
يَأْتِي عَلَى النَّاسِ الزَّمَانُ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ»
(1/126)
102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ
الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةَ، تَسْلِيمُهُ
عَلَى مَنْ لَقِيَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُهُ عَنِ
الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُهُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ،
وَبِضْعَةُ أَهْلِهِ صَدَقَةٌ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَأْتِي شَهْوَةً
وَتَكُونُ لَهُ صَدَقَةً، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ وَضَعَهَا فِي غَيْرِ حَقِّهَا،
كَانَ يَأْثَمُ؟» ، قَالَ: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ رَكْعَتَانِ مِنَ
الضُّحَى»
(1/127)
103 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ، عَنْ
عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَحْسَبُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ
يَذُوبُ فِيهِ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ» ، قِيلَ:
مِمَّ ذَاكَ؟، قَالَ: «مِمَّا يَرَى مِنَ الْمُنْكَرِ لَا يَسْتَطِيعُ يُغَيِّرُهُ»
(1/128)
104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "
أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَلَا أَقُومُ إِلَى هَذَا السُّلْطَانِ
فَآمُرُهُ وَأَنْهَاهُ؟ قَالَ: «لَا تَكُنْ لَهُ فِتْنَةً» قَالَ: أَفَرَأَيْتَ
إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، قَالَ: «ذَاكَ الَّذِي
تُرِيدُ، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلًا»
(1/128)
105 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ
حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ،
قَالَ: " أَتَيْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَنَزَةَ الْعَنْبَرِيَّ - قَالَ جَعْفَرٌ:
وَهُوَ جَدُّ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ عَنَزَةَ -
فَوَافَقْتُ عِنْدَهُ مِرْدَاسًا أَبَا بِلَالٍ، وَنَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ، وَعَطِيَّةَ
بْنَ الْأَسْوَدِ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ مِرْدَاسٌ أَبُو بِلَالٍ فَذَكَرَ
الْإِسْلَامَ - قَالَ الْحَسَنُ: فَمَا سَمِعْتُ نَاعِتًا لِلْإِسْلَامِ كَانَ
أَبْلَغَ مِنْهُ - ثُمَّ ذَكَرَ السُّلْطَانَ فَنَالَ مِنْهُمْ، وَذَكَرَ مَا
أَحْدَثَ النَّاسُ، ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ
فَذَكَرَ الْإِسْلَامَ فَوَصَفَهُ فَأَحْسَنَ، وَذَكَرَ السُّلْطَانَ فَنَالَ
مِنْهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عَطِيَّةُ بْنُ
الْأَسْوَدِ فَذَكَرَ الْإِسْلَامَ فَوَصَفَهُ فَأَحْسَنَ، وَلَمْ يَبْلُغْ مَا
بَلَغَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ، وَذَكَرَ السُّلْطَانَ فَنَالَ مِنْهُمْ، ثُمَّ
ذَكَرَ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ، قَالَ: فَقَالَ قُدَامَةُ بْنُ عَنَزَةَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ:
سَانِدْنِي، فَقَالَ: إِخْوَانِي، كُلُّ الَّذِي قُلْتُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ
أَعْرِفُ مِنْهُ مِثْلَ مَا تَعْرِفُونَ، وَأُنْكِرُ مِنْهُ مَا تُنْكِرُونَ،
وَأَنَا مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ تُشْهِرُوا عَلَيْنَا
السِّلَاحَ، فَإِذَا شَهَرْتُمْ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَأَنَا مِنْكُمْ بَرِيءٌ
"
(1/129)
106 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي يَحْيَى السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا
أَبُو الْجَوَّابِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: " كَتَبَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِلَى
ابْنِ شُبْرُمَةَ يَحُضُّهُ وَيَحُثُّهُ عَلَى الْجِهَادِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
[البحر
البسيط]
الْأَمْرُ
يَا عَمْرُو بِالْمَعْرُوفِ نَافِلَةٌ ... وَالْقَائِمُونَ بِهِ لِلَّهِ أَنْصَارُ
وَالتَّارِكُونَ
لَهُ عَجْزًا لَهُمْ عُذْرٌ ... وَاللَّائِمُونَ لَهُمْ يَا عَمْرُو أَشْرَارُ
الْأَمْرُ
وَالنَّهْيُ لَا بِالسَّيْفِ يُشْهِرُهُ ... عَلَى الْخَلِيفَةِ إِنَّ الْقَتْلَ
إِضْرَارُ "
(1/130)
107 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْوَلِيُّ الْعَطَّارُ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟، قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا
لَا يُطِيقُ»
(1/131)
108 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ يَزِيدَ
الرَّقِّيِّ، قَالَ: " قُلْتُ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ:
أَرَأَيْتَ
إِنْ رَأَيْتُ شُرْطِيًّا أَوْ مُسَلَّحًا أَوْ سُلْطَانًا يَظْلِمُ، أَنْهَاهُ؟،
قَالَ: إِنْ قَدَرْتَ فَافْعَلْ، قُلْتُ: أَمَّا الكَلَامٌ (. . . . . .) ،
وَلَكِنْ أَخَافُ الْعَاقِبَةَ، قَالَ: إِنْ قَدَرْتَ عَلَى أَنْ تَدْفَعَ عَنْ
نَفْسِكَ فَتَكَلَّمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُدْخِلَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
ضَرَرًا، وَلَا آمُرُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ وَتُدْخِلَ عَلَى أَهْلِكَ وَجِيرَانِكَ
وَمَنْ يَعْرِفُكَ الْخَوْفَ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ جِيرَانِكَ مَنْ لَيْسَتْ
لَهُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ فَتُدْخِلَ عَلَيْهِ الْخَوْفَ فَتَضِيعُ عِيَالُهُ،
وَلَعَلَّ كَلَامَكَ لَا يَكُونُ مَنْفَعَةً لِلْمُسْلِمِينَ، تُلْقِي كَلِمَةً
ثُمَّ تُلْقِي بِيَدِكَ فَتُوضَعُ فِي عُنُقِكَ فَيُصنَعْ بِكَ مَا تُقْدِمُ
عَلَيْهِ "
(1/133)
109 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
" سَأَلْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ عَنِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، قَالَ: لَيْسَ
هَذَا زَمَانَ كَلَامٍ، هَذَا زَمَانُ بُكَاءٍ وَتَضَرُّعٍ، وَاسْتِكَانَةٍ وَدُعَاءٍ
لِجَمِيعِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ أُوثِقْتَ
فِي رِجْلِكَ فِي هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى أَسْفَلِ الرُّكْبَةِ - جَزِعْتَ
وَلَمْ تَصْبِرْ، وَلَوِ ابْتُلِيتَ لَكَفَرْتَ، قَدِ ابْتُلِيَ قَوْمٌ فَكَفَرُوا
مِنَ الشِّدَّةِ "
(1/134)
110 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْفَيْضِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: «أَنَا لَا، أَنْهَى
إِنْ (. . . . . .) ، إِنَّمَا أَخَافُ أَنْ يُبْتَلَى فَلَا يَصْبِرُ»
(1/134)
111 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ
الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: " وَعَظَ سَيَّارٌ أَبُو تُرَابٍ أَمِيرًا كَانَ
بِالْمَدِينَةِ فَحُبِسَ، فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْحَجِّ بَعَثَ إِلَى خَالِصَةَ،
فَكَلَّمَتْ لَهُ الْوَالِيَ فَخَرَجَ، فَبَلَغَ الْخَبَرَانِ كِلَاهُمَا
الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ سَيَّارٌ، فَلَمَّا قَدِمَ مِنْ
مَكَّةَ جَاءَ إِلَى الْفُضَيْلِ، فَلَمَّا رَآهُ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: هِيهِ
وَمَا عَلَيْكَ لَوْ فَاتِكَ الْحَجُّ، أَمَا بَلَغَكَ مَا لَقِيَ يُوسُفُ عَلَيْهِ
السَّلَامُ حِينَ اسْتَشْفَعَ بِغَيْرِهِ، قَالَ: فَصَاحَ سَيَّارٌ ثُمَّ
انْقَلَبَ، قَالَ: وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْفُضَيْلِ،
فَجَعَلُوا يَلْحَظُونَهُ بِأَبْصَارِهِمْ، قَالَ الْفُضَيْلُ: أَيُّ شَيْءٍ
تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ لَمَا عَجِبْتُ مِنْهُ
"
(1/135)
112 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ،
فَبِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ غَيْرَ أَنْ
يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ»
(1/136)
113 - حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
" ذَكَرُوا شَيْئًا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ قُرَّةَ فَتَكَلَّمُوا فِيهِ،
وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ سَاكِتٌ، فَقَالُوا: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا
أَبَا بَحْرٍ؟، قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ، وَأَخْشَاكُمْ إِنْ
صَدَقْتُ "
(1/136)
114 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَدِمَ " الْحَجَّاجُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ
وَافِدًا وَمَعَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، فَسَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ
مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ،: إِنْ صَدَقْنَاكُمْ قَتَلْتُمُونَا،
وَإِنْ كَذَبْنَاكُمْ خَشِينَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ،
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: لَا تَعْرِضْ لَهُ، فَنَفَاهُ إِلَى السِّنْدِ،
وَكَانَ يَذْكُرُ مِنْ بَأْسِهِ "
(1/137)
115 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
" كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَأْتِي الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَعَدَ عَنْهُمْ، قَالَ:
فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ، قَالَ: أَكْرَهُ إِنْ تَكَلَّمْتُ أَنْ يَرَوْا
أَنَّ مَا بِي غَيْرُ الَّذِي بِي، وَإِنْ سَكَتُّ رَهِبْتُ أَنْ آثَمَ
"
(1/137)
116 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي جُنْدُبٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «جَاهِدُوا الْمُنَافِقِينَ بِأَيْدِيكُمْ،
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَبِأَلْسِنَتِكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا إِلَّا
أَنْ تَكْفَهِرُّوا فِي وُجُوهِهِمْ فَاكْفَهِرُّوا»
(1/138)
117 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ -:
لَوْ غَشِيتَ هَذَا السُّلْطَانَ؟، قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَشْهَدَ مَشْهَدًا
يُدْخِلُنِي النَّارَ "
(1/138)
118 - حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَاجِيَةَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ يُونُسَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي حَبِيبَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «لَوْ أَنَّ الْمَرْءَ،
لَا يَعِظُ أَخَاهُ حَتَّى يُحْكِمَ أَمْرَ نَفْسِهِ، وَيُكْمِلَ الَّذِي خُلِقَ
لَهُ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، إِذَنْ لَتَوَاكَلَ النَّاسُ الْخَيْرَ، وَإِذَنْ
يُرْفَعُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقُلِ
الْوَاعِظُونَ وَالسَّاعُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالنَّصِيحَةِ فِي الْأَرْضِ»
(1/139)
119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَضَرَ
مَعْصِيَةً فَكَرِهَهَا فَكَأَنَّهُ غَابَ عَنْهَا، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا
فَأَحَبَّهَا فَكَأَنَّهُ حَضَرَهَا»
(1/140)
120 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ،
قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا حُذَيْفَةُ فَقَالَ: أَتَاكُمُ الْخَبَرُ؟
قُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هَلَكَ عُثْمَانُ، قُلْنَا: هَلَكْنَا وَاللَّهِ إِذَنْ، قَالَ: إِنَّكُمْ
لَمْ تَهْلِكُوا، إِنَّمَا تَهْلِكُونَ إِذَا لَمْ يُعْرَفْ لِذِي شَيْبَةٍ
شَيْبَتُهُ، وَلَا لِذِي سِنٍّ سِنُّهُ، وَصِرْتُمْ تَمْشُونَ عَلَى الرَّكَبَاتِ
كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ حَجَلٍ، لَا تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا تَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ "
(1/141)
121 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو
الدَّرْدَاءِ: «إِنِّي لَآمُرُكَ بِالْأَمْرِ وَمَا أَفْعَلُهُ، وَلَكِنْ أَرْجُو
أَنْ أُؤْجَرَ فِيهِ»
(1/142)
122 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
رِئَابٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَدُورُ فِي النَّارِ مِثْلَمَا يَدُورُ
الْحِمَارُ فِي الرَّحَى، إِذْ نَادَاهُ أَهْلُ النَّارِ: وَيْلَكَ مَا لَنَا
نَرَاكَ تُعَذَّبُ عَذَابًا لَا يُعَذَّبُهُ أَحَدٌ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ آمُرُ
بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَعْمَلُ بِهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَعْمَلُ بِهِ
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق